البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حق الشعب

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - تركيا / سورية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3452


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثناء الثورة السورية ارتفع سقف الوعي والنضج الفكري لكثير من السوريين بحقوقهم المهدورة وهي غاية نهدف إليها جميعا لنرى بلدنا في صفوف الدول المتقدمة وهو حلم قابل للتحقيق لو اجتمعت جهودنا لاصلاح ما افسده النظام واول الوسائل هي العلم والمعرفة فيجب ان يعرف السوريون حقوقهم وواجباتهم لكي يسير مجتمعنا وبلدنا على سلم الطريق الصحيح للوصول الى مجتمع نسعد بالعيش به

ان السلطة لا تقوم في الجماعة البشرية الا لان الناس بحاجة للحرية ولتكون الحرية يجب ان يكون هناك نظام والنظام لا يوجد الا في ظل سلطة وعندما يقبل الناس بالسلطة يكون السبب حاجتهم الى الحرية واهم ما يقيد سلطة الحكام هو مدى المحافظة على الحقوق والحريات العامة الشعوب الفقيرة نوعان شعوب افقرتها قسوة الانظمة بين الوعيد والعقاب وهي عاجزة عن كل فضيلة تقريبا ذلك ان فقرها جزءا من عبوديتها وشعوب فقيرة لانها مستخفة او لانها لم تعرف رغد العيش هذه الشعوب الاخيرة يمكنها ان تأتي بأمور عظيمة ذلك لان الفقر جزء من حريتها بينما الشعوب الاولى هي التي جعلت الانظمة مستبدة وفاسدة بفساد مبادئها مغتصبة لحق سيادتها وسعبها فكان هذا من اهم العوامل التي ادت الى خرابها وجعلت الشعب لاشيئ في يد السلطة المطلقة للانظمة تفعل به ما تشاء وقتما تشاء وجعلته خادما لها بعد ان كان سيدا ولو كان هذا الشعب يعلم حقوقه وماله من قوة وسيادة ماكان ذلك ليحدث ابدا

فالسلطة ليس لها مصدر الا الشعب هو الذي يمنحها للحكام بارادته الحرة وعندما يطيع فليست هذه الطاعة طاعة للحكام ولكنها احترام للنظام لانه لا شيئ يكبل ارادة الفرد الا ارادته والحكام في الدولة ليسوا الا مجرد ادوات لممارسة السلطة دون ان يكون لاحد منهم حق فيها وان مارس كل منهم اختصاصات مستقلة ففهم لا يتقاسمون فيما بينهم السلطة العامة وانما يتقاسمون الاختصاصات فقط وتلك الاختصاصات ليس لها الا هدف واحد يجب اللا يحيد عنه الا وهو العمل في سبيل مصلحة الشعب وان الخروج عن هذا الهدف يعني عودة السلطة الى الشعب الذي له ان يرد الحكام الى حدودهم كما له ان يستبدلهم بغيرهم ويوقف طغيانهم حيث انه الرقيب عليهم ولا مراء في ان رضى المحكومين بالسلطة الحاكمة هو الذي يسبغ عليها صفة المشروعية ويجعلها سلطة قانونية بل اكثر من ذلك يجعل للدولة في ذاتها شرعية
ولنا ان نتساءل ان كانت هناك دولة فمن هو صاحب هذه الدولة ومن الذي اقامها ومن الذي اوجد فيها ومن الذي طالب بوضع نظام لها ومن اتفق على هذا النظام ووضعه ووضع كيفية تطبيقه وكيف اصبح البعض حكام والاخر محكومين بعد ان كان الكل حاكما واحرارا وليس هناك الا اجابة واحدة لا خلاف فيها هي الشعب فالشعب هو صاحب السيادة وهو السلطة العليا التي لا يسمو عليها شيئ في المجتمع ولا تخضع لاحد وتكبر فوق الجميع وتفرض نفسها عليهم فسلطة الشعب سلطة اصيلة لا تستمد اصلها من سلطة اخرى وقد يقول قائل لماذا اذن نخضع للسلطات الادارية والهيئات في الدولة والاجابة اذا نظرنا الى جميع الهيئات الادارية الدنيا نراها تستمد سلطتها من الهيئات الادارية العليا وهذه تستمد سلطتها من القانون والقانون من وضع الهيئة التشريعية او البرلمانية والبرلمان من الدستور والدستور من الشعب وسلطة الشعب هي العليا ونحن حين نخضع لا نخضع لتلك الهيئات بل نخضع لسيادة القانون والذي يقضي بخضوع جميع سلطات الدولة له حاكما ومحكومين وهذا المبدأ القانوني يقضي به لصالح الافراد وحماية لحقوقهم ضد تحكم السلطة والاعتراف بحقوقهم الفردية وذلك ما تضمنته اغلب دساتير الدول بموجب اعمال مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث في الدولة التشريعية التنفيذية القضائية حيث اذا تجمعت السلطات في يد واحدة فلن تكون هناك اي ضمانة لاحترام هذه القواعد ولن يقف في سبيل الحاكم شيئ اذا استبد بالسلطة اي لا يجوز للسلطة الدنيا ان تخالف السلطة العليا في المجتمع فالسلطة التشريعية اعلى من السلطنتين الاخرتين وهي وكيل ذو سيادة عن الشعب فلا يجوز ان يخالفها من السلطات من هو ادنى منها وكذلك الامر بين السلطة القضائية والتنفيذية وهذه الامور هي اهم ضمانات حماية الحقوق الفردية اي انها العدالة التي يجب ان تكون في المجتمع

ان مختلف صور السياسات القائمة في نواحي الارض خاضعة للرغبات الانسانية فحتى في الخضوع والاستبداد اختيار ومن هنا ينهض الفارق الاساسي بين الشعوب المتخلفة والمتقدمة فالاولى بدأت في الاصلاح بعد ان ارتمت في احضان الاستبداد بينما المتقدمة حصلت على حريتها من زمن طويل لا احد منا ينكر ان في حياتنا السياسية فسادا وان في مجتمعنا مساوئ ولكن من يستطيع تحقيق الاصلاح الا نحن فالثورة التي قام بها الشعب السوري هي حركة تغيير جذري وعلينا جميعا ان ننتهج طريق التقدم والتطور فالافراد فردا فردا ليس لهم قيمة ولكن في تجمعهم قيمة عظيمة

مهما توخينا من النزاهة والدقة فان الاختلاف في نشأة كل منا وفي ادراك كل منا وفهمه يؤدي الى ان تكون لنا وجهات نظر غير متفقة مع بعضها ولكن اصحاب النظرة الكلية حين يقبلون على السلطة فانهم يعمدون الى فرض سياستهم الخاصة بهم والقضاء على كل مخالف وهناك رأي بانه مهما تكن الايادي التي تسلم اليها السلطة فان التبصر والواقع يقتضي ان نتخذ الضمانات من الاخطاء وسوء الاستعمال التي يرتكبها الضعف الانساني اي انها مهما كانت الثقة التي يستحقها رجال الحكومة فالسبيل الامن ان يوكل الامر الى سيادة الشعب ولانه يريد خيره باستمرار ولكن قد لا يراه دائما فالشعب لا يمكن ان يرشى ولكن قد يضلل

ان معرفة الشعب بحقوقه السيادية وكيفية مزاولتها اهم اصلاح على الاطلاق واساس الحقوق في الدولة فليس من المنطقي ان نطالب بحق دون اظهاره والاساس الذي بني عليه ولماذا اصبح حقا فكثير من افراد الشعب يتحدثون عن السيادة ولا يعلمون اوجه حقوقهم السيادية تجاهها واخرون يتحدثون عن البرلمان ولكن لم يذكر احد الحقوق السيادية للشعب على البرلمان ونوابه وطرق ممارسة تلك السيادة اي ان الشعب بلا سيادة كدولة بلا دستور


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-01-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد بشير، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، سلوى المغربي، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، سيد السباعي، علي عبد العال، فتحي الزغل، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، فوزي مسعود ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، مجدى داود، أحمد بوادي، صفاء العراقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، حاتم الصولي، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، صالح النعامي ، طلال قسومي، محمد الطرابلسي، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، منجي باكير، حميدة الطيلوش، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، صباح الموسوي ، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، سامح لطف الله، إيمى الأشقر، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، تونسي، حسن عثمان، عمار غيلوفي، كريم فارق، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، صلاح الحريري، فهمي شراب، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، عواطف منصور، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، محمد شمام ، أحمد النعيمي، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة