(130) بن لادن ينفى ضلوعه فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6022
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الدكتور " مايكل شوسودوفسكى" هو أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتاوا، ومدير منظمة الإعلام الكندية، ومدير مركز أبحاث العولمة، والأستاذ الزائر فى العديد من المؤسسات الأكاديمية بأوربا الغربية، وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا. وهو المستشار الاقتصادى للعديد من حكومات الدول النامية، والعديد من المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية، والبنك الأفريقى الدولى، وصندوق الأمم المتحدة للتمويل السكانى، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، و مفوضية الأمم المتحدة لأمريكا اللاتينية، ودول الكاريبى، والمؤسسة الدولية لبحوث السلام والمستقبل.
يقول "شوسودوفسكى " فى مقالة له بعنوان " الحقيقة وراء هجمات الحادى عشر من سبتمبر، ومن هو أسامة بن لادن :
" فى الساعة الحادية عشرة من يوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 أعلنت إدارة "بوش" – دون أية تحقيقات – أن تنظيم القاعدة هو المسئول عن الهجوم على مركز التجارة الدولى، وعلى البنتاجون، وأن "أسامة بن لادن" هو مهندس هذا الهجوم. وفى الساعة التاسعة والنصف من مساء نفس اليوم تشكل مجلس وزراء الحرب الذى يضم أعضاء مختارين يمثلون قمة رجال الجيش والمخابرات المركزية الأمريكية . وفى الساعة الحادية عشرة من مساء نفس اليوم، وبعد اجتماع تاريخى فى البيت الأبيض، أعلنت الولايات المتحدة شن ما يعرف بـ "الحرب على الإرهاب". وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة من الهجوم، وفى الثانى عشر من سبتمبر أحيت دول حلف الناتو ولأول مرة فى تاريخها المادة الخامسة من معاهدة واشنطن للدفاع المشترك وأعلنت هذه الدول أن الهجوم على مركز التجارة العالمى والبنتاجون يعتبر هجوما عليها. وبعد أربعة أسابيع بالكاد من هذه الهجمات وبالتحديد فى السابع من أكتوبر ضُربت أفغانستان بالقنابل وغزتها القوات الأمريكية. ليبدأ الفصل الأول من خارطة الطريق العسكرية الأمريكية بعنوان "حرب بلا حدود".
ساعدت هذه الهجمات كما يعترف الجنرال " تومى فرانكس" القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، فى حشد الرأى العام لتأييد أجندة الحرب الأمريكية التى كانت بالفعل فى آخر مراحلها التخطيطية. واقتنع الجميع أن الحرب على أفغانستان - هذا البلد الفقير الذى لا يزيد عدد سكانه على ثلاثين مليونا من البشر- هى حرب عادلة تقوم على أرضية أخلاقية ومعنويه انتقاما ممن قاموا بهذه الهجمات.
أُدخل فى روع الأمريكيين أن قرار الذهاب إلى الحرب كان وليد اللحظة، وكرد فعل للهجوم على الولايات المتحدة، لكن القليل من الناس من أدرك أن الإعداد لمثل هذه الحرب لا يمكن أن يُخطط ويُنفذ فى عدة أسابيع، وإنما خُطط له قبل الحادى عشر من سبتمبر بوقت كاف ".
وفى التاسع من شهر مايو الحالى 2011 فى مقالة أخرى له بعنوان :" مقابلة مع أسامة "بن لادن" يُنكر فيها تورطه فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر " أعاد "شوسودوفسكى" نشر نص مقابلة حصرية أجرتها صحيفة "الأمة" اليومية الباكستانية التى تصدر فى كراتشى بباكستان مع " أسامة بن لادن" فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2001. قامت هيئة الإذاعة البريطانية بترجمة هذه المقابلة من لغة "الأوردو" إلى اللغة الإنجليزية. ونُشرت المقابلة فى التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2001. يقول "شوسودوفسكى " فى مقدمة عرضه لنص المقابلة المذكورة :" لقد تم التأكد من مصداقية ما نشر بعد مراجعة ما جاء بها على أرشيف الأخبار الإلكترونى، ولوحظ أن تصريحات "بن لادن" تختلف بدرجة واضحة عن ما قيل أنه جاء على لسانه فى شرائط الفيديو. ومن المؤسف أن نص هذه المقابلة لم يحظ باهتمام الرأى العام الغربى، لكن دراستها سوف تساهم فى فهم أفضل لتاريخ "القاعدة "، ودور "بن لادن" وأحداث الحادى عشر من سبتمبر الدرامية ".
أما "أهم " ما جاء فى هذه التصريحات طبقا للأسئلة التى وجهتها الصحيفة لـ"بن لادن" وإجابته عنها فيمكن إيجازه على النحو التالى
أولا: نفيه ضلوعه فى هذه الهجمات
سؤل بن لادن : " أنت متهم بالتورط فى الهجمات على نيويورك وواشنطن فماذا تقول فى ذلك.
أجاب "بن لادن " :" لقد قلت بالفعل أنى لم أتورط فى هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة، وبصفتى مسلما، فإنى أتحرى ألا يصدر منى الكذب مطلقا، ليست لى أى معرفة بهذه الهجمات، ولا أعتبر أن قتل النساء والأطفال والبشر الآخرين الأبرياء فعل يجب تقديره. إن الإسلام يمنع تعرض الأطفال والنساء وغيرهم بالأذى حتى فى حالة الحرب ". ويضيف " بن لادن " :" إننا لا نعادى الشعب الأمريكى فهو ضحية هذه الهجمات، إننا نعادى النظام الأمريكى، هذا النظام الذى يُجبر الدول الأخرى على أن تخضع لعبودية الولايات المتحدة أو تُجبرها على التضحية بحريتها الاقتصادية والسياسية. إن هذا النظام يخضع للسيطرة الكاملة لليهود الذين يعطون الأولوية لإسرائيل، وليس للولايات المتحدة. إننا نقول ببساطة أن الشعب الأمريكى عبد لليهود، وهو مُجبر على العيش فى ظل القواعد التى يحددها اليهود، ولهذا فإن العقاب يجب أن يطول إسرائيل، وإسرائيل هى التى تُغرق المسلمين فى حمامات الدم، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تنبس بكلمة ".
ثانيا : من الذين يتهمهم "بن لادن" بالتورط فى هذه الهجمات ؟
يقول "بن لادن" :" إن الولايات المتحدة متهمة بإساءة التعامل مع النساء والأطفال وغيرهم، وكذلك أصحاب الديانات الأخرى وخاصة من المسلمين، وفلسطين مثل واضح على التعاون بينها وبين إسرائيل فى عمليات الإيذاء هذه.
إن أعداد ضحايا هذه الهجمات أعلى مما أعلنته الولايات المتحدة، لكن إدارة "بوش" لاتريد إثارة الذعر بين الناس. إن على الولايات المتحدة أن تبحث عمن ارتكب هذه الهجمات الذين ليسوا بأصدقاء للولايات المتحدة.
من ارتكبوا هذه الهجمات هم جزء من النظام الأمريكى، لكنهم يعارضونه، هناك من يعملون لصالح نظام آخر، ويريدون أن يجعلوا هذا القرن قرن الصدام بين النصرانية والإسلام حتى يحافظوا على مدنيتهم، وأمتهم، وبلادهم، وسيادة إيديولوجيتهم. تجدهم ممتدون من روسيا إلى إسرائيل، من الهند إلى صربيا.
هناك فى داخل الولايات المتحدة عشرات من الجماعات المنظمة جيدا والمعدة جيدا والقادرة على أن تسبب تدميرا على نطاق واسع. هناك اليهود الأمريكيون، قد يكونوا هم العقول المدبرة لهذا الهجوم.
هناك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. هذه الوكالة فى حاجة سنوية إلى بلايين الدولارات كتمويل من الكونجرس ومن الحكومة. لم تكن مشكلة التمويل بالنسبة لوكالة المخابرات ذات أهمية كبرى أيام الاتحاد السوفياتى، ولكن هذا التمويل أصبح فى خطر بعد انهياره. إنها تحتاج إلى تبرير للحصول على هذا التمويل، ولهذا بدأت أولا بالدعاية ضد "طالبان" و"بن لادن"، ثم حدثت هذه الهجمات. لقد صادقت إدارة "بوش" على تخصيص أربعين بليون دولارا لهذه الوكالة . أين ستذهب هذه البلايين، إنها ستذهب إلى هذه الوكالات التى تحتاج إلى هذا التمويل الضخم، ومن ثم لا بد لها أن تثبت وجودها. إنها ستنفق هذه البلايين من أجل توسعاتها، وزيادة أهمية الحاجة إليها.
إن تهريب المخدرات على صلة بهذه الوكالات السرية. لا تريد هذه الوكالات أن تستأصل زرع المخدرات وتجارتها غير المشروعة لأن ذلك يقضى على أهميتها. إنهم يشجعون تجارة المخدرات حتى يُظهروا انجازاتهم ويحصلون على بلايين الدولارات ويثبتوا استحقاقهم للميزانية التى ترصد لهذا الغرض.
إن هناك حكومة داخل حكومة الولايات المتحدة، ويجب أن تُسأل هذه الحكومة السرية على من قام بهذا الهجوم.
ثالثا : عن صداقة الولايات المتحدة للعالم الإسلامى
يقول "بن لادن" : " إن صداقة الولايات المتحدة للعالم الإسلامى مجرد مسرحية، أو خداع بمعنى أصح. إن علاقتها بالعالم الإسلامى تقوم إما على الإغواء أو التهديد الذى تُجبر بمقتضاه العالم الإسلامى على لعب الأدوار التى تحددها. إن إلقاء نظرة على هذا العالم الإسلامى تبين أنه قادته إما طغاة، وإما أعداء للمسلمين. الواقع أنه ليس للولايات المتحدة أصدقاء. ان شرط الصداقة أن تكون أطرافها على قدم المساواة مع بعضهم البعض ، إن الولايات المتحدة لا تريد أحدا أن يكون على قدم المساواة معها. إنها تريد عبودية الآخرين أوتبعيتهم لها.
إن حالتنا مختلفة. نحن أخذنا عهدا على أنفسنا ألا نعبد إلا الله وحده سبحانه وتعالى. نرفض أن نكون عبيدا لآخرين. إن الأمم التى تحافظ على حريتها هى عدوة للولايات المتحدة، أوالأخيرة عدوة لها. هناك بلدان لا توافق أن تخضع لعبودية الولايات المتحدة كالصين وليبيا وكوبا وسوريا وروسيا السابقة، ومن المنطقى أن تكون على عداء مع الولايات المتحدة ".
رابعا : هل ستهاجم القاعدة هذه الدول الإسلامية التى وافقت الولايات المتحدة على حربها ضد أفغانستان ؟
يقول "بن لادن" : " إن واجبى فقط هو أن أوقظ المسلمين، أن أقول لهم ما هو خير لهم وما هو غير ذلك. مالذى يقوله الإسلام، ومالذى لا يقوله. لقد تأسست القاعدة لكى تشن الحرب ضد الكفار، ولكى تواجه حملات الدول الكافرة ضد الدول الإسلامية التى تقتل المسلمين الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا ليس لسبب سوى أنهم مسلمون. إننا نحيى الجهاد، الركن السادس فى الإسلام. نريد أن نُبقى على الجهاد حيا ونشطا، وجزءا من الحياة اليومية للمسلمين، نريد أن نضعه فى موقع العبادة. إننا لسنا ضد أى بلد إسلامى، ولا نعتبر أن الحرب ضد أى بلد إسلامى جهادا. ولكن على الدول الإسلامية التى تساند الولايات المتحدة فى الهجوم على بلد مسلم مثل أفغانستان أن تعلم أن الشريعة الإسلامية وكل علماء المسلمين لا يقرون ذلك، وأن عليهم أن يفكروا ما الذى يتبقى لهم من دينهم وأخلاقهم إذا ساندوا اليهود والنصارى فى حربهم ضد بلد مسلم كأفغانستان.
خامسا : موقف "بن لادن" من استبدال الصراع المسلح فى مواجهة أعداء الإسلام بالمقاطعة الاقتصادية أو مقاطعة البنوك الغربية أو خطوط الشحن .
يقول "بن لادن" :" إن مقاطعة البضائع الغربية تحتاج أولا إلى إيقاظ الأخوة الإسلامية وتنظيمها. وتحتاج ثانيا إلى أن تكون الشركات الإسلامية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى بإنتاج بضائع مساوية فى جودتها لما تنتجه الشركات الغربية. إن المقاطعة الاقتصادية للغرب لن تكون ممكنة إلا إذا كان لدينا الاكتفاء الذاتى من المنتجات البديلة. إن الثروة موزعة عبر العالم الإسلامى، ورغم ذلك ليست لدينا قناة تلفاز واحدة تبث تعاليم الإسلام طبقا للمتطلبات الحديثة ذات التأثير العالمى. إن على التجار المسلمين أن يجعلوا ذلك هدفا لهم، وأن يعلموا تماما أن الرأى العام سلاح قوى، وأن مصير الأمم يستخدم عبر ضغوط الرأى العام، وأن علينا أن نوفر الأدوات اللازمة التى تمكننا من بناء رأى عام نستطيع استخدامه بفاعلية ".
سادسا : موقف "بن لادن" من حقيقة أن الدعاية الغربية هى التى تتحكم فى نقل صورة القاعدة إلى العالم الغربى، وعدم وجود معلومات من مصادر القاعدة ذاتها تتحدث عنها وعن نجاحاتها فى الحقل الجهادى
يقول "بن لادن" : " لقد سيطر الإعلام الغربى على الميدان الدعائى وليست أمامنا مساحات دعائية كبيرة منذ زمن بعيد. لكن لدينا أمورا أخرى متاحة. إن الجهاد فى سبيل الله هو فى سبيل الله وليس لغير ذلك. إن سكوتنا هو دعاية حقيقية، أما محاولات الرفض، والتفسير، والتصويب هى تضييع للوقت، يريد منا العدو أن نتورط فيها حتى ننصرف عن قضيتنا الأساسية، ولا تفيدنا فى نفس الوقت. إن الإعلام الغربى يطلق دعايات لا أساس لها تصيبنا بالدهشة فى كثير من الأحيان، لكنها تعكس ما فى قلوبهم، وهم يصبحون بالتدريج أسرى لهذه الدعايات ذاتها، حتى أصبحوا خائفين منها، وبدأوا يتأذون منها. أصبح الإرهاب سلاحا مروعا فى العصر الحديث، واستخدمه الغرب بلا رحمة ضد شعبه هو، وبعث الخوف واليأس فى نفوس الشعوب الأوربية والشعب الأمريكى. ومالذى يمكن أن تنجزه أمة وهى تعانى من الخوف واليأس ؟ ". (1)
سابعا : مسألة تجميد الولايات المتحدة حسابات القاعدة
يقول "بن لادن " :" إن الله سبحانه وتعالى يفتح لمن يجاهدون فى سبيله سبلا عديدة. ان تجميد الحسابات لا يمثل للقاعدة أو الجماعات الجهادية الأخرى أية مشكله. هناك بفضل الله أكثر من ثلاثة بدائل من الأنظمة المالية منفصلة عن بعضها ومستقلة عن بعضها استقلالا تاما، يعمل فيه هؤلاء الذين يحبون الجهاد. لا تستطيع الولايات المتحدة وحتى العالم مجتمعين أن يزحزح هؤلاء الناس عن طريقهم. ليس هؤلاء الناس بالمئات ولكن بالآلاف والملايين. ان القاعدة تضم شبابا متعلما تعليما حديثا يعرف الشروخ القائمة فى النظام المالى الغربى وقادر على اختراقه.
ثامنا : هل هناك مناطق أخرى آمنة للقاعدة غير أفغانستان ؟
يقول"بن لادن" :"هناك فى كل أنحاء العالم قوات جهادية، من أندونيسيا إلى الجزائر، من كابول إلى الشيشان، من البوسنة إلى السودان، من بورما إلى كشمير. ليست القضية متعلقة بشخص "بن لادن" إنهه قضية الإسلام والجهاد. أنا رجل لا حول له ولا قوة، أخاف حساب الله لى... إننى أشكر الله عز وجل على أن الجهاد الآن يرفع رأسه عاليا، إنه لا زال قائما وسيبقى قائما حتى ولو لم يكن " أسامة بن لادن " هناك. ان الله يفتح لنا سبلا عديدة ويضع فى قلوب الناس حب هؤلاء الذين يجاهدون فى سبيله. ان الإنسان يتحصل عبر الجهاد على كل ما يريده. وأكبر ما يرغبه المسلم هو الحياة الآخرة، والشهادة فى سبيل الله هى أقصر الطرق إلى الحياة الأبدية ".
تاسعا : موقف "بن لادن" من تعاون الحكومة الباكستانية فى الحرب على أفغانستان
يقول بن لادن :" نحن نشكر الشعب الباكستانى المؤمن الشجاع فى مواجهة قوى الشر. هذا الشعب الذى وقف فى الصف الأول فى المعركة. إن باكستان هى الأمل الكبير فى الأخوة الإسلامية، لقد استيقظ شعبها، وأثرى روح العقيدة. لقد حمى الباكستانيون ظهر أفغانستان فى مواجهة الاتحاد السوفياتى، ووقفوا كتفا بكتف مع طالبان. إذا وجد مثل هذا الشعب فى بلدين فقط، فبإمكاننا إيقاف سيطرة الغرب فى عدة أيام. إن قلوبنا متعلقة بالباكستان ونسأل الله أن يحميها، ونحن مستعدون أن نقف وراءها بدمائنا. إن باكستان مقدسة بالنسبة لنا. ونحن لا يهمنا من يحكم باكستان، المهم هو أن روح الجهاد حية وقوية فى نفوس الشعب الباكستانى.
هذه هى خلاصة تصريحات "بن لادن" للصحيفة الباكستانية بعد أن أعاد "شوسودوفسكى " نشرها إثر إعلان "أوباما" نبأ مقتل "بن لادن". ينفى " بن لادن " ضلوعه فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر، ويوجه أصابع الاتهام إلى جهات عدة محتملة منها اليهود، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. كما أنه لا يعتبر أن توجيه الضربات للدول الإسلامية المتعاونة مع الأمريكيين جهادا، ويرى أن منظمته تحارب الكفار الذين يعتدون على بلاد المسلمين فقط. كما يبين أنه التنظيمات الجهادية لا تواجه مشكلة فى التمويل بالرغم من تجميد الأمريكيين لحساباتها. يقول "بن لادن" أن الجهاديين موجودون فى كل مكان وليس فى أفغانستان فقط. وأن الجهاد ليس مرتبطا بـ "بن لادن " وأنه سيبقى حتى ولو اختفى "بن لادن". وأخيرا يُهوِّن من تعاون الحكومة الباكستانية مع الولايات المتحدة فى حربها ضد أفغانستان، ويشكر الشعب الباكستانى الذى ساند الجهاد منذ الحرب مع السوفيات، ويعول كثيرا على هذا الشعب فى استمرار المسيرة الجهادية.
..............................................................
(1) اختلف الموقف الدعائى للجهاديين تماما منذ عام 2001 وهو العام الذى أدلى به "بن لادن " بتصريحه هذا عن الوضع الدعائى لهم فى عام 2008. اعترف بذلك " جيفرى إم " وهو كاتب معروف في موقع "مكافحة الإرهاب" يكتب في عدة مواقع أخرى تحارب الجهاد والجهاديين. كان "جيفري" يجرى بحوثه وتحليلاته على امتداد خمسة وعشرين عاما لصالح الحكومة الفيدرالية الأمريكية، وعمل لمدة خمس سنوات من هذه الفترة مع المكتب الفيدرالى للتحقيقات. وهو متخصص في العلوم السياسية وهندسة الشبكات وأجرى العديد من الدراسات على مايسمى بجماعات الإرهاب الإسلامية المتطرفة، وجماعات الإرهاب بالداخل. يقول "جيفرى إم " :
" أن الولايات المتحدة وإن حققت انتصارات عسكرية على الجهاديين فإنها خسرت معركتها معهم فيما تسميه " بحرب الأفكار" كنت أقيس كل يوم هذا التقدم الذي أحرزناه في الحرب ضد الجهاد، فوجدت أننا أحرزنا في العام الماضي إنجازات عسكرية كبيرة في مسرح العمليات العسكرية. أما على مسرح الحرب الأطول "حرب الأفكار"، فإني أقول أننا خسرنا الحرب في مواجهة إيديولوجية "الإستعلاء الإسلامي" التي يرتكز عليها هذا الجهاد. ان الولايات المتحدة وبعد سبع سنوات منذ 11/9 تخسر حرب الأفكار. إن قيادتنا الوطنية وجمع كبير من مواطنينا غير متحققين من أن إيديولوجية "الإستعلاء الإسلامي" هي التي تشكل أساس العمليات الجهادية. إن تجاهل "حرب الأفكار" هذه أدى بقادتنا إلى الدعوة إلى الحرب ضد المتطرفين، وأدى إلى جدل يرفض الاعتراف بهوية العدو الذي نحاربه. لقد تقدمت قوى "الاستعلاء الإسلامي" تقدما واضحا، إلى الدرجة التي تغلغلت فيها إلى الحكومة والجيش وأثرت على استراتيجية أمن بلادنا وسياستنا الخارجية..... لقد أنفق قادتنا الضرائب التي تدفعها أنت كأمريكي على من، وماذا، وأين، ومتى، لكنهم لم يكونوا قادرين على الإجابة على السؤال الهام، لماذا يجاهد هؤلاء الناس؟ وماهى إيديولوجية الإستعلاء التي يقوم عليها هذا الجهاد؟"
( انظر : أحمد إبراهيم خضر، الاستعلاء الإسلامى بين الجهاديين والأمريكيين )
www.alukah.net/Culture/0/27577/)
المصادر
Michel Chossudovsky , The Protest Movement in Egypt: "Dictators" do not Dictate, They Obey Orders , Global Research, January 29, 2011
www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=22993
Michel Chossudovsky, The Truth behind 9/11: Who Is Osama Bin Laden?
At 11am, on the morning of 9/11, the Bush administration had announced that Osama was behind the attacks. en.m4.cn/archives/8249.html
Michel Chossudovsky , Interview with Osama bin Laden. Denies his Involvement in 9/11,,
www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: