البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حوكمة المؤسسة الدينية

كاتب المقال سفيان عبد الكافي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6150


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إذا ما استقلت المؤسسة الدينية واصبحت لها ادارة ذاتية خارجة عن تحكم الدولة، يطبق عليها مبدأ الحوكمة والمراقبة والمحاسبة، تصاغ لها برمجة إلكترونية تربطها بقعادة المعلومات في قطاع الدولة، لإن هذه المؤسسة لها نشاطات اقتصادية وتنموية تقوم بها من خلال الأموال المتأتية إليها من الصدقات والزكوات، واشرافها على الأوقاف الإسلامية

لأن الصدقة والزكاة لهما فقه خاص ومسلك تصريف مضبوط باحكام شرعية، وجب الفصل بين هذين الصندوقين، كل صندوق يدار على حدة، لأن المسلم يحرص على الإلتزام بالحكم الشرعي.

صندوق الصدقة هو صندوق جامع لكل المشاريع الخيرية التي يتضمن محتواها انفاق يرتجى منه التقرب لله باي شكل من الأشكال، وبالتالي ليس لأي احد له الحق جمع الأموال في هذا الصدد المتعلق بالتقرب لله، سواء جمعيات او افراد، وهذا يرتجى منه شفافية التصرف المالي التي تجمع في الصدقات باسم الله ونحرص على ان تذهب في اماكنها ولا تستعمل من طرف اطراف مجهولة الإنتماء لتمويل برنامج غامض.

وإذا ما اردات منظمة ان تجمع لمشروع ما كبناء مسجد او مستشفى، تمكنها منظومة الهيئة من فتح حساب داخل حسابها وكل ما يتأتي يصرف لها، شرط تقديم محاسبة مالية دقيقة.
يهدف برنامج حصر التبرعات الخيرية الدينية في هذه الهيئة الدينية المستقلة إلى التصدى لظاهرة التسول وامتهانها واستغلال تعاطف الناس ووازعهم الديني لسرقة اموالهم، ولحفظ ماء وجه المواطن المحتاج من ذل الوقوف على ابواب الناس وذل السؤال وهذا من حقوق الإنسان وكرامته ولابد من صيانتها.

كل محتاج يتقدم لهذه المؤسسة بملف يطلب عطاءا وهو مستحق،ياخذ من أموال الصدقات بما يسد حاجته ولا يعلم به احد من الناس.
كل ملف لابد ان يرد عليه وبالإعتماد على المنظومة المعلوماتية في تخزيين البيانات تستطيع الهيئة ان تحدد حقيقة فاقته.

الصندوق الثاني هو صندوق الزكاة، وبما ان الزكاة هي حق الله على العباد، أي فرض عين، ولها مصارفها المحددة، فلا يمكن ان ننفقها في اغرض غير التي ورد تحديدها في التشريع حتى لا يتحول حكمها إلى حكم الصدقة. فهي تحتاج إلى تحري.

ولتفعيل صندوق الزكاة، يربط ركن الحج بإبراء الذمة من ركن الزكاة، فلا يستطيع المسلم ان يتقدم لفريضة الحج والعمرة، إلا ذا كان لديه شهادة في برائة ذمة من صندوق الزكاة، وعليه ان يقدم سندات البراءة على الأقل لمدة خمس سنوات متتالية، وحتى من لا زكاة عليه يقدم ملفه لهذا الصندوق لياخذ البراءة.
إن أحس مواطن محتاج بانه حرم من عطاء الصدقة بدون عذر مبين من هذه الهيئة، يمكن ان يقوم بالشكوى لدى القضاء الذي يعاقب كل متلاعب بهذه الأموال، ويفرض ويحدد له عطائه.

ثم لابد من مراجعة جديدة لمشروعية الأوقاف التي حلت في زمن بورقيبة، فلها فائدة خيرية ومدخول متواصل يستغل للحد من ظاهرة الفقر، وتمويل المنشآة الخيرية كرعاية الأيتام والأرامل وفاقدي السند والمعاقين والغارمين وغيرهم، كل مشروع يكون باسم صاحبه ولكن التصرف والملكية تكون للدولة طالما بقي هذا المشروع قائما كوقف، فان كان هذا المشروع أوالوقف متعارضا مع تطورا عمرانيا او مشروعا تنمويا فرض ازالته، تقوم الهيئات المعنية بدفع التعويض وترد الأموال إلى صاحبها، وإن كان ميتا عاد لصندوق الصدقات، وتحاول الهيئة ان تصنع من هذه الأموال وقفا جديدا في مكان الأول باسمه.

لقد مولت الأوقاف الحركة التحريرية زمن الإستعمار وعادت بالفائدة لتونس ولهذا لا نجد مبررا لمنعها ووقفها، ولو كانت مستمرة لساعدت العديد في ايجاد مواطن عمل وشغل وكفت العديد من الناس ذل السؤال.

وكل المشاريع الخيرية التي تدخل في الباب الديني تتكفل بها هذه الهيئة وحتى الأشخاص الذين يقومون بجمع اموال لبناء مشروع خيري ما كالمدارس والمساجد والمستوصفات يجمعون الأموال بتفويض من هذه الهيئة داخل صندوق الصدقات باسم هذا المشروع، ويمكن ان تدعم هذه الهيئة هذه المشاريع باموال مما جمعته من اموال الصدقات والزكوات اذا كان المشروع يدخل في ابواب الصرف الشرعي ويمكن ان يـاخذ اموال من الدولة او مؤسسات أخرى.

أما صناديق جمع التبرعات الأخرى التي لا تدخل في الباب الديني وليس لها ارتباط بهذا الجانب كالرياضة والثقافة والحفلات وغيرها، فللدولة أحقية الترخيص لها او رفضها وفقا لما تراه من فائدة او ما تدرأ به من شبهة.

كما تشرف الهيئة على العناية بالمساجد ودور العبادة وكل ما يتعلق بها تدفع أجور الأئمة والمؤذنين والعملة وما يتبعها من مستحقات اجتماعية، وتتعهد تجهيزات ومرافق دور العبادة، وتمول وتنظم المنابر الدينية التي تعقد في المساجد أو خارجها خاصة في مواسم العبادة المختلفة، وكذلك موائد الإفطار.

والباب الهام والأخير الذي يدخل في اختصاصها هو تنظيم موسم الحج، وهي من تشرف عليه، خاصة في الفرز في حالة القرعة، أو في حالة التعيين، وتعلن عن مناقصات للشركات السياحية والمقاولون الذين يريدون ان ينظموا حملات الحج والعمرة وتضع المواصفات والمقاييس الخاصة بذلك وتتأكد منها وتضع ممثلين عنها في هذه الشركات وتنسق مع الدولة كل المجهودات التي تحمي الحجيج والمعتمرين في البقاع المقدسة وخاصة في الجانب الصحي والجانب الأمني والتوعوي الإرشادي.

وكذلك تتولى تنفيذ الهدي والذبائح للحجاج، وتأخذ منهم الأموال وتضمن ذبحها بالطرق الشرعية في تونس، وتعد ان يتم ذلك في ساعة معينة حتى يمكن للحاج ان يتحلل. والحقيقة انه لا ندري مصيرالأموال التي تدفع من طرف الحجاج هناك في البقاع المقدسة في باب الهدي، وهل ان الذبح يقع او لا يقع وهل هو في الوقت أو في غير الوقت وكما ان هناك العديد من الذبائح توجه إلى فقراء العالم فمن باب اولى ان نوجه ذبائح حجاجنا إلى فقراء بلادنا، ان لم يكن هناك ما يمنع.

وتخضع الهيئة العليا للشؤون الإسلامية لمحاسبة مالية وتدقيق مثل اي هيكل وزاري، وتنشر التقارير المالية والأدبية متضمنة المصاريف والمداخيل والإنجازات.

الشفافية والوضوح والتعامل العلمي مع منظومة المعلومات في الدولة التكنوقراطية لا يفلت منها احد او هيكل او قيمة حتى ولو كانت مقدسة.
نهتم بالدين، نقدسه، نحترم طقوسه وأعياده، وتشارك الدولة في احياء مناسباته وتأمينها في جو ملائم. ولكن بدون تأثير أو توجيه من السلطة، لأن السلطة اوكلت هذه المهمة لثقات لهم باع و دراية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، التكنوقراطية، التنمية، الديموقراطية، دراسات سياسية، الفكر السياسي، السلطة الدينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  القائمة السوداء "فيتو" المواطن
  الجمع ما بين القائمة والأفراد لتشكيل البرلمان: الشعب يرتب القوائم وليس الأحزاب
  مساوئ الانتخاب على القوائم
  إيجابيات الانتخاب على القوائم
  ايجابيات وسلبيات الانتخاب على الأفراد
  ديباجة في مفهوم الحوكمة المفتوحة في الديمقراطية التشاركية ذات البيانات المتاحة
  البيعة الإنتخابية
  ملخص منظومة الحوكمة التشاركية ذات البيانات المفتوحة
  القيم الإنتخابية في منظومة الحوكمة المفتوحة
  فلسفة العبور في المنظومة العالمية الرقمية
  السيادة للشعب... فتح البيان لوضع الميزان...
  القوائم والإنتخابات البرلمانية
  الديمقراطية التشاركية في البرلمان
  البرلمان المفتوح: كيف تصنع البرلمانات؟... هل نحن في حاجة لبرلمان؟
  الممارسة التنفيذية لرئيس الدولة
  شروط الترشح لإنتخابات رئيس الجمهورية
  التصفية الأولية في الترشاحات للرئاسية
  تصنيف في صلاحيات رئيس الجمهورية
  التعادلية أساس حكم الديمقراطية التشاركية
  الثرثرة الدستورية
  الديمقراطية التشاركية: مشروع مجتمعي الكل منخرط فيه
  مشروع دستور (2)
  مشروع دستور (1)
  أي نظام حكم يستوعب الحوكمة؟
  هل تتفاعل البرلمانية والحوكمة التشاركية؟
  حوكمة الحكم الرئاسي
  حوكمة المؤسسة الدينية
  تقنين وتأطير السلطة الدينية
  السلطة الدينية في منظومة الحوكمة الإلكترونية
  المنظومة التقنية العلمية في الدولة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، د - عادل رضا، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، عواطف منصور، محمد شمام ، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، نادية سعد، حسن الطرابلسي، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، كريم فارق، أحمد ملحم، د- محمد رحال، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، محمد الياسين، سامح لطف الله، عبد الله زيدان، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، فتحي العابد، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، مراد قميزة، محرر "بوابتي"، ضحى عبد الرحمن، تونسي، مصطفى منيغ، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، سلام الشماع، علي عبد العال، مجدى داود، حسن عثمان، طلال قسومي، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، أنس الشابي، صالح النعامي ، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، عمر غازي، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة