البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العراق على عتبة مرحلة جديدة

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4291


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اليوم تطير طائرات النظام الإيراني من قاعدتها في سنندج (شمال إيران) وتغير على الموصل لتنتقم، وتطلق الصواريخ والبراميل وكل ما يقتل ويخرب عشوائياً على الأسواق الشعبية، فيقتل نساء وأطفال، وكل من يرتاد الأسواق في هذه الأيام الرمضانية، فالعراقي مهما انحط في أفعاله، فله عين تنكسر ولو ذرة مروءة، وشرف رجال، وله من طباع الشيمة يأنف أن يكون ضبعاً، ولكن هذه الأفعال ليست عراقية، كما أن حتى جيش النظام أبى أن يطلق النار على مواطنين عراقيين، ربما فعلها عدد ممن باعوا ضمائرهم قبل رتبهم، وقسم الجندية الشريفة، ولكن أغلبهم وفي صحوة ضمير تأبى شرف الجندية أن تكون عوناً للأجنبي، فطرحوا بأسلحتهم أرضاً وغادروا ساحات المواجهة، هي ليس هرباً من الجندية، بل رفضاً لقتل الأخ وأبن العم والعشير، فتحية لهؤلاء العراقيين الشرفاء.

لسنا بصدد تقييم شخصية بعينها، بل عن الشخصيات العراقية المهيمنة بقوة حراب الأجنبي، التي ترتضي أن يسجل بأسمها هذا الاسترخاص غير المسبوق للدم لا عراقياً ولا عربياً أو حتى في التاريخ الدولي، يسفحه الحاكم في دون أن ترف له جفن، قد قلت أنها ليست أيادي عراقية، وليست عربية، فالحاكم مهما أوغل في الإجرام من أجل كرسيه الشخصي أو غير ذلك، فهو لن يبلغ مبلغ ما يدور اليوم في العراق. هذه حقيقة تقودنا لأن نفرر أن هذه الأيادي ليست عراقية ولا عربية، ولا أتحدث عمن تعرض لغسل قلب وفكر..

اليوم وتحديداً منذ 1 / تموز / 2014 قد غدا واضحاً وضوح الشمس، موجود معسكر الشعب
من القوى والشخصيات، ومعسكر أعداء الشعب ذيول الأجنبي، ومن المغرر بهم، تصدق الأحداث في محافظات الجنوب ما نؤكده دائماً، أن الشعب العراقي واحد، فالعراقي أينما يكون في أرجاء العراق فهو عراقي همه وهدفه : صيانة استقلال البلاد، الحفاظ على مكونات الهوية الأساسية له، الحفاظ على ثروات البلاد وتسخيرها للصالح العام، ويستوي في هذا كل من يحمل الهوية العراقية الغراء.

اليوم تحديداً، في تموز العراق الخالد منذ سومر وبابل وآشور، نتابع بقلوب المحبة، انتفاضة شعبنا الباسل في قلب الثورة على الطغيان، والتحريف، في كربلاء الثائرة، ومنها لتسري لهيب الانتفاضة، وتمنح الثورة ... ثورة العراق بأسره وجهاً مضافاً ... الشعب يرفض أن تنسب هذه الجرائم والسلب والنهب والقتل وإهدار سيادة البلاد بأسمه أو بأسم طائفة منه.

العراق اليوم كله في ملحمة الثورة، ممثلة بالفصائل الوطنية والقومية والدينية المتنورة المتحررة، والليبرالية، والتقدمية، والديمقراطية، العراق كله بطوائفه وشرائحه الاجتماعية بعربه وكرده وتركمانه ومسيحييه وصابئته، العراق كله بوجه معسكر القوى الطامعة التي تريد إلحاقه جرماً يدور في فلكها، ثورة كربلاء قوة مضافة وسيفاً ينظم إلى السيوف، بمواجهة القوى الذيلية المرتبطة بالخارج، ينظم إلى الكفاح من أجل عراق جديد، عراق يستخلص العبر والنتائج، يعيد بناء وطن دمرته الأحقاد، يعيد للوطن استقلاله، وثرواته التي تنهب على مدار أحد عشر عاماً، عراقاً صار ملعباً للمؤامرات والمناورات الدولية. عراقاً يرفل بالأمن والأمان والديمقراطية الحقيقية. عراقاً لا يعترف بالطائفية، يقرب بين أبناؤه ولا يبعد، ويثبت للعالم أجمع عزلة القوى الباغية في الحكم الطائفي المدان بجرائم لا حصر لها، فاليوم تكتمل إدانة هذا النظام، من الإدانة الدولية، إلى الوطنية، العراق الثائر بأسره يرحب بالتحاق الأشقاء بالموكب الصاعد.

الحكم في بغداد، ولا نقول نظام، لأنه لا يشبه الأنظمة في شيئ، يقترف أفعالاً يصعب التغاضي عنها ليس عراقياً، فهي أفعال مخالفة للقوانين الجنائية المحلية، وللقانون الدولي، وللفقه القانوني الدولي، أفعال لا تسقط، ولا يمكن أن يسدل عليها الستار بالتقادم، فهي تدخل في نطاق أعمال الإبادة، ولا يحاسب عليها أفراد فحسب، بل النظم السياسية التي تقترف بواسطة أدوات رسمية وقوات مسلحة وميليشيات تابعة لها هذه الجرائم، وبالتالي فهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عنها.

أما إعلان الدولة الإيرانية على لسان أعلى المسؤولين، بأن واجب دولة إيران الرسمي هو حماية الأضرحة والأماكن المقدسة، والتدخل بالقوات المسلحة، بإرسال الأسلحة والمتطوعين، والقوات المسلحة النظامية وشبه النظامية، فهذا زعم يشكل خرقاً قانونياً خطيراً لسيادة العديد من الدول، وتهديداً مباشراً بالعدوان، سوف تدفع دون ريب الشخصيات التي أطلقت هذه التصريحات، كما والدولة الإيرانية يوماً مستحقاته القانونية.

عندما يستولي التطرف على عقول وأفعال قيادات حكومية ودينية، وتلجأ للعنف الحكومي باستخدام أدوات حكومية، بأسم القانون والدين والأحكام الغيبية، وعندما تصر (حكومة) على انتهاج سياسية طائفية وسياسة اجتثات تهميش متعمدة ومقننة، سوف لن يبقى بيد من تعرض للقمع والتهميش والاجتثاث والاتهام الجزافي بالإرهاب، إلا اللجوء إلى المحافظة على الذات كوسيلة للدفاع عن النفس. وعندما يسود الفساد جهاراً نهاراً، ويستشري الجوع والفقر في بلد، إلا أن ينهض المحرومون، وسيكون اللجوء إلى إشهار المعارضة بالوسائل التي يحرمها قانون أحادي الجانب الخيار الأخير والوحيد، وعندما يلحق بلد بتاريخه وبمصيره دون تبصر بدولة أخرى لتكون تحت هيمنتها بكافة الأشكال والتعابير، يكون من المنطقي أن يرفض ذلك الشعب، بل ويرفض حتى أن تمارس هذه الجرائم الفظيعة بأسمه.

لقد مضوا بعيداً ... بعيداً جداً ... وارتكبوا كافة المحرمات والموبقات، وإلى درجة لا تطاق ولا تحتمل ... لهذا كانت هذه الثورة المظفرة التي يحتالون عليها لكي يقضوا على طموح الشعب في الحرية وفي غد مشرف.

----------
د. ضرغام الدباغ
الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، داعش، إنتفاضة العشائر، الدولة الإسلامية بالعراق والشام، التدخل الإيراني بالعراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بوادي، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، ياسين أحمد، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، مجدى داود، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، إسراء أبو رمان، محمد الياسين، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، كريم فارق، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، حاتم الصولي، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، فتحي العابد، كريم السليتي، محمود سلطان، فتحي الزغل، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، سيد السباعي، يحيي البوليني، صفاء العراقي، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، منجي باكير، إياد محمود حسين ، عزيز العرباوي، أبو سمية، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، د- محمد رحال، عمر غازي، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة