البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تهديدات حماس- حزب الله، مغزى وأصداء

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3231


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك من اعترض على حديث حماس السياسي والعسكري، عن شبكة الأنفاق والتهديد بها، وهي تلك التي قامت بتشييدها وسواء المثبّتة في بطن القطاع أو المتجهة إلى إسرائيل، باعتبارها من إنجازات المقاومة، وقد يكون للمعترضين مبررات، ترتكز على أنها من الأسرار العسكرية التي لا يجوز الكشف عنها، وعلى أن الحديث بشأنها لا يعدو كونه حالة من التسيّب الأمني والفلتان الإعلامي، وبالتالي إعطاء ذريعة مسبقة لإسرائيل، باتجاه تشغيل حرب مجنونة ضد القطاع وبلا أي تمييز.

وبنفس الصيغة – تقريباً- واجه الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" اعتراضات، بشأن إعلانه خلال خطابه الأسبوع الفائت، عن أن لدى حزبه القدرة (تُماثل قنبلة نووية) على ضرب حاويات الأمونيا الكبيرة المتواجدة في المنطقة الصناعية في خليج حيفا، في حال اندلاع حرب جديدة، وهناك مبررات أيضاً، بأن لا يجوز الكشف عن قوّة الحزب الصاروخية، أو إعطاء إسرائيل الفرصة لتفادي أي مخاطر محتملة، أو عن خشية من أن يكون الإعلان عنها والحديث بشأنها، حافزاً أمام إسرائيل لاكتساب المزيد من الإدانات الدوليّة ضد تلك التهديدات.
ربما نجمت تلك الاعتراضات عن تسرعٍ وعجلة، باعتبار أن التهديدات لم تكن جزافاً، أو من غير هدف، بل جاءت عن قصد وإصرار، وسواء من حماس أو "نصر الله" وذلك رغبةً في إذكاء الحرب النفسيّة باتجاه إسرائيل، فبالنسبة لحماس فإن التحدث حول الأنفاق وبإسهاب غير مُمل، يأتي ترتيباً على اعتقادها بأنها هي الرابحة في هذا المجال، بسبب أن الإسرائيليين (ككل)أكثر عرضة للتأثّر بها من العرب والفلسطينيين، وفي ضوء أن بات لديهم، بأن الأنفاق الواصلة إلى أسفل مخادعهم، ماهي إلاّ مصانع للسلاح ومسارات للمقاومة، وأماكن آمِنة للمحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.

وهي – الأنفاق- وإن تمّ العلم عن بداياتها، فلا أحد يعلم بمساراتها، ولا إلى أين تنتهي، والتقدير نفسه ينطبق على حزب الله، الذي قصد ردع إسرائيل عن شن أي حرب، من خلال تهديده باستهداف حاويات الأمونيا، باعتبارها أقرب وأبلغ أثراً لدى الإسرائيليين من استهداف منصات الغاز في عرض البحر.

أي كيان قائم، وسواء كان دولة أو أي جهة تُواجه مشكلات عدائية، تمنح حيّزاً ما للحرب النفسية، وإن كان بنسبٍ مختلفة تهبط وتصعد تبعاً للقوّة التي تملكها، والوقت وكميّة الحاجة إلى تلك الحرب، وخاصة بالنظر إلى فاعليتها، والتي غالباً ما تفيض عن الحرب العسكرية ذاتها، بحيث تحول دون اندلاع النار بين أطراف كانت على شفا الهاوية، وتضع حداً للنار المشتعلة.

اعتمدت إسرائيل منذ نشأتها على الحرب الدعائية، وعلى المستويين السياسي والعسكري، حيث داومت على تنبيه العرب والفلسطينيين وجهات مُعادية أخرى، إلى قوّة الردع التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، واستمرّت على التهديد بتطبيقها على الأرض، في مُقابل احتوائها المواقف والتهديدات العربية التي تنطلَق باتجاهها.

وكانت شهدت الفترة الماضية المزيد من التهديدات الإسرائيلية، لأغراض نفسية، تُوحي بأنها على استعدادٍ للقيام بتهديم ما تبقى من قطاع غزة في حال اضطرت إلى ذلك، أو تلك التي تهتم بشأن شن حرب غير مسبوقة، ضد الأراضي اللبنانية، وخاصة ضد منطقة الضاحية الجنوبية في قلب العاصمة بيروت، باعتبارها مركز تنظيم حزب الله، حيث يضم كبار قادته ومؤسساته السياسية ووسائله الإعلاميّة.

حتى هذه الأثناء، فقد أفاض وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" ورئيس أركانه "غادي آيزنكوت" وقياديين آخرين، بالحديث عن أن الجيش الإسرائيلي، يمتاز بقوة ردعٍ فائقة، تُمكّنه من غير جهدٍ يُذكر، التهام أي أعمال عسكرية عدائية، ومن ثم تحقيق النصر، ما يعني أن على المقاومة، وسواء في الشمال (حزب الله) أو في الجنوب (حماس) المحافظة على الهدوء.

برغم قوّة الردع التي تحدّثوا عنها، والظهور بعدم الانشغال كثيراً بالتهديدات المُستلمة، إلاّ أن تأثيراتها بدت بالغة، فبالإضافة إلى التأثيرات النفسية الكبيرة التي غمرتهم قبل طوافها أنحاء إسرائيل، جعلتهم يُفكرون جدّيّاً، بإيقاف أو تبطيئ أي نوايا عدوانية، وسواء ضد القطاع، أو ضد الأراضي اللبنانية، حيث يتعذّر القيام بعمل عدائي باتجاه القطاع، طالما لم تجد مسألة الأنفاق حلولاً ناجعة للقضاء عليها.

كما أن التهديد باستهداف الحاويات، أصبح بمثابة الرباط الذي أوثق أيديهم إلى خلف ظهورهم، من القيام بمغامرة عسكرية ضد الأراضي اللبنانية أو ضد التنظيم على الأقل، وفي ضوء تعوّدهم على صدقيّة التهديدات التي يقوم بالإعلان عنها "نصر الله"، حيث اضطرّوا لأن يُفكّروا كـ (مبدأ أمان)، بنقل تلك الحاويات – وربما غيرها - إلى أماكن بعيدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فتح، حزب الله، السلطة الفلسطينية، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بوادي، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، عراق المطيري، عمر غازي، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، كريم فارق، محمد الياسين، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، يحيي البوليني، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، محمد يحي، عبد الله زيدان، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، مصطفي زهران، د- محمد رحال، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، محمود سلطان، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، صلاح الحريري، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، محمد شمام ، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، علي الكاش، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، فهمي شراب، تونسي، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، أحمد ملحم، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، سلام الشماع، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة