البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المستشفى المغربي في قطاع غزة

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4606 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بأموالٍ بسيطةٍ مباركة، وجهودٍ مضنيةٍ حثيثة، ومساعي شعبية كريمة، ومساهماتٍ فرديةٍ شاقة، ومبادرةٍ أخويةٍ صادقة، نجحت اللجنة الصحية المغربية لمساندة فلسطين، وفريقٌ من الأطباء والصيادلة في وضع حجر الأساس لمستشفى أهلي مغربيٍ في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يعنى بشؤون الفلسطينيين العامة، ويهتم بأحوالهم الصحية المختلفة، ويسعى لعلاج أمراضٍ مستعصية، ويساهم في حملاتٍ طبيةٍ دوريةٍ منظمة، ويشرف على إجراء عملياتٍ جراحية متعددة، ويشترك مع أطباء فلسطينيين وعرب وأجانب في التخفيف من معاناة الفلسطينيين، والتقليل من آثار الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، الذي تسبب في تردي الأوضاع الصحية العامة، وتأخر في علاج الكثير من الأمراض المستعصية، خاصة تلك التي نتجت عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة، والتي بلغت ذروتها في حربي عام 2008 و 2010، ما جعل حاجة قطاع غزة ماسة وكبيرة لوجودِ فرقٍ طبيةٍ عديدة، لمتابعة احتياجات السكان، وتقديم الخدمات الطبية الضرورية لهم.

يتنافس الأطباء المغاربة والعاملون في مختلف المجالات الطبية والدوائية، في أن يكون لهم دورٌ مباشرٌ في هذا المشروع، ويرون أنه مضمارُ شرفٍ، وميدانُ سباقٍ حرٍ، وساحةُ عطاءٍ شريفة، ومكرمةٌ يجب أن يكون المغاربة من السباقين إليها، وأول الحاضرين فيها، وأكثرهم عطاءً، فتراهم يسارعون في المساهمة فيه كلٌ بالقدر الذي يستطيع، وبالجهد الذي يقدر عليه، وفي المجال الذي يبرع فيه ويتميز، ويتكبدون من أجل هذا الهدف مشاق كبيرة، ويلاقون صعاب عديدة، إذ يحرصون على دخول قطاع غزة في كل الظروف والأوقات، غير مبالين بالحصار، وغير عابئين بحجم الصعاب والعقبات التي تعترض طريقهم للوصول إلى غزة، ولا بعد الشقة وطول المسافة، ويقضون في قطاع غزة مع الفلسطينيين وفي بيوتهم، في ظل الظروف الصعبة، وتحت ضغط الحصار الخانق، أياماً طويلة، يصلون فيها الليل بالنهار، في عملٍ طوعيٍ نبيل، دون انتظارٍ لأجرٍ أو توقعٍ لمكافأة، أو استدراجٍ لشكرٍ، أو ذكرٍ وتمجيدٍ وإشادة، بقدر ما يرونه واجباً وفريضة، يقوم بها فريقٌ من المغاربة نيابةً عن شعبهم، تجاه شعبٍ عربيٍ مسلمٍ، يعاني الحصار والجوع، ويكابد الآلام والمعاناة، ويتعرض لصنوف القتل والتعذيب والإهانة، ولا يلقى من المجتمع الدولي غير الصمت واللامبالاة، والعجز التام عن مواجهة الصلف والظلم والاعتداء الصهيوني المتكرر على الفلسطينيين.

ولعل فريقاً من الأطباء المغاربة الذين دخلوا قطاع غزة، ضمن حملات النصرة والإغاثة، من الرجال والنساء، قد عرضوا حياتهم للخطر، وعملوا لأيام طويلة تحت وقع القصف وأعمال الحرب، فلم توقفهم عن أعمالهم الغارات، ولم تخفهم الطائرات ولا الصواريخ، ولم تعجل الحروب في رحيلهم، ولم ترتجف أصابعهم في غرف العمليات وعيادات الطوارئ، وهم يرون السماء ترعد، والأرض تتزلزل، وأصوات الطائرات ودوي القنابل وقصف الصواريخ يرعب كل الكائنات، ورغم ذلك فقد أبوا المغادرة، وأصروا على البقاء، وواصلوا في ظل الظروف الحرجة أعمالهم، وهم يشعرون بزهوٍ وفرح، ويرفعون الرأس عالياً بفخرٍ وشرف، ويرون أن ما يقومون به هو شكلٌ من المقاومة، وسهمٌ يشاركون فيه بالجهاد.

تعود الفرق الطبية المغربية من قطاع غزة إلى المغرب، مرفوعة الرأس، شامخة الروح، عالية الهمة، قوية الإرادة، مسكونةً بالقوة والعزة، وهي تحمل معها ذكرياتٍ جميلة، وقصص وحكاياتٍ حلوة، وشواهد ورواياتٍ رائعة، فقد عاش أغلبهم في المخيمات، وبات في بيوت العامة، وأكل من طعامهم، واختلط بهم وسمع منهم، وحرص على زيارة العديد من أسرهم، فالتقوا بالجرحى، وقابلوا أسر الشهداء، وزاروا بيوت الأسرى، ودخلوا إلى المدارس ورياض الأطفال، وتنقلوا في الحواري والأزقة والمخيمات، فهالهم ما رأوا فيها من صدق الإرادة، وقوة الثبات، وصلابة الموقف، وشجاعة المواجهة، وعظم البلاء، وجهد الصبر، واحتساب الأجر.

لا يكتفي المغاربة في أن يكون لهم في القدس بابٌ وحارة، ولبيت المقدس بيتٌ وصندوق ولجنة، ولا أن تقتصر جهودهم في نصرة فلسطين وأهلها على القدس ومسجدها الأقصى، وإن كانت هي القلب والعنوان، وهي القبلة والمسرى، والتي إليها تهفو قلوب المسلمين وتتطلع، بل يتطلعون إلى أن يكون وجودهم ممتدٌ على طول فلسطين كلها، وعميق بين الشعب كله، على اختلاف فئاته وانتماءته، بعيداً عن الاتجاهات الحزبية، والولاءات السياسية.

ولا يقبلون أن تكون مساهماتهم في فلسطين رسمية، يقوم بها الملك والحكومة فقط، وهي وإن كانت جهودٌ مقدرةٌ وكريمة، ومساعي شريفةٌ ونبيلة، إلا أن الشعب المغربي، يأبى إلا أن يكون له مساهمة مباشرة، ودورٌ فاعل، وأثرٌ محسوس، يلمسه المواطن الفلسطيني البسيط في الشارع، ويقوم به المواطن المغربي البسيط، بالقدر الذي يستطيع، تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، ليدرك حجم التعاطف الشعبي المغربي معهم، وصدق الإنتماء إليهم، ومدى الاحساس بعمق الروابط التي تجمع بينهم، ويرون أن عطاءهم مهما كبر وعظم، فهو جهد المقل، وعطاء القليل، ويتطلعون لمضاعفته، ويأملون في زيادته.

فلسطين وإن كانت تقع بعيداً في أقصى المشرق العربي، إلا أن قلبها النابض، وروحها الحرة، وإرادتها الصادقة، تسكن هناك بعيداً في قلب المغرب العربي، فهي تعمر كل قلب، وتعيش في كل بيت، وتحضر في كل مناسبة، وتتقدم على كل حاجة، وإليها ترنو قلوب المغاربة وتتطلع، ومن أجلها تجود النفوس، وتسخى الأيادي، وتسمو الهمم، وتعطي من فيض خيرها بإباءٍ وأملٍ وشمم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، المغرب، الصحة، المستشفى المغربي بغزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-12-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، مصطفى منيغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سعود السبعاني، أحمد ملحم، عراق المطيري، أحمد بوادي، أنس الشابي، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، صفاء العراقي، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، علي عبد العال، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، رافع القارصي، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، تونسي، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، وائل بنجدو، حاتم الصولي، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، أبو سمية، كريم فارق، مجدى داود، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، نادية سعد، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، د- محمد رحال، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، علي الكاش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة