البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا خسرت مصر بسبب غباء الإخوان ؟

كاتب المقال ياسر سليمان - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3812


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المتتبع لسيناريو الأحداث منذ إشتعال الشرارة الأولى لأولى الثورات الشعبية المصرية فى القرن الواحد والعشرين وحتى اليوم سيكتشف بأن قادة جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لهم إلا دور واحد فقط فيها وهو السعى الدؤوب لإسقاط هذه الثورة وإفشالها ربما عن عمد تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات معينة من جهات معينة وربما عن غباء ورثوه من قادتهم السابقين وتم إستغلاله من جهات معينة.

ومن المؤكد أن هذه الجهات ليست جهات محلية فحسب ولكن كان من بينها جهات دولية أيضاً وعلى رأسها السعودية والإمارات والتى بكت وتباكت على مبارك، ولما لا فمبارك وأبناؤه كانوا الأخلاء الأوفياء والولاة الأوصياء على إمارة "مصر" الخليجية.

وأنا يقيناً أستبعد بأن قادة الجماعة "الغبية" كانوا يعملون لصالح هذه الجهات المحلية والدولية عن عمد ، ولكنهم كانوا بالتأكيد أداة مغيبة وطيعة لتنفيذ خطة ما تم وضعها ، وتم إختيارهم وإستغلالهم فيها بسبب غبائهم وطمعهم السلطوى اللامحدود.

فمنذ أيام ثورة يناير الأولى وحينما كان غالبية الشعب فى الشوارع كان قادة الجماعة يجتمعون مع قادة النظام السابق ومع حفنة من مرتزقة السياسة فى العهد السابق وكانوا يحاولون أن يظهروا بأنهم أصحاب اليد الطولى فى مجريات الأحداث وقد تم إعطائهم الفرصة إعلامياً لهذا الظهور .. حتى صدقوا أنفسهم.

وحتى فى عهد المجلس العسكرى كان قادة الإخوان هم اليد اليسرى للمجلس العسكرى إعلامياً وسياسياً ولم يكن لهم إلا مهمة واحدة وهى تبرير الأخطاء والإنتهاكات التى حدثت فى تلك الفترة.

وفجأة تم الدفع بهم دفعاً والزج بهم زجاً فى لعبة سياسية أكبر منهم ، ومن دفعهم معنوياً كان يعلم علم اليقين بأنهم سينفذون السيناريو المطلوب حرفياً وبطريقة عفوية كالطفل الذى يتم إستغلاله وإستمالته بإعطاءه لعبة مفخخة.

وبدأ بعدها الصراع التمثيلى الهزلى بين قيادات جماعة الإخوان وبين قادة المجلس العسكرى والتى إنتهت بوصول "أغبى" شخصية فى جماعة "غبية" لسدة الحكم .. وكان هذا هو المطلوب بالتحديد.

وبغض النظر عما إذا كان وصول "محمد مرسى" لسدة الحكم كان نتيجة صحيحة أم تم تزويرها لكنها كانت النتيجة المطلوبة لإستكمال السيناريو الموضوع بحرفية ، وربما العبارة الكوميدرامية والتى قالها المشير طنطاوى وتم نشرها إعلامياً بأنه وقت النتيجة كان "يقضى حاجته" لهى أكبر دليل على أن النتيجة كانت معروفة مسبقاً.

وقد حققت الخطة الموضوعة أهدافها بدقة متناهية والأعجب أنها قد تعدت هذه الأهداف وحققت أهداف أخرى لم تكن فى الحسبان.

فالخطة الموضوعة كان هدفها الأول هو تبرئة مبارك إعلامياً ثم شعبياً وإظهاره بمظهر الحمل الوديع المحب لوطنه والذى تكالبت عليه الذئاب المأجورة ، وهذا هو السبب فى عدم رحيل مبارك وهروبه من مصر لإنه كان علم بهذه الخطة هو وذراعه الباطشة حبيب العادلى.

وإعتمدت هذه الخطة إعلامياً على سحب كل الألقاب والأوصاف والتى حصل عليها مبارك وعصابته بعد "ثورة يناير" ومنحها لجماعة الإخوان وقادتها ، فالمخلوع أصبح "مرسى" وليس "مبارك" ، والنظام السابق أصبح "نظام الإخوان" وليس "نظام مبارك" و"الفلول" أصبحوا أعضاء الجماعة وليسوا "مرتزقة" مبارك".

ثم يأتى هدفها التالى وهو محو ما يسمى بـ"ثورة يناير" وشهدائها من الذاكرة الشعبية والإعلامية وإستبداله بـ"ثورة يونيه" ، ويليه السعى
الدؤوب فى إسترجاع النظام القديم بنفس شخوصه وأساليبه .. ولكن هيهات فليس الأمس كاليوم.

ولكن أعجب ما قرأت وسمعت لوصف "ثورة يناير" هو إطلاق وصف "وكسة" عليها من بعض الأبواق الإعلامية المأجورة أو التابعة لنظام مبارك .. ومصطلح "الوكسة" كان يطلق على سبيل الدعاية على هزيمة قادة الجيش المصرى المخزية فى نكسة يونيه 1967 .. وكأنهم يريدون أيضاً أن يمحو هذا العار والذى تسبب فيه رعونة وحماقة بعض قادتنا العسكريين حينها ويحملوا مسؤوليته على ما
حدث ضد نظام فاسد وعميل فى يناير 2011.

واليوم .. وبعد أن قام قادة الجماعة الغبية بأداء دورهم المطلوب بجدارة فاقت كل التوقعات فأصبح أعضاء الجماعة خارج المشهد السياسى ليعودوا إلى جحورهم لعدة عقود قادمة ، وأصبحت نهاية قادتهم الحتمية هى السجون بسبب غبائهم وطمعهم السلطوى اللامحدود.

وأصبح اليوم السؤال الشهير : "هى مصر رايحة على فين ؟" .. هو الشغل الشاغل لكل مواطن مصرى .. وكاذب هو من يعلم علم اليقين إجابة هذا السؤال.

-----------
ياسر سليمان .. رئيس تحرير
جريدة الإسماعيلية برس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد، الفريق السيسي، الإنقلاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، محمود طرشوبي، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، كريم السليتي، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، عراق المطيري، علي عبد العال، مصطفى منيغ، محمد يحي، د. أحمد بشير، كريم فارق، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، صالح النعامي ، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عزيز العرباوي، محمد العيادي، د - عادل رضا، نادية سعد، عواطف منصور، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، إياد محمود حسين ، علي الكاش، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، حسن عثمان، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، سعود السبعاني، صفاء العراقي، فهمي شراب، عمار غيلوفي، سيد السباعي، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة