البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لمُّ الشمل

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4471


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، أصبحت مصر ملعباً مفتوحاً لأصحاب المصالح والمستهترين والمتسلقين، وتحولت إلى حلبة صراع بين النظام ومعارضيه، بدلاً من الحفاظ على لحمتها، والانضواء تحت رايتها، فرقوها شيعاًَ وأحزاباً.
رغم أنهم عابوا على النظام السابق قمعه لمعارضيه، وإقصاءه لهم، خاصة الإسلاميين منهم، إلا أنهم ساروا على دربه، وزادوا عليه بأن كفروا معارضيهم، وجعلوهم من أهل المعصية التي تستوجب الكفر.

رغم أن حكماء بني صهيون، حاولوا مراراً وتكراراً، تقسيم مصر إلى دولتين، مسلمين ومسيحيين، لكنهم فشلوا بفضل يقظة أجهزة الأمن، التي فطنت لمخططاتهم المسمومة، وضربت بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بوحدة المحروسة، ولكن بفضل الساسة، أصبحت في طريقها للتقسيم إلى ثلاث دويلات «مسلمين ــ مسيحيين ــ علمانيين».

ما يحدث في مصر الآن، من غلاء للأسعار، وانفلات أمني، وانحدار أخلاقي، وبلطجة مسلحة، وحرب كلامية، واستمرار إثيوبيا في بناء سد النهضة، هي أمور غاية في الخطورة، أوجدها الساسة، الذين نحّوا الأخلاق جانباً، وسعوا وراء شهواتهم، من أجل الحصول على مكاسب سياسية، دون خوف على الوطن من الفرقة والانقسام، ما جعل المواطن البسيط في حيرة من أمره، وأصبح لا يعرف الصواب من الخطأ، ما ينبئ بكارثة كبيرة، تعتبر بداية لتدهور الأوضاع، وقد تصل بالبلاد إلى مرحلة من الفوضى العارمة، التي نخشى حدوثها.

ضعفت شعبية الإخوان في الشارع، بعدما نفر عنهم كثير من مناصريهم، خاصة الثوريين، الذين وقفوا معهم أثناء الانتخابات، خوفاً من إعادة النظام القديم في صورة شفيق، حتى «حزب الكنبة»، الذي كانوا يعولون عليه، كان يتابع فترة حكمهم، وبداخله بصيص من الأمل في غدٍ أفضل، إلا أن أفكاره تشتت بسبب وسائل الإعلام الصفراء، التي قلبت الحقائق، ما أفقدهم حالة الزخم والدعم الدولي التي صاحبت إنجازهم لاتفاق غزة.

على الطرف الآخر من المشهد، نجد أن الطامحين لمنصب الرئاسة، فقدوا كثيراً من شعبيتهم، بعدما تحالفوا مع رجال أعمال الحزب الوطني المنحل، واستخدموا قنواتهم الفضائية من أجل تضليل الناس، وانقلابهم على الشرعية، حتى إنهم طالبوا بنزول الجيش لانتزاع الشرعية من الإخوان، ظناً منهم بأنه سيقدم لهم الحكم على طبق من فضة، فاتضح لمناصريهم أنهم يرغبون في الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، حتى لو وصل بهم الأمر إلى افتعال فتنة بين الجيش والشعب، وتدمير البلاد على من فيها، دون مراعاة لمصلحة الوطن العظمى، ودون الخوف من إراقة دماء المصريين.

يتوقع خبراء سياسيون أن عمليات العنف والعنف المضاد سوف تزداد في الأيام القليلة المقبلة بشكل غير مسبوق، وأن الأمر قد يصل إلى قيام بعض الأطراف بتنفيذ اغتيالات سياسية لكبار الشخصيات، مع احتمال إصدار الرئيس أوامر باعتقال بعض معارضيه.

حركة تمرد، المنبثقة عن جبهة الإنقاذ، التي سهرت الليالي، وعدّت النجوم، من أجل الحصول على تواقيع المواطنين على استمارات بإقالة الرئيس، ظناً منها بأنها بذلك ستقيله وتستولي على الحكم، وكأن الساحة أصبحت خالية تماماً من المستقلين الشرفاء، القادرين على تولي زمام الأمور، وأنهم المخولون من قبل رب العباد بحكم البلاد.

نسي الساسة أو تناسوا أن مصر تمر بمرحلة صعبة، تحتاج إلى تضافر الجهود، وتوحيد الصفوف، ولمّ الشمل، بدلاً من الحرب الكلامية التي فرقتنا، وأحبطتنا، وأعطت الفرصة لضعفاء النفوس، ممن كنا نظنهم بالأمس القريب أصدقاءنا، بالتدخل في شؤوننا، بعدما كانوا يستعينون بنا في حل مشكلاتهم، سواء الداخلية منها أو الخارجية، أصبحوا يتدخلون الآن في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، مستعينين بعَبدة المال من ضعفاء النفوس، لزعزعة أمننا واستقرارنا، مستغلين ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على أنفسنا قبل الناس.

أتمنى من الساسة، أن يكونوا أوعى من ذلك، وينحوا المصالح جانباً، ويفكروا في مصلحة الوطن، ويجلسوا على طاولة المفاوضات لحل مشكلاتهم، داخل الغرف المغلقة، دون الإفصاح عنها، إلا بعدما يتوصلوا إلى حل يرضي جميع الأطراف، بدلاً من استخدام الإعلام وسيلة لنشر غسيلهم، وإعطاء الفرصة لأعدائنا للنيل من كرامتنا وكبريائنا.
------------
محمد أحمد عزوز
كاتب مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد النعيمي، عراق المطيري، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، عواطف منصور، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، سلوى المغربي، صفاء العراقي، فهمي شراب، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، عمر غازي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، سفيان عبد الكافي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، منجي باكير، د - شاكر الحوكي ، فتحي العابد، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، طلال قسومي، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمد رحال، محمود طرشوبي، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ماهر عدنان قنديل، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، كريم السليتي، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، مجدى داود، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، رمضان حينوني، حاتم الصولي، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، صفاء العربي، تونسي، صالح النعامي ، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، خالد الجاف ، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، علي الكاش، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة