البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على هامش دافوس، تحدٍ غير صائب

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3076


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس مفاجئاً أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" أثناء مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي (دافوس- سويسرا)، بانتقاد السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي حيال إسرائيل، كما لم يكن غريباً، أن يُطالب مسؤولته للسياسة الخارجية "فيدريكا موغيريني" بوجوب تبنىّ السياسية التي تنتهجها الدول العربية (المعتدلة) تجاه إسرائيل، على اعتبار أن لدى إسرائيل علاقات ديبلوماسية قويّة مع تلك الدول، وهو بالضرورة لا يقصد كل من مصر والأردن باعتبارهما تقيمان علاقات ثنائية بناءً على اتفاقيتي سلام، (كامب ديفيد 1979، ووادي عربة 1994).

"فيدريكا" أيضاً أدلت بردود غير مفاجئة أيضاً، وسواء من حيث تأكيدها بأن الاتحاد هو أكثر اهتماماً بإسرائيل من أي وقتٍ مضى، باعتباره يشعر بمخاوفها إزاء (التحريض الفلسطيني)، أو بشأن خطواته التي قام بتمريرها، وسواء الخاصة بوسم منتوجات المستوطنات المتواجدة في السوق الأوروبية، أو بإنشاء تقسيمات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية في أيّة اتفاقيات مقبلة، باعتبارها تجيء تحت بنود تقنيّة، وخاصة بحماية المستهلك الأوروبي، ولا يُقصد بها مقاطعة إسرائيل أو إرهاقها.

لكن الذي كان مُفاجئاً هو، قيام أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين د."صائب عريقات" بإعلان تحدّيهِ لـ"نتانياهو" فيما إذا كان قوله صحيحاً، والخاص بأن لإسرائيل علاقات دبلوماسية قويّة مع الدول العربية، باعتباره محض أكاذيب، حيث قال: أتحدّى "نتانياهو" بالكشف عن أي تحسن في علاقة إسرائيل مع أي دولة عربية.

لقد بدا "عريقات" جادّاً في تحدّيه، وبأنه على ثقة تامّة، من اقتحامه لـ "نتانياهو" والفوز عليه، بسبب تأكّده من أن علاقات دبلوماسية كهذه ليست متواجدة، وهي مستبعدة جداً، وأن ادّعائه بشأنها، هو مجرّد هلوسات فقط، باعتباره لديه أن لو كان هناك شيء منه صحيحاً، لكان سارع بتبيان تلك العلاقات والافصاح عنها.

وفي ضوء انتهاء المدة المقررة الممنوحة أمام الخصم – نتانياهو- وبعد استماعه إلى إعلان التحدّي، وتأخّره عن إعطاء جواب قانوني أو أخلاقي، فإن من المتبع إعلانه كخصمٍ (خاسر)، ما يعني أنه كاذب في كل ما قاله وما بدر منه، وأن ادّعائه باطلاً ولا أساس له، ويلزمه تحمّل المسؤولية.

قد يكون هذا الحكم مستساغاً للوهلة الأولى، لكن إذا ما تم فحص كل ما نشأ عليه، وسواء كان بصورة رياضية أو ميتافيزيقية، فستبرز شواهد واقعة وحقائق دامغة، لا يمكن تغطيتها أو القفز عنها بسهولة، والتي من شأنها أن تقلب الفوز الكبير، إلى خسارة مفعمة بالاكتئاب والحسرة.
سيما وأنه في علم الكل، بأن "نتانياهو" ليس مُلزماً بقبول التحدّي ولا حتى بالمدافعة عن ادعائه، بسبب مبررات كثيرة، وأهمها: أن سعيه إلى تحقيق انتصار في هذا الوقت وهذه الظروف، لا يهمّه كثيراً ولا يبحث عنه، حتى برغم ضمانه له، خاصةً وأن المكاسب التي يجنيها من عدم قبوله التحدّي، هي بالنسبة له أكبر بكثير من التي سيتلقاها عندما ينزل إلى الميدان، وفي ضوء أن براهينه (الفالجة) مقيّدة باشتراطات، تغلب عليها طوابع السرّية، وهو مُرغم بالتزامها.

بغض النظر عن علاقات إسرائيل الكبيرة، بكل من مصر والمملكة الأردنية، والتي لا تنتهي لحظة، دون أن يتفاخر بها "نتانياهو" والإسرائيليين بشكل عام باعتبارها عصيّة على الإطاحة بها أو الانتقاص من أحجامها، فإنه يجب الانتباه جيّداً إلى الاقترابات الإسرائيلية - العربية الكبيرة، والتي لا تحتاج إلى توضيح أكثر، حيث أنها بلغت بوضوحها، أن مهّدت لدولة السودان الشقيقة، والتي تُعتبر من الدول الأواخر، التي تفكر في إنشاء علاقات مع إسرائيل، بأن تعلن عن استعدادها للنظر في الإقدام على تلك الخطوة وتعزيزها، وإن بحجة رفع الحصار المفروض عليها.
وإن كان من بواعث الضرورة، التماس العذر المناسب للسيد "عريقات" باعتبار تحدّيه يهدف إلى تبرئة الدول العربية المعنيّة، من مسألة إقدامها على إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل الاحتلالية، وخاصة قبل إعلان موافقتها على المبادرة العربية، القائمة منذ 2002، والتي تنص في حال قبولها، على الاعتراف العربي بكيانها، وبإنشاء علاقات تطبيعية معها، وبالمقابل تجريم "نتانياهو" ومن ثمّ تدفيعه الثمن المناسب، جراء ادعائه المفترى، أو لمنعه من الثرثرة على حساب الغير على الأقل.

لكن كان الأجدر به، وقبل وقوعه في غير المُفيد، أن لو قام بتمرير ذلك الادعاء الغاشم، وأن لو أمسك عن ذلك التحدّي، باعتباره تحدياً غير صائباً، وفي ضوء أن لا دولة عربية، قامت باتجاه تفنيده والقدح به هو بمفرده، أو أيّة ادّعاءات إسرائيلية سابقة، على الأقل لاعتبارات خاصة بمجريات الصراع، إذ كان الأوْلى له، أن يقيم جهده على الفحص، لأجوبة تلك الدول، بعد سؤالها أولاً، فيما إذا كانت لا تقيم علاقات مع إسرائيل، أو أنها لا ترتبط معها بأيّة اتصالات تعاونية، وخاصة تلك التي تؤثّر سلباً على مجريات القضية الفلسطينية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مؤتمر دافوس، قمة دافوس، دافوس، المؤتمر الإقتصادي، الإقتصاد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، سلام الشماع، مراد قميزة، محمد شمام ، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، نادية سعد، الهيثم زعفان، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، مصطفي زهران، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، وائل بنجدو، أنس الشابي، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، علي عبد العال، مجدى داود، منجي باكير، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، حسن عثمان، رافع القارصي، كريم فارق، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، محمد العيادي، سيد السباعي، د- محمد رحال، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، تونسي، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة