البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

محبة الرسول عقيدة وعمل لا زعم وادعاء

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4435


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك وعظم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أما بعد :

فإن محبة الرسول واجبة على كل مسلم، وفي هذا الموقف لربيعة تنويه وتأكيد على شدة محبة الصحابة لرسول صلى الله عليه وسلم، وملازمته والتعلق به، والشوق إليه، فهذا ربيعة الصحابي كانت محبته لرسول الله عظيمة، حتى أنه كان يلازمه كظله لا يغيب عنه، لأنه كان يعلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره، من أسس الإيمان وشعبه العظام، بل لا يصح الإيمان بدونها، وهي صلب الإيمان، وبها يجد المحب حلاوة الإيمان ويتذوق طعمه (1)، والعكس صحيح، فمن لم ينطو قلبه على محبة الرسول لا يجد حلاوة الإيمان، ولذاذته، قال بعض أهل العلم : وليس ثمة خلاف بين طوائف المسلمين، على اختلاف مذاهبهم وفرقهم، في وجوبها وأنها من فرائض الدين (2)، وإنما الخلاف في دلائلها ومتعلقاتها، والناس مختلفون في تحقيق المحبة بحسب إيمانهم واعتقادهم فمنهم السابق، ومنهم المقتصد، ومنهم الظالم لنفسه، إما بالغلو أو بالجفاء،

قال شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) رحمه الله :" ومن حقه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق كما دل على ذلك قوله سبحانه {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }( التوبة : 24 )، قال الشيخ ( السعدي ) رحمه الله :" هذه الآية الكريمة أعظم دليلٍ على وجوب محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على مَن كان شيءٌ من المذكورات ( وهي ثماني أمور من أمور الدنيا التي يحبها كل إنسان بالفطرة والخلقة ) أحبَّ إليه من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله، وعلامةُ ذلك أنه إذا عُرض عليه أمران، أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيه هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه وتهواه وتتوق إليه، ولكنه يفوِّت عليه محبوباً لله ورسوله أو يُنقصه، فإنه إن قدَّم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله دل على أنه ظالمٌ تاركٌ لما يجب عليه " (3)،

وها هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا – بوحي من ربه – أن المؤمن ينبغي أن يقدم محبته له على محبة الوالد والولد والناس أجمعين، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين"(4)،
قال الحافظ العيني رحمه الله : " قال أبو الزناد : هذا من جوامع الكلم الذي أوتيه عليه الصلاة والسلام، إذ أقسام المحبة ثلاثة، محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد، ومحبة رحمة وإشفاق كمحبة الولد، ومحبة مشاكلةٍ واستحسان كمحبة الناس بعضهم بعضاً، فجمع عليه السلام ذلك كله "(5)، ومكان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب المؤمن أولى وأعلى من مكان غيره في أقسام المحبة كلها، أما محبة الشفقة والرحمة ( كمحبة الوالد للولد ) فتلك التي يضحي لأجلها المحب بكل نفيسٍ وغالٍ في سبيل محبوبه، ولئن كان أحدنا يضحي بنفسه وماله وراحته في سبيل ولدٍ لا يدري أيكون له فتنة ونقمة أم رحمة ونعمة، فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو النعمة المسداة، والرحمة المهداة من رب العالمين جل جلاله، وهو طريقنا إلى محبة الله ومرضاته وجنته، كما قال تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }( آل عمران : 31 )، ولذلك فالمؤمن الحق ينبغي أن يكون على وعي وإدراك تام لحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بلوازم هذا الحب من أبنائنا وبناتنا، وهو كذلك صلى الله عليه وسلم، وأما محبة الإجلال والإعظام والتقدير فلئن كان أحدنا يبذلها لوالديه وحقيقٌ بهما ذلك لما لهما من حق وسابقة نعمة وفضل على الولد، فلعمر الحق لا أحد أولى بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى : {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }( الفتح : 9 )، جاء في تفسير الجلالين : (لتؤمنوا بالله ورسوله) بالياء والتاء فيه وفي الثلاثة بعده (وتعزروه) وتنصروه وقرىء بزايين مع الفوقانية (وتوقروه) تعظموه وضميرهما لله أو لرسوله (وتسبحوه) أي الله (بكرة وأصيلا) بالغداة والعشي، وهكذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدانيه في منزلة تعظيمه وتوقيره ملِكٌ معظَّم ولا أميرٌ مبجّل ولا والد ولا والدة ولا صاحب فضل ولا نعمة، كيف وكل نعمة نعيشها في ظلال الإسلام قد تفيأنا ظلها بفضل الله تعالى عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أولى بمحبة التعظيم والتوقير وأولى بلوازم هذه المحبة من آبائنا وأمهاتنا وهو كذلك، وأما محبة المشاكلة والاستحسان فلا تخرج عن أن تكون فرعاً عن محبوبٍ أعظم أو أن تكون دوراناً في فلك المصالح، وإذا كان الأمر كذلك فأي محبوب أعظم من الله تعالى وأي فرع أقرب لهذه المحبة من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الدوران مع المصلحة فأي مخلوقٍ أنفع لنا بمصلحة دين أو دنيا حتى نقدم حبه على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك إذاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بهذه المحبة أيضاً وهو أولى بلوازمها من غيره، فإذا عُلم ما تقدم فقد اجتمعت الدواعي على تقديم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أقسام المحبة، وطرح كل ما سواه من المخلوقين جانباً، وهو كذلك (6)،

ولقد تكلم ( القاضي عياض ) رحمه الله بكلامٍ نفيس عن علامة محبته صلى الله عليه وسلم فذكر منها لزوم اتباعه وموافقته والرغبة في سنته وامتثال أمره وترك نواهيه والتأدب بأدبه في عُسره ويسره صلى الله عليه وسلم، ثم قال :" ومنها بغض من أبغضَ الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه، واستثقاله كل أمر يخالف شريعته، قال الله تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( المجادلة : 22 )، وهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم قد قتلوا أحباءهم وقاتلوا آباءهم وأبناءهم في مرضاته، وقال له عبد الله بن عبد الله بن أُبي : لو شئت لأتيتك برأسه، يعني أباه " (7)،

والمؤمن ينبغي له أن يعلم أن من الواجب عليه شرعا ألا يكتفي بزعم محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومجرد ادعائها، وإنما يجب أن تُترجَم تلك المحبة عملياً، واعتقاداً في القلب وإيناساً وإستشعاراً وطمأنينة وارتياحاً وميولاً، وأن تترجم في القول كذلك، فإذا أقدم المؤمن على أي قول يتلفظ به، أو عمل يعمله، أو تصرف أو سلوك فلينظر أولا ما إذا كان هذا القول أو العمل أو التصرف أو السلوك يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم يكرهه ؟ فإذا كان يحبه رسول الله، وفعله المؤمن محبة لرسول الله، هنا يكون قد ترجم حبه لرسول الله اتباعاً وفعلاً لما يحبه ويرضاه، وإذا كان قولا أو عملاً يكرهه رسول الله، ويأتيه المؤمن جهاراً وإسراراً فإن ذلك لا يستقيم ولا يتناسب مع دعوى محبة رسول الله ؟ لا والله! بل هي دعوى فقط، وحب زائف، إذ لو كان حبك صادقاً لأطعته **إن المحب لمن يحب مطيع

ويجدر التنويه إلى أن محبته صلى الله عليه وسلم تستلزم معاداة مبغِضِه، وأن من ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلن ببغضه وحربه لمن أبغض رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فهو كاذب، ونسبته إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم نسبة كاذبة، فحق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفدَّى بالأرواح والأولاد والأهلون والأموال والأوطان،
وانظر إلى قصة الصحابي الجليل ( خبيب ابن عدي ) رضي الله عنه، وهو يضرب لنا أروع الأمثلة في محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر كيف ترجم تلك المحبة سلوكا وواقعا في أحرج الظروف، وأقساها، نعم فخباب يضرب لنا مثلاً رائعاً لم يأت التاريخ بمثله، وما عرفت الدنيا له مثيلا، عندما أخذه المشركون إلى مكة وباعوه ممن كان قد قتل واحداً منهم في بدر، وأعلموه يوم قتله، وقبل أن يقتل أراد أن يلقى ربه طاهرا نقيا نظيفاً حساً ومعنىً، ظاهرا وباطنا، فأراد أن يستحد من شعره، فطلب من امرأة في البيت أن تعطيه الموسى، فأخذ الموسى في يده، وأتى إليه طفل صغير يحبو فرأت أم الطفل هذا الأسير في يده الموسى والطفل عنده فصاحت خائفة على طفلها تظن أنه سيقتله، لأنهم سيقتلونه، فضحك خباب وقال لها : أتظنين أني أقتل الطفل البريء لا والله ! وسلّمه إليها، وحينما أخذوه وأخرجوه من الحرم إلى الحل وأرادوا قتله، وكان أسيراً عند من اشتروه، وحينما قُدِّم للقتل قال : أنظروني أصلي ركعتين لله رب العالمين ثم افعلوا بي ما شئتم، فتركوه يصلي، فصلى بخشوع وبدون جزع، وقال : والله! لولا أني أخشى أن تقولوا فزع من الموت لأطلت الصلاة، ثم قالوا له كلمة - وهي محل الشاهد - حينما صلبوه : أتود أن محمداً مكانك الآن وتُضرب عنقه وتسلم أنت؟، انظروا هذا العرض! السيف على عنقه، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعيد عنهم في المدينة، فيعظم عليه أن يخطر بباله هذا الخاطر، ويقول في قوة وعزم وصدق وإخلاص : لا والله، ولا أن يشاك بشوكة وهو في مكانه بالمدينة ! لماذا لا يقول ذلك ليفكوا أسره ويدَعوه يذهب لحاله ؟ لم يحتمل ولم يقو، إحساسه وإيمانه ورقة عاطفته مع رسول الله تأبى أن تقبل ورود خاطرة أن يشاك صلى الله عليه وسلم بشوكة وهو في المدينة ! يريد أن تُضرب عنقه مراراً، ولا أن يتصور شوكة يشاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، أترون هذا يعصي رسول الله؟ أترون هذا يخالف ما يحبه رسول الله؟ لا والله! (7)

إن من لا يفهم حقيقة هذا الحب يضحك لجهله، أما من أُشرب في قلبه حب محمد صلى الله عليه وسلم فلا يفتدي نفسه بشوكة في قدمه الشريفة صلوات الله وسلامه عليه، وهكذا حب محمد صلى الله عليه وسلم، فهل من محبين،

وانظر إلى هذا الحديث الذي يبين لنا بوضوح كيف كانت محبة الصحابة لرسول الله، وكيف كان تعلقهم به، ولا يرضون عن مرافقته والتنعم بقربه بديلا، ولم يتوقف ذلك على هذه الحياة الدنيا، بل كان شوقهم شديدا إلى مرافقته في الدار الآخرة، وهاكم الحديث المروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : " جاء رجل إلى (1)،
(1) – قيل في بعض الروايات أن الرجل هو ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ثوبان بن يجْدَد (؟- 54هـ، ؟- 674م)، وقيل ابن جحدر، صحابي مشهور، من أهل السراة ( مكان بين مكة واليمن)، وقيل من حمير من أهل اليمن، اشتراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أعتقه وخيره بين أن يرجع إلى قومه أو أن يثبت معه فثبت معه، ولم يفارقه حضراً ولاسفراً، حتى توفي، شهد فتح مصر أيام عمر، ثم خرج إلى الرملة ثم إلى حمص في بلاد الشام، فأقام بها إلى أن مات أثناء خلافة معاوية، أنظر : الموسوعة العربية العالمية، على موقع المكتبة الشاملة : http://www.shamela.ws/


النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إنك لأحب إلي من نفسي، و إنك لأحب إلي من أهلي، و أحب إلي من ولدي، و إني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، و إذا ذكرت موتي و موتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، و إني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ؟ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية الكريمة : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }( النساء : 69 )، ( قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1044 : أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 29 / 1 - 2 )، و " الصغير " ( ص 12، هندية )،

فهذا الصحابي الجليل ( الذي قيل أنه ثوبان – رضي الله عنه - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ملازما لرسول الله يقوم على خدمته )، وكيف كان ملازما للنبي ملازمة النور للقمر، والضوء للشمس، يعطينا درسا في محبة رسول الله، وكيف أن من عرف محمدا اشتاقت نفسه لرؤياه، وابتهجت روحه بنور محياه، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم حبيب الفقراء وأنيس الضعفاء والمهمشين، وجليس المساكين، وما استراح إلا عندما يجلس مع الفقراء، وما اطمأن إلا عندما يحالط المساكين، إنه الحبيب محمد، وصدق من قال في حقه :
لو أن إنسانا تخــــــــــــير ملة ** ما اختار إلا دينك الفقــــــراء
المصلحون أصابع جمعت يدا ** هي أنت بل أنت اليد البيضاء

هذا الصحابي بلغ من شدة حبه لرسول الله، ومن شدة تعلق قلبه بمحبته أنه إذا كان في بيته يذكر النبي فما يصبر حتى يأتيه فينظر إليه ويكحل عينيه برؤية حبيب الله محمد والتطلع إلى وجهه الشريف، صلى الله عليه وسلم ولا عجب في ذلك فهو الحبيب محمد الذي :
بلغ العلا بكماله ** كشف الدحى بجماله
عظمت جميع خصاله ** صلوا عليه وآله
والأعجب من ذلك أنه إذا الموت ( أي موته وموت رسول الله ) أن النبي سيكون في الجنة مع النبيين في أعلى درجات الجنة، سيكون في الفردوس الأعلى، وأنه ( أي ثوبان ) إذا دخل الجنة خشي ألا يراه، وهناك سيكون الفرق بعيدا، والبون شاسعا، لا إله إلا الله، إنها المحبة الصافية الخالصة، إنه الشوق إلى حبيب الله، وأي شوق، شوق الحبيب إلى الحبيب، وأي حبيب، إنه الحبيب محمد، ولما سمع النبي من ثوبان تلك المقالة التي تعبر عن المشاعر الجياشة التي يحملها لرسول الله، ما أجابه ولكن السماء هي التي أجابت، الله جل جلاله أنزل الجواب في قرآن يتلى إلى يوم القيامة نزل به أمين وحي السماء جبريل عليه السلام، يبشر كل من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنبثقة من محبة العبد لله عز وجل، والمقتضية طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، نعم نزلت البشريات من السماء لثلج صدور المؤمنين، وتبعث الطمأنينة في قلوب الموحدين المحبين لرسول الله، ولتكون بلسما شافيا يداوي جراح الشوق والمحبة لرسول الله والخشية من عدم التنعم برؤياه ومرافقته في الدار الآخرة، نزلت الآية : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }( النساء : 69 )، وأنا أريد من القاريء الكريم أن يعيد قراءة الآية ويتدبرها ويتأمل عطاءاتها الإلهية، وأنقل هنا ما قاله ( كشك ) رحمه الله إذ يقول : " ومن يطع الله والرسول، هذا أسلوب شرط، الأداة فيه ( من ) و ( من ) للعقلاء، إذا قالخطاب هنا لكل عاقل، ( يطع ) فعل الشرط جزم بالسكون ولكنه حرك بالكسر لالتقاء الساكنين، ولم يقل ( ومن يطع الله ) فحسب، ولم يقتصر الأمر على طاعة الله فقط، بل لابد من طاعة الرسول كذلك مع طاعة الله عز وجل، ولذلك فالقرآن يبين أن أهل النار سيتحسرون على عدم طاعتهم لله وللرسول يوم القيامة قال تعالى : {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }( الأحزاب : 66 )، يقولون ذلك يقولون نادمين متحيِّرين متحسرين على ما فاتهم من نعيم الجنة بسبب عدم طاعتهم لله وللرسول، و(الرسول ) في الآية معطوف على لفظ الجلالة، إذن فأين جواب الشرط، إن جواب الشرط هنا إشارة ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ) الفاء واقعة في الجواب لأن الجواب جملة إسمية، و( أولئك ) مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع، والكاف حرف خطاب، و( مع ) ظرف متعلق بمحذوف هو الخبر أي فأولئك كائنون ( مع الذين أنعم الله عليهم )، و (مع ) مضاف، و (الذين ) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر لأنه اسم موصول والأسماء الموصولة وأسماء الإشارات كلها مبنيات تلزم حالة واحدة، ( أنعم الله عليهم ) الجملة صلة، ( مع النبيين ) بيان للاسم الموصول لأن الموصول يفيد العموم فجاء الجار والمجرور ليحدد هذا العموم، وإنما قال الله تعالى ( فأولئك ) ولم يقل فهؤلاء لأن هناك فرقا بين هؤلاء وأولئك، فكلاهما اسم إشارة، لكن هؤلاء يشار بها للقريب، وأولئك للبعيد، فما معنى البعد ها هنا، أهم بعيدون عن رحمة الله ؟ .... أهم بعيدون عن المؤمنين ؟ .. كلا .. إنهم المؤمنون أعينهم وذواتهم، إذا فما معنى البعد هنا ؟ البعد هنا بعد درجة ومقام، أي أن درجاتهم عالية، ومقاماتهم بعيدة في العلو والرفعة، كما قال تعالى : {أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( البقرة : 5 )، فالإشارة هنا لبعد الدرجة، ولبعد المكانة، ولبعد الرفعة، ولبعد الطبقة، ولبعد العلو، تكريم من الله عز وجل، ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين )، وهنا لابد أن نسأل سؤالا : هل هذه الآية خاصة بذلك الرجل فقط ( ثوبان ) ؟ لا .. إن الآية تعم كل المؤمنين الذين يطيعون الله تعالى ورسوله (8)
قال ( القاري ) : " أن الآية تبين أن المراد بالمعية هنا معية خاصة وهي أن تحصل فيها الملاقاة بين المحب والمحبوب، لا أنهما يكونان في درجة واحدة لأنه بديهي البطلان " (9)


وثمة نموذج آخر من نماذج محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال : يا رسول الله ! متى الساعة قائمة؟ قال : ويلك ! وما أعددت لها؟!، قال : ما أعددت لها، إلا أني أحب الله ورسوله، قال : إنك مع من أحببت، فقلنا : ونحن كذلك ؟ قال : نعم، قال أنس : ففرحنا يومئذ فرحاً شديداً، فمرغلام للمغيرة - وكان من أقراني - فقال : إن أُخِّر هذا، فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " ( أخرجه البخاري ، ومسلم، وأحمد ).

فالرجل يسأل عن وقت قيام القيامة، ولما كان السؤال محتملا لأن يكون تعنتا وإنكارا لها، أوأن يكون تصديقا بها وإشفاقا منها واشتياقها للقاء ربه، قال امتحانا له " ويلك " وما أعددت لها ؟، وإلا لو تحقق عنده إيمانه بها، وإيقانه لها لقال له ويحك بدل ويلك، فقال الرجل مجيبا : ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله، ولم يذكر غيره من العبادات القلبية والبدنية والمالية لأنها كلها فروع للمحبة مترتبة عليها، ولأن المحبة هي أعلى منازل السائرين، وأغلى مقامات الطائرين، فإنها باعثة لمحبة الله أو نتيجة لها، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }( المائدة : 54 )، وقال : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }( آل عمران : 31 )، فكان من المعلوم الواضح عندهم أن المحبة المجردة من غير المتابعة ليس لها كثير فائدة، ولا كبير عائدة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت مع من أحببت " أي ملحق بمن غلب محبته على محبة غيره من النفس والأهل والمال، ومدخل في زمرته، ومن علامة المحبة الصادقة أن يختار أمر المحبوب ونهيه على مراد غيره، ولذا قالت رابعة العدوية :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ***هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطـــعته ***إن المحب لمن يحب مطيع
وقال ( الطيبي ) سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم لأنه سأل عن وقت الساعة فقيل له فيم أنت من ذكراها، وإنما يهمك أن تهتم بأهبتها وتعتني بما ينفعك عند إرسالها من العقائد الحقة، والأعمال الصالحة، فأجاب بقوله : " ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله " ..اهـ، وبعده من المبني والمعنى لا يخفى، قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام أي بعد فرحهم به أو دخولهم فيه، فرحهم ( بفتحات ) أي كفرحهم بها، أي بتلك الكلمة وهي " أنت مع من أحببت " قال الخطابي ألحقه عليه السلام بحسن النية، من غير زيادة عمل بأصحاب الأعمال الصالحة اهـ، ولا يخلو عن إيهام وإبهام والتحقيق أنهم حسبوا أن لا تحصل المعية بمجرد المحبة مع وجود المتابعة، بل تتوقف على كثرة العبادات وزيادة الرياضات والمجاهدات (10)،
وبعد فهذا غيض من فيض في باب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من الواجبات المحتمات على كل مؤمن، ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم جدير بهذه الحبة، حقيق بها، و ختاما نسأل الله عز و جل أن يملأ قلوبنا بنور معرفته جل جلاله، و محبة نبيه المختار صلى الله عليه و سلم، و أن يجعلنا أهلا لشفاعته يوم القيامة، وأن يجزيه عنا خير ما جزي نبيا عن قومه، ورسولا عن أمته .آمين .


فاللهم عمر قلوبنا بأنوار محبة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ما أحييتنا، وإلى أن نلقى وجهك الكريم،

=======
الهوامش :
=====
(1) - لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مكانة محبته وأثرها في المحب، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3044 في صحيح الجامع )
(2) - كما في الصحيحين عن أنس بن مالك مرفوعا : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )، وعن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر : فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( الآن يا عمر ) أي الآن كمل إيمانك، ( صححه الألباني ) أنظر :
- محمد الغزالي : " فقه السيرة "، تحقيق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، دار القلم، دمشق، ط7، 1998م، ص : 198،
وقال الحافظ العيني رحمه الله :" قوله ( حتى أكون ) أي لا يكمل إيمانك حتى أكون، قوله ( الآن ) يعني كمل إيمانك " أنظر :
- بدر الدين أحمد العيني (الحنفي) : " عمدة القاري شرح صحيح البخاري "، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2010م، ج23، 169،

(3) - عبد الرحمن بن ناصر السعدي : " تفسير السعدي المسمى تيسير الكريم الرحمن "، ط2، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، ج1، ص : 332،
(4) - الحافظ أبي عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري : " صحيح البخاري "، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، ط3، 2010م، ج1، ص : 14،
(5) - بدر الدين أحمد العيني (الحنفي) : " مرجع سبق ذكره "، ج1، ص : 144،
(6) - وسيم فتح الله : " إسعاف المؤمنين بنصرة خاتم المرسلين "، ص ص : 11 – 12،
- القاضي عياض : " الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم "، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009م، ط1، ج2، ص : 278،
(7) - عطية بن محمد سالم (المتوفى : 1420هـ) : " شرح الأربعين النووية "، رقم الدرس : 83، ص : 11، مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net
(8) – عبد الحميد كشك : " الخطب المنبرية "، ج8، مكتبة الصحافة للطبع والنشر والتوزيع، العباسية، القاهرة، ص ص : 57 -0 58،
(9) - الملا على القاري : " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح "، ج14، ص : 305، المصدر : موقع المشكاة الإسلامية
www.almeshkat.net/books/index.php
(10) - الملا على القاري : " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح "، ج14، ص : 305، المصدر : موقع المشكاة الإسلامية
www.almeshkat.net/books/index.php




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

محبة الرسول، العقيدة، الإسلام، تأملات عقدية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، رضا الدبّابي، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، محمد العيادي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، أبو سمية، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، طلال قسومي، فتحي العابد، رافع القارصي، الهيثم زعفان، نادية سعد، صفاء العراقي، مصطفي زهران، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، علي عبد العال، علي الكاش، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، تونسي، مجدى داود، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، عمر غازي، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، حسن عثمان، رافد العزاوي، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، محمود سلطان، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، كريم السليتي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة