البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اللغة العربية بين الأمس و اليوم

كاتب المقال  محمد ناصر علي الرياشي - اليمن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6259


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيراً ما نتحدث عن اللغة العربية و آفاقها و تطلعاتها في المستقبل و ندرسها ونتعمق في معانيها فنشعر أننا نخوض في نهرٍ واسع النطاق لأنها بحق غنية بالمفردات مليئة بالمعلومات وفيرة بالعبارات و الدلالات ، و قد تتبادر إلى أذهاننا معانيها و تعمل أفكارها على التواتر في عقولنا لتتشكل في قالب فني من العبارات الواسعة الخيال و لا شك من ذلك فهي لغة القرآن ، لغة الضاد ، واسعة النطاق ذات المعاني الشاملة و الدلالات المعبرة عن ألفاظها بمعاني مختلفة فبها نتكلم و بها نعبر عن الأحاسيس و المشاعر ، إنها بحق لغة العقل و الخيال لغة الشعر و الجمال بل ‘إنها لغة الإعجاز .

فإذا كانت الأمم تعنى بلغاتها القومية ، و تسعى إلى نشرها بمختلف الوسائل و السبل المختلفة ، فإن لغتنا العربية الفصحى ينبغي لها أن تحظى بكل رعاية و اهتمام فقد يتساءل البعض و يقول : لماذا ؟ فنقول : لأنها جامعة شملنا و موحدة كلمتنا و حافظة لتراثنا و لا ننسى أنها لغة قرآننا الذي به مصدر عزتنا و فخرنا بل و قوتنا كما أنها عنوان لشخصيتنا و رمز لكياننا القومي .

و لا نعجب فاللغة العربية في أمسها المنصرم كانت مناراً يشع نوراً فبها كتب القرآن و تناقلت الأخبار بين الأمصار و ورد ذكرها عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم عندما قال : « أحب العربية لثلاث : لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي « صدقت يا رسول الله فما أجمل قولك ، و ما أروع بلاغتك ، و ما أدق صياغتك .

فاللغة العربية في أمسها المنصرم كانت لغة الشعر و النثر و الحديث معاً ففي الشعر الجاهلي أو الإسلامي و حتى العصر العباسي و بداية العصر الحديث قد اتسمت بمتانة التركيب و جمال الصياغة و دقة في اختيار المفردات اللغوية المعبرة ذات الدلالات الواضحة أحياناً و الغامضة أحياناً أخرى و مع كل ذلك فقد حافظت على مكانتها المرموقة .

لكننا نتفاجأ اليوم بأصواتٍ مناديةٍ ذات انبهارٍ بالثقافة الغربية و أفكارها الهدامة التي تدعو و بكل سخرية إلى ترك الكتابة بالعربية الفصحى و الانطلاق للكتابة بالعامية أيِّ : الدارجة التي تدار في الشوارع و يتحدث بها الأصدقاء مع بعضهم البعض ، ونحن نلاحظ ذلك و قد يندفع بعض الشباب العربي إلى هجر اللغة العربية فصحى و دارجة و الانطلاق إلى التحدث باللغات الأخرى كالإنجليزية و الفرنسية و هلم جراً ، و ينسى لغته الأم و تلك مصيبة عظيمة و ذلك ، لأن المدعيين بذلك أن اللغة العربية لا تواكب تطورات الحضارة الحديثة متجاهلين بذلك مكانتها المرموقة بين الأمم الأخرى و ناسيين شهادات الغرب الذي يندفعون ورائهم أن اللغة العربية من أفضل اللغات نطقاً و كتابةً و ذات دلالات واسعة .
فمن واجبنا أن ننظر إلى الأمم و الشعوب الأخرى و ماذا عملت من أجل الحفاظ على لغتها حتى يتسنى لنا الحفاظ على لغتنا ، و ما أصدق شاعر النيلين حافظ إبراهيم عندما يتحدث بلسان العربية و يقول :
أنا البحر في أحشائه الدُّر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

نعم إنها اللغة العربية ذات الأساليب الواضحة و المنسجمة مع معطيات و أفكار الأمة و هذا هو حال اللغة كما هو حال الأمة ، لكن اللغة العربية لغة الأمس المنصرم ستظل هي لغة اليوم المعاصر و لن تتبدل لأنها محفوظة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اللغة العربية، العربية، الثقافة العربية، تطور اللغة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، د - صالح المازقي، عراق المطيري، الهيثم زعفان، صفاء العراقي، نادية سعد، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، حسن عثمان، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد النعيمي، صفاء العربي، سامر أبو رمان ، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، رمضان حينوني، منجي باكير، وائل بنجدو، سامح لطف الله، رافع القارصي، صلاح المختار، أنس الشابي، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، محمود طرشوبي، فهمي شراب، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، عمر غازي، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، صباح الموسوي ، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد ملحم، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، محمد شمام ، طلال قسومي، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، أحمد بوادي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، د- محمد رحال، فتحي العابد، العادل السمعلي، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، مجدى داود، عواطف منصور، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، رشيد السيد أحمد، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة