البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ردا على العباسي: بل مقاومة الإرهاب تبدأ بالتخلص من بقايا فرنسا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8679


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال العباسي صاحب اتحاد الشغل، أنه أتفق في ما يسمى الحوار الوطني على عقد مؤتمر يعالج قضية الإرهاب، وسيقع الانطلاق على الأرجح من مسلمات تقول بالإرهاب الإسلامي المزعوم، وأن تونس حق حصري للوافدين الجدد من أنصار الإلحاق بالغرب، وأنها نهب لهم يعملون فيها خططهم ومفاهيمهم، فيحاصرون من يحاصرون ويعلون من رعاعهم من يريدون، ويجعلون بلدنا مرتعا لتصوراتهم، ومسرحا لانحرافاتهم التي يعيشونها واقعا في بؤرهم المغلقة.

- كما قلت العديد من المرات، لمعالجة الإرهاب يجب فهم هذا المصطلح، وللفهم يجب تجاوز المصادرات والافتراضات والآراء المنتجة والمفصلة مسبقا من طرف أدوات تشكيل الأذهان التي صاغها المتحكمون منذ عقود في كل مفاصل تونس، والعمل على نحت مفهوم جديد للإرهاب، هذا على افتراض أن عمليات تحرير تونس من لواحق فرنسا، ورفض التبعية للغرب تسمى إرهابا، لهذا الغرض، يجب:

- الرجوع لفهم ما حصل بتونس حينما أغار دعاة الإلحاق بالغرب على تونس بعيد الاستقلال المعلن واختطفوها، ثم افتكوا أجهزة الدولة وجعلوها أدوات لتمرير مشروع فكري إلحاقي بالغرب وفرضوا ذلك قهرا على التونسيين.

- يجب اعتبار أن كل ما حصل بذلك المعنى هو أمر غير شرعي، وان من قاموا به هم أعداء التونسيين، وان ما حصل نتيجة ذلك يجب أن ينظر إليه بعين الريبة والتشكيك والرفض، ولا يجب قبوله ولا البناء عليه بحجة أنه أمر واقع، فأصالة الفكرة / المبدأ، يجب أن تجبّ أصالة الواقع.

- إعتبار أن مجمل الواقع الحالي في جانب المفاهيم والتصورات هو نتيجة عمليات إخضاع قهري فرضت على التونسيين من خلال برامج التعليم والتثقيف الجماعي والإعلام الموجه، أي أن مجمل المفاهيم المتداولة حاليا لايجب قبولها ومنها مفهوم أن الواقع الحالي طبيعي يجب المحافظة عليه، وأن الموجود هو نمط التونسيين، هذه مفاهيم اييولوجية تعكس تصورات حملة مشعل الإلحاق بالغرب، إذ أن الواقع ليس مقدسا بل هو أساسا فرض على التونسيين، فهو واقع مزور ليس واقعهم.

- يجب أن يقع إيقاف مسار تشكيل الأذهان الذي ابتدأ منذ عقود، من خلال التعطيل الفوري لأدوات التشكيل تلك من إعلام وتعليم وثقافة، ثم إعادة النظر في محتوياتها النظرية، ثم وهو الأهم، اعتبار كل المنظرين للمشروع الإلحاقي الحاملين لقيم المنظومة الغربية المدافعين عنها، اعتبارهم خونة ولواحق للغرب، يجب فضحهم والتصدي لهم مثلما يعمل الآن على التصدي للإرهابيين الإسلاميين المزعومين.

لو تم ذلك أو جزء منه، فان الكثير من المفاهيم والتصورات ستتغير، منها:
- أن تونس تخضع لعملية إرهاب متواصلة ابتدأت حينما اختطف سيئ الذكر تونس بدعم فرنسي منذ عقود، تستهدف كل أبنائها وقيمها وتاريخها، وواقعها ومستقبلها.

- أن العديد من المفاهيم المتداولة حاليا إنما تعكس رأي المتحكمين في تونس من أصحاب القيم الغربية، والقبول بتلك المفاهيم يعني تكريسا للواقع وتسليما بتحكم فرنسا وأتباعها فينا وفي مستقبلنا، وأن الواجب يفترض من التونسيين الأصلاء، أن يرفضوا كل ما ينطق به حملة مشعل الإلحاق بالغرب، خاصة في ما يتعلق بالمفاهيم والتصورات، لأنها تعكس الخلفية العقدية والفكرية التي هي لديهم غربية بالأساس، أي معادية للتونسيين.

- أن انتشار القيم الغربية بتونس، وتحكم بقايا فرنسا من علمانيين بمختلف تصنيفاتهم (ليبراليين ويساريين ومستقلين) في مفاصل الدولة لدينا، هو أولا أمر غير طبيعي ثم هو سبب التوتر الحاصل في بلادنا، وأن التفكير في إزالة الأزمات ذات الخلفيات الفكرية، يجب أن ينطلق من فكرة إزالة الأسباب وهي أساسا وجود هذه الزوائد بيننا.

- أن واجب التونسيين هو العمل على تحرير بلدهم من التأثيرات الفرنسية، وذلك من خلال العمل على محاربة القيم الغربية والمروجين لها، وإبعادهم عن مناصب المسؤولية في القطاعات ذات العلاقة بتشكيل الأذهان وهي التعليم والثقافة والإعلام.

في انتظار ذلك وتجسيمه من قبل التونسيين الأحرار، لا يجب الدخول مع أي من حملة المشروع الإلحاقي بالغرب، ومنهم المتحكمون في اتحاد الشغل وما يسمى منظمات المجتمع المدني وأحزاب تتخذ القيم الغربية مرجعا، لا يجب الدخول معهم في أي عمل مشترك يكون ذا خلفية مفاهيمية، لأنهم هم أصلا جزء من المشكلة، معنى ذلك أنه لا يمكن الاتفاق معهم على قاسم مفاهيمي مشترك، إلا أن يقروا بأنهم مخطئون وأنهم أدوات إلحاق بالغير، ساعتها لك حادث حديث.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليساريون، بقايا فرنسا، إتحاد الشغل، العلمانيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، طلال قسومي، صفاء العربي، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، يزيد بن الحسين، علي الكاش، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، فهمي شراب، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، كريم فارق، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، محمد الياسين، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، تونسي، رشيد السيد أحمد، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، حسن عثمان، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، عبد الله الفقير، مجدى داود، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، رافع القارصي، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، محمد يحي، سلوى المغربي، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، عراق المطيري، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، د - عادل رضا، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، صلاح المختار، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة