البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مفاهيم قرآنية - 2 - مفهوم المعية الإلهية في القرآن الكريم

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 12915


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



- قال تعالى : َ{......عْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }( الحديد : 4 ) ،
- " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني " ( متفق عليه عن أبي هريرة ) ،


الحمد لله وحده ، هو الحميد المجيد ، منه العون وبه التوفيق ، ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم اهدنا سبلنا وألهمنا رشدنا ، وارنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه نواهيه ،

جاء مصطلح المعية الإلهية للإنسان كثيرا في القرآن الكريم ، ويأتي بمعاني متعددة ، فلقد وردت صفة المعية في القرآن لمعنيين هما :

أولا : المعية العامة :

وهذا النوع من أنواع المعية المراد به أن الله مع جميع الخلق بعلمه ، أي بمعنى الإحاطة و الشمول و القيمومة ، فهو مطلع على خلقه شهيد عليهم وعالم بهم ، وسميت عامة لأنها تعم جميع الخلق ، ولقد وردت في مواضع من القرآن الكريم وهي :

- قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ( المجادلة : 7 ) ، والمعنى كما جاء في التفسير الميسر : " ......ما يتناجى ثلاثة مِن خلقه بحديث سرٍّ إلا هو رابعهم بعلمه وإحاطته, ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أقلُّ من هذه الأعداد المذكورة ولا أكثرُ منها إلا هو معهم بعلمه في أيِّ مكان كانوا, لا يخفى عليه شيء من أمرهم, ثم يخبرهم تعالى يوم القيامة بما عملوا من خير وشر ويجازيهم عليه. إن الله بكل شيء عليم (1) ،

ونفس المعنى نجده في قول الله تعالى : {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }( النساء : 108 ) ، أي أنهم يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة, ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه, وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه, مطلع عليهم حين يدبِّرون - ليلا - ما لا يرضى من القول ,

وتكرر هذا المعنى في القرآن الكريم :

- {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }( طه : 46 ) ، أي قال الله لموسى وهارون: لا تخافا من فرعون; فإنني معكما أسمع كلامكما وأرى أفعالكما ,

- {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }( الحديد : 4 ) ، أي وهو سبحانه معكم بعلمه أينما كنتم, والله بصير بأعمالكم التي تعملونها, وسيجازيكم عليها ،

الثاني : المعية الخاصة :

وهي معية الإطلاع والنصرة والتأييد الإعانة ، والمساعدة والتوفيق ، وسميت خاصة لأنها تخص أنبياء الله وأولياءه دون غيرهم من الخلق ،
وقد وردت بهذا المعنى في القرآن الكريم في مواطن كثيرة نورد منها على سبيل المثال لا الحصر الآيات التالية:

- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( البقرة : 153) ، جاء في التفسير الميسر : " إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده ، وفي الآية : إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين , المقتضية لما سلف ذكره ، أما المعية العامة , المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق " ،

- وقال تعالى : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }( البقرة : 249 ) ، أي والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره, وحسن مثوبته ،

وتكرر هذا المعنى كثيرا في القرآن الكريم ومن ذلك :

- {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }( الأنفال : 46 ) ، أي إن الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد, ولن يخذلهم ،

- { الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( الأنفال : 66 ) ، أي بتأييده ونصره ،

ففي هذه الآيات الشريفة إيماء إلى أن للصبر فوائد عظيمة ، وهي إعانة الله لمن صبر امتثالا لأمره, فإن المرادَ بذلك معيّةُ نصرِه وتوفيقِه سبحانه وتعالى للمؤمنين الصابرين, فالمؤمنون الصابرون هم المباشرون للصبر ، ومعيَّتُه تعالى إنما هي من حيث الإمدادُ والإعانة .
- {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }( النحل : 128 ) ، أي إن الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه بامتثال ما أمر واجتناب ما نهى بالنصر والتأييد, ومع الذين يحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه ولزوم طاعته, بعونه وتوفيقه ونصره ،

- {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ.....الآية }( المائدة : 12 ) ، أي إني معكم بحفظي ونصري,

- {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }( الأنفال : 12 ) ، أي أني معكم أُعينكم وأنصركم,

- {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ }( الشعراء : 15 ) ، أي قال الله لموسى: كلا لن يقتلوك, وقد أجبت طلبك في هارون, فاذهبا بالمعجزات الدالة على صدقكما، إنا معكم بالعلم والحفظ والنصرة مستمعون ،

- {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }( محمد : 35 ) ، أي والله تعالى معكم بنصره وتأييده ،

- {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( التوبة : 40 ) ، أي لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده ,

- {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ( العنكبوت69 ) ،

- {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }( الشعراء : 62 ) ، أي إن معي ربي بالنصر، سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم ،

ومما ورد في السنة بهذا الخصوص حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني" (رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني ) (2) ،

وفي الحديث الشريف : " احفظ الله تجده تجاهك " (3) ، قال ( الحوالي ) (4) : " حدود الله التي أمر بحفظها : هي كل ما شرعه الله... وحفظ حدود الله يكون بامتثال أوامر الله ، واجتناب نواهيه ، والصبر على طاعته والصبر عن معصيته ، والصبر على قضائه وقدره ، فهذا كله من حفظ الله ومن حفظ حدوده ، أما معنى " احفظ الله تجده تجاهك " فهي تعني المعية الخاصة ، " إحفظ الله تجده تجاهك " أي: معك معية خاصة ، لأن من الصفات الثابتة لله المعية ، وهي نوعان :
المعية العامة : وهي معيته للخلق أجمعين ، كما قال تعالى : { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } ( المجادلة:7 ) ، فهذه لكل الناس فهو معهم كلهم ،
وقال: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ }( ق :16-17 ) ،
فهذه معية عامة لله تعالى ، فهو مع كل الناس بعلمه ، وهو تبارك وتعالى مُطِّلعٌ على أحوالهم ، ولا تخفى عليه منهم خافية ،
والمعية الخاصة : وهي المقصودة في الحديث ، وهي مثل قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ( النحل:128 ) ، وقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }( البقرة:153 ) ،
هذه هي المعية الخاصة كما قال الله تعالى لموسى وهارون : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ( طه :46 ) ، وكما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الغار : {....لا تحزن إن الله معنا } أي: يحفظنا وينصرنا ويرعانا ويوفقنا.
وهنا نشير إشارة فاتتنا من قبل، فنقول : إن من أعظم نصر الله ، وتوفيقه ومعيته ، وحفظه لك أن يحفظك عن الذنوب والمعاصي ، ولهذا قال ( الحسن البصري ) ، وقال ( أبو سليمان الداراني ) ، وغيرهما من الأئمة الذين تكلموا في هذا الموضوع العظيم ، " موضوع الإيمانيات والرقائق" : " إنما عصوه لهوانهم عليه – أي : أن أهل المعاصي هؤلاء ، إنما عصوه لهوانهم عليه - ولو كرموا عليه لحجزهم " أي : لو كانوا كرماء على الله لمنعهم من الوقوع في المعاصي ، لكن من هوانهم على الله تركهم يقعون في الذنوب والمعاصي ، كما قال تعالى: { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } ( الحج :18 ) ،
وهذا يعني أن كل من عصى الله فلهوانه على الله عز وجل ، ولو كرم عليه لحجزه ولعرَّفه به تبارك وتعالى ، وإذا عرف الله وعظَّم الله لم يعصِ الله عز وجل ، فهذا من أعظم ما يجده العبد من أنواع المعية الخاصة ،

وقد فصل بعضهم فقال إن أنواع المعية الإلهية متعددة :

1) عامة : قال تعالى : { ..وهو معكم أينما كنتم }، ( لجميع الخلق ).
2) خاصة مقيدة بوصف : قال تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا} ، ( وهي للمؤمنين )
3) خاصة مقيدة بشخص : قال تعالى : { لا تحزن إن الله معنا } ( وهي للرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر )

* بعض القضايا المتعلقة بالمعية الإلهية :

- أن معية الله سبحانه معية حقيقية ، وليست مجازية وذلك في إطار { .....لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }( الشورى : 11 ) ،
- أن من مقتضى المعية العامة : العلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان ........وغير ذلك ، ومن مقتضى الخاصة النصر والتأييد ،
- سؤال هام : هل يصح أن نقول : الله معنا بذاته ؟
قال أهل العلم : " هذا اللفظ يجب أن يبعد عنه ، لأنه يوهم معنى فاسدا يحتج به من يقول بالحلول ، ولا حاجة إليه ، لأن الأصل أن كل شئ أضافه الله إلى نفسه ، فهو له نفسه ، ألا ترى إلى قوله تعالى : {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }( الفجر :22 ) ، هل يحتاج أن نقول جاء بذاته ؟ ! وإلى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " (5) ، هل يحتاج أن نقول : ينزل بذاته ؟ ! إننا لا نحتاج إلى ذلك ، اللهم إلا في مجادلة من يدعي أنه جاء أمره ، أو ينزل أمره ، لرد تحريفه ، ولقد كتب حمود بن عبدا لله التو يجري رسالة في ذلك بعنوان : " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية " ، فليرجع إليها من أراد ،

- وثمة سؤال يتردد على ألسنة البعض مؤداه : هل صفة " المعية " حقيقية أوهي كناية عن علمه تعالى وسمعه وبصره . . . الخ ، أجاب بعض أهل العلم على هذا السؤال بقوله : (6) ، أن أكثر عبارات السلف يقولون أنها كناية عن علمه تعالى وسمعه وبصره ، واختيار شيخ الإسلام رحمه الله : أنها على حقيقتها , وأن كونه معنا حق على حقيقته , لكن ليست معيته كمعية الإنسان للإنسان التي تكون بنفس المكان , لأن معيتة ثابتة له وهو في علوه ،

والخلاصة : أن المعية حق على حقيقتها لكنها ليست على المفهوم الذي فهمه الجهمية ونحوهم , بأنه مع الناس في كل مكان وتفسير بعض السلف لها بالعلم ونحوه تفسير باللازم .

- وثمة سؤال آخر يقول : هل المعية ذاتية أم فعلية ؟ (7) ،
والجواب فيه تفصيل :
- المعية العامة ذاتية : لأنه تعالى لم يزل ولا يزال محيطاً بالخلق ،
- المعية الخاصة فعلية : لأنها تابعة لمشيئته سبحانه وتعالى ،
- قال العلامة " بن باز " يرحمه الله : " والذي عليه أهل السنة في ذلك أن الله سبحانه موصوف بالمعية على الوجه الذي يليق بجلاله مع إثبات استوائه على عرشه وعلوه فوق جميع خلقه وتنزيهه عن مخالطته للخلق فهو سبحانه عليٌّ في دنوه قريب في علوِّه فوصفه بالمعية لا ينافي وصفه بالعلو على الوجه الذي يليق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ولما كانت الجهمية والمعتزلة يحتجون بآيات المعية على إنكار العلو ويزعمون أنه سبحانه بكل مكان أنكر عليهم السلف ذلك وقالوا: إن هذه المعية تقتضي علمه بأحوال عباده واطلاعه عليهم مع كونه فوق العرش، ولهذا بدأ آيات المعية العامة بالعلم وختمها بالعلم ؛ تنبيهاً لعباده على أن مراده سبحانه من إخباره بالمعية إشعار عباده بأنه يعلم أحوالهم ويطلع عليهم، ولهذا فسر أكثر السلف آيات المعية بالعلم، وحكى بعض أهل العلم إجماع أهل السنة على تفسير آيات المعية بالعلم وإبطال رأي الجهمية والمعتزلة في تفسيرها بأنه في كل مكان، وإنكارهم العلو والاستواء - قاتلهم الله أنى يؤفكون - وبهذا تعلم أن تفسير المعية بالعلم ليس هو قول الشيخ تقي الدين وحده بل هو قول أهل السنة، وقد ذكر رحمه الله في الواسطية ما يدل على وجوب الإيمان بأن وصف الله سبحانه بالعلو والمعية حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة إلى آخره فراجعه إن شئت، ومراده رحمه الله أنه يجب إثبات المعية والعلو فوق العرش على وجه يليق بالله لا يشابه فيه خلقه " (8)

- وعن " المعية " في القرآن الكريم قال الإمام ( ابن القيم ) رحمه الله : ". . . فمعية الله تعالى مع عبده نوعان : عامة وخاصة ، وقد اشتمل القرآن على النوعين ، وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظي بل حقيقتها ما تقدم من الصحبة اللائقة " (9) ،
وقال – رحمه الله - في موضع آخر : " . . . فمن المعية الخاصة قوله { إن الله مع الصابرين } ، وقوله : { إن الله يحب المحسنين } ، وقوله : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } ، وقوله تعالى : { واعلموا أن الله مع المتقين } ، وقوله سبحانه : { لا تحزن إن الله معنا } ، ومن المعية العامة قوله عز من قائل :{ وهو معكم أين ما كنتم } ، وقوله :{ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ..... الآية }(10)

وقال ( الحافظ ابن رجب الحنبلي ) رحمه الله : ومعيته مع أهل طاعته خاصة فهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه واطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه ، والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته " (11)

وقال الشوكاني رحمه الله في شرح حديث : " أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني " ، قال : فيه تصريح بأن الله تعالى مع عباده عند ذكرهم له ، ومن مقتضى ذلك أن ينظر إليه برحمته ، ويمده بتوفيقه وتسديده ، فإن قلت : هو مع جميع عباده كما قال سبحانه وتعالى { وهو معكم أين ما كنتم } ، وقوله جل ذكره { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } الآية ، قلت : هذه معية عامة ، وتلك معية خاصة حاصلة للذاكر على الخصوص بعد دخوله مع أهل المعية العامة ، وذلك يقتضي مزيد العناية ، ووفور الإكرام له والتفضل عليه ، ومن هذه المعية الخاصة ما ورد في كتابه العزيز من كونه مع الصابرين ، وكونه مع الذين اتقوا ، وما ورد هذا المورد في الكتاب العزيز أو السنة ، فلا منافاة بين إثبات المعية الخاصة وإثبات المعية العامة " (12)

- قال الإمام ابن القيم : " أن لفظ : " المعية " استعمل في الكتاب والسنة في مواضع عدة ، يقتضي في كل موضع أموراً لا يقتضيها في الموضع الآخر، فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع ، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها - وإن امتاز كل موضع بخاصية - فعلى التقدير ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق ، حتى يقال قد صرفت عن ظاهرها (13) ،


الهوامش والإحالات :

(1) – عبد الله بن عبد المحسن التركي (إشراف ) : " التفسير الميسر " ، إعداد : مجموعة من العلماء ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، تفسير الآيى : 7 المجادلة ، المصدر : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
http://www.qurancomplex.com
(2) - محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح الترغيب والترهيب " ، مكتبة المعارف ، الرياض ، ط5 ، ج2 ، ص : 95
(3) – الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف " ( صححه الألباني : أنظر : - محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته " ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، ج1 ، ص : 1392،
(4) - الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي : " من محاضرة : احفظ الله يحفظك " ، المصدر :
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentid=1010
(5) – كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 8168 في صحيح الجامع ) ،
(6) - http://7awa.roro44.com/vb/90683.html

(7) – أنظر:
http://alfrasha.maktoob.com/alfrasha136/thread1737947-2/
(8) - محمد بن خليفة بن علي التميمي : " الآثار المروية في صفة المعية " ، أضواء السلف، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة : الأولى ، 1422هـ ، 2002م ،
(9) – عبد العزيز بن عبد الله : " معنى المعية والقيام " ، أنظر : http://www.binbaz.org.sa/mat/8219
(10) - أنظر : ابن القيم : " مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " ، تحقيق: الحسن بن عبد الرحمن العلوي ، مطبعة أضواء السلف ، 1425 هـ - 2004م ، ج2 ، ص : 266 ،
(11) – ابن القيم : " مختصر الصواعق " ، مرجع سبق ذكره ، ج2 ، ص ص : 266 - 267 . ،
(12) - أنظر : - ابن رجب الحنبلي : " فتح الباري شرح صحيح البخاري " ، دار الحرمين ، مكتب تحقيق دار الحرمين ، 2008 م ، ج 2 ، ص : 334 ،
(13) - أنظر : - محمد بن علي الشوكاني : " تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين " ، مؤسسة الكتب الثقافية ، 1408 هـ – 1988م ، ص : 11 ،
(14) - الإمام ابن القيم : " مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " ، تحقيق : الحسن العلوي ، أضواء السلف ، 200م ، ج2- ص : 266 ،


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مفاهيم قرآنية، دراسات قرآنية، تأملات قرآنية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، أحمد ملحم، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، محمد الياسين، صفاء العربي، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، أبو سمية، عزيز العرباوي، محمد شمام ، حاتم الصولي، علي الكاش، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، أحمد بوادي، كريم فارق، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، محمد يحي، رافع القارصي، عمار غيلوفي، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، طلال قسومي، عمر غازي، د- جابر قميحة، ياسين أحمد، نادية سعد، إيمى الأشقر، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، إياد محمود حسين ، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، د - شاكر الحوكي ، صلاح الحريري، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، سعود السبعاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، محمود سلطان، مراد قميزة، د- محمد رحال، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، عراق المطيري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة