البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحزب الوطني التونسي: أخيرا بورقيبة و بن علي في كيان واحد

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7770


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إنها نفس الوجوه التي طالما أطلت علينا في الإعلام لتلمع و تسوق سياسة النظامين السابقين، إنها نفس اللغة المستعملة من قبل هذه الوجوه التي طبلت و زمرت زمن الراحلين، إنها نفس الأيادي التي صفقت بالأمس البعيد و القريب لدكتاتوري تونس، إنها نفس الحناجر التي هتفت يحيا بورقيبة...يحيا بن علي، إنها نفس العقول التي تلقت الأوامر و نفذتها دون تحكيم للفطرة التي تأبى الظلم و القهر، إنها نفس الجيوب التي كنزت أموال الشعب سنين طوال، إنها نفس الأعين و الأذان التي كانت ترى و تسمع عذابات الشعب و أنينه المتواصل و لم تحرك ساكن، إنها نفس الأرجل التي داست كرامة أحرار و حرائر تونس، إنهن نفس النساء اللاتي كن يزغردن و يقطعن أيديهن كلما دخل عليهن بن علي في إجتماع من إجتماعاتهم البنفسجية و قلن حاش لله إن هذا إلا ملك كريم...إنها نفس الألسن التي لم تنطق بكلمة حق واحدة و ظلت تسب و تشتم و تشهر بكل حر شريف في هذا الوطن، إنها بقايا دكتاتوريتين بغيضتين تحاول اليوم التجمع من جديد للنفخ في جسد ميت علها تعود من خلاله و في غفلة من الزمن للمشهد السياسي من الشباك بعد أن أطردها الشعب من الباب الخلفي و خرجت ذليلة مهانة إلى مزابل التاريخ.

فعندما يجتمع بقايا بورقيبة و بقايا بن علي يريدون التوحد و نحن طبعا لا ننكر عليهم ذلك فقط هذا يدعونا للوقوف قليلا للتساؤل ماذا يريد منا هؤلاء؟ و هل مازال لديهم ما يقدومه لنا بعد كل ما فعلوه بنا؟

لا أعتقد ذلك فكيف لمن تلطخت يداه بدماء الأبرياء و نبت جسمه من سحت أن يكون طرفا في بناء ديمقراطية وليدة لازالت تتحسس طريقها، فلو إفترضنا جدلا فوز هذا الحزب بالإنتخابات، من سيضمن لنا أنهم لن يكشفوا لنا عن وجههم القبيح الذي يحاولون جهد أنفسهم توريته على عموم الشعب.

لكن سنكون لهم بالمرصاد، سنفضحهم لأنه كان أجدى بهؤلاء أن يغربوا عن وجوهنا، لأن عموم الشعب الذي و إن بدا ساكتا عما لحقه من جراء أفعالهم فإنه لازال ينتظر محاكمتهم على الستين سنة الماضية التي أفسدوا فيها البلاد و العباد.

الحزب الوطني التونسي أو التجمع الذي يحاول آن يجتمع من جديد أختار السيد الباجي قائد السبسي ليكون حصان طروادة الذي سيحمل في داخله جنوده (الدساترة ) ليقتحم بهم سور الثورة الحصين الذي عجزوا عن إختراقه إلى حد الآن، لكن ما فات السيد السبسي و أتباعه آن الشعب التونسي حين خرج مناديا بسقوط نظام بن علي كان من بين الشعارات التي رفعت " يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب " و هو شعار جامع جاء ليختزل روح الثورة التي نادت بسقوط ستين سنة من الديكتاتورية أي بمعنى أخر نظامي بورقيبة و بن علي على حد السواء، فكيف إذن لشعب نادى بهذا أن يقبل بعودة بقايا هذين النظامين في خلطة أقرب ما تكون إلى عصارة الدكتاتورية خصوصا إذا أستمعنا لتصريحات البعض من مسؤولي هذا التحالف و من بينهم الناطق الرسمي للحزب الجديد لطفي المرايحي الذي كانت لغة خطابه أقرب ما يكون لما تعود عليه الشعب من تعالي و فوقية تنم على إحتقار لإختياره لمن يحكمه، حيث رأيناه يقول حرفيا " لقد أهينت مؤسسة الرئاسة " بنبرة لا تخلو من تهكم مفضوح على من إختارهم الشعب لحكمه، فهؤلاء الأشخاص الذين يحكمون الآن إن كان السيد الناطق الرسمي قد نسي نذكره، بانهم جاؤوا لسدة الحكم عقب ثورة و عن طريق إنتخابات شهد العدو قبل الحبيب بنزاهتها، و هم جلهم مناضلون و من ضحايا النظامين السابقين و قد قاوموا دكتاتوريتيهما سنين طويلة.

أعتقد آن أكثر من يمكنه أن يفرح بهذا التحالف و التآلف، الرئيس المخلوع الذي لا يمكن إلا أن يكون سعيدا و هو يرى حزبا عتيدا شديدا بصدد التشكل الذي من الممكن أن يطرح إسمه كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية كما لا ننسى الطرابلسية الذين سيقع الإفراج عنهم و تعويضهم و دعوة السيدة العقربي للعودة فور الإعلان عن نتائج الإنتخابات التشريعة القادمة التي قد تفضي لفوز الحزب الوطني لتعود معه الفلول من جديد ( على رأي إخواننا المصريين ) بعد أن قبر التجمع و معه الأزلام...قف إنها أضغاث أحلام...فأنت في تونس.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الحزب الوطني التونسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، محمد العيادي، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، علي الكاش، أحمد الحباسي، رمضان حينوني، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فهمي شراب، سامح لطف الله، محمد يحي، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، سلام الشماع، أنس الشابي، عراق المطيري، محمود سلطان، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، طلال قسومي، محمد الطرابلسي، كريم فارق، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، فتحي الزغل، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، صلاح المختار، محمد الياسين، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، محمد شمام ، عمار غيلوفي، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، نادية سعد، رافع القارصي، جاسم الرصيف، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بوادي، منجي باكير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة