البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نظام الاسد والاقتصاد

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - تركيا / سورية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3041


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ان الثورة في سورية بقيادة جموع الشعب وعلى الاخص الشباب اثبتت ان الشعب يوما ما اذا أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر واثبتت مدى هشاشة هذا النظام الاستبدادي التسلطي أمام دهشة العالم والقوى الداعمة له مما ادى الى اننا أمام مشهد عالمي جديد يرسم الشعب معالمه ونحن نتناول هنا بعض مكامن القوة في هذا النظام

فوفق دراسة اقتصادية تم طرح فلسفة واقتصاد الخصخصة و اعادة هيكله للقطاع العام وحرية السوق تحت غطاء الاصلاح والتحديث و التطوير وذلك تمهيدا لتهيئة المناخ الملائم لهيمنة اجهزة السلطة الحاكمة في سوريا ومن يلوذ بهم من المقربين على مفاصل الاقتصاد مما يزيد سلطتهم وكذلك العمل على تنمية الموارد المالية التي تسهم في دعم ركائز السلطة وعلى رأسها الأفرع الأمنية بمختلف مسمياتها أمن عسكري أمن دولة أمن سياسي مخابرات جوية وغيرها ونعتذر عن ذكرها بالكامل لكثرتها ثم كان الضغط على المعروف مجازا بالرأسمالية الوطنية لتندمج مع النظام وتعلن ولائها للسلطة الحاكمة مقابل تقديم بعض الامتيازات حتى وصلنا الى مرحلة التزاوج بين رأس المال و السلطة والخطوة الهامة التي اتبعها النظام طوال فترة حكمه هي ابعاد كافة العناصر غير الموالية عن كافة المؤسسات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية حتى الوظائف الادارية مستندا الى قوانين الفصل و العزل التي فصلها على قياسه وتحت شعارات متعددة وترفيع العناصر الموالية بهذه المؤسسات الى المراكز القيادية ومنحهم العديد من الامتيازات الاقتصادية من خلال تأسيس شركات ومصالح بحيث يتحولون تدريجيا لرجال أعمال يصعب عليهم مستقبلا وتحت أي ظرف التضحية بهذه المكاسب وهذا ما نراه حاليا ثم عمد الى اعادة صياغة وهيكلة الاقتصاد بحيث تبقى الهيمنة الأساسية لمفاصل الاقتصاد بيد السلطة الممثلة للكيان السياسي المهيمن والرأسمالية الموالية للأفرع الأمنية وكانت له السيطرة على كافة النقابات فلاحين عمال مقاولين محامين أطباء مهندسين وغيرهم وبغض النظر عن الوسيلة والعمل من خلالها على تهميش الدور الحيوي لها بما يأمن اضعاف كافة القوى السياسية الاخرى المتمثلة في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الشبه معدومة اصلا واذا وجدت فسمتها الأساسية التبعية ثم وأد القطاع التعاوني وهمشه وأضعف مؤسساته المحدودة جدا باعتباره يمثل أهم القطاعات الاجتماعية والاقتصادية للشرائح الفقيرة المعدومة والتي تمثل القسم الأكبر من المجتمع

سعى الى تهميش دور المثقفين وقيادات الفكر وارساء سياسة التعتيم ونشر الأفكار التي تخدم القائد والحزب من خلال أجهزة الاعلام المقروء والمسموع والمرئي وتهجير القسم الأكبر منهم أو الزج به في غياهب السجون والمعتقلات

كان مجلس الشعب مؤسسة تشريعية صورية عبر تزوير عملية الانتخابات واضفاء شكل ديمقراطي على المسرح السياسي ارضاء للتيار الدولي الذي يدعو لصيانة حقوق الانسان وحقيقة الامر ان المجلس في سورية كان عبارة عن مجموعة من الكومبارس الذين تم تفصيلهم واختيارهم من الاكثر ولاء للنظام هذه العوامل المذكورة وهي غيض من فيض كانت بمباركة من القوى الغربية حيث تتلاقى مصالحها مع مصالح هذا النظام سواء الاقتصادية او السياسية او الامنية فربط الاقتصاد بهذه القوى امر جوهري وحيوي واستراتيجي في قبالة الدعم السياسي و الاقتصادي و العسكري و من خلال هذا الواقع يتضح تماما تجذر هذه النظم الاستبدادية وتشكيلها امبراطورية بالغة التعقيد ولا يمكن أن تسقط كما يتصور البعض بخروج مظاهرات سلمية ولو كانت بالملايين

في ثورتنا حقيقة يتضح غياب القيادة والرؤية الواضحة المعالم بكيفية مواجهة هذا النظام و تقويضه أي أننا لم ندرس اسباب القوة وطرق محاربتها وكذلك غياب كامل للتصورات والدراسات المستقبلية بعد القضاء على هذا النظام فمثلا ماهو الدستور الامثل مقابل الدستور القائم ومسودات القوانين التي ستكون ضرورية لتامين ترجمة الدستور على أرض الواقع لاحقا وما هي السياسات المالية والاقتصادية الواقعية التي يمكن ان تؤمن اعادة هيكلة اقتصاد الدولة بما يأمن المصلحة العلية للبلد والنأي عن مصادر الهيمنة والتبعية وتحديد شكل الحكومة الانتقالية المناسبة التي تلبي حاجات المرحلة با لاضافة الى الكثير من الدراسات المتعلقة بمستقبل سورية والتي يجب طرحها على الشعب و الثوار لبيان مدى اهميتها وضرورتها لبناء الدولة مستقبلا ولكي تلتف حولها القاعدة العريضة من الشعب باعتبارها تمثل مركزا حقيقيا لفحوى التغيير الذي تنشده وتنادي به الثورة كما يجب تيني مبدأ المحاسبة القانونية لكافة الذين افسدوا الحياة الاقتصادية والسياسية وارتكبوا جرائم بحق المواطنين وتقديمهم للمحاكم كمبدأ اساسي ثم السعي الى تأسيس قيادة للقوى التي تتبنى هذه الطروحات تتمثل بها كافة أفراد الشعب مع تبني استمرار المواجهة المسلحة لأنه الخيار الأكثر فعالية لاسقاط النظام

ان اسقاط النظام لا يمر الا عبر مواجهة متكاملة وليس من خلال حلول جزئية وهي تأتي في عملية تصاعدية لكل مرحلة من مراحل المواجهة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-01-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، إياد محمود حسين ، رمضان حينوني، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، رافع القارصي، الناصر الرقيق، رشيد السيد أحمد، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، فوزي مسعود ، علي عبد العال، يحيي البوليني، محمد الياسين، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، عراق المطيري، د- محمد رحال، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، نادية سعد، صفاء العربي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، أحمد النعيمي، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، د- جابر قميحة، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله زيدان، صلاح المختار، سلوى المغربي، عمر غازي، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، محمد يحي، أحمد ملحم، مصطفي زهران، د. عادل محمد عايش الأسطل، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - عادل رضا، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، تونسي، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة