البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

منهج المؤرخين المسلمين في التأليف

كاتب المقال العوض عبد الهادي العطا   
 المشاهدات: 8509



‏"...يقول "مورو بيرجر" في كتابه العالم العربي المعاصر: إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجاً عن ‏وجود البترول بغزارة عند العرب بل بسبب الإسلام، يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب... " ‏

إن الدارس للتاريخ من مصادره الأولية، والذي يقارن ذلك بالدراسات التي طرأت حديثاً أو في فترات تاريخية متعاقبة، يجد ‏أن هناك دراسات وأبحاثاً وخاصة كتابات الغربيين ورجال الكنسية ومن تأثر بهم من الكتاب المحدثين، يلاحظ أن حقائق في ‏التاريخ الإسلامي وأحداثه ومرتكزاته قد أصيبت بالخدش والتجريح، أحياناً في محاولة لاستقراء أحداث التاريخ الإسلامي ‏ووضع افتراضات خاصة للوصول إلى نتائج معينة قد يكون من بينها التأثير على الأحداث الهامة التي كونت التاريخ ‏والتراث الإسلامي بصفة عامة، ولعل مصدر ذلك راجع إلى تأثر بعض ممن يكتبون في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية ‏بآراء ووجهات نظر لمؤرخين أجانب أو مستشرقين. ‏

فعندما خرجت جيوش الإسلام تحمل لواء الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية في جهادها لنشر الإسلام على عهد ‏الخليفة أبي بكر الصديق، كان الدافع الرئيسي هو الجهاد في سبيل الله، ذلك الجهاد الذي بدأه الرسول الكريم - صلى الله عليه ‏وسلم - عندما أرسل الكتب إلى كبار الملوك والأباطرة حينذاك يعرض عليهم اعتناق الإسلام، وشرع في إعلاء كلمة الله. ‏

وكان أبو بكر الصديق، قد نادى المسلمين عند بيعته العامة للجهاد باعتباره ركناً أساسياً لنشر الدين الإسلامي وذلك حين قال ‏في خطبته المشهورة ".. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل... "[1]. ورغم ذلك يشير بعض الكتاب بأن هذه ‏الفتحات لا تعدوا أن تكون امتدادا لموجات الهجرات السامية السابقة إلى مناطق الهلال الخصيب وأن هدف هذه الهجرات ‏اقتصادي وذلك بالتحرك من مناطق مجدبة إلى مناطق أكثر خصوبة، ويذكرون آراء ليدعموا بها نظرية العامل الاقتصادي ‏في هذه الفتحات ولا يعطون الهدف الحقيقي من هذه الفتحات الوزن الكافي له. ‏

الواقع أن اهتمام المؤرخين الغربيين والمستشرقين في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية كبير، ولكنه يأخذ منطلقات خاصة، ‏وقد اهتموا بالكتابة في هذه الموضوعات وتحليل أحداثها وسرد تواريخها ولكن لما كانت خلفيتهم العلمية قائمة على دراسات ‏علمانية ومرتكزات مسيحية أو يهودية، فإن اهتمامهم بتاريخ الإسلام لا يمكن فصله عن هذه الخلفيات، فضلاً عن أن ‏الدارس لتاريخ معين أو لتراث معين لكي يقدم حقائقه متكاملة لابد أن يكون قد تشربه ونشأ في محيطه حتى يدرك كثيراً من ‏حقائقه التي لا تؤخذ بالعلمية المجردة ولذلك تجد الفارق كبيراً بين كتابات هؤلاء وما خطه المؤرخون المسلمون، ذلك إن ‏اهتمام الباحث الغربي في تاريخ الإسلام تناول الأحداث كحقائق علمية مجردة فتأثرت تخريجاته واستنتاجاته إلى حد بعيد ‏بخلفية نشأته العلمية والحضارية ولذلك فهو لا يهتم بالقضايا ذات الخصوصية لدى المسلمين والتي لا يكون الخوض فيها ‏لائقاً من ناحية مكانة أصحابها وخاصة ما يتعلق بشخصية الرسول الكريم عليها أفضل الصلاة وأتم التسليم وأصحابه ‏الميامين. ‏

كذلك فإن كثيراً من الباحثين والدارسين من المسلمين في العصر الحديث اهتموا بالكتابة في مجلات عسكرية وسياسية ومن ‏قام بدراسة الحضارة الإسلامية تناولها في بعض الأحيان من وجهة نظر الخاصة، وقد قرأت لكتاب يكتب في تاريخ الخلفاء ‏الراشدين، يتحدث عن الجيوش الإسلامية بأنها جيوش عربية وكيف أنها حققت انتصارات على الفرس والروم، ولم يتناول ‏الموضوع من زاوية الإسلام التي هي أكثر شمولاً ومن أجلها خرج أولئك المجاهدون رغم أنه تخصص في التاريخ وأصبح ‏مسئولاً في كتابة التاريخ الإسلامي وحسب. ‏

في حين أن بعض المؤرخين المسلمين القدامى قد خصص كتابات في الحضارة الإسلامية أوردوها من خلال كتاباتهم أو ‏أفردوا لها أبحاثاً مستقلة تناول فيها عصراً من العصور ومنهم من كتب في حضارة الإسلام بصفة عامة من هؤلاء المؤرخ ‏الإسلامي المقريزي (766-845 هـ)[2]. ‏

في الوقت الذي اهتم فيه كثير من المؤرخين الغربيين بحضارة الإسلام وصنفوا فيها المؤلفات مثل جوستاف لوبون في ‏حضارة العرب وآدم متز في الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري وجب وباون في كتابهما المجتمع الإسلامي ‏والغربي (1937). ‏

ويقودنا هذا المفهوم إلى أسلوب المؤرخين القدامى والذين حفظوا التراث الإسلامي وتولوا مسألة صيانته ونقله بالأمانة ‏والدقة العلمية، فالمؤلف حينذاك يتناول أحداث التاريخ بتفاصيلها ويسردها كاملة دون أن يكثر من إبداء الرأي حولها تاركاً ‏ذلك لمن يأتي بعده، فالطبري (310هـ) مثلاً في كتابه الشهير تاريخ الرسل والملوك، يتناول بالسند الحقيقة التاريخية وهذه ‏بالطبع مهمة شاقة للغاية لكنها دقيقة أيضا ومن ثم جاء كتابه متكاملا اعتمد عليه شيوخ المؤرخين فيما بعد. ‏

وينطبق مثل ذلك على ابن الأثير (630هـ) في الكامل في التاريخ وابن كثير (774 هـ) في البداية النهاية، فكلاهما تناول ‏أحداث التاريخ بالسنوات وعرض فيها ما جد من أحداث. ولأن هؤلاء تناولوا الموضوعات بهذه الطريقة فقد عرف المؤرخ ‏حينذاك بالإخباري الذي ينقل الخبر الحقيقي دون أن يزيد عليه أو يضفي شيئًا من تعليقه إلا ما رآه من تضارب في الروايات ‏السابقة عن الحدث نفسه وترجيحه للصواب من حسب تقدريه له. ‏

ولذلك فقد حفظ لنا شيوخ المؤرخين من السلف الطيب وكتاب السيرة النبوية التراث الإسلامي الخالد طاهراً نقياً. فإن تنقيح ‏ابن هشام لسيرة ابن إسحاق التزام بالمنهج العلمي الدقيق، فقد اهتم بتدقيق الرواية والسند الصحيح ولم ينقل كل ما ورد فيها ‏خاصة ما اعتقد أنه من الأساطير أو الخرافات، ولعل هذا ما جعله يحذف كثيراً من الأخبار والأشعار عند تقويمه لسيرة ابن ‏إسحاق فهو يقول في منهجه لعرض السيرة النبوية "... وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول ‏الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب ولا تفسيراً له ولا ‏شاهداً عليه لما ذكر به من الاختصار، وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث ‏به، وبعضه يسوء بعض الناس ذكره... "[3]. ‏

ومن ثم وصلت إلينا مجموعة كبيرة من المؤلفات لا يرقى لمستواها أي تراث أو حضارة لأمة أخرى بل إنها وضعت ‏الأساس وكانت المعين التي نهلت منه الحضارات المختلفة في الشرق أو الغرب على السواء. ‏

ذلك أن المؤلف الإسلامي الأول كان موسوعة في العلوم الإنسانية والدينية والتطبيقية، فهو يكتب في التاريخ كما يكتب في ‏التفسير والحديث، ويعالج تخصصات مختلفة، وقد عرفت أغلب كتاباتهم بالدقة والأمانة والأصالة والموضوعية، وذلك إما ‏بالرجوع بالسند إلى أصله وبذل الجهد والطاقة لتحقيق ذلك، أو الاعتماد على أصول لا يرقى إليها شك. ‏

فيذكر ابن الأثير أنه حين كان في زيارة إلى البيت المقدس اجتمع حوله نفر ممن يهتمون بالعلم والحديث والحفظ والإتقان، ‏وذكروا له أن بعض العلماء الذين كتبوا في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختلفون في النسب والصحبة ولا ‏يعرفون حقيقة الأمر وطلبوا منه أن يعد مؤلفاً في أسماء الصحابة وذلك لما يعرفونه عنه من عناية ودقة. ‏

ورغم ذلك فإنه اعتذر لهم في ذلك الحين لأنه لا يستطيع أن يكتب وهو بعيد عن مصادره، وعندما ألحوا عليه بدأ العمل بما ‏تيسر له من مادة علمية وبدأ بذلك كتابه المعروف (بأسد الغابة في معرفة الصحابة). ويشرح منهجه في تأليف هذا الكتاب ‏فيقول إنه جمع ما ذكره العلماء وأشار إلى أربعة منهم باعتبارهم أكثر دقة فوضع لكل منهم رمزاً كاختصار لاسمه فهو ‏يرمز لابن منده بالعلامة (د) ولأبي نعيم بالعلامة (ع) ولابن عبد البر بالعلامة (ب) ولأبي موسى بالعلامة (س)، فإذا اتفقوا ‏جميعاً على اسم صحابي وضع أمام الاسم جميع هذه الإشارات وإلا ذكر الرمز الذي يشير إلى من ذكر اسم الصحابي، ‏ويذكر في آخر الحديث اسم من أخرجه فإذا ذكر أخرجه الثلاثة مثلاً فإنه يقصد ابن منده وأبا النعيم وأبا عمر بن عبد البر، ‏ولا يقول أخرجه فلان وفلان وفلان كما أنه التزم حروف الهجاء في ترتيب الأسماء[4]. ‏

وهذا منهج علمي متقدم في التأليف والكتابة ويعطينا الإحساس الكامل بدقة وصحة ما يكتب، بل إن هذا المنهج تسير عليه ‏أغلب الجامعات الحديثة عند إعداد الرسائل الجامعية، سواء في الإشارة إلى المصادر أو إلى ذكر مؤلفي المصادر أو ‏المخطوطات وهو ما يعرف بنظام الاختصارات‎ ‎وهي التي ترمز إلى نوع المصادر التي يشير إليها الباحث واسم المؤلف ‏ومصدره كاملاً سواءً كان للمؤلف كتاب واحد أو أكثر وكمثال لذلك يمكن أن يضع الباحث اختصارات معينة ويعمل ‏بموجبها على أن يوضح ذلك عند بداية بحثه، فمثلاً يمكن أن يشير إلى مجلة الجامعة الإسلامية بالرمز (م ج س) ويشيرون ‏مثلا إلى الهامش بالحرف‎ ‎‏'ف. ن'. مثلما فعل المؤرخ الإسلامي في أسد الغابة. ‏

ولذلك لم يعد في تقديري تدريس التاريخ يقوم على الألفاظ الرنانة التي تصور التاريخ وكأنه صور خيالية أو حقائق جافة ‏مجردة من أي إحساس تربوي. ‏

وقد يستطيع الدارس مثلاً أن يدرك دور المجاهدين المسلمين كاملاً من خريطة توضيحية أو خطوط تصور حقيقة معركة ‏كاملة أكثر من خطبة رنانة يلقيها مدرس التاريخ على طلابه، فقد لاحظت أن صدى ما بذله المسلمون في معركة مثل ‏اليرموك أو فتح المدائن يظل عالقاً وواضحاً بتفاصيله لدى الدارسين عند استخدام الوسيلة التوضيحية بصورة فعالة أكثر ‏مما لو استخدم المدرس أسلوب السرد فقط. ‏

والحقيقة أن ما خطه المؤرخون القدامى فاق كل تقدير، ولفت نظر كل الباحثين الغربيين فقد لاحظوا المؤلف الإسلامي ‏يكتب في كل علم بمقدرة فائقة، فقد أحصيت مؤلفات الإمام جلال الدين السيوطي فكانت 725 عدداً، ووصف بأن الكتابة ‏كانت يسيرة عليه غير عسيرة فقد حرر في اليوم الواحد عدداً من الكراسات مع قيامه بالتدريس والإملاء، وورد أنه كتب في ‏يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفاً وتحريراً[5]. ‏

وإنه حين شرع في تأليف كتابه (حسن المحاضرة) طالع كتباً عديدة، زادت عن الثلاثين كتاباً منها الخطط للمقريزي وتاريخ ‏الصحابة الذين نزلوا مصر لمحمد بن الربيع، والإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر، وطبقات الشافعية وغير ذلك[6] ‏وقد أوفى السيوطي أو كاد أن يؤلف في كل علم كتاباً ويخرج في كل فن تصنيفاً إلا المنطق والحساب فقد ذكر أن الحساب ‏استعصى عليه، وأنه من العذر دراسة المنطق[7]. ‏

والواقع فإن فضل هذا العالم والمؤرخ واسع وكبير في حفظ التراث الإسلامي، وخاصة وهو يكتب في العهد المملوكي الذي ‏ذخر بكثير من التقلبات السياسية المقترنة بأمزجة الحكام، وتداخلت عوامل كثيرة في مناهضة العلماء أو توجيه كتاباتهم ‏بطريقة خاصة. ‏

ولكن اعتمد منهج الإمام السيوطي في كتابة التاريخ على تربيته ونشأته التي كانت في أسرة انقطع معظم رجالها لطلب العلم ‏والاشتغال بالتعليم، فتعلم تعليماً دينياً عالياً وشغل منصباً في الجهاز الحكومي المملوكي حينذاك لفترة، وقد أثرت عقليته ‏الموسوعية في منهجه في كتابة التاريخ الذي اعتمد على سعة الإطلاع وغزارة الإنتاج، وقد وجد علم التاريخ في عهد ‏السيوطي انتعاشاً واهتماماً كبيراً، فالسخاوي أحد معاصري السيوطي ومنافسيه ألف كتابا سماه (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم ‏أهل التاريخ) وربما كانت المنافسة شديدة بين من يكتبون في التاريخ كعلم عام وبين من يهتمون بمسائل علمية أخرى. ‏

وتظهر موسوعية الإمام السيوطي في هذا الكتاب حسن المحاضرة بعدد الكتب التي رجع إليها وكثرة المصادر التي نقل ‏منها ورغم ذلك فإنه يعالج موضوعات هذا الكتاب بطريقة (تصلح لمسامرة الجليس وتكون للوحدة نعم الأنيس) فهو ينقل ‏عن غيره مثلاً في وصف مصر أنها إقليم العجائب ومعدن الغرائب وكانت مدناً متقاربة على الشطين كأنها مدينة واحدة ‏والبساتين خلف المدن متصلة كأنها بستان واحد والمزارع من خلف البساتين حتى قيل: أن الكتاب كان يصل من الإسكندرية ‏إلى أسوان في يوم واحد يتناوله قيم البساتين من واحد إلى واحد، وقد دمر الله تلك المعالم وطمس على تلك الأحوال ‏والمعدن[8]. ‏

ولكن السيوطي في نقله مثل هذا الخبر لم يعلق عليه بما ينقضه أو يوضح غرابته أو يشرحه بما يساعد القارئ على تفهم ‏مثل هذه المبالغة في الوصف وربما ترك ذلك لفطنة القارئ، لأن الخبر بهذه الصورة يكون مبالغاً فيه بطريقة قد يستنكرها ‏القارئ وخاصة فيما يتعلق بوصول الكتاب في يوم واحد من الإسكندرية إلى أسوان مهما كانت الوسيلة التي استخدمت ‏حينذاك لتنقل مثل هذا الكتاب، على أن إقامة متقاربة متصل بعضها ببعض في العصر الإسلامي لنقل البريد كان أمراً ‏معروفاً ومطروقاً ولكن لم يصل للدرجة التي يقطع مثل هذه المسافة في يوم واحد، وربما مثل هذا الخبر يدخل في باب ‏المسامرة التي أرادها الإمام السيوطي بكتابه، وهو يجهد نفسه في ذكر كثير من الروايات والرجوع إلى عديد من المصادر ‏في موضوع واحد بقصد أن يوف الموضوع حقه من العرض والدراسة. ‏

وإذا كانت حياة العلماء بهذا المستوى الرفيع من التوسع والدقة والاهتمام في تسجيل الأحداث التاريخية والمعارف والعلوم ‏الدينية وغيرها فإنه ينم أيضاً على مستوى حضاري عالي، ويشير إلى مقدرة في التفكير السليم، مما يساعد على توجيه ‏الدارسين بصفة عامة ويساعد على تأكيد وجود السلوك الإسلامي والخلقي لدى هؤلاء الدارسين مما يكسبهم الخبرة والقدرة ‏على الفهم والاستيعاب بسهولة، وهو ما اهتم به التربويون في العصور الأخيرة من أن التاريخ مادة من مهامها تدريب ‏الذاكرة، وتقوية الخلق والفضيلة، وحل المشكلات الحاضرة[9]. ‏

وفي دراسة التاريخ الإسلامي من مظانه الأولى معين لربط الدارسين على مناهج الدعوة الإسلامية، لأنه سجل هام لأمة ‏الإسلام على مدى تاريخها، بتجاربها وخبراتها وتراثها الذي أثرى العالم بصفة عامة، وكان معيناً هاماً انكب عليه الغرب ‏الأوربي فاستفاد منه وبنى عليه دعائم أساسية من حضارته العلمية. ومن هنا جاءت ضرورة الاهتمام بالتاريخ الإسلامي ‏وغرسه لدى الناشئة والباحثين والدارسين على اختلاف مراحلهم، لأنه يقوي الخلق ويربطهم بأصولهم في مواقفها المتعددة ‏وعلاقاتها المختلفة مما يولد عندهم الاهتمام بعظمة ذلك التراث وأخذ العبر منه. ‏



لماذا الخوف والفزع من الإسلام.. ؟! ‏

يقول "مورو بيرجر" في كتابه العالم العربي المعاصر: إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجاً عن وجود ‏البترول بغزارة عند العرب بل بسبب الإسلام، يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوة العرب ‏لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة ‏الأفريقية. ‏



‏-------------------------------- ‏

المراجع: ‏

‏[1] أبو الفداء الحافظ ابن كثير، البداية والنهاية ج 6 ص 301 (بيروت). ‏
‏[2] محمد عجاج الخطيب، لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ص 294 (بيروت-دمشق). ‏
‏[3] ابن هشام، السيرة النبوية ج 1 ص 6، (القاهرة). ‏
‏[4] عز الدين ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1 ص 11 (القاهرة). ‏
‏[5] أحمد الشرقاوي إقبال، مكتبة الجلال السيوطي، ص 14 الرباط (1397). ‏
‏[6] جلال الدين السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ج 1 ص 4 ‏‏(القاهرة). ‏
‏[7] انظر جلال الدين السيوطي، بحوث ألقيت في الندوة التي أقامها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم ‏الاجتماعية بالاشتراك مع الجمعية المصرية للدراسات التاريخية (1976). ‏
‏[8] جلال الدين السيوطي، المصدر السابق، ص 23. ‏
‏[9] عبد الحميد السيد، التاريخ في التعليم الثانوي، أهدافه، مناهجه، تدريسه، ص 4 (القاهرة). ‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-12-2007   http://www.alqlm.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، فهمي شراب، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، د- محمد رحال، أنس الشابي، د - عادل رضا، كريم السليتي، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، عواطف منصور، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، منجي باكير، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، كريم فارق، رافد العزاوي، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، د - صالح المازقي، علي الكاش، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، صباح الموسوي ، نادية سعد، أحمد الحباسي، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، محمد الياسين، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، سيد السباعي، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، خالد الجاف ، فتحي العابد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، سلوى المغربي، صلاح الحريري، صفاء العراقي، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، محمد يحي، مراد قميزة، أبو سمية، أحمد النعيمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، صفاء العربي، وائل بنجدو، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، د - محمد بنيعيش، تونسي، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة