البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اضاءاتٌ على انتخابات حماس (1)

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4691 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المهمة الملقاة على عاتق عناصر وكوادر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الداخل والخارج كبيرة جداً، إذ من المقرر أن يخوضوا في الأيام القليلة القادمة من هذا الشهر انتخاباتٍ داخلية لاختيار القيادة الجديدة للحركة للسنوات الأربع القادمة، ولعل مهمتها هذه المرة تختلف عن مهمتها الانتخابية في أي مرحلةٍ سبقت، فهي وإن كانت انتخاباتٌ داخلية، بما يعني أنها مقتصرة على عناصرها والمنتسبين إليها فقط، إلا أن نتائجها سيكون لها أثرها وانعكاسها الكبير على الشعب الفلسطيني كله، وربما على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل من مهمة الانتخابات الداخلية لحركة حماس في هذه المرحلة بالذات أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة لا يستهان بها، ولا يقلل من شأنها، ولا ينبغي التقصير فيها أو الاهمال في البحث عن الأفضل والأنسب للشعب والحركة والأمة معاً.

انتخابات حركة حماس في هذه الدورة مختلفة على أكثر من صعيدٍ وجهة، فحركة حماس اليوم ليست هي الحركة التي كانت قبل أربع سنوات عندما جددت الثقة برئيس مكتبها السياسي، ولا تلك التي خاضت الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006، فهي أكثر عدداً، وأقوى عدة، وأكثر انتشاراً، وأوسع علاقاتٍ، وأكثر مسؤولية، وأعظم مهمة، وهي اليوم محاطة بكثيرٍ من الحلفاء، ومصانة بالعديد من الأخوة والأصدقاء، فلم تعد وحيدة ولا يوجد من يستفرد بها أو يتآمر عليها، كما أنها تختلف كلياً في ظل الربيع العربي وتداعياته على الحركة نفسها وعلى الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى الأمة العربية وشعوبها وقيادتها، الأمر الذي يجعل من مهمة أصحاب الحق في التصويت في انتخابات حركة حماس مهمة صعبة، وأمانة كبيرة، ومسؤولية تاريخية.

انتخابات حركة حماس في هذه المرحلة ستنعكس بالتأكيد على الشعب الفلسطيني وقضيته ومستقبله، وسيكون لها أثرها المباشر على علاقاتها بالدول العربية وغيرها من الدول الصديقة، كما سيكون لها تأثيرها الكبير على المقاومة المسلحة ومستقبلها، وعلى مسار السلام واستمراره، وعلى التحالفات الفلسطينية والمصالحة الوطنية، وسيكون لها أثرها على العاملين في الحركة نفسها، وعلى المؤيدين والمحبين لها، كما ستلقي بظلالها على المؤمنين بالحركة والمتأملين فيها، والذين يعلقون عليها الدور والأمل في المستقبل، الأمر الذي يخرجها من إطارها الضيق الخاص إلى الإطار الوطني العام، فهي انتخاباتٌ خاصة لجهة أصحاب الحق في التصويت والانتخاب، ولكنها انتخاباتٌ عامة لجهة الأثر والنتيجة، ومن حق الشعب الفلسطيني الذي ارتضى أن تكون حركة حماس هي القائد والمسؤول، وهي التي تترأس الحكومة وتقود المقاومة، أن يكون له دوره ومساهمته بالرأي والمشورة، وأن يكون مطلعاً على النتيجة والآلية، وأن يفهم كيف تدار الأمور، وكيف تجري الانتخابات، وما هي البرامج التي على أساسها ينتخب المسؤولون ويرشح المنتخبون.

في هذه الانتخابات المصيرية وفي ظل هذه المرحلة التاريخية التي تشكل مفصلاً ومنعطفاً في تاريخ الأمة العربية كلها ومنها الشعب الفلسطيني، الذي مازال يشكل بقضيته القومية عصب التغييرات، وقلب الاهتمامات في كل ما يجري في المنطقة، لا يجوز توظيف العلاقات الشخصية، والأهواء والمشاعر العاطفية، وتقديم المصالح الخاصة على العامة، والمنافع والمكاسب على حساب الثوابت والأصول، فلا مكان في هذه الانتخابات لقرابةٍ أو عصبةٍ أو جيرة، أو صداقةٍ أو مصلحةٍ وعلاقة، ولا أولية لسابقٍ إلا بقدر عطاءاته، ولا متقدمٍ إلا بقدر تضحياته، ولا لرمزٍ إلا بقدر صدقه، فالمكانة اليوم يجب أن تكون محفوظة ومصانة لمن يحافظ على ثوابت الأمة، ويصون حقوق الشعب، ويكون أميناً على المقاومة، صادقاً في أفعاله صدقه في أقواله، عاملاً بصدق، مضحياً بجد، فلا شعاراتٍ تدوي، ولا كلماتٍ تصدح، وإنما فعلٌ وعملٌ يكون كالشمس الساطعة، برهاناً ودليلاً، وإثباتاً وبياناً، والتاريخ سجلٌ يحفظ وكتابٌ يقرأ، منه نستدل على الحق ونعرف الأصح، ونستبين سبيل الهدى والرشاد فيمن ننتخب ونختار.

أيامٌ قليلة ويبدأ الموسم الانتخابي الداخلي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتختار قيادتها التي قد تكون هي قيادة الشعب الفلسطيني، والممثلة له والمتحدثة باسمه، وستختار مسؤوليها الذين سيحملون هموم الشعب وأمانة الوطن، والذين ستكون بين أيديهم دفة القيادة ومسؤولية الريادة، فهم الذين سيوجهون الركب، ويحددون المسار ويقودون المسيرة، وهم الذين سيكونون واجهة الشعب الفلسطيني وعنوان مرحلته القادمة، وهم الذين سيكونون عنوان الوطن والشعب في الداخل والخارج، في الوطن والشتات.

من أجل هذا فإن الصوت الذي يملكه كل صاحبِ حقٍ في التصويت في حركة حماس أمانة كبيرة، ومسؤولية عظيمة، فليحسن كل صاحب حقٍ استخدامه، وليعرف أين يضعه ولمن يمنحه، ولا يفرط فيه ببساطة، ولا يتخلى عنه بسهولة، ولا يتولى عن الواجب كتوليه عن الزحف جرماً ومعصبة، ولا يخضع لابتزاز، ولا يقع فريسة لخداع، ولا يسقط في حبائل صاحب لسان، وإنما يجب عليه أن يفكر ويتدبر، وأن يحسن التقدير والاختيار، فصوته طلقة إن خرجت فقد تصيب من الشعب مقتلاً، وقد تحيي فيه أملاً، وقراره كلمة حق فليقلها بلا خوفٍ ولا تردد، ولا يجبن أمام صاحب سلطان، ولا يخاف من صاحب بأس، فصاحب الصوت اليوم هو الأقوى، وهو الأقدر على تقدير القوة وتحديد السلطة، فليكن صوته في الاتجاه الذي يصنع من القوة حقاً، ومن الحق قوة، فهذه أيامٌ معدوداتٌ صاحب الحق في التصويت فيها هو الأقوى، وهو الأقدر، فلا تذهب قوته، ولا يضيع أثره، ولا يتخلى عن دوره وأمانته، وليحسن الاختيار، ولا يغيب عن القرار.

يتبع ...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، المقاومة الفلسطينية، الإنتخابات، إنتخابات حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عواطف منصور، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، صلاح الحريري، عراق المطيري، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، فوزي مسعود ، محمود طرشوبي، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، رافع القارصي، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، يحيي البوليني، إياد محمود حسين ، عبد الرزاق قيراط ، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، سامح لطف الله، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، أحمد بوادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، مراد قميزة، منجي باكير، تونسي، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، د- جابر قميحة، صباح الموسوي ، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، كريم فارق، سيد السباعي، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، صالح النعامي ، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، محمود سلطان، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، محمد الياسين، جاسم الرصيف، د- محمد رحال، خالد الجاف ، محمد يحي، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد ملحم، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، عمر غازي، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، سلام الشماع، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، د - الضاوي خوالدية، صفاء العربي، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، محمد العيادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة