البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القران الكريم - 17 - وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9105


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله " ( أخرجه البزار في مسنده عن عبد الله بن مسعود )
***************
" من اعتصم بالله جل، ومن اعتمد على غير الله ذل، ومن استغنى بالأغيار قل، ومن اتبع غير طريق الرسول ضل "
*************

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
أمــا بعد :
ومن قواعد النصر الموعود للمؤمنين أن الله تعالى أمرهم بالاعتصام به، فإن من حقق الإعتصام بالله تعالى كان النصر حليفه، جاء هذا الأمر الإلهي في قول الله تعالى : {.............وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير } ( الحج : 78 )،
ولقد جاءت هذه القاعدة في سياق قوله تعالى : : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير } ( الحج : 78 )، والمعنى كما جاء في " التفسير الميسر " : " وجاهدوا أنفسكم، وقوموا قيامًا تامًّا بأمر الله، وادعوا الخلق إلى سبيله، وجاهدوا بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم , مخلصين فيه النية لله عز وجل، مسلمين له قلوبكم وجوارحكم، هو اصطفاكم لحمل هذا الدين، وقد منَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة , ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها , كما كان في بعض الأمم قبلكم , هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم، وقد سَمَّاكم الله المسلمين مِن قبلُ في الكتب المنزلة السابقة , وفي هذا القرآن، وقد اختصَّكم بهذا الاختيار ; ليكون خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم شاهدًا عليكم بأنه بلَّغكم رسالة ربه, وتكونوا شهداء على الأمم أن رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه، فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها، فتشكروها, وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصلاة بأركانها وشروطها, وإخراج الزكاة المفروضة, وأن تلجؤوا إلى الله سبحانه وتعالى, وتتوكلوا عليه, فهو نِعْمَ المولى لمن تولاه, ونعم النصير لمن استنصره.( التفسير الميسر )،
وإذا ما راجعنا الآية السابقة وتدبرناها، لوجدنا أنها تضمنت أوامر خمسة، وأخبارا خمسة، أما الأوامر فتمثلت في :

- الأمر بالجهاد في الله حق جهاده ( بمفهومه الشامل )، والإخلاص لله تعالى في ذلك،
- الأمر بالتزام ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واتباعها وهي الإسلام،
- الأمر بإقام الصلاة، فهي الفريضة الملازمة للمؤمن، وفيها إعلاء الولاء المكرر في اليوم خمس مرات، وبها يستمر ذِكْر الله على مدى الزمن كله لا ينقطع أبداً في لحظة من لحظات الزمن، حين تنظر إلى العالم كله، وتضم بعضه إلى بعض.
- الأمر بإيتاء الزكاة، كفريضة اجتماعية اقترنت بالصلاة في آيات كثيرة،
- الأمر بالاعتصام بالله تعالى، والالتجاء إليه والاحتماء به،

وأما الأخبار فتمثلت في :
- أن الله تعالى هو الذي اجتبى هذه الأمة واختارها، لتكون خير أمة أُخرجت للناس، ولا شك أن لهذا الاجتباء ثمن، وثمنه أن تكون ألأمة أهلاً له، وعلى مستوى مسئوليته، وأنْ تحقق ما أراده الله منّها، وتؤدي الرسالة التي كلفها الله بها،
- رفع الحرج عن الأمة في أمور الدين وشريعته، فلقد جعَل الله الأمر كله يُسْر، وشرعه على قَدْر الاستطاعة، ورخَّص لكم ما يُخفِّف عنكم، ويُذهِب عنكم الحرج والضيق،
- أن إبراهيم عليه السلام هو الذي سمانا المسلمين، فالأمة دعوة إبراهيم حين قال:{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ.. }( البقرة : 128 )،
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم شهيد على من آمن به، ومن آمن به شهيد على الناس الذين بلغهم منهج الله تعالى، وهذا يعني أن الأمة حاملة رسالة مبلغة لها، حتى يسمع كلام الرسول مَنْ لم يحضره ولم يَرَهُ، وهذا شرف لأمة محمد حيث أنه لا يأتي بعده رسول فهو خاتم الرسل ؛ وأمته مأمونون على منهج الله، مكلفون بتبليغه للناس إلى يوم القيامة، وكأن الخير لا ينطفيء فيهم أبداً.
- أن الله تعالى هو مولى المسلمين، ومادام الله هو مولاهم، فنعم المولى هو ونعم النصير،

معنى الاعتصام بالله في الآية :
قال " الشعراوي " في يقول سبحانه: { وَاعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ }( الحج : 78 )، الجئوا إليه في الشدائد، وهذا يعني أنكم ستُواجهون وتُضطهدون، فما من حامل منهج لله إلا اضُطهد، فلا يؤثر فيكم هذا ولا يفُتُّ في عَضُدكم، واجعلوا الله ملجأكم ومعتصمكم في كل شدة تداهمكم، كما قال سبحانه :{ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ }{هود : 43 }، واعتصامكم بالله أمر لا تأتون إليه بأنفسكم إنما { هُوَ مَوْلاَكُمْ } ( الحج : 78 )، يعني : المتولّي لشأنكم، وما دام هو سبحانه مولاكم { فَنِعْمَ الْمَوْلَىا وَنِعْمَ النَّصِيرُ } (1)،
- ويقول " سلطان " (2) : " ............في ختام سورة الحج، يأتي هذا الختام القوي المتدفق، حيث تجمع الولاية والنصرة للمؤمنين في كلمة : " هُوَ مَوْلَاكُمْ "، ثم مدح هذه الولاية والنصرة في كلمة : " فَنِعْمَ الْمَوْلَى "، وتكرارها :" وَنِعْمَ النَّصِيرُ "، وهي تؤكد قوله سبحانه وتعالى : "وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً" ( النساء : 45 )، وهذا التكرار لمدح الولاية والنصرة من الله لم يتكرر في القرآن الكريم إلا مرتين، هنا في سورة الحج، والآخر في سورة الأنفال في قوله سبحانه وتعالى :{ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}( الأنفال : 40 )،
- وتجدر الإشارة إلى أن الله تعالى أمر عباده بالاعتصام به { واعتصموا بالله }، وأمرهم أيضا بالاعتصام بحبله { واعتصموا بحبل الله }،

مفهوم الاعتصام بالله :
تعريف الاعتصام :
الاعتصام في اللغة : …العصمة في كلام العرب بمعنى المنع، وعصمة الله لعبده أن يعصمه مما يوبقه، تقول عصمه يعصمه عصماً منعه ووقاه، وفي التنزيل قوله تعالى: { سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ } ( هود : 43 ) أي يمنعني من تغريق الماء، واعتصم فلان بالله إذا امتنع به، والعصمة بمعنى الحفظ، ومنه قوله تعالى: { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس } (المائدة : 67 ) أي يحفظك ويحميك،
والاعتصام بمعنى الامتناع، تقول اعتصمت بالله إذا امتنعت بلطفه من المعصية، واستعصم بمعنى امتنع وأبى، ومنه قوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز حين راودت يوسف عن نفسه { وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ } ( يوسف : 32 )، بمعنى أنه أبى عليها ولم يجبها إلى ما طلبت. والعاصم المانع والحامي (3)،
…ويقول ابن فارس : عصم : العين والصاد والميم أصل واحد صحيح يدل على إمساك ومنع وملازمة، والمعنى في ذلك كله معنى واحد، ومن ذلك العصمة، وهي أن يعصم الله تعالى عبده من سوء يقع فيه، واعتصم العبد بالله تعالى إذا امتنع، واستعصم : التجأ وتقول العرب أعصمت فلاناً " أي هيأت له شيئاً يعتصم بما نالته يده أي يلتجئ ويتمسك به (4)،
ومن خلال ما تقدم يتبين لنا أن الاعتصام في اللغة وردت بمعان عديدة وهي المنع والاتقاء والحفظ والحماية والالتجاء وكلها معان متقاربة تدور حول فلك واحد،
وصفوة القول أن الاعتصام هو التمسُّك بما يعصمك، و ما يمنعك من المحذور، ومن المخُوف، فالعصمة هي الحِمية، الاعتصام هو الاحتماءُ، والاعتصام هو الالتجاءُ، ولذلك سمِّيتْ القِلاعُ ( العواصم ) لأنها تحمي من يلتجئ إليها من الأعداء.

الاعتصام في الاصطلاح :
تقاربت معاني الاعتصام في الاصطلاح عند المفسرين كما تقاربت عند اللغويين ويظهر ذلك جلياً من خلال المعاني الاصطلاحية الآتية :
يعرفه " الشوكاني " بقوله : " الاعتصام بالله التمسك بدينه وطاعته والوثوق بوعده"(5).
ويعرفه " الزمخشري " بقوله: " التمسك بدينه والالتجاء إليه في دفع شرور الكفار ومكايدهم"(6).
أما الشيخ " ابن عاشور " فيجمع بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للاعتصام فيقول: " الاعتصام افتعال من عصم، وهو طلب ما يعصم أي يمنع، وذلك بالإجتماع على هذا الدين، وعدم التفرق ليكتسبوا باتحادهم قوة ونماء " (7).
فمن خلال هذه المعاني يتبين لنا أن الاعتصام في الاصطلاح يأتي بمعنى التمسك بالدين، والوثوق بوعد الله، والالتجاء إليه في دفع شرور الكفار ومكايدهم.
…وعند النظر في العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للفظة " الاعتصام " يتبين لنا أن المعنى الاصطلاحي يمثل جزءاً من المعاني اللغوية لهذه اللفظة، ولا غرابة في ذلك فالقرآن قد نزل بلغة العرب وذلك تصديقاً لقوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ( يوسف : 2 ).

* ومن الآيات التي وردت في قضية الاعتصام بالله جل جلاله :
- قول الله تعالى بعد أن حدثنا عن المنافقين، وأخبرنا أنهم في الدرك الأسفل من النار، وليس لهم من نصير يدفع عنهم سوء المصير، ثم استثني منهم التائبين فقال : {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }( النساء : 146 )، أي : إلا الذين رجعوا إلى الله تعالى وتابوا إليه, وأصلحوا ما أفسدوا من أحوالهم باطنًا وظاهرًا, ووالوا عباده المؤمنين, واستمسكوا بدين الله, وأخلصوا له سبحانه, فأولئك مع المؤمنين في الدنيا والآخرة, وسوف يعطي الله المؤمنين ثوابًا عظيمًا.( التفسير الميسر )،
- وقال تعالى بعد ندائه للناس وإخبارهم بأن محمدا صلى الله عليه وسلم إنما إنما هو مرسل من ربه، وجاءهم البينات والحجج القاطعة, وأعظمها القرآن الكريم, مما يشهد بصدق نبوته ورسالته الخاتمة , وأنه سبحانه أنزل إليهم القرآن هدًى ونورًا مبينًا، فقال :{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } ( النساء : 175 )، أي : فأمَّا الذين صدَّقوا بالله اعتقادًا وقولا وعملا واستمسكوا بالنور الذي أُنزل إليهم, فسيدخلهم الجنة رحمة منه وفضلا ويوفقهم إلى سلوك الطريق المستقيم المفضي إلى روضات الجنات.
- وقوله تعالى مناديا لأهل الإيمان آمرا إياهم بتقوى الله حق تقاته، وألا يموتوا إلا وهم مسلمون، فقال آمرا إياهم بالاعتصام بحبل الله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ( آل عمران : 103 )، وتمسَّكوا ( أيها المؤمنون ) جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم , ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم. واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم: إذ كنتم -أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداء, فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله, وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض, فأصبحتم – بفضله - إخوانا متحابين, وكنتم على حافة نار جهنم, فهداكم الله بالإسلام ونجَّاكم من النار. وكما بيَّن الله لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم; لتهتدوا إلى سبيل الرشاد, وتسلكوها, فلا تضلوا عنها، ( التفسير الميسر )،

- ما حكاه القرآن عن نبي الله يوسف عليه السلام حين تعرض لمكيدة امرأة العزيز وراودته عن نفسه، لم يجد يوسف عليه السلام له ملجأ إلا الله فاعتصم به سبحانه، فنجد أن امرأة العزيز تقول عن يوسف : { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } ( يوسف :32 ) .. ولكن كيف استعصم يوسف ؟ وما هي دلائل ومظاهر هذا الاعتصام، في جانب العقيدة : قال : " معاذ الله " .. أعوذ بالله , ألتجىء إلى الله وأحتمى به وحده .. , عقيدة راسخة، وثقة في الله متناهية، إن الذى ينجّينى هو الله، ثم لجأ إلى الله تعالى بمنتهى الصدق والإخلاص، ناظرا بعين بصيرته إلى شؤم ما يدعونه إليه، فقال : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }( يوسف : 33 )، فها هو يناجي ربه : يا رب , عذاب السجن أحسن عندى من قصور العزيز .. العذاب من أجلك يا رب أحب إلىّ من أن أنام وأنا لك عاص .. هذا هو الاعتصام , فكن على عقيدة صادقة بالله لتعتصم بها وقت الشدائد ,
وهذا يعني أن الاعتصام بالله لن يكون إلا إذا كان هناك عمل ودعاء .. فيوسف عليه السلام كان محسنا .. محسنا فى الاعتقاد، ومحسنا فى السلوك , وفوق ذلك دعا الله تعالى بالعصمة , فكانت النجاة .. نجا لأنه فى الاصل أحسن العمل، فالاعتصام عمل .. الاعتصام دعاء .. الاعتصام عقيدة .

- قال تعالى : { قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } ( الأحزاب : 17 ) , إذا فالإنسان يحتاج مولى ونصير , وليس لك من دون الله من ولى ولا نصير , فلذلك إذا أردت الولىّ والنصير فاعتصم بالله , قال تعالى { ومن يعتصم بالله فقد هدى.... } ( آل عمران : 101 ) ..

* من ثمرات الاعتصام بالله تعالى :
ولقد قال العلماءُ : كلُّ أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوبَ ما لم تقُم قرينةٌ على نفي ذلك، كلُّ أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، و اللهٌ عز وجل أمرَنا ( أي بالاعتصام ) في آيتين ؛ في آيةٍ أن نعتصم بحبله، و في آية أن نعتصم به، فالاعتصامُ من خلال هاتين الآيتين نوعان :
اعتصام بالله تعالى لقوله تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ( الحج : 78 )،
و اعتصام بحبل الله لقوله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً } ( آل عمران : 103 )،
ولذلك فإن مدارُ السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، و لا نجاةَ إلا لمن تمسَّك بهاتين العصمتين.
* ومن خلال استقرائنا لآيات الاعتصام في كلا النوعين يمكن لنا أن نرصد ثمرات الاعتصام، ونذكر منها ما يلي :
- الاهتداء إلى الصراط المستقيم، قال تعالى : {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}( آل عمران : 101 )، حيث اخبر الله تبارك وتعالى عن المعتصمين به بأنهم قد هدوا إلى الحق، فهم مهديون بشهادة الحق جل جلاله، (8)

قال " ابن كثير " رحمه الله في تفسيره : " أى ومع هذا فالاعتصام بالله والتوكل عليه هو العمدة فى الهداية , والعدة فى مباعدة الغواية , والوسيلة إلى الرشاد , وطريق السداد وحصول المراد " (9)،
- العصمة من الضلالة ومن الهلاك : أن تعتصم بحبل الله هذا يعصمك من الضلالة، و أن تعتصم به هذا يعصمك من الهلاك، تمامًا كمن يمشي على طريق لهدفٍ معيَّن هو على خطرين: خطر أن ينحرف عن الطريق الموصل إلى هدفه، يضلُّ الطريقَ و يدخل في فرع يبعده عن الهدف، أو يهلك وهو على الطريق، فإن اعتصمتَ بالله لا زِلتَ في الطريق الموصل إلى الله، الموصل إلى الجنة، الموصل إلى السلامة، إلى السعادة في الدنيا و الآخرة، حينما تعتصم بحبله فأنت على المنهج القويم، و على الصراط المستقيم، و نحو الهدف الأكبر، سعادتك في الدنيا و الآخرة هذا الاعتصام بحبله، أما حينما تعتصم به أيْ تتوكَّل عليه و تسأله أن يحميَك من كلِّ شيء مُهلِك، فهو يعصمك من الهلاك، قال العلامة " ابن القيم " : وأما الاعتصام به: فهو التوكل عليه والامتناع به والاحتماء به وسؤاله أن يحمي العبد ويمنعه ويعصمه ويدفع عنه فإن ثمرة الاعتصام به : هو الدفع عن العبد، والله يدافع عن الذين آمنوا، فيدفع عن عبده المؤمن إذا اعتصم به كل سبب يفضي به إلى العطب، ويحميه منه، فيدفع عنه الشبهات والشهوات، وكيد عدوه الظاهر والباطن، وشر نفسه، ويدفع عنه موجب أسباب الشر بعد انعقادها بحسب قوة الاعتصام به وتمكنه، فتفقد في حقه أسباب العطب فيدفع عنه موجباتها ومسبباتها ويدفع عنه قدره بقدره وإرادته بإرادته ويعيذه به منه (10)،

* الاعتصام بحبل الله يوجب الهداية و الاعتصام بالله يوجب القوَّة والسلاح : الاعتصام بحبل الله يعصمك من الضلالة، و الاعتصام بالله يعصمك من الهلاك، فالسائر إلى الله كالسائر على الطريق، خطرُ انحرافه عن الهدف، هو الضلال، و خطر الهلاك وهو على الطريق هو الموتُ، و هو أن يقوى عليك عدوُّك، ومن هنا فالاعتصام بحبل الله يوجب الهداية و اتّباع الدليل و الاعتصام بالله يوجب القوَّة والعُدة والسلاح، الاعتصام بحبل الله هو أن تبحث عن الأدلة في الكتاب والسنة، و أن تبقى في حياتك اليومية وفي كل نشاطاتك وفق المنهج القويم و الصراط المستقيم، و الاعتصام بالله ينبغي أن تتوكَّل عليه، و أن تلجأ إليه، وأن تدعوَه ليلاً و نهاراً.

* وثمة مجموعة من الاعتبارات حول قضية الاعتصام نوجزها فيما يلي :

- أن ثمار الاعتصام بحبل الله لا تقطف إلا إذا اعتصمنا بكتاب الله و سنة رسوله : إن ثمار هذا الاعتصام لا ترونها واضحةً إلا إذا اعتصمتم جميعاً، و هذا يذكِّرنا بقوله تعالى : ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ( النور : 31 )، فلا تُقطف ثمار التوبة إلا إذا تُبنا جميعا إلى الله، أن نعيش في مجتمع فاضل، نعيش في مجتمع الأمن، مجتمع التعاون، مجتمع التباذل، مجتمع التناصح، مجتمع التكاتف، مجتمع التضامن، هذا معنى قوله تعالى : ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ( النور : 31 )، أي لن تقطفوا ثمار هذا الاعتصام و لن تسعدوا في دنياكم إلا إذا كنتم جميعاً معتصمين بالله عز وجل، بكتابه و بسنة نبيِّه.
- أن الاعتصام بحبل الله يكون بالمحافظة على الطاعة مع المراقبة للأمر : الاعتصام بحبل الله قال عنه العلماءُ : المحافظة على الطاعة مع المراقبة للأمر، المحافظة على الطاعة واضحةٌ، هناك : اِفعلْ و لا تفعل، والمؤمن الذي يعتصم بحبل الله، وبكتاب الله، وبدين الله، وبعهد الله يطبِّق الأمرَ، وينتهي عما اللهُ عنه نهى وزجر، واضح، لكن معنى مع المراقبة ؟ المراقبة : أن تراقب نفسك و أنت في الطاعة يجب أن تكون هذه الطاعةُ لله وحده، يجب أن تحبَّ الطاعةَ لأنها طاعة، يجب أن تنصاع لله عز وجل عبودية له، يجب أن تنصاع لله عز وجل لا لعلَّة أخرى باعثة على امتثال هذا الأمر غير طاعة الله عز وجل، قال بعضُ العلماءِ: التقوى هي العمل بطاعة الله على نور من الله، وترجو بها ثواب الله، والتقوى تركُ معصية الله على نور من الله تخاف بهذا الترك عقاب الله، أما الذي يقول: الصيام صحة، والصلاة رياضة، هذا الذي
* أن من لوازم الاعتصام معرفة ما في القرآن والسنة من أمر ونهيٍ : إذًا من لوازم هذا الاعتصام أن تعرف ما في القرآن والسنة من أمر ونهيٍ، كيف أننا في أصول الفقه نقول: ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجب، و ما لا يتم الفرضُ إلا به فهو فرض، و لماذا كان الوضوء فرضاً؟ لأن الصلاة التي هي فرض لا تتمُّ إلا به، فحينما يقول الله لك: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾ ( آل عمران : 103 )، وكلُّ أمر في القرآن يقتضي الوجوبَ، حينما يقول الله للمؤمنين : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾ ( آل عمران : 103 )، فإن من لوازم هذا الأمر أن تعرف و أن تعلم ما الأمرُ و ما النهيُ في القرآن و في السنة، ولهذا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم، طلب العلم الذي ينبغي أن يُعلَم بالضرورة فرض علم على كل مسلم كائناً من كان، مهما تكن مرتبتُه العلمية، و لو أنه يحمل أعلى شهادة في العالَم يعتبر أمياً إذا كان جاهلاً بالعلم الديني، لا بدَّ من طلب العلم الديني،

* الاعتصامُ بالله أن تتوكَّل عليه حق التوكل، و تمتنع به و تحتمي به : الاعتصام بحبل الله تعالى هو الطاعة والاتباع والمراقبة، فإذا اتَّبع المؤمن الكتابَ والسنة فهو على المنهج القويم، وعلى الصراط المستقيم، وهذا الصراط المستقيم يصل به إلى الجنة، و لكن الاعتصام بالله شيءٌ آخر، الاعتصامُ بالله أن تتوكَّل عليه، و أن تمتنع به، و أن تحتميَ به، و أن تسأله أن يحميك، و أن يمنعك و يعصمك، و أن يدفع عنك، و ثمرة هذا الاعتصام بالله أن يدفع اللهُ عنك كل ما يؤذيك، لقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ ( الحج : 38 )، خالق الأكوان، مَن بيده ملكوت السموات و الأرض يدافع عنك، إذا كان اللهُ معك فمَن عليك ؟ و إذا كان اللهُ عليك فمن معك ؟ أن تعتصم بحبل الله؛ أن تطبِّق الكتابَ والسنة، و أما أن تعتصم بالله فأن تسأله أن يحميك، و يحفظك، و أن يسدِّد خطاك، وأن يوفِّقك، أن تكون معه بالدعاء، و أن تكون معه بالافتقار، و درسٌ بليغ، درس بَدْرٍ و درسُ حُنَيْن، هذان الدرسان جعلهما اللهُ مثلاً لكل مؤمن حتى آخر الدوران، في بدر، قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ ( آل عمران: 123 )، أي مفتقرون إلى الله، فتولاَّكم اللهُ بعنايته، ورعايته، وتوفيقه، ونصره، وفي حنين قلتُم: لن نُغلَب من قِلَّةٍ، فتخلَّى اللهُ عنكم، قال تعالى : ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ ( التوبة : 25 )،
وما من مسلمٍ اليوم إلا وهو في أمسِّ الحاجة إلى هذين الدرسين، هناك كلمتان، إن قلت: أنا ؛ واعتمدت على نفسك وحولك وقوتك، تخلَّى اللهُ عنك، ووكَّلك إلى نفسك و أنت ضعيف، و إن قلتَ: الله؛ تولاَّك بالعناية و العناية و التوفيق و النصر، هذان الدرسان، أنت بين التولِّي و التخلِّي، ببن أن يتخلَّى عنك، و بين أن يتولاَّك، المنهج القويم أن تأخذ بالأسباب و كأنها كلُّ شيء، و أن تتوكَّل على الله، و كأنها ليست بشيء، هكذا فعل النبيُّ في الهجرة عليه أتمُّ الصلاة و التسليم، أخذ بكل الأسباب و توكَّل على الله، فلما وصلوا إليه قال: يا أبا بكرٍ ما قولك في اثنين اللهُ ثالثُهما ؟ هذا منهجٌ قويمٌ، أنت في عملك، في دراستك، في تجارتك، في سفرك، في حِلِّك و في تَرحالك، في زواجك، و في إنجاب أولادك، في حلِّ مشكلاتك، تأخذ بكل الأسباب و كأنها كلُّ شيء، و تتوكَّل على الله وكأنها ليست بشيء.
- الاعتصام بالله أن تسأله أن يعصمك عن المعاصي : قال تعالى : ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ ( يوسف : 33 )، فنبي الله يوسف عليه السلم لم يركن إلى نفسه، ولم يعتمد على إرادته القوية، وإنما يعطينا درسا بليغا أن المعصوم هو من عصمه الله تعالى، وإن اعتمد على نفسه وإرادته فقط وقع في المحذور، ولذلك قال : ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ ( يوسف : 33 )، تماما كما قال إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم فيما حكاه القرآن الكريم عنه : ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ ( إبراهيم : 35 )، ولنا أن نتساءل : أيعقل أن يعبد نبيٌّ كريم هو خليل الرحمن، وأبو الأنبياء صنماً ؟ لكنه يعلمنا أن العصمة والوقاية والحماية من الله تعالى وحده، وأن الانسان مهما كانت درجته ورتبته إذا أوكل إلى نفسه هلك،
وكما قال الله تعالى لرسوله ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم : { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً{75} وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً{76} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }( الإسراء : 73 – 76 )، والمعنى : ولقد قارب المشركون أن يصرفوك - أيها الرسول - عن القرآن الذي أنزله الله إليك؛ لتختلق علينا غير ما أوحينا إليك، ولو فعلت ما أرادوه لاتخذوك حبيبًا خالصًا، ولولا أن ثبَّتناك على الحق، وعصمناك عن موافقتهم، لَقاربْتَ أن تميل إليهم ميلا قليلا من كثرة المعالجة ورغبتك في هدايتهم، ولو رَكَنت -أيها الرسول- إلى هؤلاء المشركين ركونًا قليلا فيما سألوك، إذًا لأذقناك مِثْلَي عذاب الحياة في الدنيا ومثْلَي عذاب الممات في الآخرة؛ وذلك لكمال نعمة الله عليك وكمال معرفتك، ثم لا تجد أحدًا ينصرك ويدفع عنك عذابنا، ولقد قارب الكفار أن يخرجوك من "مكة" بإزعاجهم إيَّاك، ولو أخرجوك منها لم يمكثوا فيها بعدك إلا زمنًا قليلا حتى تحل بهم العقوبة العاجلة ( التفسير الميسر )،
وكما قال الله تعالى : ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ ( النساء: 113 )،
فإذا كان اللهُ معك فمن عليك ؟ و إذا كان عليك فمن معك ؟ هذا هو الاعتصام بالله.
- الاعتصام بالله يدفع عن الإنسان كل سبب يفضي به إلى الهلاك : حينما تعتصم بالله يدفع اللهُ عنك كلَّ سبب يفضِي بك إلى الهلاك، و يحميك من أخطر شيء، من الشبهات، أن ترتكب المحرَّمات، و لا تعلم أنها محرَّماتٌ، أن تقع في الشبهات، و من وقع في الشبهات وقع في الحرام و هو لا يدري، يحميك من الشبهات، و من الشهوات، و كيد الأعداء، و يحميك من شرِّ نفسك، و يدفع عنك موجبات الشرِّ بعد انعقادها، بحسب قوة الاعتصام، يدفع عنك أسباب العطب، و يدفع عنك موجباتها و مسبِّباتها، ويدفع عنك قدَرَه بقدرِه، و إرادتَه بإرادته، و يُعيذك به منه، أي حينما تعمل عملاً تستوجب سخط الله فإذا التجأتَ إلى الله يدفع عنك ما كان مقدَّراً لتأديبك بعنايته وعفوه (11)،
وصفوة القول فإن قول الله تعالى : { واعتصموا بالله هو مولاكم نعم المولى ونعم النصير }، إنما هو في جوهره بمثابة تقعيد وتثبيت وترسيخ وتأسيس لأمر عظيم في حياة المؤمنين هو الاعتصام بالله تعالى، فإن هم حادوا عنه ..وابتغوا غيره ضلوا عن سواء السبيل، إنه الإرشاد الرباني والدلالة الإلهية إلى ما يكون به الفوز والفلاح والتمكين والنجاح، وإن من اعتصم بغير الله أذله الله !!
وفي الختام يحق لنا أن نتساءل : هل اعتصمنا كأمة وكمسلمين جماعات وأفرادا بالله حقا، وهل اعتصمنا بحبل الله تعالى، هل تمسكنا بدين الله تعالى الذي رضيه الله لنا دينا، وبكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هل حكمنا شرع الله تعالى في واقع حياتنا،
ما أكثر النماذج التي نراها اليوم ونرصدها في واقعنا للاعتصام بغير الله، أفرادا وجماعات، حكاما ومحكومين،
ولعل من المناسب هنا أن نختم بما قاله العلامة " ابن القيم " رحمه الله في كتابه القيم /دارج السالكين (12) : فصل منزلة الاعتصام : " ثم ينزل القلب منزل الاعتصام، وهو نوعان : اعتصام بالله، واعتصام بحبل الله، قال الله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }، وقال : { واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير }، والاعتصام افتعال من العصمة، وهو التمسك بما يعصمك، ويمنعك من المحذور والمخوف، فالعصمة : الحمية، والاعتصام : الاحتماء، ومنه سميت القلاع : العواصم، لمنعها وحمايتها، ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين،
فأما الاعتصام بحبله : فإنه يعصم من الضلالة، والاعتصام به يعصم من الهلكة، فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده، فهو محتاج إلى هداية الطريق، والسلامة فيها، فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذين الأمرين له، فالدليل كفيل بعصمته من الضلالة، وأن يهديه إلى الطريق، والعدة والقوة والسلاح التي بها تحصل له السلامة من قطاع الطريق وآفاتها، فالاعتصام بحبل الله يوجب له الهداية واتباع الدليل، والاعتصام بالله، يوجب له القوة والعدة والسلاح، والمادة التي يستلئم بها في طريقه، ولهذا اختلفت عبارات السلف في الاعتصام بحبل الله، بعد إشارتهم كلهم إلى هذا المعنى، فقال ابن عباس : تمسكوا بدين الله، وقال ابن مسعود : هو الجماعة، وقال : عليكم بالجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، وقال مجاهد و عطاء : بعهد الله، وقال قتادة و السدي وكثير من أهل التفسير : هو القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، وعصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن هو حبل الله المتين، ولا تختلف به الألسن، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، وقال مقاتل : بأمر الله وطاعته، ولا تفرقوا كما تفرقت اليهود والنصارى، وفي الموطأ من حديث مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال " ( رواه مسلم في الصحيح )،
يا أمة : { واعتصموا بالله } هلا استمعتم لنداء مولاكم، واستجبتم له، فحققتم الإعتصام بالله جل جلاله،
يا أمة { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }، هلا استمعتم لنداء ربكم فاعتصمتم بحبله، وتجنبتم الفرقة والتشرذم والاختلاف، هلا اءتلفت قلوبكم على دين الله فتمسكتم به، وعلى كتاب الله فاقبلتم عليه تلاوة وتدبرا وفهما وتطبيقا وتحكيما،
أسأل الله تعالى في عليائه أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد تتوحد فيه كلمتها، ويجتمع فيه شملها، وتأتلف فيه قلوبها، ويعز فيه أهل طاعته والمستجبون فيه لأوامره، والمنتهون فيه عما نهى عنه، ويذل فيه أهل معصيته، والمتمردين على منهجه، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
هذا وبالله التوفيق،
وإلى قاعدة أخرى،،،،،،،،،

*************
الهوامش والاحالات :
============
(1) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، تفسير الآية،
(2) - صلاح الدين سلطان : " سورة الحج منهجيات في الإصلاح والتغيير - اليقين بنصـر اللـه القوي العزيـز "، في : 11/11/2012م، المصدر :
http://salahsoltan.com/Print.aspx?print_ID=462
(3) - محمد بن مكرم بن على جمال الدين ابن منظور الأنصاري ( ت : 711هـ ) : " لسان العرب "، دار صادر، بيروت، ط3، 1414 هـ، مادة " قاس "، ج12، ص469 - 470،
(4) - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : " معجم مقاييس اللغة "، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2012م، ج4، ص : 331،
(5) - محمد بن علي بن محمد الشَّوكاني (ت. سنة 1250هـ ) : " فتح القدير الجامع بين فَنَّي الرِّوَاية والدِّرَاية من علم التفسير " ، تحقيق : سعيد محمد اللحَّام، طبع دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1412هـ - 1992م، ج1، ص : 367،
(6) - أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي : " الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل "، تحقيق : عبد الرزاق المهدي، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت، ج1، ص : 385،
(7) - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " التحرير والتنوير "، الطبعة التونسية، دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس - 1997 م، المجلد الثالث، ج4، ص : 31،
(8) - محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبد الله : " إعلام الموقعين عن رب العالمين "، تحقيق : مشهور بن حسن آل سلمان أبو عبيدة، دار ابن الجوزي، الدمام، السعودية، ط1، 1423هـ، ج4، ص ص : 142 – 143،
(9) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم "، تحقيق : سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ / 2000م، تفسير الآية،
(10) - محمد بن أبي بكرابن قيم الجوزية : " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين "، تحقيق : محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1393 هـ - 1973م، ج10 – 7 – 9
(11) - راجع : محمد راتب النابلسي : " الاعتصام بالله وبحبل الله "، بتاريخ : 21/5/ 1999م، المصدر : www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=9381&id=44&sid...
(11) - محمد بن أبي بكرابن قيم الجوزية : " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين "، تحقيق : محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1393 هـ - 1973م، ص ص : 458 – 459،

------------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث إسلامية، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، صلاح المختار، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، أحمد النعيمي، علي الكاش، فهمي شراب، د - عادل رضا، سيد السباعي، رضا الدبّابي، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، سعود السبعاني، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، كريم السليتي، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، نادية سعد، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، سامح لطف الله، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، سلوى المغربي، عمر غازي، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، كريم فارق، محمد يحي، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، رمضان حينوني، محمد شمام ، محمد العيادي، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، رافع القارصي، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، الهادي المثلوثي، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، عبد الغني مزوز، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة