تونس: حتى لا تعود عقارب الساعة إلى الوراء

ياسر مراد ذويب - تونس / كندا من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 6300

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

عندما تحدث المفكر ألاسلامي الكبيرمالك بن النبي عن منظومة قابلية الأستعمار في الوطن العربي، فإنه بين أنّ هذا ألاستعمار لن ينجح في الأستمرار إلاّ بوجود شروط .
كذلك الأستبداد فاءنّه لن ينجح في الألتفاف على إرادة الشعوب إلاّ بتوفر شروط تجعل من قابلية الأستبداد في بلدان الربيع العربي و من بينها تونس فرضية جدية في الأستمرار و الرجوع مرة أخرى.
نعترف جميعا أن الجسم السياسي في الوطن العربي بما فيها منظومة المواطنة مازالت تعاني من إهتزاز في مفهومها الحقوقي و السياسي حتى لا نقول ليست موجودة في ضمير الشعوب العربية .
فالسؤال اللذي يُطرح اليوم في تونس هو الآتي لماذا لم تتحصن الشعوب العربية من الأستبداد

الجواب على هذا السؤال ليس بهذه الصعوبة بمكان ولأسباب عديدة :
فالأستبداد يظهر بشروط و أول هذه الشروط هو العبث بأمن الشعوب
إضعاف القدرة الشرائية و الأمن الأقتصادي حيث تظهر إحتكارات المافيات المحلية اللتي كانت تعيش ضمن منظومة الأستبداد
تمييع الوعي السياسي عند المواطن التونسي و جعله ينفر من الشأن العام
محاربة الثقافة الجادة و تعويضها بثقافة مائعة لا تنطلق من موروث الثقافة العربية الأسلامية
تأسيس لثقافة المحسوبية و الرشوة حتى يكون البديل الفعلي للترفيع المشروع في الأجور
القضاء التام على قيمة المسؤولية عند المواطن العربي عموما و التونسي خصوصا حتي يظهر الأنفلات القيمي في المجتمع
تأسيس لفكرة الرجل القوي أو المتسبد العادل حتى يحسم أمر الفوضى الثورية و تعود بذلك عقارب الساعة إلى الوراء

يبدو واضحا اليوم أن التاريخ لن يعيد نفسه لسبب بسيط أنّ ذاكرة الشعوب اللتي عانت من الأستبداد و الأستعمار الداخلي لن تقبل بعودة هذا الأخير تحت عباءة عفا الله عما سلف أو التلون الحربائي السياسي الجديد أو التسويق لجثث سياسية قديمة تعفنت إنّ هذا لن ينطلي على الشعب التونسي اللذي يبقى المصدر الأبدي في إستمرار شرعية الثورة

-----------------
ياسر مراد ذويب:ناشط سياسي و حقوقي عضو في المنتدى ألاسلامي الكندي
منتريال كندا

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

10-08-2013

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك