البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حزب العمل الإسرائيلي والقيادات المغمورة

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3504


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل مات حزب العمل الإسرائيلي واندثر، وانتهت أحلامه وغارت طموحاته، وولت عهوده الأولى، وزمانه القديم، الذي لم يكن ينافسه من الأحزاب أحد، أو يفكر بالوقوف في وجهه تحالفٌ أو ائتلاف، فقد كان الحزب الأكبر والأقوى، والأكثر شمولية والأوسع انتشاراً وامتداداً، وهو الذي تولى زعيمه الأول دافيد بن غوريون حكومة الكيان الأولى بعد التأسيس، وكان واحداً من بين سبعة رؤساء حكومةٍ من الحزب قادوا مع آخرين الكيان والجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية، وخاضوا معاً كل الحروب الإسرائيلية مع الدول العربية، وحقق بعضهم انتصاراً على الجيوش العربية، بينما فشل آخرون أمامها، ومنوا بهزيمةٍ نكراء، كانت إيذاناً واضحاً وصريحاً ببداية أفول شمس حزب العمل العالية، والتي كان منها بن غوروين وشاريت ودايان ورابين ووايزمان وبن آلعيازر وفانس وبيريس وغيرهم.

يبقى حزب العمل الإسرائيلي الذي أفلت نجومه، ورحل قادته، وذهبت حظوته، ولم يعد له ذاك النفوذ أو التأثير الذي كان، هو أكثر الأحزاب الإسرائيلية التي آذت الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية كلها، بل لعله فاق في سوءه وخطره، وفي بغيه واعتدائه، وفي تسلطه وقهره، الأحزاب الدينية واليمينية الصهيونية المتشددة، فهو الحزب الذي تولى منذ تأسيس الكيان الصهيوني وزارة الدفاع في أغلب الحكومات، وكان منهم قادة الأركان، وقادة المناطق العسكرية، الشمالية والجنوبية والوسطى، وهم الذين كانوا يجردون أشد الحملات العسكرية على الشعب الفلسطيني في الداخل، يقتلون ويعتقلون ويطردون، ويصدرون أوامر الهدم والطرد والترحيل والإبعاد، والإغلاق والحظر والمصادرة.

بل إن قادة حزب العمل الإسرائيلي هم الذين تولوا كبر مواجهة انتفاضات الشعب الفلسطيني الأولى والثانية، وهم الذين انتهجوا سياسة تكسير الرؤوس وتهشيم العظام، وضرب الفلسطينيين بالعصي والهراوات حتى تدمى أجسادهم، وتسيل منها الدماء بغزارة، وهم الذين قتلوا الأسرى، ودفنوهم في بطن الأرض أحياءَ، ولعل وايزمان وبن آليعايز وفانس بالإضافة إلى اسحق رابين، كانوا الأشد في مواجهة الشعب الفلسطيني وقمع انتفاضته، وإنهاء ثورته، ففتحوا له السجون والمعتقلات على مصراعيها، وزجوا بعشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني فيها، ظناً منهم أنهم سيركعون هذا الشعب، وسيخمدون انتفاضته، وسينهوون ثورته، وسيقضون على أحلامه وطموحاته وتطلعاته.

يختار حزب العمل الإسرائيلي اليوم، بعد سلسلةٍ من الاخفاقات المدوية، والسقطات الكبيرة، وخيبات الأمل المتتالية، زعيماً جديداً، وقائداً آخر له، ولكنه لا يختلف عن الآخرين، ولا يتميز عن السابقين، ممن جاؤوا بعد اسحق رابين، الذي كان آخر الزعماء الأقوياء لحزب العمل، والذي كان رئيساً للحكومة الإسرائيلية ووزيراً للدفاع أكثر من مرة، علماً أنه كان قائداً لأركان الجيش الإسرائيلي إبان حرب يونيو 67، وقد كان على رأس القادة العسكريين الإسرائيليين الذين دخلوا الشطر الشرقي من مدينة القدس، ما يجعله آخر أقوى قادة حزب العمل الإسرائيلي، وجنرال الكيان الأكبر.

فقد نجح في الانتخابات الداخلية الأخيرة لحزب العمل العتيد عضو الكنيست الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وحل محل زعيمته السابقة، شيلي يحيموبيتش، الذي لا تأتي الأخبار على اسمها، ولا تحمل الأحداث طابعها، ولا تترك في السياسة الإسرائيلية أثراً، فهي مغمورةٌ كسابقيها، ومجهولة الهوية كخلفها، ولا يعتقد أن يكون له ولحزبه العجوز دورٌ أو أثرٌ في السياسة الإسرائيلية، كما لم يكن لآخر سابقيه، عدا أيهود باراك، الذي ارتضى دوماً أن يكون أداةً في يد رؤساء الحكومة الليكوديين أصلاً، أو المتحولين منه والمنشقين عنه، فكان في إدارته لوزارة الدفاع أشد وأنكى من أي شخصيةٍ يمينيةٍ صهيونيةٍ متشددة.

مخطئ من يصنف حزب العمل من الحمائم، في الوقت الذي يصنف فيه حزب الليكود وحيروت والأحزاب الدينية واليمينية المتشددة، بأنهم من الصقور، وأنهم أكثر تشدداً وتطرفاً من حزب العمل، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فحزب العمل الذي كان يحرص على الظهور بوجوهٍ ناعمة، وأيدي لطيفة، ويتحدث بلغةٍ هادئة، كان يخفي خلفها وجوهاً صلدةً قاسية، ويلبس في يدية قفازاتٍ تبدو بيضاء، ولكنه أيديه كانت ملوثة بالدماء، وترتكب في حق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم، وأشدها فحشاً وضراوة، ما يجعله أشد وأنكى، وأكثر سوءاً ومقتاً من الأحزاب اليمينية، وإن كانوا جميعاً سواءً، لا يختلفون في شئ، ولا يتمايزون إلا في خبثٍ ومكر، ولا يتفاضلون إلا سوءٍ وشر، فطبيعتهم واحدة، تجمعهم الصهيونية، وتوحدهم أفكار الإبادة والقتل والترحيل والطرد، والإحلال والاستيطان.

لن يختلف رئيس حزب العمل الجديد عن أسلافه، وإن كان أقل منهم قوة، وأضعف حيلة، مغموراً لا يسمع به أحد، ومجهولاً لا تعرفه المنابر السياسية، ولو كان وزيراً لشؤون الرفاه الاجتماعي، أو ابناً لرئيس الكيان الصهيوني السابق حاييم هيرتزوغ، إلا أنه سيعود إلى سياسة حزبه القديم، الذي تفانى في خدمة الكيان، وترسيخ قواعده، ورفع أسسه وأركانه، ولو كان على حساب شعبٍ آخر، وحقوق وحياةِ أمة، فسيتحالف مع الليكود، وسيقبل أن يكون تابعاً لنتنياهو، لأنه يحمل ذات الأفكار، ويؤمن بنفس المبادئ، ويعمل لتحقيق ذات الأهداف.

هل يكون أفول نجم حزب العمل، وريث الهاغاناة والبلماخ، إيذانٌ بأفول القوة الإسرائيلية، وانتهاءُ الهيمنة الصهيوينة، أم أن زعيمه الجديد الذي أعلن على صفحته أن هذا الانتصار هو البداية، وأن ما سيتلوه سيكون أكبر، استعادةً للأمجاد، وإرثاً للآباء والأجداد، وعودةً إلى القيادة والرئاسة والحكومة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، حزب العمل الإسرائيلي، الأحزاب الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، فتحي العابد، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفي زهران، سامح لطف الله، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، أحمد النعيمي، رشيد السيد أحمد، د - الضاوي خوالدية، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، تونسي، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، محمد شمام ، نادية سعد، طلال قسومي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، فوزي مسعود ، أبو سمية، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، مراد قميزة، د - عادل رضا، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، يحيي البوليني، عزيز العرباوي، رافد العزاوي، محمد الطرابلسي، مجدى داود، عمر غازي، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، صلاح المختار، رافع القارصي، سلوى المغربي، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة