البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القرآن الكريم – 12 - فإن حزب الله هم الغالبون

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3649


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات،
أمــا بعد :

ومع القاعدة الثانية عشرة من قواعد النصر في القرآن الكريم نطوف في هذه الحلقة، استكمالا لما بدأناه في الحلقات السابقة من محاولتنا المتواضعة في ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة من قواعد النصر وسننه وشروطه وعوامل تحققه من زاوية الرؤية الاسلامية، الأمر الذي يمكن أن يسهم في إعادة بناء الوعي فيما يتعلق بالمفهوم الإسلامي للنصر ضمن منظومة المفاهيم الإسلامية،

ولقد حدثنا القرآن الكريم أن الناس – كل الناس – ينقسمون إلى فسطاطين في علاقتهم بالدين، فسطاط الايمان والتصديق الجازم بالله تعالى وتوحيده، وما جاء من عنده، والالتزام بالمنهج الالهي الذي اختطه للبشرية لتتبوأ مراتب السعادة في الدنيا والآخرة، وفسطاط الكفر والتمرد والتكذيب، وإعطاء الظهر لكل ما جاء من السماء، وأطلق القرآن الكريم على القسم الأول تسمية فريدة في نوعها وهي " حزب الله "، أما الآخر فهو " حزب الشيطان "، ولقد مدح الله أعضاء القسم الأول ووعدهم بنصره وتأييده، وذم أعضاء القسم الثاني وأوعدهم بالخذلان والعذاب،
وهكذا مدح المولى عز وجل- في كتابه العزيز- الجماعة العاملة للإسلام التي تعلن ولاءها لله وحده، وتتبرأ مما سواه في اعتقادها، وفي كافة أعمالها وأقوالها وتصرفاتها المبنية والمنبثقة من هذا الاعتقاد السامي بأنها " حزبه وخاصته "، قال تعالى : {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ( المجادلة : 21- 22 ) . وقال سبحانه:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}( المائدة : 55 – 56 )، أي إن من يعلن ولايته لله سبحانه ولرسوله الذي بلَّغ عن ربه، ويتولى المؤمنين الذين يعلنون ولاءهم لله لا لأحد سواه؛ فإنه يستحق هذه النسبة العظيمة، ( حزب الله )،

يقول " الإمام الطبري " في تفسير هذه الآية الكريمة : "إن مَنْ وَثِقَ بِاَللَّهِ وَتَوَلَّى اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مِثْل حَاله مِنْ أَوْلِيَاء اللَّه مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، لَهُمْ الْغَلَبَة وَالدَّوَائِر وَالدَّوْلَة عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ وَحَادَّهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ حِزْب اللَّه. وَحِزْب اللَّه هُمْ الْغَالِبُونَ دُون حِزْب الشَّيْطَان" (1)،
والقاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها تتحدث عن الفريق الأول، ومؤداها ما قرره القرآن الكريم من أن المؤمن الصادق الإيمان إنما هو الذي يتولى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين الصادقين، وأن من كان بهذه المثابة هو من حزب الله تعالى وأن حزب الله تعالى هم الغالبون "، وهذه القاعدة مستمدة من قول الله تعالى : {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } ( المائدة : 56 )، والمعنى : أن من وثق بالله تعالى، وصرف الولاية له سبحانه، وتولَّى الله ورسوله والمؤمنين , فهو من حزب الله ( أي من أتباعه ) , وحزب الله هم الغالبون المنتصرون في الدنيا والآخرة،
سياق المائدة
وكعادتنا في محاولتنا لفهم مدلول القاعدة، فإننا نحاول أن نربط الآية الكريمة التي تضمنتها بسياقها الذي وردت فيه، ومحاولة فهم السابق واللاحق من هذا السياق لعلنا نصل إلى فهم أكثر عمقا للآية وبالتالي للقاعدة، وسياق الآية التي نقف معها هو قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{54} إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{57}( المائدة )،
ومن خلال قراءتنا لتلك الآيات نجد أنها تمدنا بمجموعة من الحقائق المرتبطة بالقاعدة من قواعد النصر التي أسفناها، ويمكن لنا أن نوجز تلك الحقائق فيما يلي :

- سنة الاستبدال (2) وارتباطها بمفهوم النصر في الاسلام :
حيث تحذّر الآية الأولى في هذا السياق المذكور : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ ....الآية } أنّ كلّ من يرتدّ عن دين الله تعالى والإيمان الصادق به وبتعاليمه وبأنبيائه ورسله، فلا يطيعه في أمره ولا يلتزم بأحكامه ولا يعمل بإرادته، بل يستغني ويتولّى معرضاً عن الدين الحنيف والملّة الحقّة، فسوف يستبدل الله به من هو أحقّ منه بهذه المكرمة , ممّن يحبّون الله ويحبّون أن يعبد في أرضه، ولا يرتدّون عن تعاليم وأحكام دينه، ولا يتخلّفون عن الجهاد والتضحية بكلّ ما يملكون في سبيله، بل يقبلون على الجهاد بصدر رحب وقلب مستبشر بلقاء الله ورضوانه، ولا يخافون من لوم الناس والمنافقين اللائمين لهم عند أدائهم لواجباتهم والدفاع عن الحقّ، لأنّهم على ثقة بالله وبأنّهم على دين الحقّ، وعليه فإنهم لن يضرّوا الله شيئاً بل المتضرّر هم المنافقون والمرتدّون لأنهم حرموا من هذا الفضل العظيم والنعمة الكبرى.
ولقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن " الاستبدال " – إضافة إلى الآية السابقة - كفعل منسوبٍ إلى الله تعالى، ومفعوله هو المسلمون في لغةٍ أشبه بالتهديد، وكأنّها دعوة إلى المسلمين أن لا يحسبوا أنّهم القناة الوحيدة لتحقيق إرادة الله تعالى، بل هم إحدى القنوات التي تمرّ من خلالها المشيئة الإلهيّة التي لا بدّ من أن تتحقّق إذا أراد الله لها أن تتحقّق، فمن ذلك قول الله تعالى : ﴿هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ ( محمد : 38 )، وقوله تعالى : ﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ( التوبة : 39 )، ووجه الربط بين هاتين الآيتين وبين بحث النصر واضحٌ, إذ إنّ كلتاهما وردت في سياق التحريض على نصرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفي سياق حثّ المسلمين على الإمساك براية التوحيد بقوّة (3)،

- أن الله تعالى حصر الولاية (4) بالنسبة لعباده المؤمنين في الله ورسوله والذين آمنوا : باعتبار باعتبار أن الولاء الصادق والمخلص من أهل الإيمان هو لله عز وجل وأحكامه وتشريعاته، ولرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وهديه وسننه، وللمؤمنين الصادقين، هو الذي يحقق للأمة ما تصبو إليه وتطمح إلى تحقيقه في الحياة الدنيا من غلبة ونصر على الأعداء، مصداقاً لقوله تعالى { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } ( المائدة : 56 )، ومن الفوز بشرف تطبيق وتنفيذ الإسلام كما يريد المولى عز وجل لتحقيق خلافته سبحانه وتعالى في الأرض كل الأرض، واستحقاق معيته ونصره، بعد أن يحقق لها ما تصبو إليه في الآخرة من رضا المولى عز وجل والفوز بجنته
ولذلك كان من الطبيعي أن يأتي النهي صريحا للمؤمنين في القرآن الكريم عن اتخاذ أهل الكتاب أو أيّاً من أعداء الدين وليّاً لهم ؛ لأنه سبحانه وتعالى لم يتركهم بغير ولاية، قال " الشعراوي " : " وهكذا يكون التعويض في الولاية أكبر من كل تصور " (5)، حيث عوضهم عن ولاية أهل الكفر والنفاق والعناد، بولاية الله ورسوله والمؤمنين،
وتجدر الإشارة إلى أن الله تعالى قال في موضع آخر مخاطبا المؤمنين : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55 )، ونلاحظ أنه لم يقل : أولياؤكم بالجمع، تنبيهًا – كما ذكمر بعض أهل العلم - على أن الولاية لله تعالى على الأصالة، ولرسوله وللمؤمنين على التبع،
ولقد قال " ابن عجيبة " (6) : في قوله تعالى : { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا }، " أي يتخذ الله تعالى ورسوله والذين آمنوا أولياء، { فإن حزب الله هم الغالبون }، أي : فإنهم الغالبون، ووضع الظاهر موضع المضمر ليكون كالبرهان عليه، فكأنه قال : ومن يتول هؤلاء فهم حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، وتنويهًا بذكرهم وتعظيمًا لشأنهم، وتعريضًا بمن يوالي غير هؤلاء، فإنه حزب الشيطان، وأصل الحزب : القوم يجتمعون لأمر حَزَبَهُم ( قاله البيضاوي ) "،

- أن الذين يتولون الله تعالى ورسوله والذين آمنوا هم حزب الله تعالى وهم الغالبون حتما لكل من ناصبهم العداء، يقول " الشعراوي " : " ولم يقل سبحانه في وصف من يتولى الله ورسوله والذين آمنوا: إنهم الغالبون فقط، ولكنه أورد هذه الغلبة في معنى عام فقال : { فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }، وكلمة " حزب " معناها : جماعة التف بعضهم مع بعض على منهج يرون فيه الخير، ولا يمكن أن يجتمع قوم بقوة كل فرد فيهم بفكر كل فرد منهم إلا إذا كان هذا الأمر هو خير اجتمعوا عليه، إذن فحزب الله في أي وضع وفي أي تكوين ولأيَّةِ غايةٍ هو الحزب الغالب، ويقول المفكر الإسلامي " قطب " رحمه الله (7) : "....والله يعد الذين آمنوا في مقابل الثقة به، والالتجاء إليه، والولاء له وحده، ولرسوله وللمؤمنين بالتبعية، ومقابل المفاصلة الكاملة بينهم وبين جميع الصفوف - إلا الصف الذي يتمحَّض لله - يعدهم النصر والغلبة ؛ { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }، وقد جاء هذا الوعد بالغلب بعد بيان قاعدة الإيمان في ذاتها، وأنها هي "الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين". ويقول: "هذه القاعدة (من غلبة حزب الله)... لا تتعلق بزمان ولا مكان، فنطمئن إليها بوصفها سنَّة من سنن الله التي لا تتخلف، وإن خسرت العصبة المؤمنة بعض المعارك والمواقف.. فالسنَّة التي لا تُنقَض هي : "أن حزب الله هم الغالبون، ووعد الله القاطع أصدق من ظواهر الأمور في بعض مراحل الطريق، وأن الولاء لله ورسوله والذين آمنوا هو الطريق المؤدي لتحقُّق وعد الله في نهاية الطريق".
وسلك في النداء الثاني طريق التحذير من الردة بموالاة أعداء الله ورسوله والمؤمنين ; وطريق التحبيب في أن يكونوا من العصبة المختارة . ممن يحبهم الله ويحبونه ; وطريق الوعد بالنصر لحزب الله الغالب،

- النهي الجازم للمؤمنين عن اتخاذ الذين يستهزئون ويتلاعبون بدين الاسلام من أهل الكتاب والكفارَ أولياء : ولقد جاء تحذير الشارع الحكيم من مولاة الكفار بصفة عامة في العديد من الآيات الأخرى كقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين } ( النساء : 144 )، وقوله عز وجل : { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً } ( النساء : 139 )، وقوله : { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } ( الممتحنة : 9 )، كما نهى الله عز وجل عن مولاة أقرب الأقربين إن استحبوا الكفر على الإيمان فقال سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان } ( التوبة : 23 )،

ونعود إلى القاعدة موضوع هذه الحلقة، فالله تعالى يعد المؤمنين بالنصر والغلبة على أعدائهم، لأن المؤمنين الذين يتولون الله والرسول والذين آمنوا هم حزب الله، وحزب الله تعالى هم الغالبون على الدوام ما داموا على هذه الصفة، وهي بشرى لكل من ينصر الله تعالى، وينصر رسوله وسنته، وينصر المؤمنين،

كيف نكون من حزب الله :
- البدء بتغيير ما بالنفس من السلبيات إلى الايجابيات : لقد ذكر لنا القرآن الكريم سنة ربانية لا تتغير ولا تتبدل تبرز لنا مسؤلية الانسان في الحياة، ومهمته في الوجود، ودوره في قضية التغيير وكيف أن التغيير يبدأ بالتغيير الذاتي، أي تغيير ما بالنفس، وذلك في قوله تعالى : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } ( الرعد : 11 )، وفي قوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }( الأنفال : 53 )،
- أن نحرص على تقوى الله تعالى وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، والحرص على أن يكون المؤمن عضوا في حزب الله تعالى، فإن ذلك سبيل إلى تحقيق النجاح في التغيير : فإن الله تعالى تكفل للمتقين بالنجاح في التغيير، وأخبر القرآن الكريم أن حزب الله هم الغالبون. وأخبر أن الباطل مهما علا وتجبر وتكبر فإن تمسك المؤمن بحبل الله واعتصامه به سوف ينجيه منه وينصره عليه..
- الذب عن هذا الدين والجهاد في سبيل الله : وهذا ما أمر الله به رسوله وأتباعه من بعده، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }( النساء : 84 )، فبالجهاد في سبيل الله تعالى يكف الله بأس الذين كفروا عنا، وهل نعاني في أمتنا اليوم مصيبة أشد من بأس الكفار، وتسلطهم على بلادنا وحياتنا بحيث أن تسلطهم وبأسهم أفسد علينا كل شئوننا بدءا من ديننا وانتهاء بمصالحنا الاقتصادية !
إن المسلم إذا ما تأمل في القرآن الكريم وفي السنة لاحظ بوضوح أن قضية الجهاد في سبيل الله، ومدافعة الكافرين وأعداء هذا الدين، أخذت حيزا كبيرا جدا في القرآن بحيث أنه تقريبا بلغ عدد الايات التي تتحدث في قضايا الجهاد وتوابعه وما يلحق به من أحكام ربما تصل إلى خمسمئة آية !! بل إننا نجد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن عددا كبيرا من الأحكام الشرعية حدثت أثناء الغزوات وأن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت في معظمها قتال وجهاد مع الكفار !

وعلى الرغم من تلك الأهمية الكبرى للجهاد في سبيل الله، فإننا للأسف نجد عددا من الدعاة وأهل العلم – خاصة من أولئك الذين يعانون من الهزيمة النفسية - يقلل من أهمية الجهاد، ويقول إن الوقت ليس وقت جهاد، والسبب أنهم رأوا قوة أهل الباطل، وامتلاكهم لأسباب القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وما أحرزوه من التقدم في كل مناحي الحياة،ورأوا حالة الضعف والتخلف التي منيت بها الأمة، فحاولوا الغاء الجهاد من مناهجهم لأن اجتهادهم أدى بهم إلى تصور أن الأمور يمكن أن تتغير مع الباطل بصورة سلمية ! ؟

- أن يشيع في الأمة الحرص على تحصيل العلم النافع، والاقبال على العمل الصالح :
ولا شك أن تقوى الله مفتاح العلوم النافعة، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ( الحديد : 28 )، وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } ( الأنفال : 29 )، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " قال ابن عباس، والسُّدِّيّ، ومُجاهِد، وعِكْرِمة، والضحاك، وقَتَادة، ومُقَاتِل بن حَيَّان: { فُرْقَانًا } مخرجا. زاد مجاهد: في الدنيا والآخرة.وفي رواية عن ابن عباس: { فُرْقَانًا } نجاة. وفي رواية عنه: نصرا.وقال محمد بن إسحاق: { فُرْقَانًا } أي: فصلا بين الحق والباطل.وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم وقد يستلزم ذلك كله؛ فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره، وفق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره، ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتكفير ذنوبه - وهو محوها -وغفرها: سترها عن الناس - سببًا لنيل ثواب الله الجزيل، كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(8)،

وقال الإمام الشافعي : " من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه، وترك الذنوب واجتناب المعاصي ويكون له فيما بينه وبين الله خبية من عمل، فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره وإن في الموت لأكثر الشغل "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والله سبحانه جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع كقوله سبحانه : { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا وقالوَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ وقال وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وقال في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } ( الأنعام : 109 – 110 )، وقال تعالى : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم .....}( الصف : 5 )، وقال ابن القيم : " وكلما قرب القلب من الله زالت عنه معارضات السوء، وكان نور كشفه لحق أتم وأقوى، وكلما بعد عن الله كثرت عليه المعارضات، وضعف نور كشفه للصواب " (9)،

أما العمل الصالح فإن مفهومه تعرض للأسف للكثير من التشويه والانحراف في وعي المسلمين في العهود الأخيرة، فقد يظن البعض ان مفهوم العمل الصالح يدور فقط مع الصلاة تهجدا أو نوافل، أو مع الصيام، أو الصدقة، ....فيحصره من خلال نظرته بأنماط معينة من العبادة، ولو رجعنا القرآن والسنة لوجدنا أنهما قد أطلقا ولم يقيدا العمل الصالح،

يقول ابن منظور كما في ( اللسان ) : " الصلاح ضد الفساد " (10)، ويقول ابن فارس في المعجم : الصاد واللام والحاء أصل واحد يدل على خلاف الفساد (11)، وفي المعجم الوسيط : " الصلاح ما كان نافعاً " (12)، فعلى هذه المعاني يتبين لنا سعة الدائرة التي يدور فيها معنى العمل الصالح، فكل عمل فيه صلاح لنفس الانسان، وتهذيب لها، أو إصلاح يتعدى إلى غيره، فهو عمل صالح، فكل عمل للدنيا أو الدين أو الآخرة هو عمل صالح شريطة أن يكون قائما على ابتغاء وجه الله تعالى،
وفي هذا المجال ثمة مسائل ثلاث تعد من المهمَّات العظيمات بالنسبة للمسلم:

• الأولى: أن يعلم المرء الغاية من خلقه، وإذا علم الغاية، أن يعلم الطريق الموصلة لانفاذ هذه الغاية.

• الثانية: ليعلم أن الطريق واحدة، وأن الله جل وعلا لا يرضى الشرك به، حتى بالمقربين عنده، والذين لهم المقامات العالية عنده جل وعلا، لا يرضى أن يشرك معه أحد.

• الثالثة: أن لا يكون في قلب الموحِّد؛ الذي وحَّد الله، وأطاع الرسول، وخلص من الشرك، أن لا يكون في قلبه محبة للمشركين.
هذه الثلاث هي أصول الإسلام بأَحد الاعتبارات (13)، نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن تحققوا بها قولا وعملا واعتقادا وانقيادا.

- أن الاسلام يريد لأتباعه أن يكونوا أمة متميزة ورائدة وقائدة للبشرية جمعاء إلى الخير والفلاح والنجاح لكل البشر، فهي أمة صاحبة رسالة، ولذلك لابد أن تكون أمة قوية مستقلة، أمة غير خاضعة للأمم الأخرى، أمة تعوّل على فكرها الذي جاء به دينها، لا تعول على الأفكار المستوردة، ولا تبني أفكارها على ما تتلقفه من هنا ومن هناك، بل لابد أن تتخلص من التبعية العمياء لغيرها، إنها أمة أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون أمة عزيزة، تقود ولا تقاد، متبوعة لا تابعة، تكون على رأس القافلة البشرية لا في ذيلها، ولا شك

- يقول " الخليلي " (14) : " إن الأمة الاسلامية لا تسعد ولا تسلم ولا تتمكن من تبوأ مكانتها التي هي جديرة بأن تتبوأها إلا عندما تتخلص من هوى موالاتها لأعدائها، لأن الله تبارك وتعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ( المائدة : 51 )، ثم يبين سبحانه أن هذه الموالاة ناجمة عن مرض نفساني حيث يقول : {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } ( المائدة : 52 ) ، إن هذه التبعية وهذه الموالاة تفضي - والعياذ بالله - إلى الارتداد، لأن الله تعالى في معرض التحذير منها حذر من الارتداد حيث قال جل شأنه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ( المائدة : 54 ) ، كما أن حصر الأمة ولاءها في ولاءها لربها سبحانه وتعالى، ولنبيها صلى الله عليه وسلّم وللمؤمنين هو السبب في التمكن والغلبة والانتصار وانضمامها إلى حزب الله .......فلابد إذا من نبذ ما يكون سبباً لاتباع الهوى، سبباً لهذه التبعية العمياء من هذه الأمة لأعدائها، ونحن وجدنا في ظل هذا الانبهار بأعداء الإسلام في ظل غياب المفاهيم الصحيحة، وفي انحسار الفكر الإسلامي الصحيح، وجدنا كثيراً من تخبط الناس تخبطاً عجيباً، نتيجة لانحسار الوعي الإسلامي، وعدم وجود التصور الإسلامي الصحيح،

ويقول أيضا : " ...كذلك نحن وجدنا أن الناس بسبب انبهارهم بما كان عليه المتسلطون في هذه الأرض من مظاهر الترف الذي هو سبب للدمار وسبب في تقهقر هذه الأمة، وجدنا أولئك يقيسون حضارة الإسلام ورقي الأمة بقدر تلكم المظاهر مظاهر الترف، فكثيرا ما سمعنا الكثير من الناس يرددون بأن عظمة الإسلام تتمثل في قول هارون الملقب بالرشيد للسحابة عندما انجابت عن ذلك المكان ( أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك )، قالو هذه عظمة الإسلام ودليل عظمة الإسلام ، أين هذا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلّم إن الله بعث محمداً داعياً ولم يبعثه جابيا، هذا يدل على الرغبة في أخذ الضرائب، وضمها إلى خزينة من يسمى بالخليفة لأجل أن يستمتع بها حسب هواه، أين هذه العظمة للإسلام ؟

عظمة الإسلام عندما كانت دعوته تشق الطريق إلى نفوس الناس ويتساوق الناس إلى اعتناقه لما يرونه في القائمين عليه من العدل والإنصاف وزجر النفس عن هواها، وضبط حياة النفوس بحسب ما يتلاءم مع جوهر الإسلام .

- إن من لم يهتد من أهل الايمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه ايمانه بالله مع دفع حق أوليائه، وحبط عمله، وهوفي الآخرة من الخاسرين، وكذلك قال الله سبحانه : {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } ( غافر : 85 )، أي : فلم يك ينفعهم إيمانهم هذا حين رأوا عذابنا; وذلك لأنه إيمان قد اضطروا إليه , لا إيمان اختيار ورغبة , سنة الله وطريقته التي سنَّها في الأمم كلها أن لا ينفعها الإيمان إذا رأوا العذاب, وهلك عند مجيء بأس الله الكافرون بربهم, الجاحدون توحيده وطاعته ( التفسير الميسر )، .....وهذا كثير في كتاب الله عزوجل،

والهداية هي : الولاية كما قال الله عزوجل : {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }( المائدة : 56 )، والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤمنون حقا، وليس مجرد الإقرار بالشهادتين، لسبب بسيط جدا وهو أن المنافقين كانوا يشهدون : ان لا إلا إلا الله وان محمدا رسول الله، ومع ذلك توعدهم الله تعالى بأسوأ مصير : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } ( النساء : 145 )، إن المنافقين في أسفل منازل النار يوم القيامة, ولن تجد لهم - أيها الرسول - ناصرًا يدفع عنهم سوء هذا المصير.

وقد بين القرآن الكريم حقيقة الايمان فخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم قائلا : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }( النساء : 65 )، والمعنى : أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة أن هؤلاء لا يؤمنون حقيقة حتى يجعلوك حكمًا فيما وقع بينهم من نزاع في حياتك , ويتحاكموا إلى سنتك بعد مماتك , ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقًا مما انتهى إليه حكمك , وينقادوا مع ذلك انقيادًا تاماً, فالحكم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة من صميم الإيمان مع الرضا والتسليم ( التفسير الميسر )، ......وهذا كثير في كتاب الله عزوجل، وقد شق على النبي ما يؤول اليه عاقبة أمرهم، شق عليه اطلاع الله اياه على بوارهم، فاوحى الله عزوجل اليه : {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ( فاطر : 8 )، أي : أفمن حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان فرآه حسنًا جميلا كمَن هداه الله تعالى, فرأى الحسن حسنًا والسيئ سيئًا؟ فإن الله يضل من يشاء من عباده, ويهدي من يشاء, فلا تُهْلك نفسك حزنًا على كفر هؤلاء الضالين, إن الله عليم بقبائحهم وسيجازيهم عليها أسوأ الجزاء،
من هم أولياء الله؟

إن أولياء الله تعالى هم كل من آمن بالله واتقاه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }( يونس : 62 – 64 )، وفي الحديث : " إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون " ( أخرجه البخاري وأحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة )، وقال بعض السلف : ادعى قوم محبة الله فأنزل الله هذه الآية : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }( آل عمران : 31 )، فهذه آية المحنة أو آية الامتحان، لأنها امتحان لهم في حقيقة المحبة (15)،
وقال يونس بن عبد الأعلى : " قلت للشافعي، رضي الله عنه : إن صاحبنا، يعني : الليث بن سعد، كان يقول : إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، فقال : قصر رحمه الله، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغتروا به، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة " (16)،

صفات وخصائص حزب الله :
ولعل من المناسب هنا أن نذكر بعضا من خصائص وصفات حزب الله كما جاءت في كتاب الله عز وجل، وللقارئ أن يفكر فيها بعمق، وأن يتولى دراستها من كتب التفسير، وأن يحاول قدر استطاعته أن يتحقق بها ليكون عضوا في هذا الحزب الذي وعده الله تعالى بالنصر والغلبة والفلاح، ومن تلك الصفات :
ـ لا يوادون من حاد الله ورسوله مهما كانت الظروف :
- أن الله تعالى كتب فى قلوبهم الأيمان :
ـ أنهم مؤيدون بروح من الله
ـ أنهم موعودون بالخلود فى جنات تجرى من تحتها الأنهار
ـ أنهم رضى الله عنهم ورضوا عنه
ودليل هذه الصفات من كتاب الله قول الله تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( المجادلة : 22 )،
ـ أنهم يواجهون دولة لليهود والنصارى :
ـ أنهم إختيار إلهى :
- أنهم يتمسكون بدين الله تعالى ولا يرتدون عنه :
ـ المحبة لله تعالى، والمحبة لرسول الله، والمحبة للمؤمنين :
ـ أذلة على المؤمنين :
ـ أعزة على الكافرين :
ـ الجهاد فى سبيل الله :
ـ الجهر بكلمة الحق في حدود الشرع، وعلى نهج الرسل الكرام والانبياء العظام وأتباعهم من علماء الاسلام، ولا يخافون لومة لائم :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ( المائدة : 54 )،
ـ أنهم من أهل الولاية، فهم يتصفون : بالولاء لله، والولاء لرسول الله، الولاء للمؤمنين :
قال تعالى : {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } ( المائدة : 56 )،
تلك هي صفات حزب الله كما جاءت في القرآن الكريم،
قال " المدخلي " : " ومما ينبغي ان يعلم ان الانسان من ذكر وانثى لا ينال الايمان المطلق والكمال من الولاية لله الحق الا اذا توفرت فيه هذه الصفات العشر التي شملت اصول الدين وجميع قواعده الكلية والجزئية ؛ إذ ليس من صفة حميدة او فعل جميل او عمل صالح مبرور او قول معروف او خلق حسن او ادب رفيع الا وهو داخل تحت اطارها ومتفرع عن اصولها " (17)

وختاما : فإن أمة تحمل بين يديها كتاب ربها الذي لا يتغير ولا يتبدل لأن الله تعالى تكفل بحفظه أبد الآبدين وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتقرأ في هذا الكتاب الكريم الفرق الكبير، والبون الشاسع بين " حزب الله "، و " حزب الشيطان "، فحزب الله مهمته الأساسية توثيق صلة الناس بربهم وخالقهم، وإخراجهم من الظلمات الى النور، بينما حزب الشيطان نذر نفسه لقطع أواصر الصلة بين الناس وخالقهم، وإخراجهم من النور إلى الظلمات، أقول إن أمة هذا شأنها عليها أن تسعى جاهدة لأن تتصف بصفات حزب الله عز وجل، والتخلق بأخلاقه، وعندها سوف يستحقون وعد الله تعالى لهم بالنصر والغلبة على أعدائهم، بالفلاح والصلاح والنجاح والفوز في الدنيا والآخرة، وصدق الله : { فإن حزب الله هم الغالبون }، وصدق الله : { ألا إن حزب الله هم المفلحون }،
وإلى حلقة أخرى بإذن الله تعالى،،،،،،،،،،،،،،،،


************
الهوامش والاحالات :
============
(1) - محمد بن جرير الطبري ( 224 – 310هـ ) : " جامع البيان في تأويل القرآن "، تحقيق : أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ - 2000م، تفسير سورة المائدة، ج10، ص : 427،
(2) - " الاستبدال " مفهوم قرآني، والمادّة الأصلية لهذا المفهوم هي الحروف الثلاثة الآتية : الباء والدال واللام، وهي تعني في اللغة ترجيح شيء على شيء آخر، وقد ورد هذا المفهوم في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم، ومنها ما ورد في سياق الحديث عن بني إسرائيل في قوله تعالى : { قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ....} ( البقرة : 61 )، ومعنى هذه الآية كما هو واضحٌ أتتّخذون الذي هو أدنى وأقلّ قيمةً بديلًا عن الذي هو خيرٌ وأحسن قيمة، وهذا المعنى لمادّة بدل هو حاصل ما يتبنّاه أهل اللغة وعلماء التفسير، يقول المصطفوي: "أنّ الأصل في المادّة هو وقوع شيءٍ مقام غيره " أنظر :
- حسن المصطفوي : " التحقيق في كلمات القرآن الكريم "، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، طهران، 1385هـ، ج1، ص : 251،
(3) - محمد حسن زراقط : " النصر الالهي - سنن النصر في القرآن الكريم "، سلسلة الدروس الثقافية، مركز نون للتأليف والتردمة، جمعية المعارف الاسلاميةالثقافية، 2015 م،
(4) - الولاية في اللغة مأخوذة من الفعل الثلاثي (ولي) يقال: ولي الشيء وولي عليه وَلاية وولاية، والواو واللام والياء: أصل صحيح يدل على القرب والدنو، يقال: تباعد بعد وَلْي، أي: قُرْب، وجلس مما يليني، أي: يقاربني
– أنظر :
- أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : " معجم مقاييس اللغة "، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2012م، ج6، ص : 141،
- مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى ( ت : 817هـ) : " القاموس المحيط "، تحقيق : مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط8، 1426 هـ - 2005 م،مادة " ولي "، ص : 1732،
والوَلاية بفتح الواو، بمعنى النصرة، والتولي، ومنه قوله تعالى:﴿ مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ ( الأنفال : 72 )،
وأصل الولاء : الحب، ومن لوازمه الطاعة والنصرة والمعاونة ، والولي : صفة يتصف بها الفاعل والمفعول لأجله، فتقول : تولاه : أي اتخذه ولياً، ويكون الفاعل هو : المحب، التابع، النصير، المنعم عليه، ويكون المفعول لأجله هو : الرب، المنعم، المطاع، الناصر
(5) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، ج 1، تفسير سورة المائدة،
(6) - أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني أبو العباس : " البحر المديد "، دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الثانية / 2002 م ـ 1423 هـ، تفسير سورة المائدة،
(7) - سيد قطب : " في ظلال القران "، دار الشروق، القاهرة، ط 38، 2005م، ج2، ص : 922،


(8) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم "، تحقيق : سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ / 2000م، ج4، ص : 14،
(9) - حمد بن ايرهيم العثمان : " النبذ في آداب الطلب "، مكتبة ابن القيم، الكويت، 2002م، ص : 13،
(10) – إبن منظور : " لسان العرب "، دار صادر، بيروت، ط3، 1994م، مادة " صلح "،
(11) - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : " معجم مقاييس اللغة "، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2012م، مادة " صلح "،
(12) - مجمع اللغة العربية : " المعجم الوسيط "،القاهرة، ط ٢، بدون تاريخ،
(13) - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ : " شرح كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي "، 1206م،
(14) - أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسطنة عمان : " إعـادة صياغـة الأمـة "، في 6 /7/2002م، المصدر : http://www.ye1.org/forum/threads/17323/
(15) - سفر الحوالي : " حقيقة المحبة وأثر تحقيقها"، المصدر :
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:b5JJi9ynAOEJ: www.alhawali.com/popups/print_window.aspx%3Farticle_no% 3D3056%26type%3D3%26expand%3D1+&cd=13&hl=ar&ct=clnk&gl=eg
(16) - الإمام الصنعاني : " توفيق رب العباد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد "، عبد العزيز عبد الله الراجحي، دار بن الجوزي، الرياض، ط 1، 1430 هـ، ج1، ص : 89،
(17) - زيد بن محمد المدخلي رحمه الله : " المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم "، المصدر : https://archive.org/details/Manhaj_kawim

------------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث إسلامية، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، حاتم الصولي، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، عبد الله الفقير، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، سيد السباعي، مصطفي زهران، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، صفاء العربي، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، سلام الشماع، يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، علي عبد العال، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، محمود سلطان، سلوى المغربي، صالح النعامي ، فهمي شراب، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، محمد الياسين، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، أنس الشابي، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، سامح لطف الله، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، سامر أبو رمان ، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، أحمد ملحم، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، صلاح المختار، كريم السليتي، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، عمر غازي، سعود السبعاني، د- محمد رحال، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، نادية سعد، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة