البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مخاوف إسرائيلية محفوفة بالهدوء

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3798


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حرفت مسيرة المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس قبل أكثر من شهر من الآن، المزاج الإسرائيلي وأخّرت إلى الوراء جوانب كثيرة من العلاقة المتناغمة مع السلطة الفلسطينية، على اعتبار أن اتفاقها مع حركة حماس، هو خطوة سلبية للغاية وانتكاسة غير منتظرة للوراء، أضافت ألماً زائداً، كان ترتّب على انهيار المفاوضات السياسية بين الجانبين، وكان مأمولاً أن تأتِ بالخطوة التي يجب أن تليها، لتُظهر إسرائيل على أن الوضع المرئي أمامها، يقتضي تغييراً أساسياً لسياستها باتجاه السلطة الفلسطينية والعملية السياسية بوجهٍ عام.

إسرائيل وهي معتادة على السعي لإثبات أن خطوات السلطة الفلسطينية هي غير صالحة للسلام، وهي بصدد تفضيلها لممارسة الأخطاء تلو الأخطاء في تعاملاتها المريبة باتجاهها (القضاء على مسيرة أوسلو، دعم الإرهاب والتشجيع عليه، اتخاذ خطوات انفرادية، وأخيراً الالتجاء إلى حركة حماس وعقد اتفاق معها، على الرغم من تباينها معها في الفكر والمنهج)، لجأت إلى اختلاق حفلة من الضجيج والصراخ (تأففاً وتمرّداً) في ذات الوقت، وعلى كل مسرح - المجلس الوزاري، داخل الكنيست، على المنابر الإعلامية المختلفة، حيث بدأت برفض المصالحة جملةً وتفصيلاً، وقد شمّرت إلى دعوة المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بحكومة التوافق الفلسطينية المرتقبة، بحجة أن دعمها، لن يساهم في دفع عملية السلام، بل سيبعث على تجديد مخاوفها وسيعمل على تعزيز الإرهاب على المستوى الدولي. ومن جهةٍ أخرى، استرسلت في التلويح بردود مناسبة وقاسية سياسية واقتصادية، فضلاً عن أنها أعلنت بأنه سيقع على عاتق السلطة مسئولية أيّة أعمال عنف، تبدأ منذ الساعة الأولى من تشكيل الحكومة، وبالمقابل ستجد الحلول بنفسها لنفسها.

لكن إسرائيل في الحقيقة أخفت هدوءاً لا مثيل له غطى على جملة مخاوفها التي نالتها خلال السنوات الفائتة، فبعد وقتٍ قصير من استخلاصها محاسن المصالحة، وتيقنها من أن آثارها الجانبية ليست ضارة لها بالضبط، لاسيما وأن كل المؤشرات الآتية سواء من قِبل السلطة أو من ناحية حماس، لا تُشير إلى مكروهات قادمة. فالسلطة كانت ولا زالت تحت السيطرة، والأمور الأمنية التي اضطرّتها حركات المقاومة إلى مداومة الاشتعال بها والخشية من سير السحاب من أن يكون محملاً بالصواريخ أو مشبعاً بـ (T.N.T)، ربما انتهت الآن، فالمناطق الداخلية الإسرائيلية آمِنة، والمزارعون الإسرائيليون بمحاذاة الحدود يتابعون أعمالهم بسلام.

تعزز الهدوء لديها، عقب تطمينات أمريكية مُقنعة، نبّهت إلى أن الوضع الفلسطيني في ضوء المصالحة المنتظرة، لن يذهب بعيداً عن السيطرة والحال برمّته لن يتغير كثيراً عن ذي قبل، والمطلوب فقط، هو انتظار ماذا سيحصل بشأن الحكومة المرتقبة وحماس متواجدة بداخلها، وهي تأخذ بعين الاعتبار مسألة أن تلك الحكومة ستضم منظمة مسجلة لديها على أنها (إرهابية) وبموجب القانون الأمريكي يحظر تقديم مساعدات إلى حكومات تختلط بمنظمة (إرهابية).

وعلى صعيدٍ آخر فإن عامل الضرر الذي كانت إسرائيل تعلق عليه، في أن مسألة الانقسام هي السبب الرئيس لديها التي تجعلها لا تأمل ولا تأمن حدوث سلام، قد انتهت صلاحيته، وارتفع عنها الآن بصورة مريحة، وأن في الأفق، المزيد من الخيارات والحجج البسيطة والمركبة الأخرى، وهي كفيلة بخلق منتوجات سياسية وأمنية جيدة، سواء ضد الحكومة الجديدة أو ضد الفلسطينيين بشكلٍ عام، علاوة على أن الاتفاق في حال حصوله، سيلعب نفس الدور الذي لعبه منذ البداية. وحتى في حدوث انتخابات مستقبلية وفوز إحدى الحركتين فتح أو حماس، بسبب أن نسبة الفارق لن تكون كبيرة تستطيع أحدها من خلاله وخاصة حركة فتح، من تمرير سياسات مهمّة وخاصة المتعلقة بالصراع مع إسرائيل.

من جهةٍ أخرى، فإن بروز وقائع فلسطينية مطمئنة كان لها الصدى النافع في وقف العنفصة الإسرائيلية وتقصير جريِها نحو إسناد مواقفها بشأن جدوى التفاوض مع السلطة، وأهمها: أن الرئيس الفلسطيني "أبومازن" لا يزال أمام الكل مؤمنٌ وبشدّة بالعملية السلمية وبإمكانية التوصل مع الشركاء الإسرائيليين، إلى حلول عادلة، ولديه الاستعداد لمواصلة المفاوضات وبشروط مُيسرة، وأن أيّة خطوة من طرفه ضد إسرائيل، سوف لن تمس بمبدأ التنسيق الأمني معها باعتباره (مقدساً)، وأنه سيستمر.

كما أن خطوة تكليف "أبومازن" لرئيس الوزراء الحالي "رامي الحمد الله" بتأليف الحكومة، وهو تابع لحركة فتح، والذي رشح عنه بأن حكومته ستدعم سياسيات منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة تلك المتعلقة باتفاقات السلام، وذلك تطبيقاً لإعلانات "أبومازن" المتكررة في هذا الاتجاه، أعطت وزناً مهمّاً لدى إسرائيل، وعزز الشعور لديها بالراحة في هذه المرحلة على الأقل. ويمكن إضافة احتمالية أن تكون حماس بناءً على تقارير استراتيجية مختلفة، قد يئست من اعتمادها على فكرة تدمير إسرائيل، بلجوئها إلى فتح لتعفيها من الاستمرار في تحمّل متاعب هذه المسألة، باعتبارها بادرت إلى الاعتراف الذي لا لُبس فيه بإسرائيل، ولديها الاستعداد - في إطار دولة-، لتبادل علاقات متميّزة مستقبلية معها.

إسرائيل وعلى الرغم من رؤيتها محاسن المصالحة، إلاّ أنها لن تعدم الآمال التي ما زالت تتعلق بها وتتمناها باتجاه حصول انتكاسةٍ ما بشأنها، ليس بسبب خشيتها على العملية السياسية والعودة إلى مربع العنف، لكن بسبب أن استمرار تفوّقها على المسرح التفاوضي أمام الكل وعلى مدار الوقت، يكمن في تلك الانتكاسة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فتح، حماس، فلسطين، المصالحة الفلسطينية، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إيمى الأشقر، رمضان حينوني، صلاح المختار، محمود فاروق سيد شعبان، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، أبو سمية، رافع القارصي، كريم فارق، مصطفي زهران، د - عادل رضا، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، محمد شمام ، كريم السليتي، د- جابر قميحة، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، سلوى المغربي، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، سيد السباعي، مراد قميزة، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، علي عبد العال، مجدى داود، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، العادل السمعلي، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، فتحي العابد، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، طلال قسومي، محمد يحي، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، د- محمد رحال، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة