البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العراق بين الحجر والرحى

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4069


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل أيام كان رئيس الأركان الأمريكي كان في بغداد، وقلنا أن رؤساء الأركان لا يجرون مفاوضات سياسية، بل يضعون الخطط الموضوعة موضع التطبيق والتنفيذ، ومن هنا، فمهمة رئيس الأركان أن يقيم ما بين يديه من قوى، ويزجها في مهمة/ واجب/عملية، وهي في الغالب ليست سياسية، فهناك شخصيات سياسية، كأن يكون وزير الخارجية، أو وكيل الوزارة، أو السفير من أجل المحادثات والأهداف السياسية .

هناك وراء الاكمة ما ورائها، والمنطقة بأسرها في لجة تحولات، تحيط بها العواصف والأعاصير. هناك ازمة حكم في العراق رغم الاتفاق والتوافق بين أطراف الاحتلال، والأزمة ليست بسيطة، وبمجرد أن أنسحب الامريكان أختلف رفاق العملية السياسية، لأن لا رابط موضوعي يربطهم، الأمر الذي تسبب تدخل الأمريكان مباشرة وعلى أعلى المستويات، وتوافقاً إيرانيا / أمريكاً أوقف التدهور ولكن إلى حين، فما زال فتيل الأزمة مشتعلاً، وسيبقى مشتعلاً وينذر بشر مستطير طالما أن البلاد محتلة، والاحتلال لا يحسب بعدد الجنود، بل غياب الارادة الوطنية وارتهان القرار السياسي.

الأمريكان لم ينسحبوا من العراق، فالاتفاقية الامريكية ــ العراقية تتيح لهم استخدام الأراضي والأجزاء والمياه العراقية ساعة ما يريدون ذلك، ودون إبداء الأسباب الوجيهة، وليس من المهم أن يقبل الطرف العراقي أو يقتنع أو لا، وهي اتفاقية صيغت بدقة، والمؤشرات تشير إلى أن هناك حفلة أمريكية، جانب منها ينطوي على محور جهد ثانوي للتمويه والتضليل، ولكن هناك محور جهد رئيسي وإليه ستتجه المؤامرة، بفؤوسها وحرابها.

في الجارة الغربية سوريا حريق، والنظام أربعة عقود ونيف من المتاجرة بشعارات العروبة، والممانعة، يرفع شعار : علي وعلى أعدائي يا رب. وموقف العراق والضامنين لمواقف العراق لهم رأي وموقف، وربما يد فيما يجري، وبعضهم يتدخل والآخر ينصح بالتريث.

على المسرح الإيراني وحواليه وكواليسه تدور عمليات خفية، ولكنها على درجة كبيرة من الخطورة. فبالأمس فقط أقرت إسرائيل أنها قصفت المشروع النووي السوري في بداياته، ربما لكي توحي أنها لا تسمح لقوى نووية أخرى في المنطقة، وتلك إشارة مهمة. والتحالف الإيراني ــ الامريكي لا يزال قائماً، رغم خروج الإيرانيين عن النص أحياناً، ولكنه إلى الآن يبدو محتملاً ومفيداً.

جوهر الأزمة أن نفهم ماذا يريد الأمريكان من العراق. ... بل ماذا يريد الإيرانيون ...؟ في هذه المرحلة تحديداً أو في المستقبل القريب ؟

صرح أحد الضالعين بالأمور في بغداد، أن سقوط النظام السوري (ويرجح سقوطه قريباً) يعني أن المعركة ستكون على أبواب بغداد، مصادر إيرانية صرحت أن نظام الملالي اقترح على الحكومة العراقية أن يتولى أمر العراق بشكل كامل إذا ما سقط نظام بشار في سوريا.

وأخيراً وليس آخراً/ جاءت تصريحات علي لاريجاني، المدهشة بصراحتها ووقاحتها تعني الكثير وتحتمل الأكثر. فهو ليس بملا جاهل ما يقول، ولا هو شاب استهوته السياسة، بل هو عارف لما يقول، فقد أشتغل مفاوضاً للأوربيين في الملف النووي، فهو يعلم الكلام المسؤول وقيمته، والفرق بين تصريحات للخداع وصرف الأنظار في إعلام السياسة، ولا شك أن هذا التصريح يعبر عن نظرة إيران للثورة السورية من جهة، ولكنه يعكس رؤية قيادة إيران للحلفاء ودورهم، كشريك للألعاب الدائرة، وتلك التي تحاك في الخفاء. ثم أن احتلال الكويت مسألة لم تكن واردة في الحسابات، ولكن هذا الطرح يعني أن إيران تحلم بإمبراطورية، يلعب فيها السذج دور الحطب للفرن الإيراني، كعناصر الارتكاز في سورية ولبنان، وفي مناطق أخرى كاليمن والبحرين، أوراق في خدمة النظام الفارسي لا أكثر ولا أقل.

لا علاقة للأمر بالدين ولا قيد انملة واحدة بالمشروع الإيراني، فالمسألة بقضها وقضيضها لعبة مصالح، وإيران بهذه الدرجة المعينة فقرة أو أداة مفيدة للغاية للأمريكان والإسرائيليين، هذا نظام يحارب مثلهم في الساحة العربية والإسلامية . وهذا جيد ومفيد بقدر معين ومحدد، ولكن لا أكثر وبدون تمادي، بيد أن إيران الملالي تريد أن تلعب دور الدول العظمى، ربما لم يستوعبوا درس الشاه جيداً حين توهم وطالب بدور أكثر من عنصر مساعد، وأراد أن يرتقي لدور الشريك، وإيران لا تملك من مستلزمات اللعبة سوى ما لديها من برامج نووية تريد أن تبتز بها وتكسب سياسياً، ولا تملك في ذلك سوى التمويه والتآمر والاغتيالات، وبناء خلايا سرية، وتسلل بوسائل الغش وما إلى ذلك من ألعاب المخابرات، وهو خيار متعب.

والعراق العظيم الطويل العريض، صار ملعباً بأيدي هؤلاء .... ولعبة يتجاذبها اللاعبون، وحلاوة وجائزة الفائز هي تعطيل العراق، الأمريكان يريدون ذلك، والإيرانيون يتوقون إليه، والإسرائيليون يتمنوه، أما لمن ساهم بهذا الدور من أبناء جلدتنا على هذا المسرح، ماذا نقول لهم .. سوى أن نستعين بأبيات أبو الطيب المتنبي.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين العظيم صغارها وتصغر في العظيم العظائم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال جزء من ندوة تلفازية على إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 29 / آب / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، الجلاء من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، تونسي، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، رافد العزاوي، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، فتحي الزغل، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، عراق المطيري، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، عبد الله الفقير، أبو سمية، محمد شمام ، محمد يحي، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، الهيثم زعفان، رافع القارصي، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، محمد الياسين، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، علي الكاش، نادية سعد، محمود طرشوبي، سليمان أحمد أبو ستة، رشيد السيد أحمد، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، أحمد النعيمي، سيد السباعي، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، وائل بنجدو، ياسين أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، صلاح الحريري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة