البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس وحرمة الدم

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - غزة    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4816 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تحكمُ حركةَ المقاومة الإسلامية "حماس" مفاهيمٌ ربانية، وقيمٌ دينية، وأحكامٌ شرعية، وضوابطٌ وطنية وأخلاقية، ومناقبٌ فصائلية، لا يمكنها تجاوزها، ولا تستطيع خرقها، أو القفز عليها، مهما كانت الأسباب، وأياً كانت الدوافع، فلا أهداف تغويها، ولا مطامع تعميها، ولا مكاسب تدفعها لارتكاب المحرم دينياً ووطنياً، إذ لا قيمة لأي مكسب إن كان من حرام، ولا بركة في أي عملٍ إن كان يقوم على ظلمٍ وبغيٍ وعدوان، ولا صحة لديها لغاياتٍ تبرر الوسائل، وتحلل المحرم، وتجوز الممنوع، وتسمح بالخطأ وارتكاب الجريمة، والإساءة إلى الآخر، ويلتزم شيوخها وحكماؤها الضوابط والأصول، ويعرفون حِكَمَ الزمانِ وعِبَرَ التاريخ، ومصائر البشر ومصارع الشعوب عندما تطغى قيادتها، ويبطش حكامها، وينشغلون في أنفسهم عن غيرهم، ويلتفتون إلى مصالحهم دون شعبهم.

تدرك حركة حماس حرمة الدم المسلم عند الله سبحانه وتعالى، وفداحة الجرم الذي يرتكبه الإنسان بقتل أخيه الإنسان وحرمانه من الحياة، وحرمان أسرته وذويه وأطفاله من معيلهم وراعي شؤونهم، ويعرف قادتها أنهم مسؤولون عن جزءٍ كبيرٍ من هذا الشعب، وأنهم بحكم مسؤوليتهم وموقعهم مسؤولين عن الجزء الآخر من شعبهم، من خلال إدارتهم للمسار السياسي ونهج المقاومة، ومن خلال علاقاتهم البينية وتلك التي تربطهم مع القوى والفصائل الأخرى، الحاكمة مثلها أو تلك التي تشاركها شرف المقاومة والقتال، مما يشغلهم في البحث عن كل السبل الممكنة الكفيلة بحفظ حياة الفلسطينيين، وحقن دمائهم، وصيانة حقوقهم، وتحسين شأنهم، وتطوير سبل عيشهم، بما يكفل لهم العزة والكرامة، والعيش الهانئ الكريم، في ظل رايةٍ ساميةٍ من العدل، ومظلةٍ ورافةٍ من الأمن والسلامة والأمان.

لا مكان لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لعابثٍ في الدماء الفلسطينية والعربية، أياً كانت صفته وهويته، ومهما كانت نواياه وأهدافه، فلا وطنية تبيح الدم، ولا مقاومة تجيز القتل، ولا عقباتٌ تُذللُ بالاعتداء، ولا تبرير للغايات بظلمٍ وباطل، ولا مكانٍ لنيةٍ صافيةٍ ممزوجةٍ بالدم، ولا لغاياتٍ مشروعة تشق طريقها بين أرواح الخلق، ولا دماء تراق بغير وجه حقٍ قصاصاً أو عقوبةً متفق عليها وفق الأصول والأحكام إعمالاً للحق، وتطبيقاً للقوانين، عقاباً للمخالفين وإنصافاً للمظلومين، تطميناً للمواطنين وزجراً للمتربصين، فلا دم يهرق إلا لعدوٍ يحتل أرضنا، ويغتصب حقوقنا، ويدنس مقدساتنا، ويهدد حياة مواطنينا، ويغتال الحياة من مستقبل أطفالنا، وينهب خيرات بلادنا، ويسرق قوت أبنائنا، ولا يهمه غير قتلنا وحرماننا من العيش والحياة، فقتله هو المشروع، وقتاله هو المباح.

في حركة حماس لا موقع لمستهترٍ بحقوق الناس وأقدارهم وأقواتهم، غير عابئٍ بمصالح الخلق، وغير مهتمٍ بحاجات الناس، فلا حاجاتٍ خاصة تميز، ولا مصالح حزبية تفضل، ولا حساباتٍ ضيقة تقدم، ولا مكان لمغامرٍ بحياة المواطنين، ومخربٍ لعلاقاتهم، ومفسدٍ لمصالحهم، ومعطلٍ لأعمالهم، ولا تقدير لأي عملٍ قد يجر إلى ضررٍ أكبر ومفسدةٍ أشمل، تلحق الضرر والأذى بالناس كافة، ولا شئ أعظم اليوم في غزة من لقمة العيش وحبة الدواء ومستلزمات العيش والعمل، وهذه كلها تصل إلى القطاع من أنفاقه التي تربطه كشرايين الحياة مع مصر، فلا مصلحة لوطنيٍ بإغلاقها وحرمان الناس منها، اللهم إلا إذا كان مفسداً، يتعمد إلحاق الضرر بالشعب، ويهمه الإضرار بمصالح المواطنين، والوقيعة بينهم، وتفكيك الروابط الدينية والقومية التي تربط بين الشعبين المصري والفلسطيني.

حماسٌ الحركةُ التي عرفتم وعشتم أيامها الماجدات ومقاومتها العظيمة، وسيرتها الجهادية العبقة، لا تظلم ولا تطغى ولا تبطر ولا تعتدي، ولا تسفك دماً حراماً ولا تهدر حقاً مصوناً، تقدس دم أبناء شعبها، وتحرص على صيانته وحمايته، وتقدس بذات القدر دماء العرب والمسلمين جميعاً، وغيرهم ممن لا عداء معهم، ولا اعتداء منهم، والدماء المصرية التي سفكت كثيراً على أرض فلسطين المباركة، وروت ثراها بالعزيز من دماء أبنائها، لهي الأغلى والأعز، والأثمن والأسمى، نقدرها ونصونها ونخشى عليها وندافع عنها، حرمتها من حرمة دمائنا، وقداستها من طهر دم شهدائنا، مجرمٌ من يسفكها، وكافرٌ من يستبيحها، وخائنٌ من يفرط فيها ويتآمر عليها.

هذه هي مفاهيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأصيلة وثوابتها الوطنية تجاه الدم العربي والفلسطيني وحرمته، فمن رأى غير ذلك وخلافاً لما سبق، فليرفع صوته ناصحاً أميناً أو محذراً خائفاً، فأبواب الحركة مشرعة، وآذان قادتها صاغية، وقلوب حكمائها رحبة، ولديها من الحكمة ما يجعلها تسمع وتنصت، وتراجع وتنتقد، وتصوب وتقوم، وتتأسف وتعتذر، فهي أمينةٌ على شعبها، ووفيةٌ لأهلها، ومخلصةٌ لربها ودينها، تخافه وتتقيه، وتخشى يوم القيامة سؤاله وحسابه والعرض عليه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، قطاع غزة، حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، حاتم الصولي، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، كريم السليتي، صفاء العراقي، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، فتحي الزغل، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، طلال قسومي، منجي باكير، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، عمار غيلوفي، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، د - شاكر الحوكي ، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، مصطفي زهران، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، سلام الشماع، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، محمود سلطان، إيمى الأشقر، أحمد النعيمي، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، تونسي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، أحمد بوادي، سيد السباعي، فهمي شراب، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، أشرف إبراهيم حجاج، يحيي البوليني، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، حسن الطرابلسي، صالح النعامي ، نادية سعد، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة