البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (15)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4560


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


(4) - مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام :

وتأسيسا على ما سبق نود التأكيد على أن مصدر حقوق الإنسان في الإسلام ليس سوى مصدر هذه الحياة وهذا الإنسان نفسه ، أي هذه الإرادة الإلهية التي خلقته وأنشأته ، وكرمت وجوده ، وحددت له رسالته الكونية ، ومراعاة لحيثيات التكريم والمسؤولية فرضت عليه واجبات وخولته حقوقاً ، وفي هذا السياق يشير ( محمد فتحي عثمان ) إلى أن : " حقوق الإنسان في الإسلام تنطلق من ثلاثة مبادئ أساسية لا يمكن تجاهلها، لأنها تحدد منظور الإسلام إلى هذه الحقوق، وتحدد مواطن الاختلاف والائتلاف بينها وبين الحقوق في الشرعة الدولية، تلك المبادئ تتمثل في : (1)

- الكرامة الإنسانية : فالإسلام يكرم الإنسان تكريماً وجودياً شاملاً، ويحدد له منزلته الكونية بين سائر الكائنات ، لأن تحديد هذه المنزلة أمر جوهري في تحديد حقوقه وواجباته ، كما أن الإنسان لا يتحقق توازنه النفسي والعقلي إلا حين يعرف مركزه في هذا الكون ، هل هو القوة الكبرى التي تتحكم في كل شىء فيطغى ويتجبر ويطيش ويعيث في الأرض فسادا ، أم هو ريشة في مهب الريح لا قيمة ولا وزن لها فيضعف ويستخذي ؟. وأن الإيمان بالله هو الذي يجعل هذا الكون الذي خلقه الله مسخراً بأمره لعباده ، داخلاً في منظومة واحدة هي الوجود بما فيه ، وهو الذي يجعل هذا الإنسان يدرك مكانه من هذه المنظومة ، ومن هنا يأمن صاحب العقيدة الإسلامية شر العجز المهين المحبط والمذل ، وفي نفس الوقت يأمن شر القوة المغرورة الطائشة والمنفلتة سواءً بسواء ، والناس لا يتحقق فيهم التوازن الاجتماعي إلا إذا استشرفوا قوة أكبر من الإنسان، وثواباً أكبر من متاع الحياة الدنيا ، فإن تجاهلوا قوة الله تعالى ، وحساب اليوم الآخر فسيعيشون في حدود أنفسهم ، ولا يتجاوزون تلك الحدود ،

* أن ثاني تلك المبادئ الأساسية يتمثل في أن مصدر الحقوق الإنسانية في الإسلام هو الله سبحانه وتعالى – كما ذكرنا آنفا - وبما أن الله حق فلا يصدر عنه إلا الحق ، وكل شرائع الله غايتها العمل بالحق، قال تعالـى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } (سورة الحديد ، الآية 25) ،
ومن المؤكد أن بناء الحقوق الإنسانية على أساس هـذا المبدأ يجعلهـا بعيدة من عبـث العابثيـن ، ومصالح المستبديـن وحيـف الظالمين ، فالمجتمع مهما كانت درجته من التوازن لابد أن يحيف أو يجور بعضه على البعض حين يشـرع لنفسه ، وهو حين يشـرع إنمـا يراعي المصالـح الظرفيـة الآنية التـي تتغير بتغيـر الأزمـنة والأمكنة والظروف ، ولذلك نراه يغيـر التشريعـات ويعدلها أو يلغيها بحسب سلطة الهيئة الاجتماعيـــة التي تتحكـم فيـه ، بينما نرى الإسلام يعطي هذه الحقوق صفـة الثبات والدوام والاستمرار، لأنها تأتـي من سلطة فوق أية سلطة أو هيئة اجتماعية ، إنها إرادة الخالق الذي خلق الإنسان وخوله ما يستحقه ، على أن العمل بالشريعة الإلهية لا يفضي بالضرورة - كما قد يعتقد البعض - إلى قيام نظام كَهنوتِي يستبد فيه الحاكمون باسم الشريعة ، فالإسلام واضح في هذا المجال ، لأنه لا يخول لأي فرد أو هيئة سلطة الحكم المطلق باسم " السماء " ، وإنما يقيم الحكم على أساس اختيار الحاكم وإلزامه بالشُّورَى ، والتقيد بالعدل ، والعمل بالمساواة ،
- ثالث تلك المبادئ أن هذه الحقوق تعتبر حقوقاً من ناحية ، وواجبات من ناحية أخرى ، وهذا المبدأ هو الذي يضمن رعاية تلك الحقوق واستمرارها ، ويوجب الكفاح في سبيل إسترجاعها أو تحقيقها في الواقع المعاش ، لأن أمر الله برعايتها لا يجوز أن يتجاهله أحد مهما كانت الأسباب ، قال تعالى : {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الأرض. قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ، فأولئك مأواهم جنهم وساءت مصيراً، إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواً غفوراً } ( سورة النساء، الآيات 99-97( ، من ثم يأخذ الحق في الإسلام مضموناً له صفة الشمول ، ويصاغ صياغة تجمع في توازن تام بين مصلحة الأمة ومصلحة الفرد ، وتعتبر هذه المصالح حقوقاً باعتبار ، وواجبات باعتبار آخر ،
وإذا كانت الحقوق تعني المصالح المعتبرة شرعاً وقانوناً ، فإن أحكام الشـريعة الإسـلامية لم تخـرج عـن هـذه القـاعدة ؛ فأي حـق مـن حقوق الإنسان فيها ر يقّصد من إقراره غير ضمان مصلحة من مصالحه المادية والمعنوية ، وقد قرَّرَ فقهاء الشريعة أن مصدر المشروعية في الفقه الإسلامي هو تحقيق المصلحة ، وأن الفعل يكون مشروعاً أو غير مشروع حسب مآله ونتيجته ، ومن ثم كان النظر في مآلات الأفعال مطلوباً شرعاً ، ويتعين على المجتهد في التشريع الإسلامي أن يُرَاعي علاقة ما يجتهد فيه بالمشروعية أو عدمها في ضوء تلك المآلات ، متبِعاً في ذلك سُنَّةَ الشريعة في اعتبار المصالـح العامة في الأحكـام ، دون أن يبحـث في الظـروف الشخصية لكل فاعل على حدة، تحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في جلب المصالح ودَرءِ المفاسد، ورفع الحرج والضرر والمضارَّة ، وتحقيـق العـدل والإنصاف ، وفي الشريعة أحكام متعددة مبنية على هـذه الأصول (2)

(5) - حقوق الإنسان التي كفلها الإسلام :

إن كرامة الإنسان المعتبرة في التصور الإسلامي تتضمن - ضمن ما تتضمن - ضرورة أن يتمتع الإنسان بجملة من الحقوق، فللجسد حق وللنفس حق ، ولكن ما هي هذه الحقوق ، حقوق الإنسان في التصور الإسلامي؟ إن الجواب على هذا السؤال يمكن إيجازه بالقول: إن حقوق الإنسان في الإسلام هي جميع الأمور المادية والمعنوية التي تجب له بموجب تكريم الله له ، وتفضيله إياه على كثير ممن خلقه. وفيما يلي عرض موجز لهذه الحقوق من منظور الإسلام :

4-1الحقوق العامة أو الأساسية : (3)

الحقوق العامة هي تلك الحقوق التي تهدف إلى إحاطة شخص الإنسان( أي إنسان ) بالرعاية والاحترام الواجبين ، وهي التي سماها القانون ( بالحقوق الملازمة للشخصية) ، والتي يعد إنكارها إهداراً لآدمية الإنسان، وهي تعني حقوق الإنسان بإطلاق ( جنس الإنسان ) أيا كان هذا الإنسان ، وتتمثل الحقوق العامة – بهذا المعنى - في مجموعة من الحقوق الإنسانية أهمها :

* حق الكرامة والتفضيل وخلافة الأرض :

ففي أكثر من موضع من الفصول السابقة من هذا الكتاب مر بنا التأكيد على ما أسبغه الإسلام على الإنسان من تكريم وتفضيل على كثير من خلق الله تعالى كما نص القران في قوله تعالى :
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }( الإسراء : 70 ) ، فلقد كرّم الله الإنسان بالعقل وحرية الإرادة التي هي الأداة للعمل المسؤول ، وفق المنهج الرباني، فيما يحقق عمارة الأرض وصلاح النوع الإنساني ، ولذلك بنى الإسلام جلّ الحقوق الإنسانية - إن لم تكن جميعها - على الكرامة الإنسانية ، فلو لم يكن الإنسان مكرماً بتكريم الله له ما استحق هذه الحقوق ، فكيف يهدر حق الإنسان في الكرامة، وهي أخص خصائص الإنسانية ،

كما أن الإنسان والإنسان وحده هو الخليفة ، وهو المكلف بإعمار الأرض ، قال تعالى :
{ ....هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ..... }( هود : 61) ، وقوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ....... }( البقرة : 30 (،

* حق الحياة :

فالحياة في التصور الإسلامي هي محض هبة خالصة ومنحة من الله تعالى للإنسان ، ومن ثم فهي حق له كما قال تعالى " وهو الذي أحياكم ثم يميتكم .... " (الحج : آية : 66 ) يجب عليه أن يحافظ عليها بالحفاظ على مقوماته الجسمية والنفسية ، وأن يحميها من أي أعتداء عليها ، إذ ليس لأحد أن يمس حياته لا في جسمه ولا في روحه ، إن حفظ الحياة أثمن ما يملكه الإنسان ، وقد حرَّم الله الإعتداء على الحياة الإنسانية ، وقتل النفس الإنسانية بإطلاق ، قال تعالى :
{ .......مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ...... }( المائدة : 32 ) ، وهكذا كما بين القرآن فالإسلام يعد إزهاق الروح التي بها الحياة جريمة ضد االإنسانية كلها، وفي المقابل يعد تنجيتها من الهلاك نعمة على الإنسانية كلها
إن حق الحياة قاعدة أساسية بنى الإسلام عليها كثيراً من الأحكام ، وقال صلى الله عليه وسلم: " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا " (4) ،
وقال تعالى في موضع آخر:
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }( النساء : 93 ) ، كما أن المسلم وغير المسلم في نظرالإسلام سواء في حرمة الدم، واستحقاق الحياة ، ولذلك جعل الإعتداء على المسالمين من أهل الكتاب في نكره وفحشه كالاعتداء على المسلمين، وله سوء الجزاء في الدنيا والآخرة ، ولذلك جاء الوعيد كذلك على قتل غير المسلمين بغير حق في قوله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة " (5) ،

ومن صور الاعتداء على الحياة : الانتحار والإجهاض ، وقد حرَّم الإسلام ذلك حفظًا لحق الحياة ، ويتبع حرمة الاعتداء على الحياة بالقتل الاعتداء عليها بما دون القتل ؛ حيث حرم الإسلام كل عمل ينتقص من حق الحياة ، سواء كان ذلك العمل تخويفاً أو إهانة أو ضرباً وتعذيبا أو اعتقالاً أو سجنا بغير حق ، أو تطاولاً، أو طعناً في العرض ، وغير ذلك من صنوف الاعتداء على حياة النفس الإنسانية التي حرَّمها الإسلام ، (6) لأنها نعمة وهبها الخالق سبحانه لهذا الإنسان ، وأحاطها بسياج منيع من الضمانات لحمايتها من أي عدوان ، فحياة الإنسان المادية والأدبية موضع الرعاية والاحترام في الإسلام، وهو حق يتمتع به الجميع دون تميز أو تفرقة ،

وحفاظا على حق الحياة وحماية له مما يتهدد الإنسان في حياته ، اعتبرت الشريعة عقوبة القصاص - مع أنها إزهاق للروح التي بها الحياة - حياة، لما يترتب عليها من القضاء على الإجرام ، واستئصال شأفة المجرمين الذين بفعلهم يمهدون الطريق لغيرهم لارتكاب جرائم مماثلة، إذا لم يكن لهم رادع في إيقاع العقوبة عليهم. قال تعالى { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة : آية : 179 ).

* حق التمتع بالحياة :

منح الله الإنسان الحياة ليحياها ويتمتع بها فيما أحل الله تعالى له ، وقد سخر له كل ما فيها ، وأفسح له المجال لإشباع رغباته وحاجاته منها ما عدا ما فيه ضرر له أو يتسبب بإلحاق الأذى بالمخلوقات الأخرى ، جمادا كانت أو نباتا أو حيوانا أو إنسانا ، ويعبر القران عما يحق للإنسان أن يتمتع به وهو كل ما لم يحرمه الله ، وكل ما هو صالح لا ضرر فيه ولا إفساد ، " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " ( الأعراف : آية : 32 )

* الحق في حرية الاعتقاد:

يقرر القرآن حرية الاعتقاد والتدين للإنسان ، ويعتبرها حقا من حقوق الإنسان ، ( باستثناء من دخل في الإسلام بطوعه واختياره فإنه ليس من حقه الخروج منه وإلا اعتبر مرتدًّا وأقيم عليه الحد ) ،
ذلك أن الله تعالى خلق الإنسان وزوده بالعقل والقدرة على التمييز وأبان له السبل ، ثم ترك له حرية الإختيار ، قال تعالى : " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ، إنا هدينا السبيل إما شاكرا وإما ￿ كفورا " ( الإنسان : آية : 2) ،
وقال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ........ }( البقرة : 256 ) ، وقال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }( يونس : 99 ) ، ومن هنا فإن غير المعتدي والمحارب للمسلمين له حق المعاملة بالقسط والبر كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }( الممتحنة : 8 ) ،

* الحق في الأمن والعيش بأمان :

إن حق العيش بأمان لا يكون إلا بالمحافظة على الكليات الخمس التي قررتها الشرائع السماوية ، وعلى رأسها ( حفظ الدين ) أي الإسلام، وتسمى (مقاصد الشريعة). وهي: حفظ الدين، وحفظ، النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال ، وإن كل ما تضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة ، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ،
وقد نهج الإسلام لحماية هذه المصالح نظامين :
- الأول : وقائي،
- والثاني: عقابي.

الأول: نظام الأمن الوقائي ، ويكون ذلك بأحد الأمور التالية: تربية الضمير الإنساني، إقامة مجتمع فاضل، تكون الرأي العام الفاضل، ربط أوامر الله ونواهيه بالجزاء الأخروي، وأخيرا التوبة.

أما الثاني: فهو النظام العقابي ، وهذه الوسيلة فرضها الإسلام لحماية المصالح الأساسية للإنسان، كي يعيش بأمان، وذلك لمن لم تنفع معه الوسائل التي نهجها الإسلام في أسلوبه الوقائي ، فقد شرع الإسلام في نظامه العقابي لكل اعتداء ما يناسبه من عقوبة ، كل بحسبه، سواء كان حدّا،ً أو قصاصاً، أو دية ، أو تعزيراً، لأن أي اعتداء لا يخرج عن كونه موجهاً إلى إحدى هذه الكليات الخمس ،

* الحق في المعرفة :

على إن إقرار القران حق الإنسان في حرية الاعتقاد لا يعني ان العقائد عند الله متساوية ، لان الإسلام دين، وكجميع الأديان والمذاهب فان العقيدة الصحيحة هي التي يقررها ويدعو إليها هي عقيدة التوحيد ، وإذا كان القران يتوعد المشركين بالعذاب فانه يقرر من جهة أخرى أن الله لا يعذب من لم تبلغه الرسالة والدعوة ، ومن هنا كانت المعرفة حقا من حقوق الإنسان فلا يؤاخذ ولا يعاقب عما لا معرفة له به ، يقول تعالى " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى بعث رسولا " ( الإسراء : آية : 15 ￿ )

* الحق في الاختلاف :

يقرر القرآن أن الاختلاف كحقيقة وجودية ، وكعنصر من عناصر الطبيعة البشرية ، فاختلاف ألوان البشر ولغاتهم وجنسياتهم وتوزعهم إلى أمم وشعوب وقبائل ، وكل ذلك أراده الله تعالى ، تماما مثلما أراد الاختلاف في عناصر الكون ليجعل منه علامة على وجوده جل جلاله ، هذا على الصعيد الطبيعي ، أما على الصعيد العقيدي فإن القرآن يقرر تعدد الأديان واختلافها في آيات عديدة ، إن حق الاختلاف الذي يضمنه الإسلام لا يعني تشجيع الناس على الفرقة والتنازع ، بل العكس، فالإسلام يحرص على وحدة الأمة ويشجب بقوة الاختلاف في الدين الذي يؤدي إلى النزاع والفتنة ، يقول تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا …} ( آل عمران : آية 103)

* الحق في الشورى :

ويرتبط بحق الاختلاف الحق في الشورى ، وهو حق يقرره القرآن
والحديث وتشهد له سيرة النبي وأعمال الصحابة ، والشورى إحدى الصفات الجوهرية في المؤمن ويضعها القران في مستوى واحد مع اجتناب الكبائر والقيام بالواجبات الدينية ، يقول الله تعالى : { فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ، والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون . والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } (الشورى: آية : 36-39)

والواقع إن نقاشا طويلا - جرى بين الفقهاء والمفسرين حول ما إذا كانت الشورى (ملزمة ) ، أي يجب على الحاكم العمل بالرأي الذي تفضي إليه ، أم أنها ( معلمة ) فقط ، بمعنى أن الحاكم إنما يستشير للاستنارة والاسترشاد لا غير ، وأنه حر في أن يأخذ برأي من استشارهم أو لا يأخذ به ،

* الحق في المساواة :

يقررالقرآن المساواة بين الناس في آية شهيرة محكمة قاطعة هي قوله تعالى : { يا أيها الناس إ نا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله￿ أتقاكم ￿} ( الحجرات : آية : 13 ) ، ويعرف المفسرون معنى المساواة من هذه الآية إلى نفي التفاوت والتفاضل في الأنساب ، مركزين انتباههم على الألفاظ التالية الواردة في الآية المذكورة : ذكر وأنثى، شعوب وقبائل ، لكن سياق الآية يؤكد النفي العام لجميع أنواع التفاوت والتفاضل غير التقوى ، والنهي عن التفاخر ، وكما يؤكد القرآن المساواة بين الأفراد يقررها بين الأمم الشعوب ، فلم يفضل أمة الإسلام إلا بما تقوم من خير وأعمال معروفة عند الناس كافة بصلاحها واندراجها في دائرة الخير العام ، يقول تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } ( آل عمران : آية : 104) ،

* الحق في العدل :

شغلت قيمة العدل حيزا كبيرا وهاما في القرآن الكريم والحديث الشريف ، وعند المفسرين والفقهاء والمتكلمين ولدى الكتاب والمؤلفين في الآداب السلطانية ، ففي القرآن يتكرر الأمر بالعدل والقسط على جميع المستويات: فالرسول مأمور بالعدل ليس بين المسلمين وحسب ، بل حتى بين غير المسلمين إذا احتكموا أليه { وقل آمنت بما أنزل إلي من كتاب وأُمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ￿ ولكم أعمالكم } (الشورى : آية : 15 ) ، ويأتي الأمر بالعدل بصورة عامة ومطلقة في آيات عديدة في القرآن الكريم وذلك لأهميته القصوى في الحياة الإنسانية ، مثل قوله تعالى : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } (النحل : 90 ) أما الأحاديث التي تروى في العدل فكثيرة ومتنوعة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " وذكر في مقدمتهم (الإمام العادل) ، أما كتب الآداب السلطانية فإنها تكرر عبارة " العدل أساس الملك " وتورد في شرحها وتأكيد معناها أقوالا منسوبة إلى فلاسفة اليونان وحكماء الفرس والهند ورجالات الإسلام ،

4-2 الحقوق الاجتماعية والثقافية:

وفيما يتعلق بحقوق الإنسان الاجتماعية والثقافية التي كفلها الإسلام للإنسان فهناك ستة حقوق هامة هي حق التكافل الاجتماعي ، حق بناء الأسرة، حق التعليم والثقافة، حق الإنسان في بيئة سليمة، حق الرعاية الصحية، وحق الإنسان في التنمية ، وفيما يلي عرض موجز لتلك الحقوق :

* حق التكافل الاجتماعي :

يعرف التكافل الاجتماعي بأنه : تعاون أبناء المجتمع ـ فرادي وجماعات ـ على تحقيق الخير ودفع الجور ، يقول الشيخ الإمام محمد أبو زهرة (7) معرفاً التكافل الاجتماعي في الاصطلاح " يقصد بالتكافل الاجتماعي في معناه اللفظي أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم وأن يكون كل قادر أو ذي سلطان كفيلاً في مجتمعه يمده بالخير وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد ودفع الأضرار ثم المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أسس سليمة " ،

لقد إعتنى الإسلام في هذا الحق بترسيخ عاطفة الحب والرحمة في نفوس الأفراد، الحب الخالص لكل الناس ، والرحمة بهم والشفقة عليهم، كيف لا يكون ذلك ورسول هذه الأمة هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة ، صلوات ربي وسلامه عليه ، قال تعالى في حقه : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الأنبياء : آية : 107) ، والإسلام يوسع دائرة التكافل لتشمل الفرد وذاته ، والفرد وأسرته القريبة، والفرد مع الفرد ، والفرد مع الجماعة ، والأمة مع الأمم، والجيل والأجيال المتعاقبة ، التكافل الاجتماعي في الإسلام لتحقيق الرخاء في المجتمع

لقد ظهر مفهوم التكافل الاجتماعي في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، يقول الله تعالى في قرآنه الكريم { إنما المؤمنون إخوة } ( سورة الحجرات : آية 10) كما يقول : { والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض } (سورة التوبة : آية : 71) ، كما ورد في السنة الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحث المسلمين على التآخي و الإيثار من أجل الآخرين ، ففي الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم، " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " و قوله أيضا " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " ، وأيضا قوله صلى الله عليه و سلم ، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".

و لقد أوضح الإسلام أن المال الذي وهبه الله لعباده ليس ملكا خاصا لهم وإنما هو ملك لله ، وذلك يستدعي أن المسلم لا ينفق المال فقط كما تلهمه أهواءه و إنما يكون الإنفاق حسب التعاليم التي أتى بها الله تعالى ، فالإسلام يوضح أن الكون كله بمن عليه هو ملك لله و ليس للبشر ، فلقد قال الله تعالى " ولله ملك السموات و الأرض " ، و أيضا " و آتوهم من مال الله الذي آتاكم" ، و كون المال ملك لله ، فهو أمانة في يد الإنسان إلى أن يسأل عليه يوم القيامة ، و من أهم الأساسيات التي حث عليها الله تعالى في جميع رسالاته هو الإنفاق في سبيل الله ، فلقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ، " ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ، و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه، و الله الغني و أنتم الفقراء و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " ( سورة محمد : آية : 38) ، كما يقول تعالى " و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " ( سورة آل عمران : آية : 180) ، وقد وصل إلزام الإسلام على المسلم أن يعطي لأخيه المحتاج إلى الحد أنه إذا لم تكفي الزكاة والصدقات ، فعلى المجتمع ككل أن يشارك بعضه بعضا في الكفاف ، كما قال الله تعالى ، " كي لا تكون دولة بين الأغنياء منكم " ( سورة الحشر: آية : 7) ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، " ليس بمؤمن من بات شبعان و جاره جائع إلى جنبه و هو يعلم "، كما قال أيضا " أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعا، فقد برئت منهم ذمة الله و رسوله " ، أما سيدنا عمر بن الخطاب فلقد قال " إني حريص على ألا أدع حاجة إلا سددتها ما اتسع بعضنا لبعض، فإذا عجزنا تآسينا في عيشنا حتى نستوي في الكفاف ".

ومن ثم نجد أن التكافل الاجتماعي هو حق أساسي من حقوق الإنسان التي كفلها الله تعالى لعباده منذ أربعة عشر قرنا ، فنجد أن حق الإنسان في حياة كريمة هو من القواعد الثابتة في المنهج الإسلامي وليس فقط نتيجة تجارب إنسانية ظهرت مع تقدم النظم السياسية والاقتصادية كما حدث في العالم الغربي في القرن العشرين ، ولقد أوجد الإسلام وسائل عديدة للمسلم لكي يتحقق التكافل الاجتماعي منها الزكاة ، الصدقات ، الوقف و يعد صدقة جارية ، الديات ، الكفارات ، و النذور.... وغيرها ، و هناك بعض المقترحات من بعض المفكرين كمحاولات لتحقيق التكافل الاجتماعي ، و منها التكافل العائلي ويعنى أن العائلة تقوم بصندوق للتكافل الاجتماعي تعين به الأسر الفقيرة في العائلة نفسها ، كأن تعطي لهم راتب شهري أو مبلغ من المال لبداية مشروع أو إسعاف مريض وغير ذلك ، أيضا من المقترحات إنشاء لجان التكافل الاجتماعي في الأحياء السكنية كي يساعد أغنياء الحي الفقير والمسكين و اليتيم منهم بصورة منظمة ، ومن الضروري توريث أسس التكافل الاجتماعي عبر الأجيال.

* حق بناء الأسرة :

والأسرة في الإسلام تشمل الأصول والفروع ، فهذا هو المعنى الواسع، لتشمل الزوجين والأقارب جميعاً ، فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع ، وهي المحضن الذي يتربى فيه الطفل ويكبر، ويتلقى رصيده من الحب والتعاون والتكافل والبناء ، وقد أحاط الإسلام كيان الأسرة بسياج من الفضيلة ، وسن أقصى العقوبات لمن يحاول النيل من هذا الكيان أو خلخلته، بارتكاب السلوكيات المنحرفة التي تؤدي إلى هدم هذا البناء.

حق التعليم والثقافة :

من الأمور التي قررها الإسلام للإنسان أنه يجب أن يتحلى المجتمع الإسلامي بحق التعلم، وفي هذا دعوة لتحرير العقل الإنساني من ظلام الجهل والخرافة، ودعوته إلى المعرفة والتربية، وهي أحد معالم هذا الدين ،

* حق الإنسان في بيئة سليمة :

من مبادئ الإسلام السامية أنه يهدف لإسعاد الإنسانية، ومن ذلك حق الإنسان في بيئة سليمة، وهو ينطلق في ذلك من حق الكرامة الإنسانية، والاستخلاف في الأرض، ومن مكارم الأخلاق ومقاصد الشريعة التي تأبى الفساد في الأرض بكل أنواعه.
ويؤكد المؤلف على أن الإسلام - بنظرته الشمولية - يقصد إلى إيجاد بيئة سليمة بأبعادها الأربعة: الطبيعي، الاقتصادي، الاجتماعي، والسياسي.

* حق الرعاية الصحية :

وهذا يفضي إلى مجتمع خالٍ من الأمراض، قوي في دينه وجسمه وعقله. ولهذا حرم الإسلام الخمر، والزنا، ونهى عن كل ما يضر بصحة الإنسان وينهك قوته، ونهاه عن كثرة الأكل، وحثه على النظافة، والعناية بالغذا الصحي والشراب النقي، ونهى عن الشرب في فم السقا، منعاً للعدوى، كما حبب في الرياضة، ورخّص في العبادات للمريض والمسافر. إنها العناية الإلهية.

* حق الإنسان في التنمية :

فقد جعل الإسلام الإنسان الثروة الأغنى والأجدى في مجال التنمية، بل هو موضوع التنمية ورائد الإنماء، ولأجل ذلك حرص الإسلام على تنمية الإنسان، وبدأ بأخص خصائصه وهي التنمية الجادة للشخصية الإنسانية، وإذا تم الإنماء فإن ذلك كفيل بتحقيق التنمية البيئية بأبعادها الأربعة: الطبيعية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، لأن ما في هذا الكون مسخر للإنسان.

يتبـــــع ،

***********

الهوامش والإحالات :
===========

(1) - محمد فتحي عثمان : " حقوق الإنسان بين الشريعة الإسلامية و الفكر القانوني الغربي " ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، القاهرة ، ط1 –1982م ,...
(2) - الدكتور محمد الكتاني : " منظومة القيم المرجعية في الإسلام " ، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ 1425هـ/ 2004م ،
(3) - راجع كل من :
- محمد عابد الجابري ومحمد محمود الإمام، التنمية البشرية في الوطن العربي: الابعاد الثقافية والمجتمعية، سلسلة دراسات التنمية
البشرية رقم( 2)، الأمم المتحدة، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 1995 ، ص 61 -65
- محمد الزحيلي : " حقوق الإنسان في الإسلام دراسة مقارنة مع الإعلان العالمي والإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان " دار بن كثير ، دمشق ، سورية ، 2005م ، ص(137) وما بعدها.
- راوية بنت أحمد عبد الكريم الطهار : حقوق الإنسان في الإسلام ، دار المحمدي للنشر والتوزيع ، الطبعة : الأولى 2003م ، ص(129) وما بعدها.
(4) - أخرجه البخاري، (كتاب الديات، باب قوله تعالى: " ومن يقتل مؤمنا متعمدا .... " ، (4/297), الحديث رقم (6862).
(5) أخرجه البخاري، (كتاب إثم من قتل ذميًّا بغير جرم) (4/311), الحديث رقم : (3166).
(6) – راجع في ذلك : رجائي خراساني : " حق الحياة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من وجهة نظر الإسلام " ، مقالات المؤتمر السادس للفكر الإسلامي ، " حقوق الإنسان في الإسلام " ، طهران 1988م ،
(7) – محمد ابو زهرة : " التكافل الإجتماعي في الإسلامي " ، دار الفكر العربي، الكويت ،1985م ، ص : 4.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حقوق الإنسان، المفهوم الغربي لحقوق الإنسان، المنظومة الغربية للقيم، الغزو الفكري، الخدمة الإجتماعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، محمد العيادي، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، ضحى عبد الرحمن، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، نادية سعد، محمد الياسين، عواطف منصور، ياسين أحمد، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، عراق المطيري، عمر غازي، محمد يحي، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، وائل بنجدو، محمد شمام ، يحيي البوليني، د - عادل رضا، حسن عثمان، علي عبد العال، فتحي العابد، عزيز العرباوي، سلام الشماع، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، حاتم الصولي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة