البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من أجل العراق توحدوا

كاتب المقال د.نوف علي المطيري - السعودية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3909 d.nooof@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تمر العملية السياسية في العراق بمرحلة حساسة، وحرجة منذ مطلع العام الحالي، فالخلافات بين القوى السياسية على أشدها, بسبب سيطرة المالكي، وتفرده بالسلطة، وتجاهل بقية الشركاء وخاصة السنة، في حكومة يفترض بأنها حكومة شراكة وطنية تضم جميع الأطياف العراقية.

قبل أيام كنت أقرأ مقالة للباحثة مارينا أوتاوي من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي تتحدث فيه عن الأحزاب السياسية في العراق وضعف التمثيل السني في الحكومة، وكانت ترى أن السبب الحقيقي لمعاناة السنة في العراق والذي جعلهم على هامش العملية السياسية يعود لزعماء السنة أنفسهم، فهم من وجهة نظر الباحثة غير واثقين من الإستراتيجية التي ينبغي عليهم انتهاجها ومنقسمين على أنفسهم، فالسنة يشتتون جهودهم بطريقة يبدو معها أن الخلاف الحقيقي ليس حول أهداف وبرامج الحكم بقدر ما هو حول الطموحات الشخصية والعداوات المتبادلة,ولكني أختلف مع الباحثة في رؤيتها لحقيقة الخلاف بين زعماء السنة، فالخلاف بينهم كان حول الموقف السياسي من الاحتلال الأمريكي ومن العملية السياسية ,ومن الصحوة ومن الدستور ومن الأقاليم والفيدرالية وليس بسبب الطموحات الشخصية كما ذكرت الباحثة في مقالتها.

هذه الاختلافات في الرؤى والمواقف بين الزعماء السنة وعدم اتفاقهم في الدخول للعملية السياسية مبكرا ,كانت السبب الرئيسي في هيمنة الشيعة على الحكومة، والمناصب الحساسة من خلال عقد تحالف مع الكرد، والذي هو في الحقيقة مجرد تلاقي مصالح بين الطرفين في زمن المعارضة للنظام السابق، مما جعل السنة بين حجري الرحى وفي موقف الضعيف والعاجز، وكان النتاج النهائي لهذا التحالف الشيعي -الكردي تمثيل ضعيف للسنة في العملية السياسية، وأيضا ًتمثيل سني صوري في المناصب الحكومية مفرغ من محتواه الحقيقي وخالي من الصلاحيات، بالإضافة إلى سيطرة الشيعة على الأجهزة الأمنية في الوزارات الحيوية، كوزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني, وممارسة شتى أنواع البطش والتعذيب والقتل بحق أهل السنة ,هذا التحالف ما كان ليحدث لو اهتم زعماء السنة بتوحيد صفوفهم ونبذ الخلافات جانباً، وتفويت الفرصة على أمثال إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي لزرع بذور الفتنة والكراهية بين أفراد الشعب العراقي، وإثارة الطائفية في بلد متعدد الأثنيات والعرقيات والطوائف، مما أدى في النهاية إلى زيادة الاحتقان الطائفي، وقيام الجماعات المسلحة الشيعية والمليشيات المدعومة من الحكومة بعمليات إبادة جماعية للسنة، واستهداف مساجدهم والتهجير القسري لهم من مساكنهم ومدنهم، وأحداث التغيير الديموغرافي للبلد، وخاصة في بغداد لكي يتم تشييعها بالكامل، وهذا هو حلم إيران الذي يسعى المالكي لتحقيقه، كانت عمليات القتل والتهجير القسري للسنة تتم تحت سمع وبصر الحكومة الطائفية المنحازة، والتي كانت تكتفي بالصمت، وتجاهل ما يحدث للسنة , مما يؤكد أن هذه الحكومة ليست حكومة وحدة وطنية، ولم تأتي لبناء العراق وتطوير الخدمات وتحسين المستوى المعيشي للمواطن العراقي الذي يعيش في بلد من أغنى بلدان العالم، ولكن حسب التقارير الدولية، فان أكثر من 35%من شعبه يعيشون تحت خط الفقر..

الظروف الراهنة في العراق تستلزم من قادة السنة طي صفحة الماضي، وتناسي الخلافات التي زرعها الأمريكان بينهم، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق حينما قسموا السنة على أساس عرقي وابعدوا الكرد وهم سنة وكذلك التركمان وهم سنة أيضا عن بعضهم البعض ,وقد حان الوقت لتصحيح الأوضاع واستعادة السنة لمكانتهم، وحقوقهم المسلوبة وهذا الأمر مرهون، بنبذ الخلافات وعقد التحالفات فيما بينهم لعمل جبهة سنية موحدة ضد التحركات الشيعية المتمثلة في ما يسمى التحالف الوطني، والتي يقودها الجعفري و المالكي وإيران التي تحركهم من خلف الستار، والتي تريد نشر التشيع بالقوة وبمساعدة الأحزاب الشيعية الأخرى، فجميعها موالية لإيران بطريقة أو بأخرى,ورغم الاختلافات فيما بينهم لكنهم موحدين ضد السنة في العراق، ويعملون على فنائهم وليس مجرد إقصائهم، مستمدين قوتهم واستمراريتهم في تنفيذ مخططاتهم من الدعم الإيراني اللامحدود لهم وانحياز أمريكا لهم أيضا.

على زعماء السنة العمل بروح الفريق الواحد، من خلال تأسيس مرجعية سنية واحدة (عربا,كردا,تركمانا)، بالإضافة إلى وجود ميثاق شرف بين هذه الأطراف الثلاثة، ونجاح هذه الجبهة السنية في مواجهة المد الصفوي الذي يريد ابتلاع الخليج العربي السني مرهون، بوجود رعاية ودعم من دول عربية و إقليمية، كتركيا والسعودية وقطر وغيرهم، فسياسة المالكي ومن وراؤه القائمة على فبركة التهم لمعارضيه من الزعماء والسياسيين السنة لن تنتهي، فقد اعتمد تلك السياسة لإزاحة كل معارض من طريقة، وقائمة ضحاياه طويلة، بدأت بالشيخ حارث الضاري ووصلت لنائب الرئيس طارق الهاشمي، والقائمة مفتوحة لكل من يعارض سياسة إيران ويعيق مخططاتها.

تحويل التحالف السني، والذي يشمل الكرد والعرب والتركمان إلى تحالف استراتيجي بعيد المدى ليس بالأمر المستحيل، طالما توفرت الرغبة الحقيقية للحفاظ على ما تبقى من العراق، وحمايته من التدخلات الإيرانية، ومن هيمنة المتطرفين من الشيعة على الحكم، فكل ما عليهم فعله التركيز على مبدأ الأهم فالمهم، ونبذ الخلافات جانبا، والابتعاد عن التعنت في الرأي، فكل ما حدث في العراق من ضعف وهوان، كان نتيجة طبيعية لتلك الخلافات التي مكنت المالكي في النهاية من السيطرة على الحكم، وخلقت لنا دكتاتور جديد في المنطقة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، الجلاء من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، صلاح المختار، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، محمد العيادي، إيمى الأشقر، أحمد النعيمي، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، حسن عثمان، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، طلال قسومي، صباح الموسوي ، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، محمد الياسين، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، سلام الشماع، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، سامح لطف الله، مجدى داود، علي الكاش، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد ملحم، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، خالد الجاف ، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، علي عبد العال، رافد العزاوي، فتحي العابد، رضا الدبّابي، فهمي شراب، حاتم الصولي، محمد يحي، د- جابر قميحة، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، أحمد بوادي، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة