البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(266) المسكوت عنه وراء الضباب الإعلامى حول مقتل بن لادن

كاتب المقال د - أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5745


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سؤل الصحفى الروسى " مكسيم شيشينكو" : لماذا كان الشباب الأمريكى يحتفل خارج البيت الأبيض وعبر كل الولايات المتحدة باغتيال "بن لادن" بعد أن أعلن " أوباما" خبر موته ؟، أجاب "شيشينكو" : " الأمريكيون يحتفلون بأى شيئ. يحتفلون إذا فاز فريق البيسيبول، ويحتفلون بالزواج الملكى فى بريطانيا، ويبتهجون إذا رأوا العلم الأمريكى، وينتحبون إذا مات أحد نجوم البوب أو أى نجم تليفزيونى. والفرح والدموع شيئان يمكن التلاعب بهما بدرجة كبيرة. إنه مجتمع شمولى يحكمه الإعلام بصورة قوية "، أى أنه مجتمع من خصائصه " أن يقيم مهرجانات انتخابية وأعراس نصر، واستفتاءات، وتسابق على صناديق الاقتراع يصل إلى درجة الاقتتال ـ وفيه إعلام فريد، ووحيد في عالم اليوم، كمُّا، وحجما، وشكلا، وأسلوبا، ومضمونا. وفيها يقول الزعيم فتصفق وتذعن الرعية......." ( شمولية، الويكيبيديا، ar.wikipedia.org/wiki/ شمولية_سياسة).

يقول "شيشينكو" أيضا : " المضحك هنا هو أن الأمريكيين لا يفهمون أن "بن لادن " كان مجرد صورة. وأنه أسطورة صنعها الأصوليون من الحزب الجمهورى عبر العالم. وجاء "أوباما" اليوم وحطم هذه الأسطورة لكى يعكس السيناريو الأمريكى ويعيد الجنود الأمريكيين من أفغانستان. ومع موت "بن لادن" لا تحتاج الولايات المتحدة إلى الحرب فى أفغانستان. إننى متأكد أن اللوبى الجمهورى سيضع الآن قائدا جديدا للقاعدة يختفى فى "طورابورا" أو ربما فى ليبيا، أو فى السودان، حتى يستمرون فى حروبهم الاستعمارية التى لا يبدو لها نهاية. هذه هى الحقيقة الأساسية : إن "روما " تحتاج إلى الحرب. ان السلام قد يؤدى إلى صراعات داخلية لا يمكن حلها بين الصفوات والجماعات الاجتماعية. هذه "الامبراطورية الرومانية" هى الولايات المتحدة اليوم ".

Maksim Shevchenko ، Is the Myth of Osama bin Laden Still Alive? www.marketoracle.co.uk/Article27947.html
وفى نفس السياق يقول " جار سميث " الكاتب والمؤسس المشارك لمنظمة "البيئيين ضد الحرب " والذى حصل على جوائز عدة فى التأليف : " إنه من المحزن أن نرى الإعلام وهو يظهر كيف تلقى الأمريكيون خبر مقتل "بن لادن"، ونرى الحشود الصاخبة تصرخ مبتهجة خارج البيت الأبيض، وعند مسجد قرطبة أو "جراوند زيرو" فى نيويورك USA…USA… ، فرحة بقتل رجل غير مسلح بدم بارد فى إحدى ضواحى باكستان، كأنما كسبت شوطا فى لعبة كراكيت، فى هجوم نفذته – كما يقولون - قوة بحرية ذات تدريب عال استخدمت قذائف عالية النيران، وقتل فيه العديد من النساء، والعديد من الأطفال كانوا بداخل هذا الموقع .... لقد أوضحت هذه التظاهرات الصاخبة للعالم كله أى شعب نحن ؟ وماهى القيم التى نتبناها حقيقة ؟ ".
وفى مقالته بعنوان : " ابتهاج أمريكا بالقتل يحدد من نحن كشعب، حاول " جار سميث" أن يقف على ما أسماه بالقصص التى سعد البيت الأبيض باختفائها وراء ضباب أنباء الإعلام بمقتل "بن لادن" على النحو التالى :

أولا : تغطية جريمة حرب أخرى بسبب إهانة القرآن الكريم
فى الحادى عشر من شهر أبريل الماضى ظهر شريط فيديو يُظهر الجنود الأمريكيين وهم يطلقون النار على سجناء غير مسلحين إثر حالة من الشغب أثاروها فى أحد معسكرات الاحتجاز الأمريكية بالعراق. حدثت هذه الواقعة فى شهر فبراير من عام 2005 فى معسكر "بوكا". استخدم الجنود الأمريكيون القوة المفرطة مع السجناء. ( وطبقا لتقارير البنتاجون فإن الجيش الأمريكى احتجز ما يقرب من عشرين ألف عراقى فى عام 2008، سبعة عشر ألفا منهم احتجزوا فى معسكر "بوكا" بالقرب من البصرة جنوب العراق، وثلاثة آلاف فى معسكر " كروبر " فى بغداد ).

حاول البنتاجون فى تقريره أن يغطى على إراقة الدماء هذه بقوله " أن الشغب قد حدث بعد تمرد السجناء إثر قيام القوات الأمريكية بالبحث عن مواد محظورة. لكن اتحاد منظمات الحريات المدنية الأمريكية كشف مؤخرا أن الشرارة التى تسببت فى حالة الشغب بالمعسكر كانت إهانة الجنود الأمريكيين لإحدى نسخ القرآن الكريم. أسفرت المواجهة بين الجنود الأمريكيين والسجناء عن قتل أربعة من السجناء وإصابة خمسة منهم.

ظهر فى شريط الفيديو المذكور تجمع الجنود الأمريكيين المسلحين تسليحا ثقيلا فى طريق بين معسكرين، وهم يطلقون الرصاص الحى على السجناء المحاصرين فى أماكن احتجاز خشبية وراء أسوارعالية ذات سلاسل حديدية، كما ظهر فى الشريط أيضا بعض الجنود وهم يقذفون القنابل اليدوية على السجناء. كان الجنود يهاجمون السجناء، وهم يتضاحكون و فى حالة استرخاء. كما شوهد أيضا أحد الضباط وهو يقول لجنوده : أن السجناء ليسوا مسلحين بأكثر من كرات قذرة، لكنه لم يفعل شيئا لإيقافهم عن مواصلة إطلاق النار على السجناء.
والواضح هنا أن النشوة بمقتل "بن لادن" جعلت الإعلام يغمض عينيه عن الفضيحة التى كشفها هذا الشريط.

ثانيا : التغطية على محاولة اغتيال القذافى
فى الأول من شهر مايو الحالى ضربت قوات حلف الناتو مقر قيادة القذافى بالقنابل فى طرابلس. أدان المتحدث بإسم الحكومة الليبية الهجوم. كما وجه رئيس الوزراء الروسى "فلاديمير بوتن" اتهاما للغرب بالتآمر لقتل القذافى. أنكر "روبرت جيتس" وزير الدفاع الأمريكى الاتهام قائلا إن مكاتب القذافى هدف مشروع للهجوم " وقال أيضا :" نحن لا نستهدف القذافى بصورة خاصة، لكننا نعتبر أن مراكز القيادة والسيطرة أهداف مشروعة يحق لنا أن نضربها أينما نجدها ". يعلق "جارى سميث " على ذلك قائلا :" إن الأهداف المشروعة لقوات الناتو هى الدفاعات الجوية للقوات الليبية، ومستودعات الإمداد، والقوات البرية... لكن مهمة هذه القوات امتدت لتشمل الغارات الجوية على مركز قيادة القذافى والتليفزيون الرسمى الليبى. إن هذا لا يتطابق بوضوح مع مهمة حماية المدنيين. وبعد ثلاثة أيام أسقط الناتو قذائفه على منزل أحد أبناء القذافى، فقتل سيف العرب القذافى وثلاثة من أطفاله. وكان القذافى نفسه فى المبنى فى زيارة عائلية مع زوجته. كان القذافى الأب هو الهدف الفعلى من الهجوم، والسؤال هنا أنه كيف يمكن أن نعتبر فيلا من طابق واحد فى منطقة سكنية فى طرابلس مركز قيادة وسيطرة ؟.

يقول " جار سميث " :" إن أحد أسباب الكراهية التى تحظى بها الولايات المتحدة من مختلف بلدان العالم هو أن لواشنطن تاريخا طويلا من الاغتيالات السياسية. الشيئ الجديد الذى صاحب الهجوم على ليبيا هو أن عمليات الاغتيال الأمريكية لم تعد سرية بل أصبحت علنية. فى ديسمبر عام 1974 كشف الصحفى "سيمور هيرش" بعد تنقيب دقيق لـ" النيويورك تايمز " عما هو مخبأ فى القبو الأمريكى الذى أسماه "جواهر العائلة " الثمينة، وهى مجموعة نفيسة من الاغتيالات السرية التى أجرتها وكالة المخابرات المركزية عبر عدة عقود شملت شخصيات ذات مكانة سياسية رفيعة مثل " باتريس لومومبا" فى الكونغو، و"رافائيل تروجيللو" فى جمهورية الدومينيكان، والأخوان "دايم" فى فيتنام، والجنرال " رينى شنايدر" فى شيلى. وفى عهد الرئيس "كينيدى" كانت هناك عدة محاولات عدة لاغتيال الزعيم الكوبى "فيدل كاسترو". ومن هنا التقت المخابرات المركزية الأمريكية والمافيا على خط واحد.

فى عام 1976 ظهرت تفاصيل استماع مجلس الشيوخ للجنة الكنيسة. أصدر الرئيس "جيرالد فورد" الأمر التنفيذى رقم 11905 الذى ينهى فيه خطط اغتيال الولايات المتحدة للقادة الأجانب. وفى عام 1981 أصدر الرئيس "ريجان" الأمر التنفيذى رقم 12333لتحريك الحظر على ماهو محظور. فأصدر فى عام 1986 أمرا بشن غارات جوية على خيمة القذافى فى ليبيا، مما يعتبر فى حد ذاته عملا إرهابيا. لم يصب القذافى فى هذه الغارة، ولكن القنابل الأمريكية قتلت ابنته المتبناة وأربعين طفلا آخرين.

وبعد عامين من الهجوم على القذافى بناء على أوامر " ريجان " أعاد "جورج بوش الأب " تفسير قانون الحظر على الاغتيالات، وأعاد تسييسه من أجل القضاء على زعيم بنما والعميل السابق للمخابرات المركزية " مانويل نورييجا". وبمقتضى إعادة تفسير قانون الحظر هذا فإنه لا يعتبر انتهاكا للأمر المذكور إذا قُتل القائد الأجنبى فى عملية عسكرية غير مقصودة. ولما جاء دور " جورج بوش الإبن " قام بعقلنة مسألة قتل الزعماء الأجانب. اعتبر محامو البيت الأبيض أن الاستهداف المباشر لاغتيال " صدام حسين" عمل مشروع على الرغم من القواعد التى تمنع ذلك وفق اتفاقية جنيف. وعلى الرغم من الحظر الرئاسى المفروض على اغتيال القادة الأجانب، اختار محامو "بوش" الاعتماد على تفسير قانون حقوق الإنسان الدولى الذى يسمح باستهداف القادة العسكريين فى وقت الحرب. لكنه طبقا لهذه القاعدة فإنه إذا كان "صدام حسين" قد استسلم مقابل إنهاء العمليات العسكرية، فإن قتله يكون غير مشروع. وهذا يفسر لنا لماذا رفض البيت الأبيض التفاوض مع " صدام حسين "، ولماذا تجاهل " أوباما " عروض "القذافى" المتكررة لوقف إطلاق النار والتصالح لوضع حد للصراع القائم فى ليبيا.

حينما أعلن الرئيس"جيرالد فورد" الحظر على اغتيال رؤساء الدول، كان يخشى فى الواقع من أن استمرار الولايات المتحدة فى سياسة الاغتيالات قد يؤدى إلى هجمات انتقامية ضد الرؤساء الأمريكيين أنفسهم. بمعنى أن هذا الخرق الوحشى من قبل حلف الناتو للقانون الدولى سيفتح الطريق نحو ردود فعل مضادة لهذه الاغتيالات. وطبقا لاتفاقية جنيف يجب على الجيوش المتحاربة أن تبذل كل الجهود الممكنة للعمل على التقليل من الخسائر بين المدنيين وهى تسعى لتحقيق نصر عسكرى. لكن محاولة اغتيال " القذافى" التى ترتب عليها قتل عدد من مستخدميه والمارة الأبرياء، وتدمير المنازل وقتل الأطفال، وضعت معايير خطيرة جديدة. أول هذه المعايير أن على الرئيس الأمريكى الحالى، وقادة تحالف الناتو أن يعتبروا أنفسهم أهدافا مشروعة لهجمات انتقامية مشابهة من قبل قوى أجنبية أو عملاء مخابرات أجنبية أو ممن يتعاطفون معها. على "أوباما" أن يعتبر نفسه وزوجته"ميشيل" و ابنتيه "ساشا" و"ماليا" أهدافا مشروعة للقتل. إن تطبيق التعريف المتغير لقضية اغتيال الرؤساء المبرر يعنى أيضا أن " 10 داوننج ستريت " وهى المكان الذى يسكن فيه رئيس الوزراء البريطانى و" قصر الإليزيه " مركز قيادة الرئيس الفرنسى هدفان مشروعان للقتل.
ومن زاوية أخرى تطرح اعتداءات الناتو على المواقع الليبية إشكالات قانونية منها : هل يمكن محاسبة الناتو وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاك القانون الدولى.

ثالثا : تغطية المؤامرة السرية الفرنسية البريطانية الأمريكية ضد ليبيا وهى ( عملية جنوب ميسترال ) أو ( الرياح الشمالية) الوهمية التى تحولت إلى عملية (فجر الأوديسه) (1)
القليلون هم الذين يعرفون حقيقة التدريبات العسكرية المعروفة بـ (جنوب ميسترال أو الرياح الشمالية ). خَطَط استراتيجيون وقوات من هذه الدول الثلاث للعبة حرب وهمية، وهى عبارة عن هجوم مشترك على بلد غير معروف أسموه " أرض الجنوب ". لم تكن هذه التدريبات العسكرية فى الحقيقة سوى تخطيط للهجوم على ليبيا. وضعت خرائط هذه الحرب فى الثانى من نوفمبر عام 2010 أى قبل عدة أشهر من عملية "فجر الأوديسه "، وهذا يعنى أن هذه العملية ليست استجابة للانتفاضة المدنية التلقائية ضد القذافى، إنما كانت خطة معدة من قبل ذلك. يقول " مايكل شوسودوفسكى" مدير منظمة الإعلام الكندية بعد أن راجع وثائق الخطة فى الموقع العسكرى الفرنسى على شبكة الانترنت :" إن الحرب على ليبيا وحتى التمرد المسلح الذى جرى فيها قد خطط لهما منذ عدة شهور قبل أن تظهر حركات الانتفاضة الشعبية العربية. إن عمليات عسكرية بهذا الحجم لا يمكن أن تكون مرتجلة "، وفى الثالث والعشرين من أبريل عام 2011 كتب " شوسودوفسكى" :" فرضوا علينا الاعتقاد بأن حركات الاحتجاج فى مصر وتونس امتدت إلى ليبيا، وأن التمرد فى ليبيا كان استجابة تلقائية للانتفاضات المؤيدة للديموقراطية التى اكتسحت العالم العربى، كما فرضوا علينا الاعتقاد بأن استجابة المجتمع الدولى لهذه الثورات الشعبية كان بغرض حماية المدنيين، وفرضوا علينا بالتالى قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1973 الذى يقضى بتدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو فى ليبيا لحظر الطيران فى السماء الليبية. لكن الحقيقة هى أن العمل العسكرى ضد ليبيا كان على لوحة الرسم الغربية قبل أن يكون هناك أى دليل على احتمالات قيام انتفاضة مؤيدة للديموقراطية فى شرق ليبيا..... وإذا عدنا إلى سيناريو خطة " جنوب ميسترال" السرية أو "لعبة الحرب " 2011 نجده على النحو التالى : " عمليات جوية "ذات غرض إنسانى" تنفذ بمقتضى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 3003. كان من المفروض أن تبدأ لعبة الحرب فى الحادى والعشرين من مارس 2011. لكن الذى حدث أن هذه القوات المتجمعة بدأت هجومها على ليبيا فى التاسع عشر من مارس أى قبل يومين من التاريخ المجدول فى لعبة الحرب المتخيلة. وتوضح وثائق "جنوب الميسترال" أن السيناريو كان يشتمل على إرسال ست من وحدات التورنادو الجوية GR4S وناقلة فيكرز VC-10 وطائرة بوينج E3D مع طائرات ميراج 200DS-2000NS-2000CS العاملة مع أسطول يتكون من ثلاثين طائرة مع طائرات هيلوكوبتر، وناقلات بوينج، وطائرات رادار ( أواكس ) وخلية عمليات انتشرت فى موقع نانسى الجوى BA33 . ووفق سيناريو لعبة الحرب هذه يصدر قرار مجلس الأمن 3003 بناء على اقتراح من فرنسا، وقد صدر بالفعل قرار مجلس الأمن فى عملية "فجر الأوديسة"برقم بناء على اقتراح من فرنسا وبريطانيا.

لفتت عملية " جنوب ميسترال" الوهمية اهتمام عضو الكونجرس " دينيس كويسينتش" من أوهايو الذى كتب يقول :" إن التشابه بين عمليتى "ميسترال الجنوب" و "فجر الأوديسه" يطرح أسئلة عديدة تحتاج إلى إجابة خاصة فيما يتعلق بالهجوم على ليبيا.إننا لا نعرف كم من الوقت استغرق التخطيط لهذا الهجوم، ولكن على الكونجرس أن يسأل هذا السؤال ".

وفى التاسع والعشرين من شهر مارس 2011 قام "كويسينتش" بتمرير خطاب إلى الكونجرس يطالب بقطع تمويل الحرب على ليبيا، وتوجيه الانتباه إلى قصور المعلومات الشديد لدى الشعب ولدى الكونجرس عن هذه الحرب. كتب " كويسينتش" : " فى الليلة الماضية قال الرئيس إن العملية سوف تستغرق شهرا واحدا استجابة للموقف فى ليبيا. وفى هذه الفترة استشار الرئيس ثماني وعشرين دولة من دول حلف الناتو، واثنتين وعشرين دولة فى الجامعة العربية وخمس دول أعضاء فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجميعهم قبلوا القرار. فى هذه الفترة أيضا كان الوقت كافيا للتنسيق المكثف مع بريطانيا وفرنسا، وكان عند الرئيس الوقت الكافى لاستشارة المجتمع الدولى. بعد كل ذلك أيمكن أن نقول أنه لم يكن هناك وقت للرئيس لاستشارة الكونجرس؟. ليس هناك من شك فى ضرورة التزام الإدارة الأمريكية بالدستور وأن تحصل على موافقة الكونجرس قبل البدء فى شن حرب ما. لم تلتزم الإدارة بالمادة رقم واحد من القسم الثامن من الدستور وتحصل على موافقة الكونجرس. لكن الحقيقة هى أن شركائنا الأساسيين فى الحرب ضد ليبيا من البريطانيين والفرنسيين كانوا طبقا لما يقوله الموقع العسكرى الفرنسى على شبكة الإنترنت قد خططوا للعبة حربية وهمية معينة أصبحت الآن حقيقة.

فى الثانى من نوفمبر من عام 2010 وقعت بريطانيا وفرنسا معاهدة دفاع مشترك تقومان بمقتضاها بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تسمى " ميسترال الجنوب" يقومان فيها بشن غارات جوية بريطانية وفرنسية ضد "دكتاتور" لم يعلن اسمه، فى بلد وهمى يدعى " أرض الجنوب". وفى التاسع عشر من مارس عام 2011 التحقت الولايات المتحدة بفرنسا وبريطانيا فى شن الهجوم الجوى ضد القذافى عملا بقرار مجلس الأمن الدولى رقم 1973..... إن جدول هذه الحرب الذى كان عبارة عن تدريب عسكرى مخطط من قبل بريطانيا وفرنسا يطرح التساؤل حول دور الولايات المتحدة فى التخطيط لهذه الحرب.

إننا لا نعرف من هم الثوار الليبيون، ومن يمثلون من الشعب الليبى، ومن قام بتسليحهم، نحن لا نعرف، ولكن يجب على الكونجرس أن يعرف ذلك. إن مهمة الكونجرس أن يحمى الدستور ومؤسسات الشعب، وعليه أن يقطع التمويل عن الحرب على ليبيا. ان قطع هذا التمويل يلزم الرئيس باتباع الإجراءات الدستورية المطلوبة لخوض الحرب. ولو كان دور الكونجرس مساو لدور الإدارة فإن المادة الثانية التى وضعها المؤسسون الأوائل للكونجرس يعطى الأولوية للكونجرس، إلا إذا رفضنا نحن ذلك ".
هذا هو المسكوت عنه الذى غيبته الضجة الإعلامية الضبابية التى أحاطت بما يسمى "مقتل زعيم القاعدة والمطلوب رقم 1 للسلطات الأمريكية أسامة بن لادن ".

أخيرا يقول "جار سيك " : " نعود إلى سؤالنا الأساسى، من نحن كشعب ؟ هل نحن أمة تسير على خطى دستورها، أم نحن أمة تفتخر بقدرتها على غزو أى بلد يختاره قادتنا لإرسال أساطيل الصليب لتهاجم أمة ذات سيادة، ونقتل على الملأ قادة أجانب اختار قادتنا أن يقتلوهم ؟... هل نحن أمة تحتفل بقدرة البنتاجون على أن يحلق بطائرات بدون طيار من حجرة مراقبة آمنة، لتمطر بقذائف من نار جهنم على منازل فى قرية باكستانية... هل نحن أمة تبتهج لأن قوات الناتو تلقى قذائفها مستهدفة الطغاة وأبناءهم؟... هل نحن أمة تلوح بأعلامها فى وجه العالم معلنة أنها انتصرت حينما قتلت أعداء غير مسلحين بدم بارد، وتضرب بقذائفها رجالهم ونساءهم... حقا إننا أمة نلتزم بالقيم التى تصنع منا من نحن على وجه الحقيقة "
Gar Smith ،America’s Killing Sprees Define Who We Are As A People،
alexandravaliente.wordpress.com/.../americas-killing-sprees-define-who-we-are-as-a-people/
......................................................................................
(1) كل الدلائل تشير إلى أن الإسلام هو المستهدف من وراء كل ما يحدث فى بلاد المسلمين من مؤامرات واحتلال وغزو، ومحاولات للإستيلاء على مصادر ثروة المسلمين وتجريدهم من مصادر قوتهم وعلى رأسها عقيدتهم. ويخطئ من يتصور أن الغرب قد أزال من ذاكرته الهزائم التى منى بها على يد الفاتحين الأوائل وعلى يد الدولة العثمانية حتى قبل أن تحتضر. وللولايات المتحدة بصفة خاصة ثأر قديم مع ليبيا. لم تنس الولايات المتحدة استيلاء الليبيين على المدمرة "فيلاديلفيا " وأسر بحارتها، وتوقيعها على معاهدة طرابلس التى كانت المعاهدة الوحيدة التى كتبت كل بنودها باللغة التركية وليس باللغة الانجليزية، ولم تنس بالطبع المبالغ الباهظة التى كانت تدفعها للدولة العثمانية من أجل حماية سفنها من القراصنة. وقد نجح الأمريكيون الأوائل من إزالة قصة هذه الحرب من الذاكرة الأمريكية عبر جيل كامل، ولذلك سميت بالحرب الأمريكية المنسية.( انظر، حرب طرابلس، الموسوعة الحرة)

ويخطئ أيضا من يتصور أن أسماء العمليات العسكرية التى يشنها الغرب على بلاد المسلمين لا تحمل إشارات عقدية. فاختيار إسم " فجر الأوديسه" للهجوم عى ليبيا له دلالة عقدية لا تخفى على الناقد البصير. (الأوديسا) كلمة يونانية الجذر، تعني الرجل الغاضب، وهي أيضا مدينة أوكرانية، مازالت تتباهى بانتصارات اليهود المحدودة على كتائب الإمبراطورية العثمانية في معركة (القرم)، وتعد مدينة (أوديسا) من المعاقل الرئيسة ليهود الاشكناز.قد تكون التسمية محاولة لاسترداد المجد الروماني المفقود على ضفاف السواحل الليبية، أو لاستعادة ذكريات الاشتباكات، التي اشترك فيها يهود (أوديسا) في معاركهم ضد المسلمين. (لماذا سميت عملية فجر الأوديسا بهذا الإسم، عودة للتاريخ، www.egyig.com).
حتى أن مصطلح التدخل لأسباب إنسانية له متضمناته العقدية الواضحة أيضا ( انظر " أحمد إبراهيم خضر، ثورة ليبيا.. وهاجس الخوف من عودة الخلافة الإسلامية، العدد 1945 مجلة المجتمع الكويتية )
magmj.com/index.jsp?inc=5&id=6446&pid...85 )


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحروب الغربية على المسلمين، حرب الأوديسا، مقتل ابن لادن، وسائل الإعلام، الحرب على ليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، رافع القارصي، تونسي، عمار غيلوفي، صفاء العربي، كريم فارق، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، عمر غازي، صلاح المختار، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، مراد قميزة، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، سلوى المغربي، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، نادية سعد، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد الحباسي، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، علي الكاش، د- محمد رحال، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، د - عادل رضا، صالح النعامي ، أبو سمية، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، سامح لطف الله، سيد السباعي، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، صلاح الحريري، ياسين أحمد، فتحي العابد، د - صالح المازقي، سلام الشماع، سعود السبعاني، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة