البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(97) الجـدال في الـدين

كاتب المقال د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5955


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
هذا هو إصدارنا الرابع من سلسلة "مختارات من كتب التراث الإسلامي"، بعنوان "الجدال في الدين"، انتقَيْناه من كتاب "الشريعة"؛ للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري، حقَّق الكتاب الأستاذ: محمد حامد الفقي، في عام 1369هـ- 1950م، وطبعته دار الكتب العلمية ببيروت في عام 1403هـ- 1983م.

نشأ (الإمام الآجري) ببغداد، ثم انتقل إلى مكَّة، ولَمَّا دخلها أعجبَتْه، فدعا الله - تعالى - أنْ يرزقه الإقامة بها سنة، فعاش فيها مجاورًا ومحدثًا ومتعبِّدًا ثلاثين سنة.

ألَّف الإمام (الآجري) كتاب "الشريعة" حين رأى ما غلب على الناس من الأهواء المضلَّة والآراء الفاسدة، وتقديمها في العقيدة على الوحيَيْن، ولم يتفقَّهوا في كتاب الله، ولم يستضيئوا بسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام يدعو الناس في هذا الكتاب إلى الرُّجوع إلى السبيل القويم، والاهتداء بهدي كتاب الله وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
والإمام (الآجري) محدِّث فقيه عالم عامِل صاحب سنَّة واتِّباع، تُوفِّي في الأوَّل من المحرم سنة ستين وثلاثمائة للهجرة بمكة ودُفِن فيها.

هذا، وكان الأستاذ (محمد حامد الفقي) قد اشترى نسخة أصل كتاب "الشريعة" من الشيخ (محمد عبدالرزاق حمزة) المدرس بالمسجد الحرام، ولم يُوافِق الأخير على بَيْعه هذه النسخةَ الأصليَّة إلا بعد أنِ اشتَرطَ عليه أنْ يطبعها وينشُرها ليعمَّ نفع الناس بها، ففعل الأستاذ (الفقي) ذلك، غفر الله لهم جميعًا، ونسأله - عزَّ وجلَّ - أنْ يدَّخر لنا أجْر هذا الجهد عنده يوم الموقف العظيم.

حذَّر وذمَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم- الجدالَ والخُصومات في الدِّين؛ فقال في ذلك: ((ما ضلَّ قومٌ بعد هُدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال))، ثم قرأ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: 58].

وعن أنس بن مالك - رضِي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن نتَمارَى في شيءٍ من الدِّين، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا، فقال: ((يا أمَّة محمد، لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار))، ثم قال - صلى الله عليه وسلم- : ((أبهذا أمرتم؟ أوَليس عن هذا نُهِيتم، أوَليس إنما هلك مَن كان قبلكم بهذا؟))، ثم قال - صلى الله عليه وسلم- : ((دعوا المراء؛ لقلَّة خيره، ودعوا المراء؛ فإنَّ نفعه قليل، ويهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء؛ فإنَّ المراء لا تُؤمَن فِتنته، ذروا المراء؛ فإنَّ المراء يُورِث الشك ويحبط العمل، ذروا المراء؛ فإنَّ المؤمن لا يماري، ذروا المراء؛ فإنَّ المماري قد تمَّت خَسارته، ذروا المراء؛ فكفى بك إثمًا لا تزال مُماريًا، ذروا المراء؛ فإنَّ المماري لا أشفع له يومَ القيامة، ذروا المراء؛ فأنا زعيمٌ بثلاثة أبياتٍ في الجنة: في وسطها ورباضها وأعلاها لِمَن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء؛ فإنَّه أوَّل ما نهاني ربي - عزَّ وجلَّ - عنه بعد عبادة الأوثان، وشُرب الخمر، ذروا المراء؛ فإنَّ الشيطان قد أَيِسَ أنْ يُعبَد، ولكنه قد رضي منكم بالتحريش؛ وهو المراء في الدِّين، ذروا المراء؛ فإنَّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وإنَّ أمَّتي ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها على الضلالة، إلا السواد الأعظم))، قالوا: يا رسول الله، ما السواد الأعظم؟ قال - صلى الله عليه وسلم- : ((مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي، مَن لم يمارِ في دين الله - تعالى - ولم يُكفِّر أحدًا من أهل التوحيد بذنب...)) وذكر الحديث.
وقال رجلٌ لابن عباس - رضي الله عنهما -: الحمد لله الذي جعل هُدانا على هَواكم فقال له ابن عبَّاس - رضِي الله عنهما -: "الهوى كلُّه ضلالة".

كما بلغ ابن عباس - رضِي الله عنهما - عن مجلسٍ كان في ناحية بني سهم، يجلس فيه ناسٌ من قريش يختلون فيه، ترتفع أصواتهم، فانطلق ابن عباس ونفرٌ معه حتى وقفوا، فقال لأحدهم: أخبرهم عن كلام الفتى الذي كلَّم به أيوب - عليه الصلاة والسلام - وهو في حال بلائه، قال الرجل: قال الفتى: يا أيوب، أما كان في عظمة الله - عزَّ وجلَّ - وذكر الموت ما يكلُّ لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجَّتك، يا أيوب، أمَا علمت أنَّ لله - تعالى - عبادًا أسكنَتْهم خشية الله من غير عيٍّ ولا بكم، وإنهم لهم النُّبَلاء الفُصَحاء الطُّلَقاء الألبَّاء، العالمون بالله وأيَّامه، ولكنَّهم إذا ذكروا عظمة الله - عزَّ وجلَّ - تقطَّعتْ قلوبهم، وكلَّتْ ألسنتهم، وطاشت عقولهم وأحلامهم فَرَقًا من الله - تعالى - وهيبةً له، فإذا استَفاقُوا من ذلك استبَقُوا إلى الله - عزَّ وجلَّ - بالأعمال الزاكية، لا يستَكثِرون لله الكثير، ولا يرضون له بالقليل، يعدُّون أنفسهم في الظالمين الخاطئين، وإنهم لأنزاه، أبرار، أخيار، ومع المضيِّعين المفرِّطين، وإنهم لَأكياسٌ أقوياء، ناحلون دائبون، يَراهم الجاهل فيقول: مرضى، وليسوا بمرضى، وقد خُولِطوا وقد خالط القوم أمر عظيم".

وعَى أهل العلم من التابعين ومَن بعدهم من أئمَّة المسلمين تحذيرَ ونهيَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يتماروا في الدِّين، ولم يُجادِلوا، وحذَّروا المسلمين المِراء والجدال، وأمَرُوهم بالأخْذ بالسنن، وبما كان عليه الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين.

فقالوا في ذلك:
- "ما اضطرَّ الناس إلى المراء إلا الخُصومات".
- "إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلَّته".
- "إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيتَ أرأيتَ".
- "ما جعل الله في شيءٍ من المراء مثقال ذرَّة من خير، وما هي إلا زينة الشيطان، وما الأمر إلا الأمر الأول".
- "عليك بآثار مَن سلَفَ، وإنْ رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإنْ زخرفوا لك بالقول".

وكان الأئمَّة وأهل العلم من بعدهم يتجنَّبون الوقوع في الجدل، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1- انصرف مالك بن أنس - رضي الله عنه - يومًا من المسجد، فلحقه رجل فقال: يا عبدالله، اسمع منِّي شيئًا أكلِّمك به وأحاجُّك وأخبرك برأيي، قال: فإنْ غلبتني؟ قال: إنْ غلبتك اتَّبعتني؛ قال: فإنْ جاءنا رجل آخَر فكلمنا فغلبنا؟ قال: نتبعه، فقال مالك - رحمه الله تعالى -: يا عبدالله، بعث الله - عزَّ وجلَّ - محمدًا - صلى الله عليه وسلم- بدِين واحد، وأراك تنتقل من دِين إلى آخَر، قال عمر بن عبدالعزيز: مَن جعل دينه غرضًا للخُصومات أكثر التنقُّل".
2- جاء رجلٌ إلى واحدٍ من أهل العلم فقال له: يا أبا سعيد، تعالَ حتى أخاصمك في الدِّين، فقال له: "أمَّا أنا فقد أبصرت دِيني، فإنْ كنت أضللت دينك فالتَمِسه".
3- جاء رجلٌ إلى واحدٍ من أهل العلم فقال له: يا أبا بكر؟ أسألك عن كلمة، فولَّى العالم، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة".
4- دخل رجلان من أهل الأهواء على محمد بن سِيرين، فقالا له: "يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آيةً من كتاب الله - عزَّ وجلَّ؟ قال: لا، لتقومنَّ عنِّي أو لأقومنَّهْ".
5- كان ابن سِيرين يقول لكلِّ مَن يدرك أنه من أهل المماراة: "إنِّي قد أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكنِّي لا أماريك".
6- رأى واحد من أهل العلم رجلان يتَجادَلان في ناحيةٍ من المسجد فنفض ثوبه وقام وقال: إنما أنتم حرب".
كما كان العلماء يحذِّرون وينصَحون بعدم الوقوع في مَزالق المماراة في الدِّين؛ ومن أمثلة ذلك قولهم:
- "ما خاصَم وَرِعٌ قط في الدِّين".
- "إذا لقيت صاحبَ بدعةٍ في طريقٍ فخُذْ غيره".
- "دَعِ المراء والجدال عن أمرك؛ فإنَّك لا تُعجِز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تماري وتجادل مَن هو أعلم منك؟ ورجل أنت أعلم منه، فكيف تماري وتجادل مَن أنت أعلم منه، ولا يطيعك؟ فاقطع ذلك عليك".
وحذَّر الأئمَّة وأهل العلم من مخاطر الجدال في الدِّين ومجالسة أهل الأهواء، ومن أقوالهم في ذلك:
- "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإنهم إمَّا أنْ يَغمِسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدِّين بعض ما لبس عليهم".
- "الخصومات في الدِّين تُحبِط الأعمال".
- "مَن جعل دِينه غرضًا للخصومات أكثر التنقُّل".
- "مكتوب في التوراة: يا موسى لا تخاصم أهل الأهواء، يا موسى لا تجادل أهل الأهواء، فيقع في قلبك شيء، فيؤذيك فيه فلك النار".
- عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: "لا تجالس أهل الأهواء؛ فإنَّ مجالستهم ممرضة للقلب".
وقد خافَ النبي - صلى الله عليه وسلم- من أنْ تُؤدِّي المجادلة والمناظرة بين الناس في الدِّين إلى أنْ (يخرق) بعضهم على بعض؛ بمعنى: أنْ يختلقوا الأكاذيب ويفتروها وأن يتحامقوا ويركبوا العصبية العمياء.
هذا، ولا يؤمن أنْ يقول أحدهم في مناظرته: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، فيرد عليه الآخَر: "هذا حديث ضعيف"، أو "لم يقُلْه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم"، فيرد قوله ثم يرد الآخَر قوله، ويردُّ كلٌّ منهما حجَّةَ صاحبه بالمجازفة والمغالبة.
وقد أُمِرَ المسلمون بحِفظ السنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسنن أصحابه - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان، وقول أئمَّة المسلمين مثل: مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وابن المبارك وأمثالهم، والشافعي وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومَن كان على طريقة هؤلاء من العلماء - رضِي الله عنهم - فلا يناظرون ولا يجادلون ولا يخاصمون، وإذا لقوا صاحب بدعةٍ في طريقٍ أخذوا غيره، وإنْ حضروا مجلسًا فيه من أهل الأهواء قاموا عنه.
وكان مالك بن أنس - رضِي الله عنه - إذا ذُكِرَ عنده الزائغون في الدِّين يقول: قال عمر بن عبدالعزيز - رضِي الله عنه -: سنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وولاة الأمر من بعده - رضِي الله عنهم - سننًا، الأخْذ بها اتِّباعٌ لكتاب الله - عز وجل - واستكمالٌ لطاعة الله، وقوَّة على دِين الله، ليس لأحدٍ من الخلق تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيءٍ خالَفها، مَن اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومَن استنصر بها فهو منصورٌ، ومَن تركها واتَّبَع غير سبيل المؤمنين، ولاَّه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا".

فمَن كان له عقل وعلم واحتاج إلى العمل بهما وأراد الله به خيرًا، لزم سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - ومَن تبعهم بإحسانٍ من أئمَّة المسلمين - رحمة الله عليهم - في كلِّ عصر، وتعلَّم العلم لنفسه لينفي عنه الجهل وكان مراده أن يتعلمه لله - عزَّ وجلَّ - ولم يكن مراده أنْ يتعلمه للمراء والجدال والخصومات، ولا لدُنيا، مَن كان هذا مراده سلم - إنْ شاء الله تعالى - من الأهواء والبِدَع والضلالة.
فإنْ قال قائل: وإن كان رجل قد علَّمه الله - تعالى - علمًا، فجاءه رجل يسأله عن مسألةٍ في الدِّين، ينازعه فيها ويخاصمه، فهل له أنْ يُناظِره، حتى تثبت عليه الحجَّة، ويرد عليه قوله؟ قيل له: هذا الذي نُهِينا عنه، وهو الذي حذَّرَنا منه أئمَّة المسلمين.

فإنْ قال قائل: فماذا نصنع؟
قيل له: إنْ كان الذي يسألك مسألته يسترشد بها إلى طريق الحق لا المناظرة، فأرشده بأرشَد ما يكون من البَيان بالعلم من الكتاب والسنَّة، وقول الصحابة - رضِي الله عنهم - وقول أئمَّة المسلمين، وإنْ كان يريد مناظرتك ومجادلتك، فهذا الذي كرهه العلماء، فلا تناظره واحذره على دينك.
فإن قال: ندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكُت عنهم؟ قيل له: سكوتك عنهم وهجرك لما تكلموا به أشدُّ عليهم من مناظرتك لهم، وقد قال أحدُ العلماء في ذلك: "لستُ برادٍّ عليهم أشدُّ من السكوت".
فإنْ قال قائل: متى تشتدُّ الحاجة إلى مناظرتهم، وإثبات الحجَّة عليهم؟
قيل له: الاضطرار إنما يكونُ مع إمامٍ صاحب مذهب سُوء، فيمتحن الناس ويدعوهم إلى مذهبه؛ كفعل مَن مضى في وقت أحمد بن حنبل - رحمه الله -: ثلاثة خُلَفاء امتحنوا الناس، ودعوهم إلى مذهبهم السوء، فلم يجد العلماء بُدًّا من الدفاع عن الدِّين، وأرادوا بذلك معرفةَ العامَّة الحق من الباطل، فناظَروهم ضرورةً لا اختيارًا، فأثبت الله - عزَّ وجلَّ - الحق مع أحمد بن حنبل ومَن كان على طريقته، وأذلَّ الله العظيم مُناظِريه وفضحهم، وعرفت العامَّة ما كان عليه أحمد وتابعه.

ويروي الإمام الآجري في ذلك هذه الرواية: "وبلغني عن المهتدي - رحمه الله تعالى - أنَّه قال: ما قطع أبي - يعني: الواثق - إلا شيخ جِيءَ به من المَصِيصة، فمكث في السجن مدَّةً، ثم إنَّ أبي ذكره يومًا، فقال: عليَّ بالشيخ، فأُتِي به مقيدًا، فلمَّا وقف بين يديه سلَّم عليه فلم يردَّ - عليه السلام - فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين، ما استعملتَ معي أدبَ الله - عزَّ وجلَّ - ولا أدب رسوله - صلى الله عليه وسلم- قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بردِّ السلام، فقال له: وعليك السلام، ثم قال لابن أبي دُؤاد: سَلْهُ، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا محبوسٌ مقيَّد، أصلِّي في الحبس بتيمُّم، مُنِعت الماءَ فمُرْ بقيودي تحل، ومُرْ لي بماء أتطهَّر وأصلِّي، ثم سَلْنِي، فحلَّ قيده وأمَر له بماء، فتوضَّأ وصلَّى لله ثم قال لابن أبي دُؤاد: سَلْهُ، فقال الشيخ: المسألة لي، فأمره أنْ يجيبني فتوضَّأ فقال: سل، فأقبل الشيخ على ابن أبي دُؤاد يسأله فقال: أخبرني عن هذا الذي تدعو الناس إليه، أشيء دعا إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: لا، قال: أشيء دعا إليه أبو بكرٍ الصدِّيق - رضِي الله عنه - بعده؟ قال: لا، قال: فشيء دعا إليه عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - بعدهما؟ قال: لا، قال: أشيء دعا إليه عثمان بن عفَّان - رضِي الله عنه - بعدهم؟ قال: لا، قال: فشيء دعا إليه علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه - بعدهم؟ قال: لا، قال: فشيء لم يدعُ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولا أبو بكرٍ، ولا عمر ولا عثمان، ولا علي - رضِي الله عنهم - تدعو أنت الناس إليه! ليس يخلو أنْ تقول: عَلِموه أو جهلوه، فإنْ قلت: عَلِموه، وسكتوا عنه، وسعنا وإياك ما وسع القوم من السكوت، وإنْ قلت: جَهِلوه وعلمته أنا، فيا لُكَع بن لُكَع، يجهل النبي - صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم - شيئًا تعلمه أنت وأصحابك؟ قال المهتدي: فرأيت أبي وثَب قائمًا وجعل ثوبه في فيه، فضحك ثم جعل يقول: صدَق، ليس يخلو من أنْ يقول: عَلِموه أو جَهِلوه، فإنْ قلت: عَلِموه وسكتوا عنه وَسِعَنا من السكوت ما وَسِعَ القوم، وإنْ قلنا: جَهِلُوه وعَلِمته أنت، فيا لُكَع بن لُكَع يجهل النبي - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - رضِي الله عنهم - شيئًا تعلمه أنت وأصحابك؟ ثم قال: يا أحمد، فقلت: لبيك، فقال: لست أعنيك، إنما أعني ابنَ أبي دؤاد، فوثب إليه فقال: أعطِ هذا الشيخ نفقته وأخرجه عن بلدنا".

فإنْ قال قائل: إنْ لم تكن مُناظَرتنا في شيءٍ من الأهواء التي يذكرها أهل الحق، ونُهِينا عن الجدال والمراء والخصومة فيها، وكانت عن الفقه في الأحكام؛ مثل: الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والنكاح والطلاق، وما أشبه ذلك من الأحكام، هل يُباح لنا أنْ نتناظَرَ فيه ونُجادِل، أم هو محظور علينا؟

قيل له: هذا الذي ذكرته ما أقلَّ مَن سلم من المناظرة فيه، حتى لا يلحقه فيه فتنة ولا مأثم، ويظفر به الشيطان! فإنْ قال: كيف؟ قيل له: كثُر هذا في الناس؛ فأهل العلم والفقه في كلِّ بلدٍ يناظر الرجلُ الرجلَ يريد مغالبته، ويعلو صوته، والاستظهار عليه بالاحتجاج، فيحمر لذلك وجهه، وتنتفخ أوداجه، ويعلو صوته، وكلُّ واحد منهما يحبُّ أنْ يُخطِّئ صاحبه، وهذا المراد من كلِّ واحد منهما خطأ عظيم، لا تُحمَد عواقبه ولا تحمده العلماء من العلماء؛ لأنَّ مرادَك أنْ يخطئ مناظرك خطأٌ منك، ومعصيةٌ عظيمة، ومراده أنْ تخطئ أنت خطأٌ منه ومعصية.

فإنْ قال قائل: فإنما نتناظَرُ لتخرج لنا الفائدة؟
قيل له: هذا كلامٌ ظاهر، وفي المناظرة غيره ولكن إنْ أردت وجه السلامة في المناظرة لطلب الفائدة، فإذا كنت أنت حجازيًّا والذي يناظرك عراقيًّا وبينكما مسألة، تقول أنت ويقول هو، فإنْ كنتما تريدان السلامة وطلب الفائدة، فقل له: رحمك الله، هذه المسألة قد اختَلَف فيها مَن تقدم من الشيوخ، فتعالَ حتى نتناظَرَ فيها مناصحةً لا مغالبة، فإنْ يكن الحق فيها معك، اتبعتُك، وتركتَ قولي، وإن يكن الحقُّ معي، اتبعتني وتركت قولك، لا أريد أنْ تخطئ ولا أغالبك، ولا تريد أن أخطئ ولا تغالبني، فإنْ جرى الأمر على هذا فهو حسن جميل، ولكن ما أعزَّ هذا في الناس.

أمَّا إذا كان كلُّ واحد يريد أنْ يخطِّئ صاحبه ولا يرجع عن مذهبه، فهما آثِمان بهذا المراد، وأعاذَ الله - تعالى - العلماء العقلاء عن مثل هذا المراد، فإذا لم تجرِ المناظرة على المناصحة فالسكوت أسلم.

المراء في القرآن:
أشدُّ المراء خطرًا المراءُ في القرآن، وقال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ((مِراءٌ في القرآن كفرٌ)).
وقد سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صوت رجُلين اختَلفَا في آيةٍ من القرآن، فخرج عليهما يُعرَف في وجهه الغضب، فقال: ((إنما هلك مَن كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)).
وحينما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قومًا يتدارَؤُون في القُرآن، قال لهم: ((إنما هلك مَن كان قبلكم بهذا؛ ضربوا كتاب الله - عزَّ وجلَّ - بعضه ببعض، وإنما كتاب الله يُصدِّق بعضه بعضًا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكِلُوه إلى عالمه)).
كما قال - صلى الله عليه وسلم- : ((دعوا المراء في القُرآن؛ فإنَّ الأمم قبلكم لم يُلعَنوا حتى اختلفوا في القُرآن، وإنَّ مراءً في القُرآن كفرٌ)).
والمراء الذي هو كفرٌ يتلخَّص في:

إنَّ هذا القُرآن نزل على سبعة أحرُف؛ ومعناها: على سبع لُغات، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُلقِّن كلَّ قبيلة من العرب القُرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم؛ تخفيفًا من الله - عزَّ وجلَّ - ورحمةً بأمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم- فكانوا ربما إذا التقوا يقول بعضهم لبعض: ليس هكذا القُرآن، وليس هكذا علَّمَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويعيب بعضهم قراءةَ بعض، فنُهُوا عن هذا وقيل لهم: اقرؤوا كما علمتم، ولا يجحد بعضُكم قراءةَ بعض، واحذَرُوا الجدال والمِراء فيما قد تعلَّمتم.

والدليل على ذلك ما رواه عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت لرجلٍ: أَقرِئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرَأَنِي خِلافَ ما أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقلت لآخَر: أَقرِئني ثلاثين آية من الأحقاف، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأوَّل، فأتيتُ بهما النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فغضب، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - جالسٌ عنده، فقال علي - رضِي الله عنه -: قال - عليه الصلاة والسلام - لكم: ((اقرَؤُوا كما علمتم)).
وجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- آخِذًا بثَوْبِ هشام بن حكيم بعد أنْ سمعه يقرأ في الصلاة سورةَ الفرقان على خِلاف ما يقرَؤُها، وقصَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذلك، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((اقرأ))، فقرأ القراءة التي سمعها منه عمر - رضِي الله عنه - فقال - صلواتُ الله وسلامُه عليه -: ((هكذا أُنزِلتْ، إنَّ هذا القُرآن نزَل على سبعة أحرُف، فاقرَؤُوا ما تيسَّر منه)).

وأهل الأهواء كما يرى أهل العلم هم أهل ضَلالة، ومصيرهم إلى النار، وصاحب البدعة عندهم لا تُقبَل له صلاةٌ ولا صيامٌ، ولا حجٌّ ولا عمرةٌ، ولا جهادٌ، ولا صرفٌ ولا عدلٌ، وما ابتدع الرجل بدعةً عندهم إلا استحلَّ السيف؛ ولهذا فإنما يُشدِّدون على ترْك الجدال والمراء وخاصَّة في القرآن، الذي لا يقول إنسانٌ فيه برأيه ولا يفسره إلاَّ بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم- أو أحدٌ من صَحابته - رضي الله عنهم - أو عن أحدٍ من التابعين - رحمة الله عليهم - أو عن إمامٍ من أئمَّة المسلمين، ولا يماري ولا يجادل.
فالمؤمن لا يُدارِي ولا يُمارِي، يَنشُر حكمة الله - عزَّ وجلَّ - فإنْ قُبِلتْ حمد الله - عزَّ وجلَّ - وإنْ رُدَّت حمد الله - عزَّ وجلَّ.

وقال عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه -: تعلَّموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحِلم، وتواضعوا لِمَن تتعلَّمون منه وليتواضَع لكم من تُعلِّمونه، ولا تكونوا جبابرةَ العلماء، فلا يقوم عِلمُكم بجَهلِكم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تحقيقات الكتب، الجدل في الدين، الإمام الآجري، تحقيق كتب الثراث،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-05-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، طلال قسومي، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، يحيي البوليني، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، علي الكاش، محمد يحي، رمضان حينوني، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، حسن عثمان، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، تونسي، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، صلاح المختار، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، فتحي العابد، محمود سلطان، الهيثم زعفان، نادية سعد، صفاء العربي، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، سيد السباعي، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، د - المنجي الكعبي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، فهمي شراب، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، منجي باكير، رشيد السيد أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة