البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

طاقة إسرائيل المتجددة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3101


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أصبحت إسرائيل لا تحتاج إلى الدعم الغربي والأمريكي بخاصة، في شأن احتياجاتها العسكريّة، ومتطلباتها الأمنيّة، بسبب أنها تعتبر نفسها من أقوى دول المنطقة، وأن ما تتلقّاه من دعم، هو معنوي فقط، وفي المقابل، فهي ترى ضعفاً عربيّاً شاملاً، تضمن به وإلى إشعارٍ آخر، عدم تلقّيها حرباً نظامية، بغض النظر عن تقديرات تقول، بأن المستقبل قد يحمل مفاجآت، كما أنها لا تحتاج إلى ذرائع ومبررات، بشأن خلافاتها المتعمّدة أو الاضطرارية، وسواء الحاصلة مع الدول العربيّة أو مع بعض دول المجتمع الغربي، والمتمثّلة بشأن انغلاقها باتجاه العملية السلمية، أو باتجاه ممارساتها الاحتلالية ضد الفلسطينيين بشكلٍ عام.

فبالنسبة للعملية السلميّة التي تم إنشائها لترتيب معاهدة سلام مع الفلسطينيين، فهي بطريقة ما، أفصحت بأنها وصلت إلى نهايتها، ولم يتبقَ سوى الاعتراف بالدولة اليهودية وبعض الأمور التي تحتاج إلى موافقة فلسطينية، ومن ثم التوقيع على معاهدة سلام شافية، بعد أن اعتبرت نفسها، بأنها قامت بتأدية ما عليها من استحقاقات والتزامات بخصوصها.

وسواء كانت بواسطة التفاهمات التي تم الاتفاق بشأنها خلال المفاوضات التي جرت طوال الفترة الماضية وحتى 2014، أو تلك التي تنازلت عنها من تلقاء نفسها وبمحض إرادتها- برغم اعتبارها مُوجعة بالنسبة لها-، كعملية الانسحاب من قطاع غزة 2005، أو عن التي اضطُرّت إلى التخليّ عنها بطريق أحكام قضائية إسرائيليّة، التي ألزمتها بإخلاء أراضٍ أو مبانٍ فلسطينية، في أنحاء متفرقة من القدس والضفة الغربيّة.

وحين تقوم بعض أنظمة المجتمع الدولي، بناءً على مطالبات عربية وفلسطينية، واضطراراً لمصالح وخدمات خاصة، بمراجعة إسرائيل وانتقادها، بأنها هي من أوقفت العملية السياسية بسياستها المتصلّبة، قبل أن توفِ بالتزاماتها، ترد عليها، بأن لا أحد يُدني رقبته إلى السكين، وبأن عليها النظر فيما يصنع العرب بأنفسهم، حيث يُحاربون بعضهم ويقتلون بلا حساب، فكيف لإسرائيل أن تأمن على وجودها، وفي ضوء أنها تعيش خاضعة للتهديد على مدار حياتها، وإذا استمر التهديد رغماً عنها، فهذا هو قدرها، وهو أفضل من أن تجلبه بيديها.
واجهت إسرائيل انتقادات شديدة رسميّة وحقوقية، في أعقاب إسقاط فلسطينية لحملِها، أمام أحد الحواجز الاحتلاليّة (الأمنيّة) المُقامة على إحدى المفترقات في الضفة الغربية، بأن على المنتقدين، الالتفات إلى آلاف الأنفس العربيّة الذين يموتون وعلى كل شكل (قصفاً وتعذيباً وجوعاً)، فإسرائيل لم تتعمد الإيذاء، ولم تُبادر في تنفيذ أي حادثة أو أيّ إجراء عن قصدٍ، وسجلاتها تُوضّح ضآلة عدد الضحايا المدنيين والعسكريين بالنسبة لأي دولة عربية، التي لا تحصل في الأغلب، على أيّة إدانات دولية ذات قيمة، مثلما هو الحال بالنسبة لإسرائيل.
مظاهر التطوير التي تدعي بها إسرائيل ضد عرب 48، وسواء في منطقة النقب والأغوار أو في أنحاء أخرى من البلاد، حيث تقوم بترحيلهم عُنوةً، وإسكانهم على طريقتها، بحجّة بأن ما تقوم به هو لصالحهم باتجاه الحضارة والرفاه، وليس ضدهم، وتُصرّ على أنه لا يمكن إلقاء الشبه بين أفعالها في هذا الصدد، وبين أفعال من يقومون بطرد مواطنيهم إلى خارج البلاد، ويضطرّوهم إلى ترك مساقط رؤوسهم، وإلى سحق أملاكهم بأنفسهم، بفعل المآسي والويلات القاسية التي تعرّضوا لها، قبل لجوئهم إلى أماكن أخرى آمنة.
كما لديها من الشواهد المفعمة بالدقة، وذلك بالنظر إلى ما قام به الجيش المصري، من إخلاء مناطق شاسعة من السكان واقتلاعهم من أملاكهم، بمحاذاة الحدود مع الفلسطينيين، حيث لم تنفع اعتراضات أممية ولا انتقادات حقوقية، باعتبارها تجيئ لدواعٍ أمنيّة، وعلى أن مكاسب الإخلاء، تفوق خسارة ما تعود به تلك المعارضات والانتقادات الحاصلة، سيما وأن المقصود هو الأمن القومي المصري الذي يجب التضحية من أجله.

إن إسرائيل تعرف كيف تتصرف وتدير أمورها، وهي تأتي بأمثلةٍ حيّة وواضحة – مع أننا لا نجد لها أعذاراً- فمنذ بداية أحداث (انتفاضة السكاكين) وبعد نحو ما يقرب من نصف سنة، تقوم بالادّعاء، بأنها لم تقم بأي قتلٍ عمد، وإنما دفاعاً عن أنفسِ مواطنيها، وحينما يقوم أحد ما، بتوجيه الإدانة والنقد لكيانها، فإنه لديها لا يقوم إلاّ بناء على مصالح وسياسات مليئة بالكراهية وبمعاداة السامية، وخير الدلائل هو الالتفات العربي المتسارع عن إيران باعتبارها العدو الأوحد، والمتلهّف للتقرب منها واستجداءها، لإنشاء علاقات خاصة معها، باعتبارها دولة ديمقراطية وإنسانية ومُحبّة للسلام، وتعرف كيف تكافئ أصدقائها وتعتني بهم.
إن استقرار رأي إسرائيل على عدم تقدير المسائلات والانتقادات (العلنيّة المعتادة) الموجهة إليها، وسواء تلك المتجهة نحو العملية السياسية، أو الذاهبة باتجاه إجراءاتها الاحتلالية، هو رأي صائب- كما تدّعي-، سيما وهي تعرف كميّة الصفاء (السريّة الدائمة) المتواجدة بينها وبين أصدقائها، والتي تعتبرها من أهم طاقاتها الداعمة والمتجددة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، حسن عثمان، يحيي البوليني، د - عادل رضا، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، رافع القارصي، فهمي شراب، مصطفي زهران، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، صالح النعامي ، سيد السباعي، أبو سمية، عمار غيلوفي، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، رضا الدبّابي، صفاء العربي، محمد العيادي، طلال قسومي، محمد يحي، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، فتحي العابد، سلوى المغربي، عراق المطيري، رافد العزاوي، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، الهادي المثلوثي، عبد الغني مزوز، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، حاتم الصولي، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، عواطف منصور، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، تونسي، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، جاسم الرصيف، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، عبد الله الفقير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة