البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من يصنع التاريخ ؟

كاتب المقال د. عبد الآله المالكي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5713


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن من يكتب التاريخ ويتحكم في مساره هو المنتصر الذي رسم مخطط الانتصار وعمل على تنفيذه وصنع أحداثه وفرض على أعدائه واقعا مفروضا هيمن على كل آلياته و هذه من اكبر مكونات النصر. والتاريخ لا يكتبه المهزوم القابع بذل وهوان وجبن واستسلام تحت ما تأتي به الرياح بذات منهزمة وقلب منكسر.
قال ابن الرومي :-
قصرت أخادعه(¹) وغاب قذاله(²) ***وكأنه متربص أن يصـفعا
وكأنما صـــفعت قفاه مرة *** فأحــس ثانية لها فتجمعا

إن أصحاب الهمم الشماء لا تنكسر نفوسهم إذا خسروا معركة فالحرب عندهم معارك وسجال فإذا هُزموا في معركة يقوى عودهم وتشحذ عزائمهم ليربحوا معارك ، لان الخسارة الفعلية هي خسارة العزائم والهمم فإذا كانت صلبة وشامخة لا تؤثر فيها النتائج مهما كانت سلبيتها فهي تعاود الكره تلو الكره ، ومن النادر إن لا تنجح في مبتغاها لان أعدائها غالبا لا تكون لهم القدرة على مقاومة الإصرار على النصر، وفى اغلب الأحيان يكون النصر ساحقا و نهائيا وحاسما لان مصدره هذه العزائم الصلبة و الهمم العالية التى تناطح السحاب.

و المسلمون من قبل بهذه العزائم الصلبة والهمم العالية سادوا العالم ولم يخسروا اى حرب حسب ما أثبته المؤرخون، وإنما خسروا بعض المعارك ، وبهذه السيادة للعالم صنعوا أحداث التاريخ وتحكموا في مساره..
قال الشاعر علي الجارم:
كانوا رعاة جِمالٍ قبل نهضتهم *** و بعدها ملئوا الآفاق تمدينـــــا
إن كبرت بأقاصي الصين مئذنةٌ*** سمعتَ في الغرب تهليل المصلينـا

وهاهم اليوم خسروا معركة السيادة على العالم ليتركوها لليهود إلى حين، وبهذا النصر الجزئي صنع اليهود في الخفاء أحداث العالم وتحكموا في مصيره وتاريخه وحق لهم ذلك لأنهم سلكوا الطرق الصحيحة المرتبطة بهندسة الكون، وإن كانوا على ضلال، لان السنن الكونية تخدم كل من يتبع نظامها ، ووحده الخالق جل جلاله هو الذي يتحكم في خرقها عندما تتهيئا أسباب الخرق التي بها تتغير موازنات القوى في نظام الغلبة قال تعالى : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ... ) { البقرة : 249 } ، وقد وصل اليهود إلى سيادة العالم وربحوا المعركة ضد المسلمين ، ومن الأسباب الذي أدت إلى هذه النتيجة هو عدم مشاركة المسلمين فى هذه المعركة فقد كانت من طرف واحد نتيجة التكتيك الحربي الذي اتبعوه عندما غيروا ارض المعركة وغيروا أسلحتها من تقليدية إلى سلمية صامته وناعمة ولكنها ذات دمار شامل لكل مقومات الحياة، وبهذا التمويه الاستراتيجي هيمنوا على البلاد والعباد، والآن ظهرت المؤشرات التي تنبأ بأن الجولة القادمة - إن شاء الله - ستكون لأهل الإسلام ، قال تعالى: ( وتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) {أل عمران : 140 }

فأصحاب العزائم والهمم العالية والرواد والقواد بدأوا في التمركز في ارض المعركة لإعادة صناعة التاريخ وصناعة أحداثه وصناعة الرجال الفاعلين في عملية البناء الانقاذى للبشرية ، وقد داهموا الأعداء ودخلوا عليهم من أبواب الأسوار العتيدة التي كسرتها كتائب الاستطلاع الأولّى من ثورة الشعوب والذين كانوا يمثلون قطر السيل الذي سيشتد عوده بالوعي والتأطير والتخطيط ليتحول إلى سيل جارف للمشروع الافسادي ومخططاته المدمرة وجنوده المخترقين ، وسيعيدون كتابة التاريخ بأحرف مشعة بأنوار العدل والرخاء والتحابب والتآلف والإقساط لبني البشر بكل فئاتهم ، لهذا كان لزاما على كل وطني حر أن يدعم رجال الإصلاح البعيدين عن دائرة الاختراق الغربي لأنهم أمل الأمة في إنقاذها من براثن الاستعمار وإرجاع سيادتها الحقيقية على كل مقومات حياتها التي فقدتها بالكامل طيلة عقود من الزمن ، وهاهي صناديق الاقتراع على الأبواب وهي تمثل فرصة تاريخية نادرة ، يتمكن فيها كل وطني غيور على بلاده ودينه وأمته من أن يرجح كفة المصلحين على كفة الاستعمار وجنوده المخترقين ضحايا مصادر التلقي والتوجيه المعلوماتى ، والذين نهيب بهم وبذكائهم وفطنتهم أن يفارقوا مواقع الاختراق الغربي ويعودوا إلى رشدهم ووطنيتهم، ويعيدوا قراءة تاريخ الأيديولوجيات التي أوقعهم اليهود في شراكها وجعل منهم جنودا لمشروعه الافسادي التلمودى الماسوني من حيث لا يشعرون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

---------

1- أخادعه: جمع اخدع وهو عرق من مواضع الحجامة في العنق
2- قذاله: جماع مؤخر الرأس .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التاريخ، الهمة، الإرادة، صناعة التاريخ، قراءة التاريخ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخوف الغربي من الاكتفاء الذاتي
  ميراث المرأة بين العدل الرباني والجهل العلماني
  الثورات العربية في مقاومة الإقطاع الرأسمالي الاحتكاري
  الشراكة الغربية والنهوض التنموي
  حركــة النهضــة و تحديات الانتخابــات - إلى أحرار تونس -
  من يصنع التاريخ ؟
  السلاح الاستخباراتى والاختراق حتى النخاع
  الثورة التونسية فى مقاومة الاقطاع الرأسمالي الإحتكاري
  صناعة العامة فى ميزان الانتخابات
  جامع الزيتونة والاديولوجيات الليبرالية
  الظلم الطبقى وانعدام التوازن
  الاعلام والاقلام والثورة
  التعليم
  الثقافة والحكم والحكمة في رحاب الثورة التونسية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، عواطف منصور، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، مصطفى منيغ، محمود سلطان، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، محمد الياسين، طلال قسومي، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، كريم فارق، مصطفي زهران، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، تونسي، د- محمد رحال، كريم السليتي، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، أحمد الحباسي، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، نادية سعد، فتحي الزغل، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، أشرف إبراهيم حجاج، وائل بنجدو، ياسين أحمد، حاتم الصولي، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، عمر غازي، سليمان أحمد أبو ستة، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، مراد قميزة، حسن عثمان، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، فتحي العابد، سامح لطف الله، محمد يحي، عراق المطيري، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة