في ذكرى وفاته: درويش، ذاك... الأنا

شاكر الحوكي - تونس من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 5162

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

المفردات الثائرة، الكلمات الضائعة، الاستعارات المستحيلة، الأشواق العابرة، الأشجان الطافحة و الأوهام... الوضوح في الغموض و الحضور في الغياب... الهجر و المنفى، الموت و الخلود، المأساة و الملهاة، أورشليم و صلاح الدين، العودة و اللاعودة، و الحسابات الخاسرة: ضياع فلسطين، سقوط الأندلس، حصار قرطاج، صلب المسيح، مأساة إبليس و أنا. سأحلق معك أينما كنت و أذهب معك إلى المدى الذي ترومه...و أكون مثلك في التجلي...

الحب في كبرياء، العشق في الغياب، الحزن في المعاني و الصمت في الم، و الألم في الكلمات، لا شيء ينتهي كما نشتهي، للقصيدة بداية و لا نهاية لها... إلا الصمت.

البحث عن الجواب جواب، رحلة الوجود و الوجدان و الوجد...و الجنون. سلامي إليها، أشواقي و قبلاتي، القدس قبلتنا الأولى، مجدنا الأول، حبنا الأول، هزائمنا، انتصاراتنا، معاركنا، رفات أجدادنا، أحلامنا، كل شيء...

لن تستطيع أن تفهم شيء، لن تفهم شيء، كن أنت و قل، بلا مجاملة قل : إنها هرطقات، ترهات زائفة، عبث بالكلمات، أفكارا مشتتة، نغمات مبعثرة، حكايات مبتورة، صدف ملفقة، نظرات طائشة، أمواجا ضائعة، لغة مكسورة، قصص لم تبدأ... قل ما تريد و ما لا تريد، الموت نصر، و الهزيمة نصر، و الانكسارات نصر و النصر نصر... رحيل السنوات نصر، و النسيان نصر و الانتظار نصر، و النسيان الأبدي في الأبدية حياة و ابشر، فان حبك خالد، فالحب مغامرة فردية فلا تستأذن في الحب امرأة و لا تصدق... إلا نفسك، و اكتم و مت في حب كل امرأة، و انفجر في وجه القمر، و احترق في وجه الشمس... و لا تتخلى عن القدس و لا تستسلم، و لا تتلصص على الغيب، و لا تتمسك بالسراب، و لا تحاصر حصارك، و لا تصغي لكهنة الكنائس و مشائخ المساجد و زعماء السياسة و علماء النفس... فالقدس شأن ذاتي و الإنسان كل شيء و لاشيء.

إذا لم يكن الإنسان مجنونا فماذا يكون ؟. لا تبحث عن معنى القصيدة...و ابحث عن نفسك... لعلك تعثر عليها... لعلك تكون: من لا قدس له لا تاريخ له...تماما، تماما، تماما...

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

محمود درويش، شعر، الشعر الفلسطيني، ذكرى محمود درويش،

12-08-2011

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك