البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في أن الصراع ليس حول أصل الحرية، بل هو حول محتواها

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5812


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان سيئ الذكر لا يمنع الكثير من الناس أنشطتهم، فهم يعملون وينتجون ويبدعون الأعمال الفنية ذات المحتوى والتوجهات المعينة التي تعكس منحى تغريبيا، والدليل أن حقبته تعتبر نموذجا لدى الكثير لحد الآن.

فأولئك كانوا يتمتعون بالحرية في عهده، وهم يرون الإلحاق بالغرب ومحاربة الهوية أمرا صائبا، والحرية لدى الكثير منهم أن تعيش كالفرنسي في مظهرك بل وفي قناعاتك وتصوراتك ومفاهيمك للإنسان والكون والحياة وغيرها، أما أن تطالب بما يخالف ذلك فأمر ليس من الحرية، ومن يفعل ذلك يجب أن يحرم من حق الحياة سجنا و اغتصابا و تشريدا و قتلا.

كذلك كان بن علي، في عهده يعمل الناس ويمارسون أنشطتهم وبرع الكثير وتميز في ظله.

ومن قبلهما كان الطغاة، فستالين كان في عهده الاتحاد السوفيتي قوة علمية وإنتاجية، وبرز وقتها الإنتاج الأدبي والفني ذو المحتوى الاشتراكي / الشيوعي.

في الغرب أيضا يعيش الناس في حرية مسموح بها، إلا أن تتعدى الأنشطة قوانينا صاغوها، حماية لمصالحهم السياسية والاقتصادية والعقدية أحيانا.

كل هؤلاء وغيرهم، لم يتحركوا لمنع غيرهم، الا حينما جاوزت أنشطتهم حيزا غير مسموح به، يعني ان المسالة ليست في اصل النشاط الإنساني ولكنها في محتوى ذلك النشاط، والمحتوى المقصود هو انعكاس لتصور ذهني يتغذى من خلفية فكرية أو عقدية

معنى ذالك ان المنع يتم ابتداء تجاه تلك التصورات الفكرية من أن تؤثر في الواقع، وهذا يؤكد أن الصراع ليس في اصل الحرية كقيمة، بل في محتوى الحرية، إذ أن الحرية موجودة في ظل كل الأنظمة وكانت أمرا واقعا وكان الكثير يعيشها، ولكن المنع هو في مقادير ومحتويات الحرية.

ومن هنا ثبت أن الصراع هو أساسا صراع حول المفاهيم والقيم المرجعية وليس صراع حول قيم الحرية في المطلق كما يريد البعض أن يصور الأمر ومنهم جماعة الإسلام الوسطي حينما يسرفون في تمييع المفاهيم.

الصراع ليس حول أصل الحرية، أبدا، لان الحرية ملموسة لدى كل الناس تقريبا، إلا أن بعضهم يعيشها كاملة والآخرون يعيشونها في حدود دنيا، تبعا لاتفاقهم أو اختلافهم مع طبيعة القواعد الضابطة للحرية تلك داخل المجتمع، فدعاة التغريب يرون مثلا مجتمعا متغربا تروج الدولة وتحمي الأنشطة التغريبية الالحاقية فيه، يرونه نموذجا للحرية، بينما يراه أنصار الهوية تضييقا وكبتا لهم.

بمعنى آخر، لو أخذنا عينة في إطار زماني ومكاني، لأمكننا إثبات توفر الحرية لطائفة منهم، وإلا لما كان ممكنا قيام تجمع بشري، حيث السلطة في اقلها هي مجموعة من الناس، وهؤلاء لاشك أنهم هم المنتجون للمفاهيم او على الأقل الراعون لها داخل ذلك الحيز الزماني المكاني..

إذن فالقول بوجوب توفر الحرية هكذا على إطلاقه / إطلاقها، كلام فاسد لأنه مطلب بأمر هو أساسا موجود، ثم هو ليس حقيقة المشكلة المطروحة.

كما أن القول بالتقاء الكل حول قيمة الحرية، كلام غير سليم، لأنه لما كان الخلاف هو حول محتوى الحرية، ولما كان المحتوى يعكس خلفية عقدية، ولما كان المختلفون (ليكن بتونس مثلا) ذوي مرجعيات عقدية مختلفة، فانه يستحيل الالتقاء معهم، وبطل بالتالي إمكانية الاتفاق معهم حول محتوى للحرية، وثبت بعدها فساد قول التقاء الكل حول قيمة الحرية ، إلا ن تكون تلك القواسم التي يشترك فيها كل الناس وذلك جانب على أية حال ليس محل نزاع


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحرية، العلمانية، الغرب، التغريب، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، رافع القارصي، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، صفاء العربي، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، محمد يحي، سعود السبعاني، صالح النعامي ، فوزي مسعود ، محمود سلطان، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، محمد الياسين، محمود طرشوبي، عراق المطيري، سلوى المغربي، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، أبو سمية، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي الكاش، فهمي شراب، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، حسن عثمان، مجدى داود، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، سيد السباعي، د - عادل رضا، تونسي، سلام الشماع، فتحي العابد، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، كريم فارق، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة