فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4582 groupfaz@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
السّــــــــــلام عليكم...
سأبدأ، بعون الله المرتجى، بداية من هذا الجزء عرض ملخّص لكتابي الذي لم أنشره بعد، و الذي اخترتُ له من العناوين "الإسلام و الديمقراطية" و الذي شرعتُ في تأليفه منذ سنة 2007، و أنا بتقديمي لكم هذا الملخّصات، إنّما رجاءً في أن أبسّط مفاهيم تُتداول بيننا، و علاقة كنهها بديننا الحنيف، و ذلك لبنةً منّي في بناء فكريٍّ يزيد كلّ ساعة عظمة و علاء.
... إنّ كلمة "الدّيمقراطية" في أصل مفهومها عند الذين وضعوها من الإغريق تعني Demos cratos أي حكم الشّــــعب، و كان لهذه الكلمة صداها الذي تستحقّ بين الشّعوب طيلة القرون السّابقة للقرن الرابع عشر ميلادي منذ ترعرعها في ما كان يُسمّى بالمدن الدّولة أيام ميلادها في الفكر البشري.
وعندما تتبّعتُ صيرورة هذه الكلمة عبر بعض المؤلّفات المعروفة لمفكّري عصر النّهضة بأوروبا، وجدتُ معناها حاضرا مستعارا دون لفظ الكلمة نفسها، فكانت تُذكر على استحياء، و لا غرابة فقد كان كلّ الحكم و كلّ السلطة هناك للملك و لا سواه من حاكم.
حتّى إذا اقتربنا تاريخيًّا من القرن الثامن عشر، و القرن التاسع عشر، وجدنا صدى واضحا لمفهوم الكلمة، بل واستعمالاً دقيقًا لها في بعض حركات التّحرير التي شهدها العالم في تلك الفترة. و قد وجدتُ تحليلا مترجما عن الإسبانية لخُطَب و أفكار الحركة البوليفاريّة التي قامت في أمريكا اللاّتينية، تنادي بالتّحرّر و الاستقلال وتقرير المصير لعديد الشّعوب هناك، ذُكرت فيه كلمة ديمقراطية أكثر من مرّة، و ذُكر فيه مفهوم الكلمة و شرحها تبسيطًا لها لقارئ ذلك التحليل.
أمّا في الشّرق فلعلّ "ماركس" و "أنقلز" بدعوتهم إلى دكتاتوريّة البروليتاريا فهم يؤسّسون على حكم الأغلبية من الشّعب للشّعب، انطلاقًا من أنّهم عَبّروا في عديد الكتب و المقالات أنّه ما عدى هذه الطّبقة هي أقليّة عدد، يجب أن تنصهر في البقية أو تنقرض طبيعيّا. و قد رأينا تنفيذ هذا الانقراض بالقوّة و الدّم صراحة، عند نجاح الثّورة البلشفية في أوائل القرن العشرين، و مع الحكم الستاليني بعدها الذي طبع فترته بالقتل و الإبادة لكلّ من خالف شرعة هذه الفكرة.
إلاّ أن مفهوم الدّيمقراطية قد تطوّر عبر التّاريخ المعاصر إلى أيّامنا هذه، فغطّت في معناها الدّلالي عديد المعاني المشتقّة من حكم الشّعب لنفسه... و تعدّدت على نحو هذه الفكرة، الكتب و النّظريات و المقالات التي تتكلّم في أُسس الديمقراطيّة... و هذه الأسس يمكن اختصارها في...
- حريّة الفرد المكوِّن للشّعب حرّيّة كاملة في نفسه و معتقده و رأيه.
- و وجوب احترام الأغلبيّة الحاكمة للأقليّة غير المنصهرة.
- و القطع مع فكرة انصهار الأقليّة في الأغلبيّة.
- و وجوب تساوي الحقّ و الواجب بين أفراد الأغلبيّة و الأقليّة.
- و عدم مشروعية إنكار رأي الأقليّة.
... إلى غير ذلك من الأسس المعروفة لهذه النظريّة البشرية.
و كذلك الدّراسات التي تخلُص إلى تطبيقات الدّيمــــــــقراطية، و من ذلك مثلاً...
- علويّة القانون الذي يتراضى عليه الشّعب.
- و التّداول على السّلطة بين أفراد الشّعب.
- و حريّة التّنظّم بين فُرقائه.
- و تحديد زمن السّلطة للحاكم.
- و التّساوي في التّمتّع بالخدمة المدنيّة و المرفق العام بين أعضاء فرقة الحاكم و أعضاء الفرق المخالفة له.
- و الحقّ في تقرير المصير...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: