الفتنة العراقية الكبرى والحل الأمثل لوئدها
احمد الملا - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 4313
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما يحدث في العراق هذه الايام من اقتتال طائفي ذو الامتداد المتأصل والمتجذر منذ ايام تفجير قبتي الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء والى هذه اللحظة اخذ اشكال متعددة, فبعد ان كان الاقتتال على نحو افراد وعصابات ومليشيات تطور الى مؤسسات واحزاب وبالتالي اخذ شكله الحالي بين دولة وشعب – كما يراه البعض – وبكل اشكاله المتعددة كان هو يصب في مصلحة أجندات خارجية تدفع بالطرفين – سواء كانوا يشعرون او لا – الى هذا الاقتتال والتناطح والتصارع ذو الشكل الطائفي, والهدف منه هو رسم خارطة جديدة للعراق على ضوء القومية والمذهبية من جهة, ومن جهة اخرى اضعاف العراق وتمزيق وحدته لكي يتم الاستحواذ على كل ما موجود فيه من خيرات وحسب مبدأ ‘ فرق تسد’ وهذا تم التأسيس له منذ أيام الحاكم المدني في العراق ‘بول برايمر’ الذي شكل مايسمى بمجلس الحكم على اساس مذهبي طائفي قومي ومنه وقع العراق في الهاوية الطائفية التي تفجرت مع تفجير القبتين المطهرتين كما اوردنا.
فبعد ان كانت ‘ظاهرا’ الصراعات الطائفية بيد المليشيات - من الطرفين – تحولت الان بيد حكومات وسلطات دولية واقليمية ‘علنا’ وكأن العراقيين – جيش وشرطة وشعب- اصبحوا جنود بيد تلك الحكومات التي اثارت الفتنة بينهم واخذت تتفرج عليهم !!, فهذا الطرف خاضع لسيطرة الدولة الفلانية وذاك الطرف خاضع لسيطرة الدولة الفلانية وهذا امر واضح لايمكن ان ينكره أحد, لكن هذا الصراع والاقتتال ماذا جنا منه العراقيون سوى القتل والدمار وهتك الاعراض وانتهاك المقدسات وسفك الدماء والتشريد والتطريد وويلات ومآسي ومعاناة حتى تاجوز الامر مرحلة الكارثة الانسانية؟؟!!, فصار الامر يحتاج الى تدخل من كل الخيرين من العراقيين ‘حصرا ‘ لان غير العراقيين لا يهمهم مايحصل في العراق وهم السبب في مايجري وضع يدك على من تشاء وكل من يتدخل بالامر يريد تحقيق مصلحة شخصية ونفعية لدولته او مؤسسته, لكن العراقي وبحكم تواجده بين افراد بلده ويعيش معاناتهم ويتألم لهم يكون هو صاحب الكلمة الفصل والقرار السليم الذي يحط من وزر البلد.
ولنضرب مثالا بسيطا بين موقفين صدرا من شخصيات دينية بخصوص مايجري الان في العراق, الموقف الاول والمبادرة الاولى هي لسماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الذي طالب بوقف الاقتتال وانهاء سفك الدماء واستعداده لتحمل مسؤولية الوساطة بين الطرفين خدمة للشعب والوطن, أما الموقف الثاني هو تصريح من يدعون او يسمون أنفسهم بالمرجعية العليا وهو التعبير عن مدى الالم لما يحدث والشعور بالحزن الشديد!!! بالله عليكم أيهما الخيار الامثل والحل الافضل لهذه القضية ؟! هل التدخل بالمباشر افضل أم الشعور بالحزن والالم ؟! هل هذا الشعور بالالم والحزن يجعل الاطراف المتصارعة تتوقف عن الأقتتال لان السيد متألم وحزين؟ ام انها تريد ما يخرجها من هذه الدوامة التي لو بقيت سوف تكون مهلكة للجميع بدون اي استثناء؟ هذا موقف العراقي وهذا موقف الغير عراقي...
والان اضعكم بالصورة وبتفصيل اكثر دقة عن مبادرة السيد الصرخي الحسني, إذ يقول ...
{... نحن على استعداد ان نكون كوسطاء وبمايرضي الله سبحانه وتعالى على مصلحة الشعب بكل طوائفه, وكل توجهاته, وصيانة لأرواح ابنائنا من الشرطة, من الجيش, من الجهاز الامني, من المتطوعين, من التشكيلات الشعبية, سواء كانوا في هذا الجانب أو في ذاك الجانب, ورحمة بأبنائنا ببناتنا بنسائنا بامهاتنا بخالاتنا باخواتنا بمن تسكن او تعيش او تتواجد بالعراء وتحت الضيم والقهر والذل, فندعو الجميع ان يتخذ ويكون عند المسؤولية الشرعية والاخلاقية ويحل هذه المشكلة بأسرع وقت, وأيضا ندعو الجانب الاخر, وأيضا نحن على استعداد ان نواصل الطرفين ونخص بالذكر يعني النصيحة موجه للحكومة فالحكومة أومن بيده القرار يعرف من حاول ركوب موجة التظاهرات التي حصلت في المناطق الغربية, من اراد ان يستغل هذه القضية, من كان يراقب هذه القضية, من كان ينتظر ان تكسر شوكة الجيش او الشرطة ما قبل الانتخابات, قبيل الانتخابات, اثناء الانتخابات, مابعد الانتخابات, لتستغل هذه القضية لجانب ولقضية انتخابية ولكسب اصوات ولخداع ناس, نحن نعلم يوجد من يراقب, يوجد من ينتظر سقوط او انحدار او انهيار في مكان ما للسلطة وللدولة وللأجهزة الامنية, نعلم بوجود هذا لكن المفروض لا نلتفت لهذا وانما قضية الدماء هي الاولى, حقن الدماء هو الاولى, علينا ان نمد يد والكلام يشمل انتهازيي ومستأكلي كل الطوائف, يشمل سياسيي كل الطوائف, ليس فقط طائفةا دون طائفة اخرى, ومن هنا نقول على الدولة على السلطة ان تمد اليد لمن له التأثير وله القرار, وحسب ما نعتقد وحسب الاستقراء, نوجه الدعوة من هنا ايضا دعوة الى سماحة الشيخ السعدي, سماحة الشيخ الرفاعي, سماحة الشيخ الضاري, الى الاستاذ علي حاتم, الى الاستاذ رافع الجميلي, ممن نسمع اسمائهم ونستقرء ان لهم الدور والفاعلية في اطفاء هذه الفتنة, انها فتنة, لعن الله من اوقدها, ومن يجذر فيها ويؤسس فيها, ونقول لنتدارك هذا الامر, وعلى الدولة ان تحتضن, وعلى المسؤول ان يحتضن الناس, ان يحتضن الشعب, يحتضن مايسمى بالمعارضين, يحتضن ممن ساهم وشارك وكان طرفا في هذا القتال والاقتتال,وليتحاور معهم بالمباشر وليسمع منهم وليعطي لهم مايستحقون كأبناء شعب ووطن وهم أصحاب مطالب اصلية حقيقية ومشروعة, كأبناء وطن واحد ومن حقهم ان يطالبوا بما يستحقون, حتى نفصل بين الناس وصاحب الحاجة الفعلي وبين الانتهازي وبين التكفيري بين العصابات بين المليشيات بين القوى الضلامية التي تحاول ان تستغل مثل هذه الامور.!
..}.
أليس هذه هي الدعوى الحقيقة والرغبة الحقيقية في حقن الدماء؟ أم الشعور بالحزن والالم يكفي لحقن الدماء؟! وهذه الدعوى حقيقة تبين مدى التمسك والرغبة الحقيقية في إخراج العراق والعراقيين من حمام الدم الطائفي الذي صنعته يد الاعداء, وكل من لم يبلي هذه الدعوة الصادقة الوطنية العراقية الخالصة يعتبر هو من صناع القتل ومن العاملين على اثارة الفتنة وتابع وخاضع لتلك الدول الاقليمية التي تسعى لتمزيق العراق, اما من يلبي ويستجيب لهذه الدعوة ويدعمها فهو بالفعل وطني وعراقي وحر ويدعو لحقن الدماء ويدعو للسلم والسلام, فتلبية هذه الدعوة سوف تكون هي الخط الفاصل بين دعات السلام ودعات القتل والارهاب.
4-06-2014
|
8-07-2014 / 14:35:53 هاشم الموسوي