البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اليسار الإسرائيلي.. انحدار حاد نحو اليمين

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3428


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تكُفّ التكهّنات الساقطة باتجاه اليسار الإسرائيلي (طيب السمعة) والذي يتزعمه حزب العمل الإسرائيلي، حول تشابه سياساته التي يتبعها، مع سياسة اليمين المتشدد (سيئ الذكر) بزعامة حزب الليكود والأحزاب التي تدور بفلكه، حتى أصبحت حقائق واضحة لتماهيه تماماً مع اليمين وبصورة لا سابق لها، وبخاصة حول القضايا الكبرى والمصيرية بالنسبة للدولة، وسواء المتعلقة بالأوضاع الداخلية، أو بالقضايا المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وخاصةً المتعلقة بالأمن، حدود الدولة، الاستيطان، مكانة القدس، حق العودة الفلسطيني، أو لتلك الناتجة عن الاتفاق النووي الإيراني، والتي كانت بمثابة الصخرة المدفونة التي أخرجها المحراث.

منذ الماضي كانت هناك تحولات يسارية إلى اليمين، وسواء التي تم التمهيد لها، أو تلك التي حصلت خلال لحظة واحدة، تبعاً للوقت والحاجة إليها، والتي كان قام بها العديد من السياسيين اليساريين الفاعلين في إسرائيل، ونقصد هنا انتقال الفكر وليس انتقال الجسد، وهي تحولات غير مُشابهة كتلك الحاصلة من اليمين إلى اليسار، والتي تُتخذ عادةً لحيازة مكاسب شخصيّة، أو للمحاولة في تلطيف أجواء الحزب المعتمة، وليست لاعتبارات أيديولوجية.

عندما تولي اليسار دفة الحكم بزعامة "إيهود باراك" في العام 1999، خشي اليمين بشدّة، من أن يكون صادقاً في شأن استعداده بشأن تسوية القضية الفلسطينية، سيما وأنه كان مُفاجئاً في مسألة انسحابه من الأراضي اللبنانية خلال ليلة واحدة، أواسط العام 2000، والتي كانت خلافاً لأمال اليمين ككل في إسرائيل، وازدادت الخشية لديه، في أعقاب الثقة التي تواجدت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، منذ اللحظة الأولى لبدء المفاوضات، والتي أدّت بكبير المفاوضين الإسرائيليين "شلومو بن عامي" إلى إبرازه ابتسامة كبيرة أمام المنتظرين في خارج إحدى قاعات القاهرة، ليقول أمامهم بأن الفلسطينيين سيتمكنون من بناء دولة، و(للتذكير فقط) كان ذلك في العام 1999، أي قبل 16 عاماً.

خطوات اليسار المتخفية، أدّت أيضاً، إلى نزوح وزير الخارجية الأسبق "دافيد ليفي" عن الحكومة حيث كان أحد أعضائها عن حزبه الليكود، في أعقاب خشيته من أن يوغل في الاستسلام أمام الفلسطينيين، وبخاصة حول القضايا الكبرى، والتي كانت تنكّرت لها حكومة "بنيامين نتانياهو" اليمينيّة السابقة، وتأففت في كل مرّة، لدى تقديم اقتراحات حولها، وهي قضايا إنهاء الاحتلال، مكانة القدس، الاستيطان، حق العودة الفلسطيني وغيرها، حيث رفض الانصياع لأوامر "باراك" بشأن الذهاب إلى (كامب ديفيد) لأجل البحث في شأنها.

لم يكن الائتلاف الجديد- المعسكر الصهيوني- الذي تم نسجه بين حزب العمل الذي يقوده "إسحق هيرتسوغ" وحزب الحركة بزعامة "نسيبي ليفني" - باعتباره قائد اليسار- وراء الإنجاز الكبير، بشأن تحقيق مكاسب انتخابية خارقة، بعد جولة موات طويلة، كادت أن تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة، لولا الحظوظ التي غمرت "نتانياهو" في اللحظة الأخيرة ومكّنته من تشكيلها، فقد جاءت تلك المكاسب ترتيباً على خطوطه المتشددة، والتي بدت أمام الناخب الإسرائيلي بأنها نافعة، وخُيِّل لدى الكثيرين، بأن "هيرتسوغ" هو "بيبي".

في خطوة لافتة، فإن قيام اليسار – يعني هيرتسوغ- بالتنكّر لخطة "أرئيل شارون" والتي أسفرت عن الانسحاب من قطاع غزة بعد أن صوّت إلى جانبها في 2005، باعتبار أن الخطوة كانت خاطئة، وعدّها هروباً وليست ناجمةً عن اتفاق، قد عبّر بوضوح عن ذلك الانتقال، ومن ناحية أخرى فإن مواقفه باتجاه الأقلية العربية داخل الخط الأخضر، لا تقل عنصرية من تلك التي يتخذها اليمين، من حيث التنكّر لحقوقهم، أو من حيث المضي في اضطهادهم والإساءة إليهم.

حتى في هذه الأثناء يُحاول (المُعسكر) وبالرغم من عصيانه بشأن الدخول في حكومة "نتانياهو"، تسمين قاعدته الشعبية من خلال استمالة قلب الجمهور الإسرائيلي على نحوٍ جديد، وذلك من خلال ضمانه المبادئ الإسرائيلية من جهة، وتخويف الجمهور من السياسة اليمينية من جهة أخرى، وكان بدأها "هيرتسوغ" حين شن هجومات صاخبة ضد "نتانياهو" باعتباره ربّان الدولة، الذي لا يقودها إلى المجهول وحسب، بل يقوم بتخويف اليهود دينياً بما ليس بموجود.

أيضاً لم يدع "هيرتسوغ"، الاتفاق النووي الإيراني، الذي سهِرت عليه الولايات المتحدة سنواتٍ طِوال، يمر دون إبداء معارضته الشديدة، والتي لا تقل شدة عن معارضة "نتانياهو"، باعتباره اتفاقاً سيئاً جدًا، فبعد أن كان يُداوم على اتهامه علانية بأنه كثير الإفراط في المسألة النووية، وبأنه أحيا الدولة حياة الرعب على مدار سنين طويلة، فها هو الآن، قد فضّل الاصطفاف إلى جانبه نحو المعارضة.

ليس هذا وحسب، بل وعد - وبغض النظر فيما إذا كان موقفه سيُثير غضب واشنطن- بأن مُعسكره سيكون خلف "نتانياهو" كرجل واحد، باعتبار الاتفاق (تحدٍ مُشترك)، ويعني ذلك استعداده بالسعي إلى جانب "نتانياهو" نحو تقويضه، وحتى إلى تبني الخيار العسكري ضد منشآت إيران النووية، ما جعل الكثيرين من الساسة، يُسارعون إلى التكهّن بأن "هيرتسوغ" سوف يلج إلى داخل الحكومة، كبادرة حسنة لبيان وحدة الصف الإسرائيلي.

وعلى ما تقدم، فإن اليسار أثبت وبناءً على سياسته المتصاعدة، بأنه بلغ من الذكاء ما لم تبلغه أحزاب إسرائيلية أخرى من قبل، بما فيها الليكود نفسه، وسواء كان من حيث قدرته في تعظيم جبهته الداخلية، من خلال صعوده نحو التشدد، أو من حيث ضمانه لذات الأغلبية التي يتمتع بها، داخل المنظومة الدولية باعتباره لديها(صاحب السمعة الطيّبة).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، نتنياهو، الإنتخابات الإسرائيلية، اليسار الإسرائيلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، أبو سمية، كريم فارق، عمر غازي، محمد الطرابلسي، محمد يحي، أنس الشابي، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، ياسين أحمد، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، فهمي شراب، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، خالد الجاف ، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، مصطفى منيغ، رافع القارصي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، محمد شمام ، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، فتحي الزغل، حاتم الصولي، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، عواطف منصور، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، محمد الياسين، حسن عثمان، كريم السليتي، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د- محمد رحال، يحيي البوليني، علي الكاش، د - عادل رضا، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، عمار غيلوفي، نادية سعد، تونسي، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، د. أحمد بشير، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة