البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عقلية اليسار الفرنكفوني لاتزال تتحكم في المشهد بتونس بعد الثورة

كاتب المقال نادية الزاير – بناء نيوز - تونس   
 المشاهدات: 6737



ما من فتاة محجبة في تونس إلا وعانت الأمرين في عهد المخلوع بسبب تمسكها بحجابها ودينها، وأينما ذهبت تعامل كغريبة في بلدها الاسلامي، تتابعها كلمات السخرية والاستهزاء والقدح وتتسلل الى أذنها لتجرح قلبا آلمته الغربة وان كانت غربتهن في بلدهن.

مشاهد النبذ والاقصاء عديدة إما بسبب بوليس يستوقفها في الشارع ويهينها ويسمعها من الكلام البذيء ما تكره بل ربما يمد يده الآثمة ليخلع تاج عفافها، أو برفضها عند التقدم لإجراء مقابلة عمل لا لشيء الا لكونها محجبة، أو بمنعها من الدخول إلى مؤسسة عمومية وخاصة الحكومية منها، وكأنها تحمل " تهمة في سجلها المدني هي الحجاب"و كأنها من "دين آخر" أو نوع بشري آخر أوهي وكما كان يسميها الحزب الحاكم وردده العديد من أتباعه " ظاهرة شاذة ودخيلة على عاداتنا وتقاليدنا التونسية ".

ليس هذا وحسب بل ان بعض المثقفين على غرار سلوى الشرفي وألفة يوسف وصلوا الى حد تحريف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على الحجاب واعتلوا المنابر لترويج هذه الأفكار التي صار الكل يرددها كالببغاء ويعتمدها كمرجع" مقدّس" ومبرر لكل التجاوزات والانتهاكات في حق المحجبات.
ولسائل ان يسأل إذا كان هذا من الماضي فما الداعي الى التذكير به الآن ؟

للأسف يا ليته كان ماضيا فحسب، يا ليته كان ماضيا ولّىّ بعد الثورة التي ظننا أنها ستحررنا من كل أشكال الاضطهاد السابقة ولكن أكثر من حالة تشهد على تواصل هذه العقلية إلى اليوم وإن كانت بأساليب غير معلنة كما كانت في عهد المخلوع.

سواء أعوان الأمن الذين كانوا يهينون المحجبات أو المسؤولين في المؤسسات العمومية أو غيرهم الكل كان يبرر أفعاله المشينة بقوله أنه " عبد مأمور" وعليه تطبيق المناشير التي روجها بن علي والتي تمنع ما أسماه "اللباس الطائفي" ولكن لو كان ذلك صحيح فما بال البعض باق على نفس النهج الى الآن وبنفس العقلية ونفس نزعة الكره والتحامل على المحجبات.

هذا السؤال ذاته خامر جميلة الرياحي التي التحقت بعملها الجديد كعاملة تنظيف في مؤسسة عمومية مباشرة بعد شهر واحد من الثورة، حينما ذهبت لمقابلة المسؤول وهي ترتدي حجابها من دون خوف او ارتباك ظنّا منها أنّ زمن الخوف الذي كانت تهان فيه بسبب حجابها ولى دون رجعة، ولكنها فوجئت به وهو يقول لها " إن أردت التحجب فحري بك البقاء في منزلك وإن أردت العمل فعليك أن تخلعيه".

لم تصدق جميلة ما سمعت ولكن نظرا لحاجتها الماسة للعمل قامت بنزعه واختممت حديثها عن هذا الموقف بقولها " أدركت حينها أنهم لم يكونوا يتصرفوا على ذلك النحو خوفا من بن علي أو بأمر منه بل سولت لهم أنفسهم وعقولهم المريضة فعل ذلك وما يزالوا ..."

لم تكن جميلة هي وحدها من اكتشف هذه الحقيقة المؤلمة بل منذ يومين فقط اتصلت شركة تابعة لمجموعة شركات معروفة بالبحيرة بمجموعة من خريجي التعليم العالي العاطلين عن العمل يزاولون تكوينا في اللغة الانقليزية تحت ما يسمى بمنظومة 21/21، تمكنت الشركة من الحصول على ملفاتهم عن طريق مكتب التشغيل وهم سبعة أشخاص من بينهم أربع محجبات وشابين وفتاة غير محجبة وبمجرد انتقالهم لإجراء اختبار شفاهي للحصول على الوظائف الشاغرة وإذ بهم يفاجؤون بالسكرتيرة ترتبك عند رؤيتها للمحجبات و تتجه نحو رئيسها في العمل الذي استخدم دهائه لطرد المحجبات بطريقة غير مباشرة حيث قال لهم " نحن في حاجة فقط إلى فتاة وشابين".
وعلقت فاطمة وهي إحدى الفتيات المحجبات اللاّتي تعرضن لهذا الموقف قائلة "رغم مراوغته حتى لا ينفضح رفضه لنا بسبب الحجاب، إلا أن الرسالة وصلت إلى جميع الحاضرين بدون استثناء وفي الحقيقة شعرت بالظلم لأني علقت آمالا كبيرة على مرحلة ما بعد الثورة ظنّا مني أني سأعامل وأقيّم حسب كفاءتي في العمل وليس لنفس الاعتبارات التي منعتنا الحق في الشغل خلال العهد البائد."

النخب والحجاب ؟!!
موقف آخر مشابه تعرضت له زميلة صحفية محجبة خرجت بعد الثورة للتظاهر مع نقابة الصحفيين للمطالبة بحقها في العمل وهي تحمل لافتة كتب عليها "لا لإقصاء المحجبات " أمام مبنى إذاعة موزاييك وطرحت سؤالا مباشر على مدير الإذاعة قائلة "اذا تقدمت صحفية محجبة للعمل هل تمنحها نفس فرصة العمل كغيرها؟"
وقبل أن يتمكن مدير الإذاعة من الرد تلقت الإجابة من الصحفيين الشبان أعضاء النقابة الذين هاجموها برفضهم لطرح السؤال من الأساس كما ذكروها بأنها في مظاهرة تقوم بها النقابة في صلب نظام مدني ولا يجوز لها قول " بسم الله الرحمان الرحيم" أو "شالوم " .

هؤلاء هم أنفسهم من طالبوا بحرية التعبير وحرية الإعلام والديمقراطية وقبول الآخر منعوها حقها في التعبير وممارسة حريتها كإعلامية محجبة ولم يستطيعوا التخلص من رواسب العقلية السابقة وقبولها كما قبلتهم هي وانضمت اليهم ايمانا منها أن الاختلاف لا يفسد للودّ قضية.
وإن كانت هذه الحالات ليست سوى مجرّد أمثلة للبرهنة على الحقيقة فحسب فإن ما رسخ في بعض العقول من فكر معاد للحجاب، وخاصة لدى بعض النخب التى تدعي الحداثة والتقدمية والتنوير .. يؤكد أن المخلوع رحل ولكن الممارسات التى تقصي طرفا معينا لم ترحل، وان العداء للهوية لم يكن مسالة شخصية تتعلق براس النظام بل كان خيارا لفئة من التونسيين الذين تمترسوا ببن علي لاستهداف هذه الهوية، وهو ما يؤكد ان من زينوا للمخلوع افعاله لايزالوا يواصلون السير على نفس النهج الذي رسموه معا.

--------------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، وسائل الإعلام، الثورة المضادة، اليسار الفرنكفوني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-07-2011   www.binaanews.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، عواطف منصور، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، أحمد النعيمي، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، عمر غازي، إيمى الأشقر، صلاح المختار، جاسم الرصيف، رمضان حينوني، محمد يحي، كريم فارق، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، سلام الشماع، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، كريم السليتي، خالد الجاف ، علي الكاش، المولدي الفرجاني، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، نادية سعد، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، طلال قسومي، صفاء العربي، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، أحمد الحباسي، عراق المطيري، سامح لطف الله، علي عبد العال، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، صلاح الحريري، حسن عثمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، الناصر الرقيق، يحيي البوليني، مراد قميزة، سلوى المغربي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة