البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من اجل المستقبل

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - تركيا / سورية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3362


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ استلام الأسد للسلطة افتقد الاقتصاد السوري الى أي هوية او رؤية فقد تغيرت المفاهيم الاقتصادية كثيرا ودخلت عوامل جديدة في صميم البناء الاقتصادي لم تكن محسوبة بقدر كاف من قبل واصبح اقتصاد البعد الواحد هشا يهدد استقرار الدول و خططها المستقبلية من هنا نرى ان الاقتصادات التي تتمتع بالنشاط و الحيوية و لها القدرة على التجدد هي اقتصادات بأذرع متعددة و ركائز متنوعة و ليست اقتصادات عرجاء تستند على ركيزة منفردة و للأسف فان الاقتصاد السوري في مجمله هو اقتصاد البعد الواحد في اعتماده شبه الكلي على الريع و هكذا صار اقتصادا مهددا و متذبذبا .

ويدخل الاقتصاد بقوة في التخطيط لمجتمع مستدام متجدد له القدرة على إيجاد وسائل متجددة تناسب كل ظرف سواء كان ظرفا داخليا او خارجيا فالاقتصاد له جذور متشعبة تمتد خارج الاطار المكاني للدول فلا و جود لاقتصاد قائم بذاته دون الاعتماد على التعاون مع الدول الأخرى و تختلف طبيعة التعاون و مستوى التعاون باختلاف سياسات الدول و اهمية الميزان التجاري مع دولة أخرى بحسب اجندات معينة .
و لتنويع مصادر الاقتصاد مستقبلا تحتاج سوريا الى التخطيط المتكامل الذي يربط مقومات الاستدامة مع بعضها في شبكة متداخلة لا يمكن اغفال أية جزئية منها فالاستدامة هي خطة متجددة تحتاج في مصادر ديمومتها الى و جود اقتصاد حيوي مرن و مجتمع نشط متجدد ومنفتح على الأفكار ثم وجود بيئة صحية فيها استدامة الموارد و التصرف الرشيد المتوفر من الطاقة و البحث عن المصادر المتجددة للطاقة دون الاضرار بحقوق الأجيال المقبلة في الوقت عينه دون اغفال حاجات الجيل الحالي وهذا يتطلب موازنة دقيقة والتخطيط السليم ودراسة شاملة للمتوفر واحتمالات التوسع في المستقبل فالنفط مثالا ليس واردا مستداما (طاقة غير متجددة ) والاقتصاد السوري يحتاج الى مرونة في الاعتماد على مصادر متعددة لبناء اقتصاد قوي ونتفق جميعا ان هناك تحديات كثيرة تواجه الاقتصاد السوري ومعظم هذه التحديات كانت نتيجة لضعف الأداء الاقتصادي للاسد فالفساد الذي أصاب خطط سوريا التنموية بالشلل كان في الأساس حربا اقتصادية على الشعب مع غلاف أيديولوجي او عقائدي غير ان لب أي عمل في أي مكان من العالم هو الحالة الاقتصادية والاقتصاد القوي هو الضمان الأكيد لمجتمع مستقر امن .

و لكي نأخذ دورنا في منظومة الاقتصاد العالمي مع تحقيق واقع اقتصادي يوفر للفرد السوري مستوى معيشي لائق فانه علينا ان ندرس متغيرات الاقتصاد العالمي وان نحاول إيجاد متغيراتنا الخاصة التي نتحكم فيها لكي نمتلك ركائز اقتصادنا ومن هنا فان قوة الاقتصاد تستند الى التوغل في قطاعات مختلفة وفي دول و مناشئ متعددة لكي لا يكون اقتصادا معرضا لموقف ما من جهة واحدة وبهذا تتحقق المرونة في الاقتصاد بتنوع المصالح التجارية ومن هذه المصادر انشاء صناديق استثمارية سيادية مرتبطة مباشرة بالبنك المركزي السوري يديرها فريق اقتصادي متخصص ومستقل يعرف نقاط القوة في السوق العالمية ومؤشرات صعود ونزول الأسواق العالمية و يمكن الاستفادة هنا من تجارب مماثلة في دول إقليمية تحيط بنا .

هذا الامر ناتج من رؤية عميقة و وجود تخطيط سليم ودراسة شاملة لسوق الطاقة و صرفياتها و الطلب عليها و المتوفر من الطاقة غير المتجددة و مخاطر نضوبها و بمثل هذه الرؤية تكون هناك صناديق سيادية في الاستثمار خارج اطار حدودها الوطني وذلك لضمان شراكة عالمية وتشابك مصالح لانتاج مجتمع مستقر و امن لان المصالح المشتركة تكون أرضية قوية لتجنب المقاطعات التجارية والتهديدات السياسية التي تؤدي الى حروب اقتصادية قد تتطور الى حروب عسكرية و هذا يشير بوضوح الى وجود قطاع استثماري نشط لم يكن موجود سابقا وهو الاستثمار بالطاقة المتجددة ومثل هذا الاستثمار يؤدي الى ارتفاع سوية الجامعات و مراكز التعليم لتشجيع بحوث الطاقة المتجددة و البحث عن مصادرها و استثمارها تجاريا .

وهناك صناعات جديدة دخلت في مجال الاستثمار لم تكن واردة من قبل في الخطط الاقتصادية ولكن ارتفاع مستوى التنافس التجاري بين الشركات خلق نوعا جديدا من الصناعة وهو صناعة المعارض وهي رائجة ومربحة جدا وتعتمد على تطوير البنى التحتية ونحن نعلم ان الوضع الأمني في سوريا قد يجعل مثل هذه الصناعة فكرة غير واردة في البداية ولكن أرى ان الإشارة الى وجودها وفكرة الاستثمار بها واردة تحت أي ظرف لان علة كل شئ هي الاقتصاد فحتى فقدان الامن هو نتاج لصراعات لا يغيب عنها الاقتصاد و التنافس الاقتصادي بين الدول لضرب مصالح بعضها بخلق أفكار عقائدية بعوائد اقتصادية والتفكير في مثل هذه الصناعة تنتج أفكارا خلاقة لتحسين الواقع الأمني وذلك بتحسين البنى التحتية فبوجود شبكة اتصالات متقدمة تكون بالنتيجة الحالة الأمنية اكثر استقرارا لوجود عوامل متابعة استخباراتيا وبشكل دقيق وبالتالي خلق مجتمع امن مستقر يشجع الاستثمار في صناعة المعارض وهذه الصناعة المربحة تستلزم و جود فنادق و قطاع سياحي متميز وبالتالي ينتج وبصورة حتمية تطوير للبنى التحتية وشبكة الاتصالات والطرق و المطارات ... الخ .
نرى من خلال هذين المثالين الطاقة المتجددة وصناعة المعارض دخول متغيرات جديدة في الاقتصاد و التوجه نحو الاقتصاد المستدام الذي له قدرة التجدد والديمومة وهذا ما نريده في سوريا للنهوض باقتصادها المتهالك لتحريره وتطويره والاقتصاد المستدام يحتاج الى وجود قوانين وتشريعات تدعم القطاع الخاص لحيوية هذا القطاع و وجود تنافس بين شركاته مثل ذلك التنافس يغيب عن الجانب الحكومي والشركات الحكومية لذلك على المشرع السوري ان يجتهد في تطوير القطاع الخاص بتشريعات تضمن تطوير هذ ا الجانب وتشجع العمل به مثل نظام الضمان الاجتماعي وتشجيع رؤوس الأموال وأصحاب الشركات الخاصة من خلال حزمة تشريعات تطلق القروض البنكية والتسهيلات المصرفية وتخلق جوا من الأمان للاستثمار وعلى القطاع الخاص ان يكون مشاركا فعليا في الاقتصاد الوطني وان تكون هناك حالة من التجاذب بين القطاع الحكومي والقطاع لخاص لانتاج نوع من التنافس بينهما وبالتالي تطوير الاقتصاد .

علينا ان نبدأ بالتفكير في الاقتصاد المستدام و البحث عن مصادر الطاقة المتجددة وان نملك الجرأة في خلق مصادر رائدة للاقتصاد قد تكون غائبة عنا رغم قربها وان نشجع المبادرات والأفكار الرائدة في تنويع مصادر الاقتصاد وان يعمل الجميع ضمن مصلحة موحدة سواء القطاع الحكومي ام الخاص فالاقتصاد القوي المرن يخدم الجميع والاقتصاد الهش يهدد الجميع وفي هذا الجانب من الممكن ان تقوم الحكومة المؤقتة بتبني برامج لايجاد مثل هذه الأفكار وانشاء مركز حكومي للدراسات تحت مسمى المركز الوطني للاقتصاد المستدام يكون ضمن مسؤولياته البحث والكشف عن الأفكار الخلاقة واعداد الخطط المستقبلية اللازمة لنهضة سوريا في كافة المجالات وتشجيع بحوث الدارسين الاقتصاديين في الأفكار التي تؤدي الى تنويع الاقتصاد و جعله اقتصادا متجددا باستمرار .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري، المعارضة السورية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، طلال قسومي، فتحي العابد، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، أنس الشابي، يحيي البوليني، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، مجدى داود، محمد شمام ، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، فتحي الزغل، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود سلطان، خالد الجاف ، سلوى المغربي، عبد الله الفقير، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، فهمي شراب، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، تونسي، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، د. أحمد بشير، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، محمد يحي، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، رمضان حينوني، صفاء العراقي، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، د. طارق عبد الحليم، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، صلاح الحريري، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فوزي مسعود ، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، حسن الطرابلسي، أحمد النعيمي، أبو سمية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة