البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المغمورون بأحاسيس الصّغار من جماعة النهضة دمروا الحركة الإسلامية وضيعوا ثورتنا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8935


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اليوم تحدثت يمينة الزغلامي نائبة منتمية للنهضة، عن افتراءات القناة الوطنية حول زعمها ان المعتصمين بباردو قبلوا بفتح الطريق، وتقول النائبة غاضبة في مامعناه ان هؤلاء لم يقبلوا وليس لهم اصلا ان يستفتوا في القبول او الرفض، وهي تقول كمن اكتشف شيئا جديدا ان القناة الوطنية ليست محايدة
من قبل ذلك، عامر العريض قال في معرض رده على تقرير صحفي كمن ينبئنا بشيء جديد أن القناة الوطنية ليست محايدة

غريب فعلا ما يصدر من جماعة النهضة، هؤلاء إما أنهم لايعيشون الواقع ولايعرفون بالتالي ان ابناء الثورة مجمعون من مدة طويلة حول كون الإعلام البنفسجي معاد للثورة ولاينتظر منه غير ماصدر.

واما ان جماعة النهضة هؤلاء يعرفون تلك الحقائق ولكنهم لإخفاء خورهم، فإنهم يدورون في الفراغ ويعملون على ملئ مساحات الكلام من خلال ترديد بديهيات متفق عليها ماداموا لايملكون إمكانية الفعل.

انا ارى ان الاحتمال الثاني هو الصحيح، المنكسرون نفسيا المهمومون بإرضاء المتحكمين بالواقع، المتبعون للمنهج الفكري الذي سطره الغنوشي منذ ثلاث عقود، لايستطيعون لعجز ذاتي ان يتحركوا للفعل ضد الثورة المضادة، لأنهم يشربون من معين فاسد يقول بوجوب تلقي الضربات وعدم المضي للفعل، المنطلقات الفكرية للنهضة التي نظّر لها الغنوشي تمنعك ان تفعل شيئا وهي بالمقابل ترى تلقيك الضربات أمرا جيدا ستجازى عليه يوم القيامة إن أنت صبرت.

هذه مفاهيم غريبة وعجيبة سواء أأخذناها من منطلق شرعي إسلامي أم أخذناها من منطلق عقلي بحت، وجانب كبير من نظرية الانكسار هذه التي أصل لها الغنوشي وان كان فيها بعد ذاتي ولكنه أخذها عن جماعة الإخوان المسلمين، وانظرا لماذا أوصلتهم نظرية الانكسار تلك: لأكثر من ثمانية عقود وهم يتلقون الضربات وعمليات الاستئصال ورغم ذلك لم ينتبهوا لفساد المنطلقات ويعملون كل مرة على إعادة الكرة بسذاجة نادرة، ولو كان مجرد حيوان وأجريت عليه نفس الخطأ لحاول في المرات القادمة بفعل قانون المنعكس الشرطي أن يتجنب الخطأ السابق مثلما يفعل جماعة الإخوان، والسبب هو أن الصنمية الفكرية التي تتحكم في هؤلاء تمنعهم من إعادة النظر في منهجهم العقيم الغريب، تماما مثلما تمنع تلك الصنمية جماعة النهضة من إعادة النظر في المسلمات التي سطرها الغنوشي.

المنطلقات الفكرية للنهضة تقول بوجوب السكوت ومراكمة الهزيمة على أمل أن يمل المعتدي أو أن يتدخل طرف خارجي وينصرك، أما أن تنتصر أنت ذاتيا لنفسك فهذا أمر غر مسموح به في نظر هؤلاء.

أنا أقول هذا واعرف ما أقول ويمكنني البرهنة عليه من خلال استقراء جملة الهزائم والانكسارات التي جر الغنوشي الحركة الإسلامية إليها طيلة أكثر من ثلاثين سنة بزعم أنها اجتهادات فكرية غير مسبوقة، وان كنت أوافق أنها غير مسبوقة ولكن بمعنى أخر سلبي

أقول مرة أخرى، الحركة الإسلامية بتونس ومن ورائها الثورة ذاهبة للفشل مادامت تعبّ من تصورات الغنوشي المنكسرة التي تعكس مواقف ذاتية نحو الواقع أكثر من رؤية فكرية منهجية، وما لم ينتفض أبناء الحركة الإسلامية وعلى رأسها النهضة ضد تلك المفاهيم العقيمة فلن تزول مآسينا.

أخيرا أذكّر المغمورين بأحاسيس الصغار أمام الواقع من جماعة النهضة، أن أبناء الثورة يريدون أفعالا تعالج وتتصدى لحقيقة أن الثورة المضادة اختطفت الإعلام وليس أقوالا عقيمة بديهية من تلك التي رددتها يمينة الزغلامي او عامر العريض.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، النهضة، يمينة الزغلامي، عامر العريض، راشد الغنوشي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، منجي باكير، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، محمد يحي، وائل بنجدو، طلال قسومي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، عمر غازي، صفاء العراقي، نادية سعد، عراق المطيري، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، عواطف منصور، سعود السبعاني، أحمد ملحم، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، عبد الله زيدان، محمود سلطان، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، رمضان حينوني، مراد قميزة، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، سيد السباعي، مصطفي زهران، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، ضحى عبد الرحمن، أبو سمية، صلاح المختار، كريم فارق، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - مصطفى فهمي، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، رافد العزاوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة