البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

وتتوالى الإهانات

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4135


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ تولي الرئيس المخلوع مقاليد الحكم في البلاد مع بداية ثمانينات القرن الماضي، تجرأ بعض مواطني دول العالم، خاصة الخليجية منها، على انتهاك كرامة المواطن المصري، بعدما كانوا يحترمونه ويوقرونه ولا يتجرؤون على إهانته، أو المساس بكرامته، أثناء عهدي عبدالناصر والسادات، وذلك لأنهم يعلمون أن الأنظمة الحاكمة كانت قوية، وخليفتهما شخصيته ضعيفة، ويستخف بعقول مواطنيه، ولا يتدخل لحماية حقوقهم المنتهكة في بلاد المشرق والمغرب، لأنه لا يبحث إلا عن مصلحته الشخصية، ولا تهمه مصالح المواطنين لا من قريب أو من بعيد.

طالبت في مقال سابق، بإعادة تأهيل موظفي وزارة الخارجية، الملحقين بالسفارات والقنصليات في بلاد المهجر، لما رأيت منهم من أخطاء فاحشة، تنم عن عدم وعيهم بمهام وظائفهم، وهذا يتضح من طريقة تعاملهم مع المراجعين، حتى إن كثيراً من المغتربين عندما تحدث معهم مشكلة لا يلجؤون إليهم لحلها، لأنهم يعلمون أن وجودهم كعدمه.

عملت في إحدى الدول الخليجية، فترة ليست بالقصيرة، وشاهدت بعض المشاكل التي حدثت مع مواطنين مصريين، ولجؤوا إلى سفارتهم، ظناً منهم بأنها مفتوحة لخدمتهم وحل مشاكلهم، إلا أنهم لم يجدوا فيها من ينصرهم، وكأن الملحقيات الدبلوماسية العاملة بالخارج ذهبت لمجاملة حكام الدول، وليس معالجة مشاكل مواطنيها.

على النقيض من ذلك، ما يحدث مع مواطني الدول الأخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر، الهند والصين وباكستان وبنغلاديش والفلبين، فضلاً عن أميركا والدول الأوروبية، عندما كانت تحدث مشكلة لأحد مواطنيها، تكشر الملحقية عن أنيابها لنجدته بكل ما أوتيت من قوة، ولا يغمض لها جفن، ولا يستريح لها بال، إلا إذا حلت مشكلته، حتى لو وصل بها الأمر إلى التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية.

قلت وما زلت أكرر، إننا نرحب بتوطيد العلاقات مع كل دول العالم، ولكن شريطة ألا تكون على حساب كرامتنا وكبريائنا، وأن تكون من أجل المصالح المتبادلة والعمل على الرقي بنا، لأننا لسنا بأرخص ولا أدنى من مواطني الدول الأخرى.
تكررت مشاكل المصريين العاملين بالخارج، دون تدخل يذكر من وزارة الخارجية أو موظفيها العاملين بالخارج، إلا إذا تحولت القضية إلى قضية رأي عام، أو كان المعتدى عليه منتسباً لأحد الأحزاب السياسية أو الجمعيات الحقوقية، فتتدخل ولكن على استحياء، ذراً للرماد في العيون، وخوفاً من تشويه العلاقة مع الدول المضيفة.

لم يمر شهر إلا وتطالعنا وسائل الإعلام الأجنبية عن مقتل أحد جنودنا الأبرار على الحدود مع فلسطين المحتلة، ولم نسمع أو نر أي تدخل لرأس النظام المخلوع أو وزير دفاعه، لمنع هذه الظاهرة الخطيرة، التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوقنا في حماية حدودنا مع الدول المجاورة، وكأن دماء أبنائنا على الحدود رخيصة بالنسبة لهم، وليس لها أي ثمن يذكر.

وليس ببعيدٍ عنا قضية نجلاء وفا، المحكوم عليها بالسعودية بالحبس لمدة خمس سنوات، وخمسمائة جلدة، دون ذنب ارتكبته أو جريمة فعلتها، إلا مجاملة لإحدى الأميرات، دون تدخل ملموس للخارجية لنجدتها ورفع الظلم عنها، ولم تتدخل إلا على استحياء، بعدما تداولت قضيتها الصحف العالمية، خوفاً من إغضاب النظام السعودي، وكأن توطيد العلاقات مع الأشقاء لا يأتي إلا بالحط من كرامتنا وإهدار كبريائنا.

وتتوالى إهانة المصريين في الداخل والخارج، وليس بجديدٍ علينا ما قام به أحد مواطني دولة الكويت من إهانة لأحد العاملين بمطار القاهرة، ويدعى هيثم عبدالرازق، عندما طلب منه إطفاء السيجارة أثناء صعوده درج الطائرة، فما كان منه إلا أن أوسعه سباً وقذفاً، ولم يقف به الأمر عند هذا الحد، بل إنه تجرأ وسب كل المصريين، رغم أنه مازال داخل الحدود المصرية، ومع ذلك تركته سلطات المطار يغادر البلاد دون أي مساءلة قانونية، وكأن شيئاً لم يحدث.

انتقدنا كثيراً النظام المخلوع، على إهداره كرامتنا، وجعلنا كاللقمة الطرية للآكلين، وعدم تدخله لحل أي مشكلة تقع مع المغتربين، حتى تجرأ عليهم القاصي والداني، إلى أن وصل الأمر بأحد أصدقائي من مواطني الخليج أن قالها لي صراحة: «إذا كان رئيسكم يهينكم، فماذا تنتظرون من الآخرين؟»، ولم أستطع الرد عليه، لأن كلامه صحيح، وليس فيه لبس.

انتهى عهد مبارك بحلوه ومره، وطويت صفحته السوداء، دون رجعة، وعلى نظامنا المنتخب أن يعيد لنا كرامتنا المسلوبة في الداخل والخارج، ويعلي من شأننا، لأننا خلقنا أحراراً، ولم نخلق عبيداً، لكي يتطاول علينا زبانية الأرض، وتتكالب علينا الأمم من كل حدبٍ وصوب.

محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، محمد مرسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، د. عبد الآله المالكي، فهمي شراب، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، الناصر الرقيق، محمد الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، منجي باكير، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، محمد العيادي، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، أبو سمية، إيمى الأشقر، محمود سلطان، عمر غازي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، د- جابر قميحة، أنس الشابي، أ.د. مصطفى رجب، رضا الدبّابي، سامح لطف الله، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، كريم فارق، علي عبد العال، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، صالح النعامي ، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، عبد الله الفقير، صلاح المختار، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، علي الكاش، عمار غيلوفي، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، عواطف منصور، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، أحمد النعيمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة