البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حينما يفرح أهل الكفر والشرك والزندقة

كاتب المقال د. أكرم حجازي   
 المشاهدات: 5159



بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) }، ( آل عمران)

حين فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية لم يكن عمره يتجاوز الـ 25 عاما !!! ولما توفي، عن عمر ناهز الثمانين عاما، دقت أجراس الكنائس في أوروبا ثلاثة أيام فرحا وطربا ونشوة وشماتة بمن أذلها وكان يتهيأ لفتح رومية .. فرحة لم توازيها إلا فرحتهم واليهود وحلفائهم برحيل رجل هو فريد عصره، خلقا وأدبا وتواضعا وإيمانا وشجاعة وثباتا وإنسانية ..

حقا! ما كان لأهل الكفر والشرك والزندقة أن ينالوا كل هذا الفرح ويقيموا الحفلات ويرقصوا كالكلاب على جثث الأسود؛ إلا أن يكون أسامة قد أوقع فيهم من النكاية والإذلال ما حطم به كبرياءهم، وهشم هيبتهم، وكسر شوكتهم، وكشف سوآتهم، وجعلهم عبرة لمن يعتبر .. حتى صاروا، من شدة الهوس والفرح بمقتل الشيخ، بعد عظيم النكاية، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد .. فأي فرحة هذه لو يعلمون وقعها في نفوس الأمة لتحسروا على قبيح فعلتهم؟

فرحة قابلها، إلا من أبى، الصغير والكبير من عامة الناس وخاصتهم، عربا كانوا أو عجما .. ذكورا أو إناثا ... مفكرون، ومثقفون، وعلماء، وصحفيون، ومجاهدون، ومناصرون ومؤيدون وحتى منتقدون ومختلفون .. بحزن عميق، واحترام وإجلال كبيرين، لفارس قارع طغاة الأرض بثبات وعزم لا يلين، ثم ترجل .. فارس حان قدره كما قال الشيخ طاهر أويس.

حزنٌ لا معنى له إلا أن يكون غصة مريرة في حلق أوباما وحلفائه .. غصة جردتهم من كل خُلق وفضيلة إلا من عدالة زعموها لأنفسهم الشريرة الحاقدة، وحرّموها على غيرهم، مستحلين كل ظلم وقسوة ووحشية بحق بني البشر .. غصة فاضت بدلالاتها وسعتها وشموليتها لتخنق كل عدو وعميل وخائن وزنديق وفاجر وخسيس ومخمور أو موتور ظن، عبثا، أنه حقق إنجازا، أو أن العالم بلا أسامة بات آمنا ..

مات أسامة .. لا .. لم يمت .. لم يتأكد الخبر بعد .. لا بد من بيان يؤكد .. أو .. ينفي .. أو .. يفصل في الأمر .. بل دفنوا جثته في البحر على الطريقة الإسلامية !!! .. قتل بطلقة في الرأس .. قتل خلال اشتباكات عنيفة .. سقطت طائرة مروحية في الهجوم .. لكن بعطل ميكانيكي .. روايات كثيرة لا يصدقها عقل ولا يسندها منطق .. صور مفبركة .. وتصريحات كل واحدة منها تحتاج إلى تحقيق ..

حدث بهذا الحجم يستوجب الكثير من الغموض .. الانتظار .. التشكيك .. عدم تركيز .. التساؤل .. التكذيب .. التصديق .. التريث .. التعجل في التعازي .. هكذا ميعوا الحدث .. وأشغلوا الأمة في تفاصيله بدلا من التعامل معه .. وهكذا بعثروا مشاعرها .. علّهم يمتصون أولى تعبيراتها .. مستفيدين، في ذلك، من صعوبة الرد الفوري لدى القاعدة.

جهدوا، عبر فضائيات الدجل والضغينة والتشويه .. ولمّا يزالوا .. وعبر المتسلقين على دماء العظام من البشر، أن يبثوا السموم والضغائن في عقول العامة .. لكنهم لم يحصدوا إلا الازدراء .. ولم تزدهم لغتهم ومواقفهم البغيضة إلا خسارا .. فالشخصيات الفريدة تظل عظيمة .. والأحداث العظمى لا تُمتطى .. ولا تُوظَّف بقدر ما تستوطن القلوب أو العقول أو كليهما معا.

أسامة فكرة أحيت عقيدة وأمة .. وأيقظت ضمائر .. ووحدت عقول .. وجمعت همم .. وهيأت للتخلص من الظلم والطغاة والطغيان ونصرة المستضعفين وإقامة شرع الله .. فكرة عقدية لا يمكن اغتيالها .. وليست تنظيما ولا حزبا ولا أيديولوجيا تعيش حينا من الدهر ثم تزول بزوال أهلها .. لكنهم ظنوها وما زالوا كذلك .. فيا سعد أمة من فكرة آن أوانها .. ويا تعس أمة من مفاصلة اقترب موعدها ..

أبطال الأمة، منذ فجر الرسالة، شبانا يافعين بين الخامسة عشرة والثلاثين من أعمارهم .. كل ما لديهم الإيمان .. وكل ما لديهم أعطوه لغيرهم .. فرحلوا أجسادا، كغيرهم من بني البشر، وعاشوا أمثالا عليا وقدوات لا يمحوها الزمان .. هكذا كان الكثير من الصحابة .. وهكذا كان محمد الفاتح .. وهكذا بدأت أسطورة الشاب المجاهد أسامة قبل أن يقضي كهلا .. وبمثل هؤلاء تحيى الأمة ويتجدد دينها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. فرحم الله الشيخ الجليل أسامة بن لادن رحمة واسعة .. ورحم الله أبرار الأمة.

-----------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أسامة بن لادن، مقتل أسامة بن لادن، إستشهاد أسامة بن لادن، الشهيد، شهيد، الكفر، الكفار، الزندقة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-05-2011   almaqreze.net مركز المقريزي للدراسات التاريخية

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، عزيز العرباوي، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، تونسي، د - الضاوي خوالدية، علي عبد العال، محمد شمام ، أحمد بوادي، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، محمود سلطان، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، فتحي العابد، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، د. خالد الطراولي ، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الطرابلسي، حاتم الصولي، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، د - مصطفى فهمي، عمر غازي، صفاء العربي، د- محمد رحال، عراق المطيري، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، رافع القارصي، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- هاني ابوالفتوح، جاسم الرصيف، محمد الياسين، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، كريم فارق، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، صلاح المختار، عبد الله الفقير، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، صالح النعامي ، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، منجي باكير، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، محمد يحي، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة