البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(98) كارثة الماء والنار

كاتب المقال أ.د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5831


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مقدمة:


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحْبه أجمعين.

لا شكَّ أنَّ النظر في آثار أيِّ كارثة يهزُّ القلوب حتى قلوب المتحجِّرين، ولحظات الاسترجاع الخيالي لحركات الناس وسكَناتها وخلَجاتها وتصوُّرهم أحياء يَرُوحون في مكان الكارثة ويجيئون، يَخافون ويَرجون، يطمَعون ويَتَطَلَّعون، ثم إذا هم ساكنون، لا حسَّ ولا حركة، آثارهم خاوية، طوَتْهم الحادِثة، وانطوَتْ معهم مشاعرهم وعَوالِمهم وأفكارهم وسكَناتهم ودُنياهم وما استكنَّ في ضَمائرهم وقُلوبهم، إنَّ هذه التأمُّلات لَتهزُّ القلب هزًّا مهما يكن غافِلاً قاسيًا.

لكنَّ الشدَّة تحدُث في أيَّامنا هذه تِلوَ الشدَّة، وتجدُ الناس بعد الشدَّة بنفس ما كانوا عليه قبْل الشدَّة في سَكْرَتِهم يَعمَهُونَ، ولا استكانة ولا تضرُّع، إنهم طيِّبون، يُصلُّون ويصومون لكنَّهم أقصَوْا أو قبلوا إقصاءَ شريعة الله عن الحياة، وأحلُّوا ما حرَّم الله، فلا عجب أنْ تَراهُم يُهَرولون مُسرِعين إلى بيوت الله هربًا من الحريق والموت، لكنَّ كرات المياه المحمَّلة بالنِّيران تَجرِي وَراءهم إلى داخِل المسجد فتحرقهم وتُدمِّر المسجد معهم.

في أيَّام "كافور الإخشيدي" كثرت الزلازل في مصر ودامَتْ ستة أشهر، فأنشد يومَها محمد بن القاسم بن عاصم قصيدة منها:
مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ سُوءٍ يُرَادُ بِهَا = لَكِنَّهَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِهِ فَرَحَا

وأيًّا كان المعنى الذي يقصده ابن القاسم فإنَّ التاريخ يقولُ: إنَّ مصر مرَّت بمِحَنٍ شديدة ومآسٍ عظيمة سجَّلَها الإمام جلال الدِّين السيوطي، وحصرها على امتداد ثمانمائة عام في كتابه: "حُسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"، حقَّق الكتاب الأستاذ "محمد أبو الفضل إبراهيم" اعتمدنا في إعداد هذا الكُتيِّب على هذا الكتاب للإمام السيوطي؛ ولهذا اعتبرناه إصدارنا الثامن في سلسلة إصدارات مختارات من كتب التراث الإسلامي.

يقول عُلَماؤنا: "إنَّ هذا الدين جدٌّ لا يحتمل الهزل، وجزمٌ لا يحتمل التميُّع، وحقٌّ في كلِّ نصٍّ فيه، وفي كلِّ كلمة فيه"، ولعلَّ الكارثة حدثَتْ لأنَّنا أخَذنا الدِّين بهزل وتميُّع، ولكنَّنا مع عُلَمائنا حينما يقولون: "إنَّ الإنسان ينسى ويُخطِئ، وفيه ضعفٌ يَدخُل منه الشيطان، وأنَّه لا يلتزم دائمًا ولا يستقيم دائمًا، لكنَّه يُدرِك خَطأه ويعرف زلَّته، ويندم ويطلُب العون من ربِّه والمغفرة، إنَّه يَثُوب ويَتُوب، ولا يلحُّ كالشيطان في المعصية، ولا يكونُ طلَبُه مِن ربِّه هو العون على المعصية"، اللهم اجعلنا واجعلهم عند حُسن ظنِّ علمائنا فينا.
د. أحمد إبراهيم خضر
جدة
جمادى الآخرة 1415 هـ - 1994م

* * * * *

كارثة الماء والنار


عاشَتْ مصر يومًا حزينًا، مأساة أكبر من أنْ تُوصَف، سُيول لم يَرَ الناس مثلَها من قبلُ، فاجأَتْهم الكارثة وهم نِيام، جرفت السيول أمامَها كلَّ شيء، الناس والطُّرق والمنازل والأثاث، حتى المقابر لم تَسلَم، مئات القَتلَى والجرحى والغَرقَى، ألوف المشرَّدين، تدفَّقت المياه في الشوارع واختلطتْ بالبنزين ثم حملَتْه وتحوَّلت إلى كُتَلٍ من اللهب تحرق كلَّ شيء يُقابِلها، أعداد كبيرة من الناس تجري نحو المساجد وتُردِّد: الله أكبر.. الله أكبر، أسرَعَ الناس إلى المعهد الديني للاحتماء به، لكنَّ المياه المحمَّلة بالنيران اقتحمتْ عليهم المعهد وأحرقت أجسادَهم! البعض منهم اقتحموا بابَ أحد المساجد المغلقة ليحتموا بها من النِّيران، لكنَّ النِّيران اقتحمت المسجد وراءهم وأحرقَتْهم داخل المسجد ودمرت المسجد تمامًا.

جرفت السيول جسر الخط الحديدي الفرعي فانقلبت عربتان من قطارٍ كان مُحمَّلاً بالنِّفط فاشتعلت النار فيهما وفي خزاني نفطٍ، لتجرف السيول الزيت المشتَعِل وتدخُل به إلى بيوت الناس، كم من المآسي وكم من القصص تُحكَى، واحدٌ فقط نجا من أسرة تتكوَّن من سبعة عشر شخصًا، وآخَر نجا بعد أنْ فقَدَ تسعة وعشرين شخصًا من أسرته، وصَف البعض الكارثةَ بأنها طُوفان نوح، قُرًى بأكمَلِها اختفتْ من الوجود ولم يبقَ منها شيء، مسافر قدم إلى بلدته فلم يجدْ إلا اللافتة، بعض مَن نجا من الحرق والغرق والموت تلقَّفَتْه العقارب ولدغَتْه، عروسان تزوَّجا منذ أسبوعين فقط لقيا مصرعهما، جثَّة لرجلٍ مات غرقًا ولم يحترق، كانت يده اليمنى تقبض على سيجارة، مات وهو يدخنها، جثَّة لامرأة تحتضن طفلها الرضيع وهي تُرضِعه، ولم يستطع أحدٌ أنْ يفصل الهيكل العظمي للرضيع من الهيكل العظمي للأم بعد أنْ احترقا معًا.

لم تكنْ هذه أوَّل كارثة مرَّت بها مصر، ها هي بعض أحداث كوارث ثمانمائة سنة: كما وصَفَها الإمام جلال الدِّين السيوطي:
"في سنة ستٍّ وستين من الهجرة وقَع الطاعون بمصر.
وفي سنة سبعين كان الوباء بها.
وفي سنة خمسٍ وثمانين كان الطاعون بالفسطاط، ومات فيه أمير مصر وقتها عبدالعزيز بن مروان.
وفي سنة خمس وأربعين ومائة، انتثرت الكواكب من أوَّل الليل إلى الصباح، فخافَ الناس.
وفي سنة ثمانين ومائة حدَث زلزالٌ شديد سقطَتْ منه رأس منارة الإسكندرية.
وفي سنة ثمانٍ وثلاثين دخَلت الروم مصر في ثلاثمائة مركب، فاحتلُّوا دمياط، وسبوا وأحرقوا، وأخَذُوا من الأمتعة والأسلحة شيئًا كثيرًا، وسبوا ستمائة امرأة، وفرَّ الناس منهم في كلِّ جهة، فمنهم مَن غرق وأكثرهم أُسِرَ، ورجَع الروم إلى بلادهم، ولم يتعرَّض لهم أحدٌ.
وفي سنة اثنين وأربعين ومائتين زُلزِلت الأرض ورُجِمت السويداء (وهي قرية مصريَّة)، ووُزِن حجرٌ من الحجارة فكان عشرة أرطال.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زُلزِلت مصر، وسُمِع في بعض نَواحِيها ضجَّة دائمة طويلة، مات منها خلقٌ كثيرٌ.
وفي سنة تسعٍ وستين في المحرَّم كسفت الشمس وخسف القمر، واجتماعهما في شهرٍ أمرٌ نادر.
وفي أربع وثمانين ومائتين ظهَر بمصر ظُلمة شديدة وحمرة في الأفق حتى جعل الرجل ينظر إلى وجه صاحبه فيَراه أحمرَ اللون جدًّا، فخرج الناس إلى الصحراء يدعون الله ويتضرَّعون إليه حتى كشف عنهم.
وفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة في آخِر المحرَّم انقضَّ كوكبٌ من ناحية الجنوب إلى الشمال قبل مَغِيب الشمس، فأضاءت السماء كلُّها، وسُمِع له صوتٌ كصوت الرعد الشديد.
وفي سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرَّم ظهَر كوكب بذَنَبٍ رأسُه إلى المغرب وذَنَبُه إلى المشرق، وكان عظيمًا جدًّا وذنَبُه منتشر، وبقي ثلاثة عشر يومًا إلى أنِ اضمَحلَّ.
وفي سنة أربعٍ وأربعين زُلزِلت مصر زلزلةً صعبة هدمت البيوت، ودامت ثلاث ساعات، وفزع الناس إلى الله بالدعاء.
وفي سنة تسع وأربعين رجع الحجيجُ مصرَ من مكَّة، فنزلوا واديًا، فجاءهم سيلٌ فأخذَهُم كلهم، فألقاهم في البحر عن آخِرهم.
وفي سنة خمسٍ وخمسين قطعت بنو سليم الطريق على الحجيج من أهل مصر، وأخَذُوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وعليها من الأموال والأمتعة ما لا يمكن تقييمه لكثرته، وبقي الحاج في البوادي، فهلك أكثرهم.
وفي أيَّام كافور الإخشيدي كثُرت الزلازل بمصر، ودامَتْ ستة أشهر، فأنشَدَ محمد القاسم بن عاصم قصيدة منها:

مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ سُوءٍ يُرَادُ بِهَا = لَكِنَّهَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِهِ فَرَحَا
وفي سنة تسعٍ وخمسين انقَضَّ كوكبٌ في ذي الحجة، فأضاء الدُّنيا حتى بقي له شعاعٌ كالشمس، ثم سُمِعَ له صوتٌ كالرعد.

وفي سنة ثلاث وستين، خرَج بنو هلال وطائفةٌ من العرب على الحجاج، فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وعطَّلوا على مَن بَقِىَ منهم الحجَّ في هذا العام، ولم يحصل لأحدٍ حجٌّ في هذه السنة سوى أهل درب العراق وحدَهم.

وفي سنة ثلاث وتسعين أمَر الحاكم بقطْع جميع الكروم التي بمصر والصعيد والإسكندرية ودمياط، فلم يبقَ كرم؛ احترازًا من عصر الخمر، وفي هذه السنة أمَر الحاكم الناسَ بالسجود إذا ذُكِرَ اسمُه في الخطبة.

وفي سنة أربعمائة بنى الحاكم دارًا للعلم وفرَشَها، ونقَل إليها الكتب العظيمة ممَّا يتعلَّق بالسُّنَّة، وأجلَسَ فيها الفقهاء والمحدِّثين، وأطلَقَ قراءة فضائل الصحابة، وأطلَقَ صلاة الضحى والتراويح، وأبطَلَ الأذان بـ"حيِّ على خير العمل"، فكَثُر الدعاء له، ثم بعد ثلاث سنين هدَم الدار، وقتَل خلقًا ممَّن كان بها من الفُقَهاء والمحدِّثين وأهل الخير والدِّين، ومنع صلاة الضحى والتراويح.
وفي سنة ثلاث وأربعمائة، أصدَرَ الحاكم مرسومًا بألاَّ تُقبَّل الأرض بين يدَيْه، ولا يُخاطَب بـ"مولانا" ولا بالصلاة عليه، ومنَع النساء من الخروج في الطُّرقات، وأحرَقَ الزبيب وقطَع الكرم، وغرق العسل، وفي رمضان من نفس السنة انقضَّ كوكبٌ من المشرق إلى المغرب وغلب ضوءُه على ضوء القمر، وتقطَّع قطعًا، وبقي ساعات طويلة.

وفي سنة خمسٍ وأربعمائة زادَ الحاكم في منْع النساء من الخروج من المنازل ومن دُخول الحمامات، ومن التطلُّع من الطاقات والأسلحة ومنع من عمل الأحذية لهن، وقتَل العديد منهن ممَّن خالفنَ أوامرَه، وهدم بعض الحمامات عليهن.

وفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة عزَّ القوت، وحدثَتْ مصايب عظيمة، وزُلزِلت مصر بشدَّة.

وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة حدثت واقعة غريبة ومصيبة عظيمة؛ وهي أنَّ رجلاً من المصريين من أصحاب الحاكم اتَّفَقَ مع جماعةٍ من الحجاج المصريين على أمْر سوء، فلمَّا كان يوم الجمعة، وهو يوم النفر الأول، طافَ هذا الرجل بالبيت، فلمَّا انتهى إلى الحجر الأسود، جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى يُعبَد هذا الحجر! ولا محمد ولا علي يمنعني عمَّا أفعله، فإنِّي أهدم اليوم هذا البيت، فاتَّقاه أكثر الحاضرين، وتأخَّروا عنه؛ وذلك أنه كان رجلاً طويلاً جسيمًا، أحمر أشقر، وعلى باب المسجد جماعةٌ من الفرسان يقفون ليمنعوا مَن يتعرَّض له بسوء، فتقدَّم إليه رجل من أهل اليمن، معه خنجر، وفاجَأه به، وتكاثَر عليه الناس فقتلوه، وقطَّعوه قطعًا، وتتبَّعُوا أصحابه، فقُتِل منهم جماعةٌ، ونهب أهل مكة ركْب المصريين، وجرَتْ فتنة عظيمة جدًّا، وسكن الحال، وأمَّا الحجر الشريف فقد سقطت منه ثلاث فلقات مثل الأظفار، وظهر ما تحتها أسمر بضرب إلى صفرة، محببًا، مثل الخشخاش، فأخَذ بنو شيبة تلك الفلق، فعجنوها بالمسك واللكِّ (وهو نبات يصبغ منه) وحشوا بها تلك الشُّقوق فاستَمسَك الحجر.

وفي سنة خمسٍ وعشرين كثُرت الزلازل بمصر، وفيها انقضَّ كوكب عظيم، وسُمِع له صوتٌ مثل الرَّعد وضوءٌ مثل المشاعل، وقيل: إنَّ السماء انفرجَتْ عند انقضاضِه.

وفي سنة إحدى وأربعين في ذي الحجَّة ارتفعت ليلاً سحابةٌ سوداء، فزادَتْ من ظُلمة الليل، وظهرت في جوانب السماء كالنار المضيئة، فانزَعَجَ الناس لذلك، وأخذوا في الدعاء والتضرُّع، فانكشفت بعد ساعة.

وفي سنة ثلاث وخمسين في جُمادَى الآخِرة كسفت الشمس كُسوفًا عظيمًا في جميع القرص، فمكثت أربع ساعات حتى بدت النجوم، وأوَتِ الطيور إلى أوكارها لشدَّة الظُّلمة.

وفي سنة خمس وخمسين وقَع بمصر وَباء شديد، كان يخرج منها في كلِّ يوم ألف جنازة.

وفي سنة ستين وأربعمائة كان ابتداء الغَلاء بمصر عظيم، لم يسمع بمثله من قبلُ، بل من عهد يوسف - عليه الصلاة والسلام، واشتدَّ القحط والوَباء سبع سنين متواليات، وأكَل الناس الجيفة والميتات، وأفنيت الدواب، وبِيع الكلب بخمسة دنانير والهرُّ بثلاثة دنانير، ولم يبقَ لخليفة مصر سوى ثلاثة أفراس بعد العدد الكبير، ونزل الوزير يومًا عن بغلته، فغفل الغلام عنها لضعفه من الجوع، فأخَذها ثلاثة نفرٍ فذبحوها وأكلوها، فأُخِذوا وصُلِبوا وأصبحوا وقد أكلَهُم الناس، ولم يبقَ إلا عظامهم، وقُبِضَ على رجلٍ يقتُل الصبيان والنساء ويَبِيع لحومهم ويدفن رُؤوسَهم وأطرافَهم فقُتِل، وبِيعَت البيضة بدِينار، وبلغ إردب القمح مائة دِينار ثم اختَفَى، وخرجت امرأةٌ من القاهرة ومعها مدٌّ من الجواهر، فقالت: مَن يأخذه بمدٍّ من القمح؟ فلمْ يلتفتْ إليها أحَدٌ.

وفي سنة اثنتين وستين زُلزِلت مصر حتى نفرَتْ إحدى زَوايا جامع عمرو.
وفي سنة خمس وستين اشتدَّ الغلاء والوباء بمصر، حتى إنَّ أهل البيت كانوا يموتون في ليلة، وحتى إنَّ امرأةً أكلت رغيفًا بألف دينار؛ باعَتْ ما تملكه بألف دينار واشترت به جملة قمح، وحمله الحمَّال على ظهره فنهَبَه الناس، ونهبت المرأة مع الناس ولم يبقَ لها إلا رغيفٌ واحد، وكان الناس يقفون في الأزقَّة، يصطادون النساء فيأكُلون لحومهن، ومرَّت امرأةٌ بأحد الأزقَّة فاصطادوها، وقطعوا من عَجُزِها قطعةً فأكلوها، ثم غفلوا عنها، فخرجت من الدار واستغاثَتْ، فجاء الوالي وهجَم على الدار، فأخرج منها ألوفًا من القَتْلَى.

وفي سنة إحدى وتسعين وقعتْ بمصر ظُلمةٌ عظيمة، غشيت أبصارَ الناس؛ حتى لم يبقَ أحدٌ يعرف إلى أين يتَّجه.
وفي سنة خمس عشرة وخمسمائة هبَّت ريح سوداء بمصر، واستمرَّت ثلاثة أيَّام، فأهلكت خلقًا كثيرًا من الناس والدواب والأنعام.

وفي سنة خمس وستين حاصَر الفرنج دمياط خمسين يومًا، بحيث ضيَّقوا على أهلها، وقتلوا منهم إلى أنْ أرسل إليهم نور الدين محمود الشهير جيشًا يَقودُه صلاح الدِّين يوسف بن أيُّوب، فأجلوهم عنها، وكان بعض طلبة الحديث يقرَؤُون على الملك جزءًا فيه حديث مسلسل بالتبسُّم، وطلبوا منه أنْ يبتسم ليتَّصل التسلسل، فامتَنَع عن ذلك، وقال: إنِّي لأستحي من الله أنْ يراني متبسمًا، والمسلمون تُحاصِرهم الفرنج بثغر دمياط.

وفي سنة ثلاث وتسعين ورَدَ كتاب من القاضي الفاضل بمصر إلى القاضي محيي الدين ابن الذكي يُخبِره فيه بأنَّ في ليلة الجمعة التاسع من جُمادَى الآخِرة أتى عارضٌ فيه ظلمات كثيفة، وبُروق خاطفة، ورِياح عاصفة، شديدة الهواء والهبوب والصواعق، ارتجفتْ لها الجدران وتلاقَتْ على بُعدها، وظنَّ الناس أنَّ السماء انطبقَتْ على الأرض من هول ما يرَوْن، وظنُّوا أنَّ جهنَّم قد سال منها وادٍ، واشتدَّ عصف الرياح حتى انطَفأتْ سرج النجوم، وكان الناس كما يقول الله - تعالى -: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ﴾ [البقرة: 19]، ولم يكنْ من ملجأٍ من هذا الخطب إلاَّ الاستغفار.

فرَّ الناس رجالاً ونساء وأطفالاً، وهربوا من دِيارهم خفافًا وثقالاً، لا يستطيعون حِيلةً ولا يهتدون سبيلاً، اعتصَمُوا بالمساجد الجامعة، وأذعَنُوا للنازلة بأعناقٍ خاضعة، ونسوا الأهل والمال، قام الناس إلى صلاتهم، وودُّوا أن لو كانوا من الذين هم عليها دائمون، إلى أنْ أذن الله، وأسعف الجاهدين، وأصبح كلٌّ يسلِّم على رفيقه، ويهنئه بسلامة طريقه، ويرى أنَّه قد بعث بعد النفخة، وأفاق بعد الصيحة والصرخة، وأنَّ الله قدر له الكرَّة، وأدَّبَه بعد أن كان يأخذه على غرَّة.

ووردت الأخبار أنَّ المراكب قد كُسِرت في البحار، وكذلك الأشجار في القفار، وأهلكت خلقًا كثيرًا من المسافرين، ومنهم مَن فرَّ ولم ينفعه الفرار، كان الأمر أعظم، ولكنَّ الله سلَّم، رأى الناس القيامة عِيانًا، ولم يعدْ منهم مَن في حاجةٍ إلى برهانٍ عليها بعدها.

وفي سنة ستٍّ وتسعين انخفَضَ النيل من ثلاثة عشر ذراعًا إلى ثلاثة أصابع، فاشتدَّ الغلاء، وانعدم القُوت، ووقع البلاء، إلى أنْ آلَ الأمر بالناس إلى أكْل الآدميين الموتى، هلك الغنيُّ والفقير، وعَمَّ البلاءُ العظيمَ والحقير، وهرب الناس إلى الشام، ولم يصلها إلا القليل.

وفي سنة سبعٍ وتسعين كان الجوع والموت المفرط بمصر، جَرَتْ أمور تَتجاوَز الوصف، ودام ذلك إلى نصف العام الآتي، فلو قال القائل: مات ثلاثة أرباع أهل الإقليم، لَمَا أبعد، في مدَّة اثنين وعشرين شهرًا مات مائة ألف وأحد وعشرون ألفًا بالقاهرة، وهذا قليلٌ إلى جانب مَن مات في البيوت والطرقات ولم يُدفَن، قيل: إنَّ مصر كان بها تسعمائة من النسَّاجين للحصر، لم يبقَ منهم إلا خمسة عشر، وقِسْ على هذا؛ بلغت قيمة الفرُّوج مائة درهم، وانعدم الدجاج كليَّةً، وأمَّا أكل لحوم الآدميين فشاعَ وتواتَر في هذه السنة.

هبط النيل، ولم يبقَ منه إلا شيءٌ يسير، واشتدَّ الغلاء والوباء بمصر، فهرب الناس إلى المغرب والحجاز واليمن والشام، وتفرَّقوا وتمزَّقوا كلَّ ممزَّق.
كان الرجل يَذبَح ولده، وتُساعِده أمه على طبخه وشيِّه، وأحرَقَ السلطان جماعة فعلوا ذلك، ولم ينتهوا.

كان الرجل يدعو صديقَه وأحبَّ الناس إليه إلى منزله ليضيفه، فيذبحه ويأكُله، وفعلوا بالأطبَّاء ذلك، وفقدت الميتات والجِيَف، وكانوا يخطفون الصِّبيان من الشوارع فيأكُلونهم، وكفَّن السلطان في مدَّةٍ يسيرة مائتي ألف وعشرين ألفًا، وامتلأت الطرقات برمم الناس، وصلَّى إمام جامع إسكندرية في يومٍ واحدٍ على سبعمائة جنازة.

في سنة سبعٍ وتسعين وخمسمائة اشتدَّ الغَلاء وامتدَّ الوباء، وحدثت المجاعة وتفرَّقت الجماعة، وهلك القوي فكيف الضعيف! ونحف السمين فكيف العجيف! خرَج الناس حذَرَ الموت من الدِّيار، وتفرَّقت فرق مصر في الأمصار، شُوهِدت الأرامل على الرمال، والجمال باركة تحت الأحمال، ومراكب الإفرنج واقفة بساحل البحر تسترقُّ الجِياع بما تُقدِّمه لهم من لُقَمٍ.
في شعبان من هذه السنة حدث زلزالٌ هائل بالصعيد، هدَم مباني مصر، فمات تحت الهدم خلقٌ كثيرٌ.

في سنة تسعٍ وتسعين في ليلة سبت ماجَت النجوم في السماء شرقًا وغربًا، وتطايَرت كالجراد المنتشر يمينًا وشمالاً، ودام ذلك إلى الفجر، وانزعَجَ الناس، وضجُّوا بالدعاء.

وفي سنة ستمائة، حدث زلزال عظيم بمصر وانتهز الفرنج الفرصة فهجموا على منطقة "فوة" واستباحوها، ودخلوا من فم رشيد إلى النيل.
وفي سنة سبعٍ وستمائة دخلت الفرنج من البحر غربي دمياط، وساروا إلى البرِّ واستولوا على قريةٍ بها، واستباحوها قتلاً وسبيًا، لكنَّهم ردُّوا في الحال.
وفي سنة ثمانٍ وستمائة كان هناك زلزال شديد، هدَم بمصر والقاهرة دُورًا كثيرة، ومات الناس تحت الهدم.

وفي سنة خمس عشرة وستمائة في جُمادَى الأولى نزلت الفرنج على دمياط، واستولوا على برج السلسلة، ثم استحوَذُوا على دمياط في سنة ست عشرة، فاستمرَّت في أيديهم إلى أن استُرِدَّت منهم في سنة ثمان عشرة.

في سنة ست عشرة وستمائة حاصَر الفرنج أهلَ دمياط، ووقعت حروبٌ يطولُ شرحُها، واشتدَّت محاصرة الفرنج، وثبت أهل البلاد ثباتًا لم يُسمَع بمثله، وكَثُر فيهم القَتْل والجرح والموت وانعِدام القُوت، وطارَ عقل الفرنج، فتسارَعُوا إلى دمياط وحصنوها، وأصبحت دار هجرتهم، وكانت مَدخلَهم إلى مصر، وأشرَفَ المسلمون على الفَناء، وأقبَلَ التتار من المشرق والفرنج من المغرب، وعزَم المصريُّون على ترْك بلادهم، ولكن الملك الكامل ثبَّتهم إلى أنْ سار إليه أخوه الأشرف، وحصل النصر بحمد الله.

وفي سنة سبعٍ وستين أصدَرَ السلطان أوامرَه بإراقة الخمور، وإبطال المفسدات وحبس الزانيات حتى يتزوَّجن، وكتَب إلى جميع البلاد بذلك، وأُسقِطت الضرائب التي كانت مرتبة عليهم.

وفي أواخِر ذي الحجَّة من هذه السنة هبَّت ريحٌ شديدة بمصر أغرقت مائتي مركب في النيل، وهلك فيها خلقٌ كثير، ووقَع مطرٌ شديد جدًّا، أصابَ الثمار وأصعَقَها فأهلكها.

وفي سنة تسعٍ وسبعين في يوم عرفة وقع بمصر بردٌ شديد، أتلف كثيرًا منَ الغلال، ووقعَتْ صاعقةٌ بالإسكندرية، وأخرى تحت الجبل الأحمر على حجر فأحرقَتْه.

وفي سنة اثنتين وسبعمائة في ذي الحجَّة كانت الزلزلة العُظمَى بمصر، وكان تأثيرُها بالإسكندرية أعظم من غيرها، ووصل ارتفاع البحر إلى نصف البلد، وغرقت المراكب، وسقطَتْ بمصر دورٌ لا تُحصَى، وهلك تحت الهدم خلقٌ كثيرٌ.

وفي سنة أربع وعشرين أصدَرَ السلطان مرسومًا بإبطال الملاهي في مصر، وحبس جماعة من النساء الزانيات، وحدث موتٌ كثير.
وفي سنة تسعٍ وأربعين كان الطاعون بمصر.

وفي سنة سبع وخمسين في ربيعٍ الآخَر هبَّت ريحٌ من جهة المغرب، وامتدَّت من مصر إلى الشام؛ فغرقت ببولاق نحو ثلاثمائة مركب، واقتلعتْ من النخيل والجميز بمصر وبلبيس شيئًا كثيرًا.
وفي سنة إحدى وستين وقع الوباء.
وفي سنة أربع وستين حدث طاعون.
وفي سنة خمس وستين وقَع الفناء في البقر، فهلك منها شيءٌ كثيرٌ.
وفي سنة سبعٍ وستين أخَذ الفرنج مدينة الإسكندرية، وقتلوا وأسَرُوا الناس، فخرج السلطان والعساكر لقتالهم، ففرُّوا وتركوها.
وفي سنة تسع وستين وقَع بلاء بمصر.
وفي سنة أربع وسبعين وقعت صاعقةٌ على القلعة؛ فأحرقت منها شيئًا كثيرًا، واستمرَّ الحريق أيامًا.
وفي سنة ثمانين حدَث حريقٌ عظيم دامَ أيَّامًا.

وفي سنة ثلاث وثمانين ابتدأ الطاعون بالقاهرة، وفيها أمطرت السماء مطرًا عظيمًا، حتى صار باب زويلة خوضًا إلى بطون الخيل، وخرَج سيلٌ عظيم إلى جهة طرة، فغرق زرعُها، وأقام الماء أيَّامًا.

وفي سنة ثمانمائة هبَّت ريح شديد بالقاهرة لم يُسمَع بمثلها، وفي سنة عشر وقَع الطاعون، وفي سنة ست عشرة فشا الطاعون، وفي سنة ثمان عشرة كان الطاعون بالقاهرة، وفي سنة تسع عشرة كان الطاعون بالقاهرة وكثُر الوباء بالصعيد والوجْه البحري، وفي سنة عشرين قُبِضَ على نصراني زنا بامرأةٍ مسلمة فاعتَرَفا، فحكم برجمهما، فرُجِما خارج باب الشعريَّة وأحرق النصراني ودُفِنت المرأة.
وفي سنة اثنتين وعشرين فشا الطاعون.
وفي سنة اثنتين وعشرين زلزلت القاهرة زلزلةً خفيفة.
وفي سنة ثمانٍ وعشرين وقَع بدمياط حريقٌ عظيم احترق قدر ثلثها، وهلَك من الدواب والناس شيءٌ كثير.
وفي سنة إحدى وأربعين حدَث طاعون.

هذه هي بعض الكوارث التي جرَتْ في مصر من غَلاء ووَباء وزلزال وسُيول وأمراض كما سجَّلَها الإمام السيوطي في كتابه: "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"، وأبرز ما في هذه الأحداث أنَّ الناس في بعضها كانت تتضرَّع إلى الله وتستكين إليه، فكان الله يرفع عنها البلاء.

إنَّ الاستكانة والتضرُّع عند مسِّ الضر - كما يقول علماؤنا الذين ذاقوا هذا الضرَّ - دليلٌ على الرجوع إلى الله، إنَّ القلب متى اتَّصل به على هذا النحو رقَّ ولانَ واستيقظ وتذكَّر، وكانت هذه الحساسية هي الحارس الواقي من الغفلة والزلل، إنَّه ينتفع من المحنة، وينتفع بالبلاء، لكنه حينما يستمرُّ في غيِّه ويعمَهُ في ضَلالِه، فإنَّه ميئوس منه لا يُرجَى له صلاحٌ، ومتروك لعذاب الآخرة الذي يفاجئه، فيسقط في يده فيختار، وييئَس من الخلاص.

إنَّ النماذج التي عرَضَها الإمامُ السيوطي نماذج من الواقع التاريخي، تَعرِض وتُبيِّن كيف يتعرَّض الناس لبأس الله، وكيف تكونُ عاقبة تعرُّضهم له، وكيف يمنحهم الله الفرصة بعد الفرصة ويسوقُ إليهم التنبيه بعد التنبيه، فإذا نسوا ما ذُكِّروا به، ولم تُوجِّههم الشدَّة إلى التوجُّه إلى الله والتضرُّع له، ولم تُوجِّههم النعمة إلى الشكر والحذر من الفتنة، كانت فطرتهم قد فسدت الفسادَ الذي لا تصلح معه للبَقاء، فحقَّت عليهم كلمةُ الله، ونزَل بساحتهم الدَّمار، الذي لا تنجو منه الدِّيار، ليس عبثًا - تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا - أنْ يأخُذ عباده بالشدَّة في أنفسهم وأبدانهم وأرزاقهم وأموالهم، لا، ولكن لأنَّ من طبيعة الابتلاء بالشدَّة أنْ يُوقِظ الفطرة التي ما يَزال فيها خيرٌ يُرجَى وأنْ يرقق القلوب التي طال عليها الأمَد متى كانت فيها بقيَّة، وأنْ يتَّجِه البشر الضعاف إلى خالِقِهم القهَّار، يتضرَّعون إليه، ويطلبون رحمتَه وعفوَه.

هكذا قال عُلَماؤنا في تفسير آيات الاستكانة إلى الله والتضرُّع إليه في وقت الشدَّة.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تحقيق الكتب، الإمام السيوطي، السيوطي، كوارث، كوارث طبيعية، مجاعة، جفاف، فيضانات، فيضان النيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-05-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، فوزي مسعود ، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، فهمي شراب، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد محمد سليمان، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، العادل السمعلي، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، د. أحمد بشير، تونسي، د - عادل رضا، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، مراد قميزة، عبد الله الفقير، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، كريم فارق، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، علي عبد العال، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، محمد شمام ، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، علي الكاش، جاسم الرصيف، سيد السباعي، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، صلاح المختار، منجي باكير، محمود سلطان، أبو سمية، ياسين أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، طلال قسومي، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، محمد يحي، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، الهيثم زعفان، أحمد ملحم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة