البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لم تقنعيني يا وزيرة وطني

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7327 groupfaz@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تابعت منذ أيّام ممّا تابعتُ، حوارًا تلفزيونيًّا أُجريَ مع وزيرة المرأة و الطّفولة في حكومتنا التي تولّت حقائبها منذ أكثر من مائة و ثلاثين يوما، و هي السّيدة "سهام بادي" التي لم أكن أعرفها و أعرف أثراً لها قبل تعيينها أبدًا، إذ أنّهم استقدموها من فرنسا حيث كانت تعمل هناك طبيبة.

و قبل الولوج في الأفكار الّتي أريد طرحها نتيجة ذلك الحوار، أودّ التّأكيد على أهميّة ذلك النّوع من البرامج الإعلاميّة الّتي يحاور فيها صحفيًّا واحدا يكون مُلمًّا إلمامًا جيّدا بجوانب حدث أو شخصيّة أو فترة، ضيفًا واحدا كذلك، ليبتعد المنشّط أو الضّيف، و أمثالي من المشاهدين عن تلك الموائد المستديرة و المُربّعة و المثلّثة التي لا يستحقّ المشاهد عناءً في كشف التّوجّه الفكري و السّياسي لمنظّميها و لمنشّطيها. إذ يُعلم القصد من ذاك التّجمّع من الأسماء و الضّيوف و نسبة عددهم إلى عدد مخالفيهم في نفس البرنامج. و أجد مثلا شعبيّا في إرثنا الشعبي بالغ التعبير على ما أقول و هو العلم بالعشاء بعلم ما في القفّة.

أعود إذن إلى ذلك الحوار... حيث أظهرت الضّيفة منذ بدايته أنّها تدافع عن رأيها، و عن الذين من خلفِها، و لو في غياب سهام موجّهة ضدّها. فكانت تأوّل بعض الأسئلة تأويلا كانت غنيّة عنه، و كانت تعتبر نفسها مستهدفة حتى قبل أن يُلقي محاورها السُّؤال عليها. و هو ما أثارني فعلا...إذ أنّ الوزير قائدٌ قبل أن يكون مديرا إداريًّا... و هو سياسيّ قبل أن يكون مسؤولا. و شخصيّة كهذه تتعارض مع شخصيّة القائد و السّياسي... و إنّي وإن لم أرَ قائدًا يملأ مكانه في ساسة بلدي إلى اليوم... فأنا مقتنع بأنّ في الحكومة و في المعارضة و في المجتمع سيّاسيّون من الذين يُسمع لهم.

و وزيرتنا المُحترمة لا أراها قائدة كما لا أراها سياسيّة. و هي إلى الفنّيين الإداريين أقرب إذا ما أردت تصنيفها في عملها. حيث أنّها لم تُخفِ عدم توازنها الشَّخصي ممّا يصدر من محاورها و من الإعلام... فكانت تتصنّع في بعض الأحيان هدوءًا على غليان داخلي لا يخفى على أيّ محلّل... كما أنّ وزيرتنا الفاضلة أظهرت عنادا في بعض المواقف أكثر من استعمالها للحجّة. و هذا السّلوك الحواري يُفقد صاحبَه نقاطًا من مستويين... مستوى الإقناع لدى المشاهد، و مستوى النّجاح في تبليغ الرّأي. إذ يكون من الأرجح رأيا لو أنّها مرّرت ما تريد بهدوء، و استعملت أدلّة ترقى في المنطق إلى الحجَّة. و هذا النَّقص أظهر لي شخصيّة حادّة غير حواريّة من حيث إصرارها المبالغ فيه على جملٍ بعينها، أو مواقف بعينها، أراها أهملــــت المهمّ فيها. و قد تكون وزيرتنا نجحت لو أنّها سلّطت الضوء على بعض النقاط بطريقة أخرى سلسة هادئة... و لابدّ هنا – و في نفس السياق - أن أذكّر معاليها بأن طريقة الحوار المباشر تلك، تعتبر أسهل ظهور لكل سياسيّ إذ لا يوجد معه في نفس الإطار من يناقشه و يعكّر له صفو أفكاره و ترتيبها...

إنّ الذي يهاجم كثيرًا يتحوّل إلى مدافع، و لو في غياب الهجوم. و هذا قانون نفسي يستعمله المختصّون في فهم بعض الشّخصيات من خلال فهم محيطها الإجتماعي. و القائد - أو لنقل السّياسي - النّاجح هو الذي يعدّل شخصيّته على الصّفر بعد كلّ هجوم. حتى لا يظهر لغيره أنه يدافع دوما... فذاك سلوك يوصف عند تكراره بالدُّونية الظّهورية. و هو مركّب نقص أنصح سياسيينا بالوعي به و باجتنابه. و قد لمستُ هذه الدّونية الحواريّة في عديد المقاطع من الحوار. و هو ما أثار فيَّ الوازع لكتابة هذا الرّأي ... إذ أنّك لم تقنعيني يا وزيرة وطني.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الحكومة، حكومة الترويكا، سهام بادي، وزير شؤون المراة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، سلام الشماع، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، تونسي، محمد شمام ، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، كريم فارق، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، محمد يحي، نادية سعد، عبد الغني مزوز، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، سيد السباعي، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، مراد قميزة، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، د- جابر قميحة، د. صلاح عودة الله ، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، فتحي العابد، حاتم الصولي، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، عواطف منصور، رافد العزاوي، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، يحيي البوليني، محمد أحمد عزوز، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة