البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يريد الأمريكان الانسحاب حقاً من العراق ؟

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5827


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بادئ ذي بدء لابد أن ندرك أن حرب العراق واحتلاله قد كلفت وما تزال يكلف الولايات المتحدة الأمريكية الكثير جداً من النفقات المالية والسياسية وبالمعنويات، بل ربما فاقت حتى حرب فيثنام، ومن غير المعقول أن تترك الولايات المتحدة المكتسبات والغنيمة دون أن تتأكد تماماً أن الغنيمة والمكتسبات قد أصبحت في جيبها وفي حرز حريز، وهي في ذلك لا تعتمد على مفاوضاتها وحساباته للأمور، وليس على ما سيقرره حكومة المنطقة الخضراء في بغداد، وإذا كانت هناك خطورة، فهي إعصار عراقي عربي سيقتلعهم ذات يوم، حيث سيكتشفون للمرة المائة أن للشعوب قوة تفوق قوتهم العسكرية الغاشمة، وذكاء مخططي سياساتهم، وأن حسابات الورق لا تطابق حسابات الأرض.

قرار الانسحاب وبأي حجم سيكون، أو إعادة انتشار وكيف .. سيتخذ ولكن ليس لجماعة المنطقة الخضراء فيها يد، أو ليس دوائر حكم عراقية، فالأوزان هناك محسوبة بدقة، وليست هناك أسرار، فالكل بدون استثناء تعمل لجهات أجنبية، ولنكن دقيقين في التشخيص: أمريكية وإيرانية وإسرائيلية. وهذه الجهات الثلاث تلتقي وتتحادث وتتفاوض وتتقاسم ولكن دون حضور عناصر محسوبة على العراق، بل هم لديهم ممثليهم من دبلوماسيين وضباط مخابرات، ووفود سياسية وفنية تلتقي في بغداد وغير بغداد، وما حاجتهم للعناصر العراقية ؟ التي سوف تبلغ نتائج لعبة الكراسي وتقاسم الأدوار، لتصاغ القرارات على ضوءها، من أجل إضفاء شرعية على ما هو غير شرعي.

بتقديري علينا أن نتفحص الأمر من وجهة أخرى، لا تبعدنا عن الموضوع، بل تدخلنا في صلبه وصميمه. الولايات المتحدة إن قررت سحب من جزء قواتها من العراق، فإنها قد تفعل ذلك، ولكن وفق معطيات وحسابات أخرى، في إطار إجراء حسابات علمية وتقييم الاستراتيجية الأمريكية الشاملة لنتائج المرحلة المنصرمة، ووضع ملامح استراتيجية شاملة جديدة ربما يبدو فيها العراق وحتى أفغانستان ثانوية حيالها، وفي مقدمة تلك العناصر الهامة: الموقف المالي للولايات المتحدة البالغ الخطورة والذي يهدد بانهيار الدولار ومن ثم فللأمر عواقبه السياسية والاقتصادية والعسكرية معاً، ونشوء صفحات ستستأثر بأهتمام الولايات المتحدة في أماكن أخرى من العالم، وإدخال أجيال جديدة من أنظمة تسليح بالغة التطور التكنولوجي في القوات المسلحة ستغني عن استخدام قدر مهم من الأفراد في الجيوش.

ففي تقرير حديث (حزيران / 2011) لصندوق النقد الدولي يقول إن العام 2016 هو عام الصفر بالنسبة للصين لتتحول فيه إلى القوة الاقتصادية العالمية المهيمنة، وهو العام الذي يتوقع أن تتقاطع فيه معدلات النمو الصينية مع انحدار المساهمة الأمريكية بالناتج المحلي الإجمالي العالمي من حيث القوة الشرائية. وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، فإن الاقتصاد الصيني سينمو من 11.2 تريليون دولار عام 2011 إلى 19 تريليون دولار عام 2016، أما الاقتصاد الأمريكي فإنه سينمو من 15.2 تريليون دولار إلى 18.8 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.

وما يقال عن الاقتصاد يقال عن الموقف العسكري الذي آخذ بالتدهور لصالح الصين، وتحقيقها بالتالي نفوذاً كبيراً في ذلك الجزء من العالم، بل وليس ببعيد أن تمتلك الصين قدرات التدخل العسكري ليتسع تأثيرها في كافة أرجاء العالم .

الأمريكان لا يرغبون أنشاء قواعد عسكرية تضم عناصر بأعداد كبيرة، فهذه تنطوي على تكاليف سياسية ومالية كبيرة، والعبرة (سابقاُ، وأكثر لاحقاً) ليست بالأعداد الكبيرة بل بالقدرات التي تمتلكها القواعد وهي مضمونة من خلال الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وبالأنظمة الموجودة على أرض القواعد، والقدرات اللوجستية الممتازة التي تتمتع بها، وفي حالات الطوارئ فالولايات المتحدة قادرة على التدخل خلال ساعات وإنقاذ أي موقف، كما ستغطي الاتفاقات السياسية بين الأطراف الثلاثة الأساسية ومع العراق فيما يخص الحالة العراقية، وبالتعاون مع حليفتيها إيران وإسرائيل، وهكذا فإن المواقف المحتملة مغطاة سياسياً وعسكرياً.

عدا ذلك فسائر ما نسمعه ما هو إلا طقطقة مناقير لعصافير صغيرة، لها دور تافه في مسرحية قذرة أسمها احتلال العراق، الأمريكان سيبقون في العراق ما لم تصبح خسائرهم أكثر من مرابحهم، وهذا لن يتحقق إلا بتشديد المطارق، في العراق وفي سائر بلاد العرب والمسلمين، ولابد من أن يفشل المشروع الأمريكي برمته، من أجل إلحاق هزيمة شاملة بهم، وهي آتية لا ريب فيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
* جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، أمريكا، إحتلال العراق، مقاومة، إنسحاب الإحتلال، الجلاء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-07-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب
  قمة بريكس في جوهانسبرغ
  القضية العراقية في شبكة العلاقات الدولية
  نهاية مخزية للفرانكفونية .. وأمثالها

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، أبو سمية، تونسي، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، نادية سعد، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، محمد يحي، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بنيعيش، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، مجدى داود، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، د- جابر قميحة، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، سامح لطف الله، عواطف منصور، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، محمود سلطان، د - عادل رضا، يحيي البوليني، مراد قميزة، رافد العزاوي، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، سلام الشماع، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، عمر غازي، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، رافع القارصي، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، محمد الياسين، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، صلاح الحريري، صفاء العراقي، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة