البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لو أنبأني العراف
مداخلة عن الانتخابات في العراق

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5776


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا أدري كيف يتخذ رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي قراراته، ترى هل يخضعها للفحص والتمحيص، أو ترى هل يشبعها مستشاروه درساً وشرحاً، وهنا نأمل أن يكونوا على مستوى هموم العراق وبحجم آلامه وآماله، وأتمنى أن لا تكون تلك القرارات نابعة من وجهة نظر شخصية، فالموقف والقرار بهذا الوزن هو أبعد ما يكون عن الرأي الشخصي.

في السياسة نظرية معروفة مؤسسة على قاعدة " الابتعاد عن أحكام الهوى "، وفحواها أن مصادر القرار، ينبغي لها أن تجري حسابات دقيقة، مؤسسة على المعطيات الواقعية المجردة، وعلى حسابات عقلية، وفي بلداننا ويا للأسف فإن حلقات القرار ضيقة جداً، وربما تضيق لتكتفي برأس واحد تنبع منه أخطر القرارات، وندرس في العلوم السياسية في مادة القرار السياسي:

* المقدمات المفضية للقرار،
* القنوات التي يمر بها القرار،
* المراحل التي يمر بها القرار،
* المؤسسات التي تشارك في صياغة القرار،

وكل هذا من أجل أن لا يمثل القرار، أي قرار، فكر رجل واحد، بل وحتى مؤسسة واحدة، ومن أجل أن يأتي القرار مستوعباً لكل الإشكاليات الحالية والمحتملة للقرار وردود الأفعال، وخصوم القرار ومؤيده، ومناهضيه الحاليين والمحتملين. أما إذا كانت القرارات تتخذ بآليات أخرى لا علاقة لها بالعلم، وبمعطيات العصر الذي نعيشه، فليرحمنا الله برحمته الواسعة، فنحن إذن كالسفينة التي تسير بدون أجهزة ملاحية، وهذا يعني أنها قد تتعرض في أي لحظة لحادث جلل، وقد يكون الخطأ فادحاً، وبالطبع ستكون النتائج كارثية في هذه الحالة.

الانتخابات المبكرة، لا ندري كيف ينظر لها وما هو المطلوب منها، وأعتقد أن كثيرين لا يفقهون هذا الأمر الهام. البلاد تعيش أزمة كبيرة، هي خطرة حالياً، وقد تصبح أكثر خطورة ما لم يتم الأستعانة بأجهزة ملاحية دقيقة. فسفينة العراق تبحر وسط أنواء شديدة وعواصف عاتية، وأمواج عالية، في الداخل والجوار والخارج. الموقف حساس لدرجة لا يحتمل الاستهانة بأي عناصر من عناصر الاستقرار والأمان مهما كان صغيراً، فما بالك إن كان كبيراً. ونحن نعرف أننا نمر في العراق بمرحلة من التوازنات، وهي هشة أساساً بل وتتعرض في هذه المرحلة إلى اهتزاز، ودعنا نكون موضوعيين في أقصى درجات الموضوعية وأن لا نستخدم كلمة أخرى من قاموس اللغة الثري.

مكونين أثنين من المكونات الثلاث تمر في أزمة مع الحكم (نستعير العبارات من الدستور رغم تحفظاتنا عليه)، ستة محافظات تعتصم وتتظاهر وتطلب وتطالب، ثلاث محافظات أخرى (أقليم كردستان) تمر علاقاتها بأزمة ثقة كبيرة مع الحكم، في المحافظات الأخرى حركة تململ لا تقل عما يدور في شقيقاتها من المحافظات، وتشهد البلاد كل يوم ما يشير ويؤكد أن الوضع قلق بل هو خطر في أحيان كثيرة، عناصر العملية السياسية يسود بين أطرافها أجواء لا تشجع على الثقة، رئيس الوزراء يسافر إلى كربلاء ضمن حملته الانتخابية ولا يلقى سوى استقبال باهت لا يتناسب مع الاستعداد للانتخابات وتصريحات بضمان الفوز الأكيد فيها.

إذا كانت الانتخابات ستكون نزيهة، وهو أمر لا يستطيع أحد تأكيده وفق نظرية " ليس بالإمكان أحسن مما كان "، فليس من مصلحة رئيس الوزراء الذهاب إلى انتخابات مبكرة، قبل تنقية وتصفية الأجواء، وهذه بديهية سياسية وهي من ألف باء السياسة. أما إذا كانت نظرية الانتخابات المبكرة مؤسسة على قاعدة " فلنتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا "، فهذه نظرية يبدو أنها غير ناجحة تماماً، بدليل أنها لم تنجح مع الكرد، ولم تنجح مع الهاشمي ولا مع العيساوي، فظروف العراق بعد عشرة عجاف يتوظأ فيها العراقيون بالدم، مفتوحة على كل الاحتمالات، فليس بغريب أن تفشل هذه الحسابات..

أخشى ما أخشاه أن قراراً كهذا جاء للعراق معلباً، وليست هذه العلبة في الواقع سوى لغماً ينسف ما تبقى من آمال واهنة، وفي هذه الحالة لا يفيد العلم ولا العلماء ولا العرافون وضاربي الودع ولا حتى من يفتح الفال ..................!

أنا لا أخفي خوفي على العراق ..... رحم الله العراقي المخلص بدر شاكر السياب ...

فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء

أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروق في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمها الرجال

سيعشبُ العراقُ بالمطر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقالة جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى القنوات العربية بتاريخ 7 : نيسان ـ أبريل / 2013



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، أمريكا، ذكرى غزو العراق، الإحتلال الأمريكي للعراق، المقاومة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، حسن عثمان، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حاتم الصولي، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، حسن الطرابلسي، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، أحمد بوادي، أنس الشابي، محمد يحي، علي الكاش، وائل بنجدو، عمر غازي، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، أحمد ملحم، عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، رافع القارصي، أحمد النعيمي، عزيز العرباوي، فهمي شراب، د. أحمد بشير، علي عبد العال، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، د. عبد الآله المالكي، طلال قسومي، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، فتحي العابد، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، عواطف منصور، إسراء أبو رمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، محمود طرشوبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة