البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صحفيو "التر فر" في قناة "الخر طر"

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8229


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دب الرعب في قلوب جميع العاملين في القناة الوطنية بعد التصريحات الأخيرة لبعض قيادي حركة النهضة حول النية في خصخصة الإعلام العمومي الذي فشلت معه كل محاولات الإصلاح، مما حدا بهم إلى حالة من الاستنفار القصوى أملا في منع حصول ما لا تحمد عقباه بالنسبة لهم، خوفا من أن تنقطع عنهم شرايين الدعم الحكومي و التمعش من أموال الشعب مما قد يجعلهم يجدون أنفسهم في منافسة مع قنوات خاصة أخرى، الأمر الذي يتطلب إنتاجا ذا جودة عالية و ذا مضمون من شأنه أن يشد المشاهد و بالتالي تأتي أموال المستشهرين، و كلنا يعلم جودة البرامج المنتجة من قبل قناتنا الوطنية التي لو لا أنها تمول من جيوبنا لكانت أفلست من زمان.

زمان و هذا ليس ببعيد كانت معظم الوجوه التي كانت تظهر علينا في قناة ""تونس 7" في ذلك الوقت لتمجد و تمدح و تؤله سيادة الرئيس و السيدة الأولى و باقي العائلة المافيوزية، نفس هذه الوجوه لازالت جاثمة فوق صدورنا و أصبحت تتحدث باسم الثورة و قد برر البعض منهم ذلك بأنهم كانوا يعملون تحت ضغط مسلط عليهم من قبل النظام السابق، لكن و الحقيقة تقال أن أغلب هؤلاء كانوا منخرطين في الشعب الدستورية و المهنية، و كانوا من بين الصحفيين المدللين للنظام السابق.

و هذا ما لايستطيع أن ينكره هؤلاء، لذا بقيت تلك الصور القبيحة للتمثيل و التدجيل و الكذب و النفاق الذي مارسه هؤلاء المقدمين في تلفزة "تونس 7 "عالقة بالعقل الجمعي للشعب الذي رأى كل شيء يتغير في تونس إلا الإعلام و خصوصا العمومي منه، فما ضر القناة الوطنية لو غيبت تلك الوجوه التي مجدت المخلوع و أحالتها على الأقل إلى أقسام أخرى، و تظهر مكانها وجوه أخرى ليست مألوفة لدينا و لا تذكرنا بالماضي البائس، فبصراحة شخصيا كلما أرى نفس مقدمي الأخبار السابقين تحيلني وجوهم مباشرة على تلك الصورة لمحمد الغنوشي الوزير الأول السابق و هو داخل لقصر قرطاج لإطلاع سيادة الرئيس على مستجدات الأوضاع في البلاد مع مرافقة لتك الموسيقى التعيسة التي يتذكرها الجميع.

هذه الصورة النمطية التي لازال يحملها أغلب الشعب التونسي حول قناته الوطنية لم تتغير رغم إستطلاعات الرأي التي تشير إلى إرتفاع نسبة المشاهدة خصوصا لنشرة الأخبار الرئيسية و هذا ما يعتبره صحفيو القناة الأولى من أهم إنجازاتهم و يتباهون به للرد على منتقديهم و رغم تعدد تفسيرات ذلك إلا أن لي تفسير خاص ألا هو أن التونسي ببساطة يحرص على متابعة أخبار الثامنة لانه ساعتها تكون جميع العائلات التونسية في بيوتها و ليس لها أي منابر إخبارية أخرى التي يمكن من خلالها متابعة أخبار الوطن لذلك يلجأ أغلب التونسيون إلى أخبار الوطنية الأولى مكرهين و هذا لا يمكن أن يكون دليلا على رضا الشعب على قناته.

رضا الشعب التونسي الذي أصبح صعب المنال هاته الأيام لذا فإن جزءا من هذا الشعب قرر الإعتصام أمام القناة الوطنية مطالبا بضرورة إصلاحها لكن التطورات الأخيرة المتمثلة في التشنج و المناوشات التي حصلت بين المعتصمين و بين بعض العاملين في القناة الوطنية و رغم إدانتنا و رفضنا للعنف مهما كان مأتاه فإنه يجب أن نقر أن الإعلام في تونس في حاجة إلى إصلاحات شاملة و جذرية و خصوصا القناة الوطنية التي يعتبرها الشعب قناته الأولى هذه القناة التي مازالت للأسف الشديد مختطفة من قبل قلة تحاول إستعمالها لتمرير أجندة سياسية و إيديولوجية هجينة و غريبة عن عموم الشعب التونسي و هذا يبدو واضحا و جليا من خلال نوعية الضيوف الحاضرين في جل البرامج التلفزية.

هذه البرامج التي لازالت إلى حد الان غير موضوعية و مهنية في طرحها للمواضيع، و أخرها كان البرنامج الذي تناول موضوع محاولة اقتحام التلفزة الوطنية كما جاء في بيان نقابتها، و تم نفيه من قبل الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية، حيث كان هذا الموضوع محل نقاش في برنامج خصص للغرض، لكن المتأمل في الضيوف يلحظ الخطأ المتكرر الذي يرتكبه معدو البرامج في القناة، حيث تم إستدعاء ممثل عن إتحاد الشغل و ممثل لحزب سياسي و نقيبة الصحفيين التي لا تشتغل كصحفية و ممثل عن نقابات التلفزة الوطنية و كل هؤلاء لهم نفس التوجه السياسي كما تم تزيين البرنامج بالناطق الرسمي بإسم الداخلية و ممثل عن رأسة الجمهورية ذرا للرماد في العيون، و قد كان البرنامج بمثابة محاكمة سياسية للمعتصمين و محاولة إدانتهم أمام الرأي العام و محاولة توجيه أصابع الإتهام حول ما حصل لحركة "النهضة" أفلم يكن من الأجدر إستدعاء إعلاميين مختصين لتناول واقع التلفزة الوطنية و محاولة تشخيص المشاكل العالقة بها و تقديم مقترحات لحلول من شأنها أن تساهم في الحد من من هذا التشنج و التوتر بين القناة الوطنية و جزأ كبير من الشعب التونسي بدل محاولة إلقاء المسؤولية على الأخرين، و لماذا ضاق صدر الصحفيين بهذه السرعة بمجموعة صغيرة من المعتصمين لفترة من الزمن لا تساوي شيئا أمام ما قاساه الشعب التونسي من هذا الإعلام و خصوصا هذه القناة على مدى أكثر من خمسين عاما، و حتى بعد الثورة حين هب كل أبناء القطاعات إلى إصلاح قطاعاتهم إلا الإعلام أبى أن يكون من المصلحين إنه إذن التر فر يحاول تحصين "الخر طر".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التلفزة الوطنية، وسائل الإعلام، القناة الأولى، نجيبة الحمروني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، أنس الشابي، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، صلاح المختار، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، أحمد ملحم، فتحي العابد، فهمي شراب، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، محمد يحي، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، يحيي البوليني، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، حميدة الطيلوش، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، منجي باكير، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، محمود طرشوبي، مراد قميزة، مصطفى منيغ، رافع القارصي، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، رمضان حينوني، مجدى داود، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، عواطف منصور، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، عراق المطيري، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، رافد العزاوي، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة