البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

دوامة العنف في العراق

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4299


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فتش عن الأصابع الاجنبية: حكمة سياسية قديمة ومعروفة، أجل لنفعل هكذا... فمن له المصلحة بأن يقتل العراقي على دينه وطائفته وعرقه ومذهبه، وتعليمه، ومن أجل ماله، ومن أجل لا شيئ أحياناً، فقد أصبح واضحاً، أن غرض جميع القتلة هو واحد، اجتثاث العراق.

لذلك أجد لا فائدة من ألقاء اللوم على جهة، ولا فائدة من المعاتبة والمحاسبة، العراق يغتسل منذ عشرة سنوات بالدماء، الكل يقتل الكل، حتى أصبح القتل حرفة مجاميع من قاع المجتمع ومن لا مهنة له يعتاش منها سوى القتل.

الشعب العراقي بالرغم من التاريخ الدموي الطويل، إلا أن الأمر لم يبلغ ما بلغه اليوم من مهرجان الموت في الطرقات والمدارس والمعابد، وفي حقول العراق وبراريه، بل وتفيض الأنهار بجثث أبناؤه، وإذا شئنا لنتحدث عن الأسباب والمسببات فلن نصل إلى نتيجة حتى بعد سنوات.

حصاد الموت لن يتوقف، لأن فلسفة الاحتلال ومن جاء بهم الاحتلال مؤسسة وقائمة على إبادة الطرف الآخر، واجتثاثه، وإلغاء وجوده، وإن لم يكن ممكناً فتهجيره، وإن لم يكن ذلك ممكناً فإضعافه، وإن لم يكن بوسعه فإلحاق الألم به .......... والنتيجة أن العراق ينزف أبناؤه، جرح كبير فاغر فاه، وعدو لا يشبع من القتل والتدمير.......... وهكذا تعددت الأسباب والموت واحد

العراقيون مبدعون وعباقرة، وليسوا هواة قتل، وعاشوا ألوف السنوات معاً وتصاهروا وتقاربوا وكانوا أبناء عمومة وخؤولة، حتى جاءت الغربان السود المشؤومة فحل الدمار والخراب، وكل ذلك كان وما يزال جزء من خطة تدمير العراق أن يقتل العراقي أخاه العراقي وأن يسيل دم العراقيين على أيدي بعضهم.

بكل تأكيد بوسعنا القول أن العراقيين لم يكونوا ليقتلوا بعضهم، بل هذه ليست سوى من منتجات الاحتلال، ومن تداعياته المباشرة، فتصفيات العلماء جرت بأشراف مباشر من قوى الاحتلال الثلاثة: الأمريكان وإيران وإسرائيل، حملة حصدت حوالي 800 عالم، وهجرت مئات آخرين، قتل خيرة رجال العراق بدواع شتى، ولكن كان للجميع مصلحة في قتلهم، الأمريكان استهدفوا فئات معينة، والإسرائيليون استهدفوا فئات أخرى، فيما تكفل الإيرانيون بالجانب الأقذر من المهمة: وهي القتل العشوائي، وبهدف خبيث ألا وهو زرع العداوة والضغائن والثارات في العراق.


أني أتوجه إلى كل عراقي شريف، إن عدو الجميع هو واحد، ومعسكر العدو واحد متحد بصرف النظر عن المسميات، وبصرف النظر عن زخرف الكلام. اتجهوا إلى جبهة العدو فقط، دم العراق حرام على العراقي، وماله وعرضه، عراقكم واحد متحد منذ ألاف السنين، قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وقبل نزول الإسلام، هو عراق واحد، وشعبه واحد عانقوا بعضكم بدل أن توجهوا الرصاص لصدور بعضكم، إن من يحرضكم على قتل العراقي هو الدخيل الأجنبي، وهذه من فقرة من مستلزمات الاحتلال وإحدى نتائجه المأساوية.

شاهدت بنفسي أفلاماً مذهلة عن تفجير جوامع، ونسف كنائس، وتفجيرات لمواكب حسينية، والضحايا هم دائماً من صنف واحد، هم عراقيون، نعم هكذا دائماً، الجهة الاجنبية تستأجر عراقي ليقتل عراقي، يا للأسف، وهذه المهمة لم تتوقف منذ عشرة سنوات. كل من يقتل عراقياً له جائزة، تدفع بالدولار أو التومان أو الشيكل.

ومن جهة أخرى، العراق اليوم ملعب للتنافس وإبراز العضلات، والغيوم الثقال تجتاح المنطقة والمقبلات من الأيام ستفرز واقعاً جديداً، وهذا الواقع يسر البعض ويغيض البعض، والمغتاض لا يقبل بنتائج الجولة التاريخية فيلجأ للأغتيال، وهذا هو ديدنه منذ بعيد الزمان، ألم يبشروا بالحرائق وبالزلازل والبراكين، ألم يتحدثوا عن خلايا نائمة، أقوالهم وتصريحاتهم وسيمائهم تدل عليهم.

هذا هو جذر المسألة وتفرعاتها، وفي البحث عن التفاصيل والهوامش تضيع القضية الرئيسية. أبحث وركز في جذر الأمر، ستجد القاتل متلبساً والدماء تقطر من يديه.

ولكن الأسلحة الخفية قد تخلق اضطراباً، وقد تقود إلى بلبلة في بادئ الأمر ومطلعه، أما اليوم وبعد أن دفع الشعب كماً خرافياً من الخسائر، فالمكتوب اليوم يقرأ من عنوانه. ولا شيئ يضع هباء، الحياة تعلمنا أن كل فعل خير أو شر له جزاؤه، في الدنيا قبل الآخرة.

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا المقال جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى القنوات بتاريخ 28 / نوفمبر / 2012




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإحتلال الأمريكي، المقاومة، التدخل الاجنبي، العنف،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، فتحي العابد، سامح لطف الله، عراق المطيري، وائل بنجدو، د - الضاوي خوالدية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، محمد الياسين، سيد السباعي، فوزي مسعود ، صلاح المختار، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، رضا الدبّابي، محمد العيادي، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، تونسي، حسن الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، أحمد الحباسي، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، منجي باكير، محرر "بوابتي"، رافد العزاوي، عمر غازي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، محمد شمام ، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، نادية سعد، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، د- محمد رحال، أشرف إبراهيم حجاج، علي عبد العال، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، مجدى داود، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، مراد قميزة، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة