البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(91) اليسار:عدو خطر يدعو إلى تدمير الزواج والأسرة والدين والثقافة
(قراءة في وثيقة أمريكية)

كاتب المقال د - أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7474


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أمامَنا وثيقة أمريكيَّة، وهي عبارة عن شهادة سجَّلها "بيل وود" في جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي في السابعَ عشَرَ من يوليو عام 2003.

تكْشِف هذه الوثيقة عن الدَّوْر الذي قام به اليَساريُّون الأمريكيون الذين تبنَّوا الفلسفة الماركسية "الغرامشية"؛ نِسبةً إلى المفكِّر الإيطالي "أنطونيو غرامشي"، في تدمير المجتمع الأمريكي.

وتبدو أهمية هذه الوثيقة بالنسبة لنا في أن اليساريِّين العرب يتبنَّوْن هذه الفلسفة أيضًا، ويؤكِّد ذلك أحَدُ اليساريِّين العرب بقوله: "قلَّما تُصادف يساريًّا إلا وتجده يعتقد في نفسه بأنه المفكِّر الإيطالي"، "أنطونيو غرامشي".

وتكشف هذه الوثيقة كيف أن هؤلاء اليساريِّين قد رَوَّجوا بالفعل لفلسفة "غرامشي" في المواقع التي كانوا يَشغلونها كأساتذةِ جامعات، أو صحفيِّين، أو معلِّمين في المدارس، أو محامِين أو قُضاة، أو اجتماعيِّين، أو إعلاميين، أو ككُتَّاب للسينما أو التلفاز... إلخ، وتركَتْ هذه الفلسفةُ بصماتِها الواضحةَ سلْبًا على المجتمع الأمريكي.

وتكشف هذه الوثيقة أيضًا ارتباط الحركة النسوية بالفلسفة الماركسيَّة، وتبيِّن كيف تأثَّر قانون الأُسْرة الأمريكي بهذه الفلسفة.

تبيِّن هذه الوثيقة كذلك أنَّه لم يترتَّبْ على الإجهاز على رأس الأفْعى الماركسية - التي كان يمثِّلها رسميًّا الاتحادُ السوفياتي السابق - القضاءُ على أذنابها، التي بقيَتْ حيَّةً تنفث سُمومها.

وهذه الأذناب تُحاول أن تمارِس في بلادنا - على غير استحياء - نفْسَ الدور الذي يمارسه أذناب الماركسية في الولايات المتحدة تحت شِعار "الهَيْمنة المضادَّة والثَّورة الثقافية".

وها هم الأمريكيون يكشفون اليومَ عن الآثار المدمِّرة لهذه الفلسفة على ثقافتهم ومجتمعهم، وهو ما علينا أن نتوقَّعه بعد أن غزَا المثقَّفون الماركسيُّون العديد من المواقع ذات التأثير في البلاد.

يقول "بيل وود" في شهادته أمام الكونجرس: "على القادَةِ السياسيِّين والدينيين والمحافظين، والقضاة والمحامين، والعائلات والآباء بصفة خاصة، وغالبية الأمريكيين الحريصين على قيم ومثاليات الأسرة والمجتمع - أن يفهموا بوضوح أنَّ هناك حرْبًا مفتوحةً قد أُعلنت ضدَّهم وضِدَّ مجتمعهم.

والمشكلة هنا أنَّ هذه الحرب تُشنُّ من قِبَل العديد من المؤسَّسات التي نَدعمها ونُموِّلها ضريبيًّا.

إنَّ التكاليف المادِّية والبشريَّة لهذه الحرب ضدَّ الولايات المتحدة، تجعلها أكثرَ الحروب تدميرًا في التاريخ الأمريكي، وإذا قارَنَّا ثقافة الخمسينيَّات بتلك التي في أواخر التسعينيات لوجدنا فُروقًا رهيبة.

وصلَتْ نسبة الاعتداءات الإجرامية إلى 700%، ارتفعت نسبة ممارسة الجِنْس بين المراهقين الذين لم يَبلغوا الثامنةَ عشرةَ من أعمارهم من 30% إلى 70%، ارتفعَتْ نسبةُ الضَّرائب التي تتحملها الأسرة التي تتكوَّن من أربعة أفراد إلى 500%، وهي تمثِّل ربع دخْل الأسرة، تضاعفت معدَّلات الطَّلاق أربع مرَّات، كذلك ارتفعت معدلات المواليد غير الشرعيِّين بين الأمريكيين السُّود مِن 23% إلى 68%.

أمَّا على مستوى الأُمَّة ككِل، فقد قفزَت النسبة من 5% إلى 30%؛ أيْ: بنسبة 600%، ارتفعت معدَّلات انتشار الأمراض الجنسيَّة إلى 150%، زادت نِسَبُ حمل المراهقات، وارتفعت معدَّلات الانتحار إلى 200%.

في الفترة ما بين 1950 إلى 1979 ارتفعت نِسَب الجرائم الخطيرة التي يرتكبها الأطفال دُون سِنِّ الخامسةَ عشرة.

يتَّفق معظم الأمريكيِّين على أنَّ مجتمعنا قد انحدر إلى ما هو أسوأ في الثلاثين سنةً الأخيرة؛ فإنَّ العديد من الأمراض الاجتماعية التي يُعاني منها مجتمعُنا ترجع جذورُها إلى انهيار الأسرة وتدمير الزواج.

وهناك حرب ثقافية تُشَنُّ ضدَّ قِيَم مجتمعنا، وجَدْنا آثارَها واضحةً في غياب الأب عن أُسرته، وفي انتشار الطلاق، وتآكل الأسرة التقليدية، وفي امتلاء السُّجون بالنُّزلاء، وفي المشاكل النفسية، وفي انتشار الانتحار، وفي انتشار الاغتصاب، وفي استغلال الأطفال جنسيًّا، والاعتداء عليهم بدنيًّا، وفي العنف العام، وفي العنف ضد المرأة، وفي انتشار الخمر والمخدرات، وفي انخفاض الإنجاز الأكاديمي للطلاب، وهروبهم من المدارس، وفي انتشار التدخين، وفي الاضطراب حول الهُوِية الجنسية، وفي الهروب من البيت، وفي التشرُّد، وفي العديد والعديد من الأمراض الاجتماعية الأخرى.

لقد قُدِّمت أمام لِجَان الاستماع شهاداتٌ عديدة، ولقد كنتُ أعارِضُ التركيزَ على الرجوع إلى علماء النفْسِ عند النَّظر في القضايا المعروضة أمام مَحاكم الأسرة.

لقد قضيتُ سَنواتٍ عديدةً أبحث فيها عن الخيط المشترك وراء ما نعانيه مِن كل هذه المشاكل التي أشرْتُ إليها، لقد قادني البحث إلى اكتشاف الجرثومة المسبِّبة لها جميعًا.

إنَّها جرثومة تُدْعى "أنطونيو غرامشي" المفكِّر الإيطالي اليساري المعروف.

لقد أدركْتُ أنَّ "نيكيتا خروشوف" حينما خلَعَ حذاءه وضَرب به طاوِلةَ مقْعَدِه في الأمم المتحدة، وقال: "إننا سندمِّركم من الداخل" كان يَعني ما يقول".

يتطلَّب الأمر قبل أن نستطرد في العرض التفصيلي لشهادة "بيل وود" أن نَفهم ما المقصود بـ "اليسار".

الواقع أنه إذا أُحِيل مصطلح "اليسار" على كافَّة اللُّغات، لمَا كان الأمْرُ سارًّا؛ فهو في "اللاَّتينيَّة" يَعني "التَّشاؤم وسوء الحظ"، وفي "الإنجليزية" يُعطي نفْسَ المعنى تقريبًا، وفي "الفرنسيَّة" يعني التَّشْويه والانحراف، وفي "العربية": "اليسار" نقيض "اليمين"، ويعني كل ما يؤدِّي إلى التَّشاؤم أيضًا، ويُكنى به عن المنْزلة الخَسِيسَة.

وعلى مستوى "القيم" لا يَعني "اليسارُ" إلا القِيَمَ الشاذَّة المنحرِفة.

و"اليسار" مفهوم غامض في نشْأته - كما يقول "بيكلز" في قاموس العلوم الاجتماعية - بدأ استخدامُ هذا المفهوم على المستوى السياسي في الخامس، ثم الثالث والعشرين من شهر يونيو عام 1789 في فرنسا.

واستخدمه الحزب الشُّيُوعي في روسيا في عام 1918، على يد جماعةٍ رأَسَها "نيكولاي بوخارين"، تدعو إلى شنِّ الحرب الثَّوْرية على سياسة "لينين"، وإلى قيادة البروليتاريا للاقتصاد، ورقابتها على المشروعات الصناعية.

وعرَّف "كولا كويسكي" اليسار بأنه حركة نفْيٍ للعالَم القائم، أما "كارل أوجنسي" فرآه الرغبةَ في التقدُّم، والإيمانَ بأن الإنسان سينتصر في النهاية.

وتُعتبر فكرة "الثورة وتغيير الأوضاع" أوَّلَ فكرة يرتبط بها مفهوم اليسار، لكنَّ هذه الفكرة - وهي الثورة وتغيير الأوضاع - تكون مستحيلةً كما يقول الدكتور "فؤاد زكريا" ما دامت هناك عناصرُ غامضةٌ غيرُ قابلةٍ للفهم.

حدَّد "بيكلز" خصائصَ مصطلح اليسار في الآتي:
ا- الرَّغْبة في التغيُّر السريع إلى أقصى حدٍّ ممكن.
2- الاعتقاد في حتْمية العنف كمنهج للتغيير.
3- التأكيد على مفهوم الإنسانية.
4- رفْض الدِّين، والتأكيد على عدم تدخُّله في الفعل السياسي، والقرارات السياسية، ومجال الرقابة على التعليم.
5- حماية المجتمعات المتقدِّمة - وخاصةً الاشتراكية منها - من الفساد الذي يترتَّب على احتكاكها بالمجتمعات الأقل تقدُّمًا أو الأقل اشتراكيةً.

أما عن "أنطونيو غرامشي"، فهو فيلسوف إيطالي، ألبانيُّ الأصل، وُلد في بلدة "آليس" بجزيرة "ساردينيا" الإيطالية عام 1891، وهي من أشدِّ أحياء إيطاليا فقْرًا وتخلُّفًا، وهو الأخ الرَّابع لسبع بنات، تلقَّى دروسه في كلية الآداب بـ "تويلنو" حيث عَمِل ناقدًا مسرحيًّا عام 1916.

كانت حياتُه السياسية قصيرةً جدًّا، انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه، وأصبح عضْوًا في أمانة الفرع الإيطالي من الأُمَميَّة الاشتراكيَّة.

أصدر مع "توليات" في عام 1917 مجلةَ النِّظام الجديد Ordine Nuovo.

اعتُقِل لأول مرة في شهر يوليو 1919 بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية والروسية؛ لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيطَ حركة "مجالس العمال" في "تورينو".

وفي عام 1921 أسَّس مع مجموعة أخرى الحزبَ الشيوعي الإيطالي، وانتُخب نائبًا عام 1924، وترأَّسَ اللجنة التنفيذية للحزب.

وفي الثامن من نوفمبر أُودِع السجن بِناءً على أمْرٍ من "موسوليني"، حيث أمضى السنواتِ العشرةَ الأخيرة من عمره قبل أن يَموت تحت التَّعْذيب في 26 نيسان 1937، وفي السِّجن أعلن قطيعته مع "ستالين"، وفيه كَتب ما عُرف بـ "دفاتر السِّجْن".

يُطلق على فكر "غرامشي" اسم "الفلسفة الغرامشية"، وهي فلسفة تصوِّر أن العالم يمكن استخلاصه من الأفكار الماركسية، التي تتكون من الاقتصاد السياسي، والعلم السياسي، والفلسفة، وتضمُّ العناصرَ الأساسية الضرورية لإقامة تصوُّر كُلِّي وشامل عن العالَم.

والماركسية - في نظَرِه - فلسفةٌ شاملة، ونظرية موجَّهة، وقانون لكل ما يحتاجه المجتمع لكي يحقِّق تنظيمَه المنشود، ورسالتُها المقدَّسة - كما يدَّعي - إقامةُ حضارة جديدة.

يشرح "بيل وود" دور اليساريين الأمريكيين المتبنِّين لفلسفة "غرامشي" في تدمير المجتمع الأمريكي، فيقول:
"بعد أن فَشِلَت الماركسية الاقتصادية، رأَى "غرامشي" أنَّ الطَّريق الوحيد لضَرْب المجتمع الغربي هو التحوُّل إلى "الحرب الثقافية"، وذلك بالتَّسلُّل إلى مؤسَّساته القائمة، فصاغ مخطَّطًا يقود إلى تدمير الثقافة والعقيدة الغربية، وتقويض البناء الاجتماعي القائم من داخله".

نظَر "غرامشي" إلى "الحرب الثَّقافية" على أنها: "حرْبُ مَواقع"؛ أيْ: حرب بين جيوش ثابتة، لا بدَّ لها أن تسْبِق "الحرب المتحركة"، وهي مرحلةُ الهجوم أو الثورة السياسية.

وقد عَنَى به تحديدًا ضرورةَ قيام السياسيِّين والمفكِّرين المُعادِين للبِنْية السائدة، وهيمنة النظام الرأسمالي - بمحاولة طرْحِ فِكْرهم ومنهجهم في وسائل الإعلام، والمنظَّمات الجماهيرية، والمؤسسات التعليمية؛ بقَصْد تعزيز الوعْي الطَّبَقي، وغرس القناعة ببديلٍ آخرَ للفِكر السائد، وهو بديل شيوعي بالنسبة لـ "غرامشي" طبعًا.

يقول "وود": لم يُدافِع "غرامشي" فقط عن الحرْب الطَّبَقية الماركسية، التي هي اقتصادية في الأساس؛ ولكنَّه دافَع أيضًا عن الحرب الثقافية والاجتماعية، وفي الوقت ذاته أثَار نظريَّتَه عن "الزَّحف البطيء عبْرَ الثقافة والمؤسسات القائمة"، وما زالت ظاهرةً حتى الآن في السياسة الاجتماعية الأمريكية.

إن نظرياته عن "الهيمنة والهيمنة المضادة" صُمِّمت لتدمير البناء الاجتماعي الغربي، والإطاحة بالغرب؛ ولكنْ مِن داخِلِه.

"الهيمنة" كما عرَّفها "غرامشي" هي نسَقٌ عريض من القِيَم والبناء الاجتماعي، الذي يَلْحُم المجتمع مع بعضه فيكوِّن شعْبًا متماسكًا، يشتمل هذا النَّسَق على: السُّلْطة الأخلاقية، والضغوط الاجتماعية، والزواج الأُحادي، والمسؤولية الاجتماعية، والوَحْدة القومية، والمجتمع المحلي، والتقاليد والإرث، والتعليم والسُّلوك المحافظ، واللغة والدِّين والقانون.

تدعو نظرية "غرامشي" إلى استغلال وسائل الاتِّصال؛ للدخول ببطْءٍ إلى الشَّعْب برسالة دعائية تقوم على فكرة "الهيمنة المضادة".

يتِمُّ الزَّحف الطويل البطيء عبْرَ مؤسَّسات المجتمع المدني، التي تعتبر من خصائص المجتمعات الرأسمالية الليبرالية الديمقراطية الناضجة، مثل: التعليم، والأسرة، والدِّين، والثقافة الشعبية.

وما أن يتمَّ تدمير هذه المؤسسات بدرجة كافية، حتى يُصِرَّ الشعب على وضع نهاية لهذا الضبط الشمولي على العالَم الغربي.

لَخَّص الناقد الثقافي الأمريكي "ريتشارد جرينر" فلسفةَ "غرامشي" في قوله:
"إنها هذا المذهب الذي يرى أنَّ هؤلاء الذين يُريدون تغيير المجتمع، عليهم أن يغيِّروا أوَّلاً وَعْي الناس، ولِتحقيق هذا الهدَفِ عليهم أنْ يُراقبوا المؤسَّسات التي تشكِّل هذا الوعي، مثل: المدارس والجامعات ودُور العبادة، وفوق كلِّ ذلك وسائل الاتِّصال والفن؛ فإن الفن ووسائل الاتصال هي التي تُعِيد صياغة الرأي العام، وتَرْبطه مع بعضه.

والثقافة كما يراها "غرامشي" ليست ببساطة هذا البناء الفوقي للأساس الاقتصادي، وهو ما ركَّزَت عليه الاقتصاديَّة الماركسية، إنَّها جوهر المجتمع وأساسه؛ ولهذا فإنه لا بدَّ مِن الإمساك بزمام هذه الثقافة.

اعترف "غرامشي" بأنَّ العائق الأساسَ لاِنتصار الماركسية هو المؤسَّسات التقليدية، والعادات والتقاليد القائمة، وما تتضمَّنه من مبادِئَ وأخلاقياتٍ لا يمكن للمجتمع الاستغناءُ عنها، ومِن هنا لا بدَّ من الثورة على كل ذلك.

ولكي تُؤْتِيَ هذه الثَّوْرة ثِمارها؛ لا بدَّ مِن تحرير القانون من كل أثَر لِما هو مُطْلَق بصفة عامَّة، ومِن كل تعصُّب أخلاقي بصفة خاصَّة".

يكشف "بيل وود" كيف نجح اليساريون الأمريكيون في التسلُّل إلى مختَلِف المؤسَّسات وتنفيذ الخطة الغرامشية، فيقول:
"لقد وَجدَتِ الكثيرُ من الأفكار الشيوعية الغرامشية طريقَها إلى التَّطْبيق في مختَلِف المجالات، وأهمُّها: التعليم، والقانون، والأسْرة.

وإنَّ مدارس القانون في الولايات المتحدة تدرس النَّظرية الغرامشية التقليدية، وتدرس معها كلَّ الأفكار الشيوعية الأساسية.

وقد اكتشف الباحثون أنَّ المِئات مِن البحوث والمقالات القانونية، تتناول قضايا لها ارتباطٌ بالغرامشية، مثل: القضايا النسوية، وقضايا الشُّذوذ، والإجهاض، وسُبُل الاحتيال في فَصْل الزَّواج عن الدِّين.

كما تبيَّن أنَّ هناك جماعاتٍ معارِضةً يَرأسها قُضاةٌ ومحامون، يَعملون وَفْق خُطَّةِ نظرية "الهَيْمنة المضادَّة" - على تدمير الزواج والأسرة.

وقد استَغلَّ اليساريُّون المرأةَ بعد أن خدعوها بأفكارهم، وحوَّلوها إلى آلة لتمزيق وتحطيم الثقافة الغربية، نجح اليساريُّون في تمزيق الزواج وهَدْم الأسرة التقليدية.

لقد كَرِه "غرامشي" الزواج والأسْرة، وهما الحجَر الأساس للمجتمع المتمدِّن.

نظر إلى الزواج على أنه مؤامرة، ونظامٌ شيطاني يقوم على قهْر النساء والأطفال، ويَرى أيضًا أنَّ الزَّواج مؤسَّسة خطيرة، سِمَتُها العنف والاستغلال، الذي هو سِمة مِن سمات الفاشية والطغيان.

وبسبب هذه الفكرة الفاسدة؛ لجأَت الماركسيَّة الثقافيَّة إلى "نَسْونة الأُسْرة"، عن طريق إيجاد فَيَالِقَ مِن النِّساء العازبات والسِّحاقيَّات، وآباء لا يَصلحون إلا لإضعاف المجتمع".

يقول "بيل وود": "هناك مثقَّفٌ ماركسي يُدعَى "جورج لوكاش"، استطاع إدخال الإستراتيجية الغرامشية في المدارس المجَرِيَّة، كانت مهمَّتُه الأولى هي زرْعَ التعليم الجنسي المتطرِّف في المدارس، الذي رأى فيه أفضل سبيل لتحطيم الأخلاقيات الجنسية التقليدية، وإضعاف الأسرة التقليدية.

يتعلَّم أطفالُ المدارس الحبَّ الحُر، والاتصال الجنسيَّ الحُر، ونبْذَ أخلاقيات الطبقات الوُسْطى، وإبطالَ الزَّواج، والاعتقادَ بعدم تناسب التَّعاليم الدينية مع هذه الحرِّيات؛ لأنها تَحْرِم الرِّجال من السَّعادة.

كان يحُثُّ الأطفال على السُّخرية من الدِّين، وتجاهُلِ السُّلطة الأبويَّة، ورفْضِ قواعد الأخلاقيات التقليدية".

كان اليساريُّون الأمريكيون يَهْدفون إلى فرْضِ نَمَط موَحَّد من الفِكْر والسُّلوك على كل الأمريكيين تحت ستار التنَوُّع.

ومن هنا اتجه المثقفون الأمريكيون من حَمَلة الفكر الماركسي - إلى الدَّعْوة لأفكارهم الغرامشيَّة هذه؛ المعلِّمون وأساتذة الجامعات، والإداريُّون ورجال الإعْلام، وكُتَّاب الصُّحف، كل هؤلاء سَعَوا بجِدٍّ حَثِيث إلى إقصاء الأفكار التقليدية الإيجابية، وخاصةً الدينية منها وإبعادها عن فضاء الجماهير".

يبيِّن "وود" كيف دخلَت "الماركسية الثقافية" إلى الولايات المتحدة، فيقول: "يعتبر "هربرت ماركيوز" هو المسؤولَ الأوَّلَ عن إدخال هذه الفلسفة إلى الولايات المتحدة.

يعتقد "ماركيوز" أنَّ كل المحرَّمات - وخاصَّةً الجنسية منها - يجب أن تتَرَاخى.

رفَعَ شعار أو صرْخَة معركتِه "اصْنَع الحبَّ لا الحَرْب"، ودخل به إلى الجامعات عبْرَ أمريكا كلِّها.

سعى "ماركيوز" إلى ضَرْب الثقافة عن طريق ما يُعْرَف بـ"تحلُّل اللغة"، بالتَّشْويش عليها، ومَحْو معاني الكلمات، وإيجاد مصطلحات جديدة متداوَلَة بين الشَّباب بصفة خاصة.

يقول "ماركيوز": "يجب أن تكون النساء بمثابة "بروليتاريا ثقافية" تمثِّل أداةً لتحَوُّل المجتمع الغربي، يجب أن يكُنَّ المادَّةَ الحافزة للثَّوْرة الماركسية الجديدة، وإذا نجَحْنا في إقناع النساء بترك أدوارهن التقليدية كناقلات للثقافة التقليدية إلى الأجيال الجديدة، فإن هذه الثقافة لن تنتقل بالطَّبْع إلى هذه الأجيال.

توضِّح هذه الكلمات لـ "ماركيوز" أنَّ أفضل طريقة للتأثير على الأجيال الجديدة هي تخْريب الأدوار التقليديَّة التي تقوم بها المرأة.

لقد كان الماركسيون على حَقٍّ حينما قالوا: إن تدمير المرأة يعتبر ضربةً مُمِيتةً للثقافة، وبهذا التدمير تكون الماركسية الثقافية قد أصابت الهَدَف؛ فهي قضَتْ بذلك على السُّكون الداخلي للأسرة، وأطلقَت العنَان للجنْس أو اللَّذَّة العابرة.

إنَّ ارتفاع معدَّلات قضايا الطَّلاق أمام المَحاكم، وكذلك ارتفاع معدَّلات هَجْر الزَّوْجات والأطفال، وارتفاع معدَّلات الإجهاض، وممارسة الجنس قبل الزواج، يعتبر نتاجًا مباشرًا لجهود الحركات النسوية.

وتبيِّن الدراسات المتعمِّقة أن الأفكار الماركسية الشيوعية الغرامشية، قد سيطرت على الحركات النسوية اليومَ وطوَّقَتْها، فهذه الحركات النسوية تعمل على استخدام المرأة كأداة لتدمير الثقافة، والتخلِّي عن الزواج، والحيلولة دون نقل الثقافة التقليدية للجيل الجديد.

إن هذه الحركات النسويَّةَ تدمِّر الطفل والأسرةَ بإقْناع أعضائها بأنهم ضحايا بِناءٍ أبَوِي، وما هذا النظامُ في حقيقته إلا هذه الأبنِيَةُ الاجتماعية والمؤسَّساتُ التي حفظَت الثقافة الغربية ملتحِمةً لفترة طويلة، قبل انتشار الفساد الاجتماعي والتعَفُّن الذي نراه اليوم.

الواقع أن الشُّيوعيين والاشتراكيِّين الأمريكيِّين لم يُعْلنوا عن أهدافهم بوضوح في تدمير الدِّين والأسرة والثقافة، ولكنَّهم ساروا في مُخطَّطهم على خُطَى "فلسفَةِ غرامشي"، وَفْق منهج "الزَّحْف الطَّويل البطيء نحو الهَيْمنة المضادة".

في شتاء 1996 كتب "مايكل والزر" في دورِيَّة المعارضة الماركسية معدِّدًا الانتصارات التي كَسَبها اليسَار منذ الستِّينيات من القرن الماضي في الآتي:
1- التأثير الظاهر للحركة النسوِيَّة على المجتمع.
2- الظهور العلَنِيُّ لسياسات حقوق الشَّواذِّ، واهتمام وسائل الإعلام بذلك.
3- التحوُّلات في الحياة الأُسَرية، وفي الأعراف الجنْسيَّة المتغيِّرة، وارتفاع معدَّلات الطلاق، وتغيُّر توزيع الأدوار داخلَ المنْزل، وإبراز وسائل الإعلام لذلك.
4- ذُبول الدِّين وتقَدُّم العلمانية بصفة عامة، والنَّصرانية بصفة خاصة، وظهور آثارِ ذلك على المستوى العام، وفي حُجُرات الدِّراسة، والأحكام القضائية، والأعياد... إلخ.
5- شرعية الإجهاض.
6- نجاح جهود تنْظيمِ وتحديدِ المِلْكيَّات الخاصة للأسلحة.

يقول "والزر": "لقد فُرضَتْ هذه الانتصاراتُ على مجتمعنا، والذي فرَضَها هو هذه الصَّفْوة المتحرِّرة، ولم تكن نتاجًا عن ضغوطٍ لحركة جماهيريَّة، أو بِوَاسطة حزْب الأغلبية.

إنَّ هذه التغيُّرات تعكس الفِكْر اللِّيبرالي اليساري للمحامين والقضاة، والبيروقراط والاجتماعيين، ومعلِّمي المدارس والصحفيين، وكُتَّاب السينما والتليفزيون، وليس مجموع الشعْب الأمريكي".

كشَف "وود" النِّقاب عن حقيقةٍ مُوجِعة للأمريكيين، أثْبَتَ فيها أنَّ قانون الأسرة الحاليِّ الذي أحدث ثورةً اجتماعيةً في البلاد، وُلِد أصْلاً في الاتِّحاد السُّوفياتي، بمعنى أنَّ هذا القانون انطلق مِن هذه الأيديولوجية التي تركِّز على مبدأ اللذَّة الشخصية والتَّمرْكُز حول الذَّات.

لقد كان القانون الأمريكي للأسرة نسخةً مطابِقةً لهذا القانون السوفياتي الفاشل، القائم على فِكرة الصراع الطَّبَقي، وبدخول فِكْر "غرامشي" هذه الحلبَةَ ظهرَتْ مَفاهيمُ جديدة أكثرُ إغواءً، مثل: الجندر، والحرية الاجتماعية والثقافية.

حينما استولى البلاشفة على السُّلطة في عام 1917م، نظروا إلى الأسرة بكراهية شديدة، ورأوا أنه طالما أنَّ الأسرة هي المؤسَّسةُ الرئيسة التي تنتقل عبْرَها تقاليدُ المجتمع إلى الجيل الجديد، فإنَّ على النظام البلشفي الجديد أنْ يُحَطِّم الأسْرة والمنْزل، وأنْ يحوِّل وظيفَتَيِ الرِّعاية والتَّعليم والحِفاظ على الأطفال من المنْزل إلى المجتمع.

وبذلك تكون نهايةُ وظائف التَّنْشِئة التي تقوم بها الأُسرة، ومِن هنا ينتقل الطفل من الجوِّ الأُسَري المحافِظ، إلى وضْعٍ يَخضع للرقابة الكاملة للنظام.

كما اتجه البلاشفة بِحُكم ازدرائهم للدِّين - إلى القضاء على التأثير الدِّيني على الأُسرة، فقاموا بعَزْل العلاقات الأسرية عن تأثير السلطات الدينية، وكان الهدفُ الأول لهم هو تحطيمَ سُلطة الدِّين على الزواج.

كان مِن أوائل القوانين التي أصْدَروها إبطالُ مَفهوم "الأولاد غير الشرعيِّين"، وكذلك إلغاءُ التَّميِيز القانوني ضِدَّهم، وأصبح بذلك المركزُ القانوني لكل الأطفال متساويًا، سواءٌ وُلدوا من زواج شرعي أمْ من سِفَاح.

وأَجبر القانونُ والِدَ الطفل على الالتزام بالإنْفاق عليه بحيث يَدفع لأمِّ الطفل ثُلثَ راتِبِه عند انفصالهما، كما جعَل الطَّلاق سهْلاً وسريعًا تحْتَ طلَبِ أيٍّ مِن الزَّوجين، لقد أصبح الزواجُ لُعبةً!

كان مِن حقِّ أيِّ صبِي في العشرين من عمره أن يكون له عدَّةُ زوجات، كما أتَاح للفتَيات حقَّ الإجْهاض ثلاثَ أو أربَعَ مرَّات.

لقد عانَى الفلاَّحون السُّوفيات مِن هذا الإفراط في حقِّ الإجهاض، بحيث كانت آثارُه تُشْعِرهم بالخجَل، ولم يَكونوا يأْلَفون مثْلَ هذه الأوضاعِ قَبل صُدور هذا القانون.

وبِمقتضى هذا القانونِ وَجدت الكثيراتُ من النِّساء في الزَّواج وَظيفةً مُرْبحةً؛ كانت النساءُ تُقِمْن علاقاتٍ مع أبناءِ الفلاَّحين الميْسورين، ثم يَقُمْن باستغلال آبائهم لدَعْم الأطفال النَّاتِجين عن هذه العلاقة.

لقد أَوجد القانونُ فَوضى عظيمةً حين أَعْطى فُرصةً للنِّساء بأنْ يَطْلبن العَون لأِطفالٍ وُلدوا من عدَّة سنوات مضَت.

أعطى القانونُ فُرَصًا متساويةً للزَّوج والزوجة في طلَب العون من الآخَر؛ فمِن حقِّ المرأة أن تطلب العَون للطِّفل - حتى لو كانت على علاقةٍ مع عدَّة رجال - خِلالَ فتْرةِ الحَمْل، كما أنَّ لِلمحكمة الحقَّ في أنْ تَختار أحدَ الرِّجال ليكون مسؤولاً عن دَعْم الطفل.

يُضاف إلى ذلك أنَّ مُشكلة الأمَّهات غيرِ المتزوِّجات في القُرى والمدُن قد تفَاقمَت للغاية، ومثَّلتْ اختبارًا قاسيًا للنَّظريات الشيوعية.

هناك مِثال صَارخ يتعلَّق بـ "رومانيا" الاشْتراكية، التي طبَّقت قانونَ الزَّواج السُّوفياتي على مُواطِنيها، وقضَتْ بمقتضى هذا القانونِ على نُفوذ الدِّين على الأسْرة، فبَعد أنْ كان الدِّينُ هو مَرْكزَ الحياة المجتمعيَّة، وهو الأصْلُ في أُمور الزَّواج والطَّلاق وتسجيل المواليد، حلَّت الدَّولة مَكانَه.

وأمَرَت بأن تَكُون إجراءاتُ الزَّواج قانونيةً، تَجري وَفق احتفالٍ مدَني وليس بِدينِي، وتحتَ إشْرافِ مسؤولٍ مدَنيٍّ أيضًا، فأبطلَتْ بذلك التقاليدَ الدينيَّةَ المرتبطة بالزواج.

لقد تسبَّبت هذه الإجراءاتُ في ارتفاع معدَّلات الطَّلاق بصورة دِرامية، فتضاعفَتْ في الستِّينيات ثلاثَ مرَّات، كما تَزايدَتْ معدلات الإجهاض أيضًا، كما أثَّرت المعدلات السكانية المنخفضة على إمداد سُوق العمل بالطاقة البشرية.

وإثْرَ هذه النتائج المدمِّرة للقانون اضْطُرت رومانيا إلى إعادة النظر في القانون، فجعَلَت الإجهاض غير قانوني، وعدَّلَت من إجراءات الطلاق بحيث جعلَت إجراءاتِه أكثَرَ صعوبةً.

يقول "وود": "لكنَّ الأكثر أهميةً مِن هذا هو أنَّ السُّوفيات اكتشفوا أنَّ أنظمتَهم قد فَشِلت فشلاً ذريعًا بانهيار الأسْرة والمجتمع؛ فقد زادَت مُشْكِلات انْحراف الأحْداث، وأَثْبتَت الإحصائياتُ أنَّ المَصْدرَ الأساسَ للانْحراف هو المنْزل المحطَّم غيرُ المنتَبِه إلى أهمية رعاية الطِّفل.

وَجد السوفيات في أوائل العشرينيات أنَّ هناك ما بيْن سَبْعة ملايين إلى تِسعة ملايين طفلٍ يَعيشون بلا أبٍ، بما فيهم الأطفالُ الَّذين تَمَّ الطَّلاق بين آبائهم وأمَّهاتهم، كما وَجدوا أيضًا أنَّ أعباء هيئات رعاية الأطفال وحضانتِهم قد ازدادت.

أصبحت الدَّولةُ غيرَ قادرة على مساعدة الأمَّهات اللَّواتي لا زوج لَهُن، كما لم تَكُن المصادرُ المادِّية والبشرية المحدودةُ للدولة قادرةً على تحقيقِ الشروط التي وَضعها "إنجلز" في تقديم العون الإضافي للعائلات.

والأكثر خطورةً من هذا كلِّه أنَّ سياسةَ مُعاداة الأسرة أدَّتْ ببساطة إلى افْتقاد الأطفال إلى خبرة التَّنْشئة، التي تُعِدُّهم فكريًّا أو عاطفيًّا للتعامل مع المجتمع الجديد والنظام الذي كان يَسعى إليه.

كان النظام يريد جيلاً يتميَّز بالانضباط الذاتي، والرقابة الذاتية، والعمل الدَّؤوب، والثَّبات، والالتزام بالمواعيد، والدِّقَّة، وكان طبيعيًّا أن تنهار كلُّ هذه الآمال مع انهيار نُفوذ الأسرة، ولم تَستطع أية هيئات أخرى أن تَقوم بهذه المهمَّة، فتركت الأطفال فريسةً للتأثير المدمِّر للشارع.

لهذه الأسباب اتَّجه السُّوفيات في أوائل الأربعينيات إلى اتخاذ إجراءات جادَّة؛ لاِسْتعادة البناء الأُسَري والمجتمَعي المنهارَيْن، وعملوا بسرعة على استعادة الأسْرة النوويَّة التقليديَّة، وذلك بعد فترة قصيرة مِن اتجاه المنظَّمة القومية للمحاميات السوفياتيات لتبنِّي هذه السياسات الفاشلة.

جاءت إصلاحات السوفيات لِبِنائهم الأُسَري والمجتمعي المنهارَيْن - متأخِّرةً جدًّا، على الرغم مِن جهودهم في استعادة القيم الاجتماعية التي بذَلوا الكثيرَ سعْيًا وراء الإطاحة بها.

لقد تضمَّن قانون الأُسْرة الأمريكيُّ أسوأ ما في النظام الأسري السوفياتي، وكانت متضمَّناتُه تتناقض كثيرًا مع التقاليد الأوربية والغربية.

لكنَّ هذا القانون ترَكَ بصماتِه حتَّى على أطفال الولايات المتحدة، إلى الحدِّ الذي تَراوح فيه عددُ الأطفال المشرَّدين مِن أحَدَ عشَرَ مليونًا إلى اثني عشر مليونًا، كما زادت الأعباء والتكاليف المادية والاجتماعية لرعاية الأطفال.

لقد حَظِيت مشكلة "غياب الأب" باهتمام واسع، وخاصَّةً من جانب القُضَاة، ومِن جانب المحامِين المستفيدين من أزْمة انهيار الأُسرة الذي تسبَّب في انشقاق المجتمع الأمريكي.

المشكلة في الولايات المتحدَّة هي أنَّ الإصلاحاتِ الاجتماعيةَ الجادَّةَ الضروريَّةَ لعِلاج التحلُّل المنظَّم للقِيَم الاجتماعية - كانت بعيدةً عن المناقشات السياسية".

انتهى "وود" في شهادته إلى القول:
"لا زال الماركسيون الغرامشيون يَعْملون في الحكومة، وفي مجالات القانون، والدِّين، والإعلام والتَّرْفيه.

إنهم يَستخدمون مصطلحات مثل "التسامح"، ويَعْنون بها في الحقيقة "عدَمَ التَّسامح" في كل ما يَهْدفون إليه مِن تدميرٍ للبناء الاجتماعي والمعايِير المجتمعية.

إنهم يفجِّرون الكراهية في كل هو تقليدي ومحافِظ، وأخلاقي وقِيَمي.

إنهم يَسْعَون إلى تدمير الثقافة تمامًا، ولا يهمُّهم الآثار التدميرية المترتبة على انهيار هذه الثقافة على المجتمع؛ مِن تحطيمٍ للأُسْرة، وتشرُّد للأطفال، وامتلاء للسُّجون، وانتشارٍ للأمراض الاجتماعية، كلُّ ما يهمُّهم هو أن يُخضعوا هذه البناءات التي مزَّقوها لرقابة النظام.

إنَّ على هؤلاء الذين يهمُّهم مستقبَلُ أمْر هذه الأمَّة، ويهمُّهم الحفاظ على رُوحها وقَلْبها - ألاَّ يَخشوا دخولَ هذه الحرب الثقافية التي يشنُّها هؤلاء الماركسيون.

إنَّ الأغلبية الساحقة من الجماهير لن تستسلم للأفكار المرْعِبة التي يَدْعو إليها الشُّيوعيون والاشتراكيون، إنها لن تَقبل الإطاحة بالزَّواج لصالح العلاقات الغرامية العارضة، لن تَقبل انتشار الزِّنا، لن تَقبل تعرُّض أطفالهم ومراهقيهم للأذى، ولن تَقبل مطلَقًا انهيارَ النظام الاجتماعي.

إنَّ تاريخ المجتمَعات - كما يقول أحَدُ أساتذة جامعة هارفارد - يبيِّن أنه لا يُمكن أن يَبقى أيُّ مجتمع حيًّا إذا توقَّف عن توقيرِ ومُساندة مؤسَّسة الزَّواج.

إنَّ على السَّاسة أن يَعْلموا - ووفْقًا لدروس التاريخ - أنَّ الماركسيين إذا أُتِيحت لهم الفرصة لن يتردَّدوا في الإطاحة بالحكومة".

اتَّهم "وود" الماركسيِّين بالخيانة والنِّفاق؛ يقول "وود": "الأُمَّة يُمكن أن تَبقى حيَّةً، وفيها مَن هم لديهم الطُّموحات، وفيها مَن هم من السُّذَّج؛ لكنَّها لا يمكن أن تبقى حيةً، وفيها الخَوَنة يَعبثون بها مِن داخلها.

إن العدو إذا كان على أبواب المدينة، فإنه لا يُرعب أهلها، طالما أنَّه معروف، ويَحمل أعلامه عاليةً، لكنَّ المشكلة ليست في العدو، إنَّ المشكلة تَكْمن في هذا الخائن الذي يتحرَّك بحرِّية في كل مَداخل المَدينة، تسمع همساتِه الماكرةَ عبْرَ كلِّ مَمْشًى في أرْوِقة الحكومة.

ولا يَظهر الخائن للناس؛ إنه يتحدَّث لغتنا، ويرتدي نَفْس ردائنا، وملامحه هي نفْس ملامحنا، إنه يكْذِب بشدَّة، ويُعلن مع الناس فساد الأمة؛ لكنَّه يَعمل سرًّا، وفي ظلمات الليل، يقوم بتخريب أعمدة المدينة، والناس لا تعرفه، إنه يَنْخر في الجسد السياسي للأمة بحيث يُضْعِف مقاومتها.

ولكنْ على الرَّغم مِن خطورة الزَّحْف الغرامشي نحو الثقافة، فإنه بإمكان الأمَّة أن تُوقِف زحْفَه إذا عَرفت جُذوره، وتعرَّفت على منهجه في الحرب الثقافية والطَّبَقية المعاصِرة، وتسلُّله إلى أجهزة الحكومة والقانون، والإعلام والدين والتعليم.

إن التعرُّف على هذا المنهج يمكِّننا مِن إيقاف فسادهم وتدميرهم، علينا أن نهتمَّ بوَحْدة الأمة في مواجهته؛ فهي التي سوف تَقْضي على حَرْبه الثقافية ضدَّها.

علينا أن ندرِّب شبابنا على الحدِّ من الانغماس في الملذَّات، علينا أن نُوقِف الاتِّصالاتِ الجنسيَّةَ بين المراهقين، وأنْ نَعِي ماذا يقول معلِّمو الاتِّجاهات الحديثة في الجنْس في المدارس، فقد يكونوا هم غرامشيِّين.

على الأُسَر المحافِظة أن تتحرَّك وتقوم بحملات، وتبذل جهودًا؛ لإنقاذ نفسها وأبنائها.

وعلى المحافظين عامَّةً أن يشكِّلوا جماعاتِ ضَغْط مع كبار رجال الأعمال؛ للمشاركة في البرامج التي تَعْمل على تنمية المناطق المحرومة.

علينا أن نقف في وجه الحرْب الطبَقية، وأن نستبعد بَرامج الحكومة ذاتَ الطابَعِ الاشتراكي عن حياة الناس.
علينا أن نشجِّع كلَّ البرامج الحكومية التي تحفِّز على الزَّواج، وتحافظ على الأسْرة، علينا أن نسْعَى للحدِّ من ارتفاع معدَّلات الطلاق، والاتِّصالات الجنسيَّة غير المشْروعة، علينا أن نقف إلى جانب احْتشام المرأة، ونشجِّع القِيَم والأخلاقيات الفاضلة.
علينا أن نُقِيم مناظراتٍ عامَّةً حول القضايا التي يُثيرها الماركسيون.
علينا أن نَدْعم السياسيِّين المحافظين الذين يؤيِّدون الحفاظ على مبادئ الأسرة، ويعتنون بالمشاكل الاجتماعية التي يُعاني منها الناس، وأن نَعْهد إليهم بالوقوف على أسباب تسلُّل هذه الفلسفة إلى الأمة.

يجب علينا أن نَفضح هذه الفلسفة، يجب نَزْع الحصَانة عن القُضاة، وأن نُحاكِمَهم إذا كانوا مِن مُناصِرِي هذه الفلسفة، يجب أن يَعلم القُضاة والمحامون أنَّهم ليسوا أحرارًا في خَرْق القانون، أو ارتكاب أفعالٍ مِن شأنها أن تضُرَّ بالأمة".

الواقع أنه إذا كان اليسار قويًّا في الولايات المتحدة، فإن اليسار العرَبي في وضْعٍ أشْبهَ بالانهيار، لكنَّ الذي يُمكن قولُه هو أنَّ اليسار في العالَم بصفة عامة قد فقَد هُوِيَّته مع انهيار الاتحاد السوفياتي كمرجعية واقعية.

وأصبح مفهوم "اليسار" - كما يَرى "راتب شعبو" - عاجزًا عن إعانة مستخدِميه، بعد أنْ بات هيكلاً أجوفَ، لا يُبقيه على قيد الحياة في شكْلِه المتوارَثِ على الأقلِّ - سوى "قلَّةِ الموت"؛ بل "قلَّة النقد".

يقول "شعبو": "إنَّ مَن يدقِّق النظرَ يجد أنَّ مفهوم "اليسار" - بمعناه القديم على الأقلِّ - قد أصبح عديمَ الفائدة، ولم يعُدْ أداةً للفهم، هذا إذا كان يومًا كذلك".

أما "اليسار العربي"، فقد فقَدَ هُويته أيضًا مع انهيار ما كان يسمَّى بحركة التحرُّر الوطني العربية.

ويقول "محمود سليمان" عن اليساريِّين العرب و"غرامشي": "إنَّه على الرغم من أنَّ الأخير لم يَعرف ترَفَ الصالونات أو "قعدات" المقاهي؛ وإنما قضَى عمره مكافحًا من أجل الفقراء، وقضى ثلاثةَ عشر عامًا في سجون "موسوليني"، ثم مات بعد خروجه من السِّجن بقليل، فإنَّ اليسار في العالَم العربي اكتفى بحَرْق أحجار "الجوزة"، وتلويث الهواء بدخان "الشيشة"، والانزواء في المقاهي لـ"الثَّرثرة" وحَقْن الأوردة بـ"أفيون" التضخيم الفارغ، والاستسلام الكامل للغيبوبة، فالواقع بالنسبة إليهم قد بات أكثرَ مما يُحتمل".

يقول "شعبو" أيضًا: "الواقع أنَّ ما حلَّ باليسار العربيِّ - كجزءٍ من اليسَار العالمي - قُبيْل الانتصار المبِين للرأسماليَّة في الحرب الباردة وبعدَه - شبيهٌ بما أصاب جيشَ "آغاممنون" على أسوار "طروادة" مِن تداعيات الإخفاق والقنوط".

ويمثِّل "اليساريُّون العرب" في رأيه جيشًا يَعتنق مذهبًا مكابِرًا، لا يَرى في الهزيمة سِوى انتكاسةٍ، أو ربَّما تمهيدًا لنصْرٍ يساريٍّ اشتراكي قادمٍ لا ريْب فيه، رغم كلِّ شيء، ولا يفكِّر أبدًا في إعادة النظر في المفاهيم التي ورِثها جاهزةً عن الأوَّلين لتُدِرَّ عليه ما يتصوَّر أنه المعرفةُ الأكيدةُ المطمئنَّة.

لقد بلغتْ قُوى اليَسار العربيِّ السَّابق مرحلةً متقدِّمةً مِن التحلُّل بعد أن فَقدتْ تماسكَها الداخليَّ، وراحت تخْسر كُتْلتَها لصالح قُوَى جذبٍ أخرى، هي القوى التي تمثِّل أحدَ المشروعين المتصارعين في المنطقة: المشروع الأمريكي، والمشروع المناهض له، والذي يَغْلب عليه الطابعُ الإسلامي.

واللافت أنَّ القُوَى المتصارعة - الأمريكيَّة والإسلاميَّة - تجتمع على مُعاداة اليسار العربيِّ وما يمثِّله أو كان يمثِّله، كما أنَّ الخارطةَ السياسيَّة الجديدة للعالم لم تَعُد تعترف باليسار كما كان يحدَّد في السابق.

هذا عن اليسار العربي، أما عما يعرف بـ "اليسار الإسلامي"، فهذا موضوع آخر، كَتَب فيه تفصيلاً "هاني السباعي" و"إبراهيم عوض" و"عبدالسلام البسيوني"، وغيرهم، وكتَبْنا فيه في الثمانينيات مِن القرن الماضي سبْعَ مقالات، نُشرت في مجلة المجتمع الكويتية الأعداد من 901 حتَّى 907، اعتبارًا من الرابع والعشرين من يناير عام 1989، حتى السابع من مارس 1989.

وما نوَدُّ توجيه الانتباه إليه هو أنَّ انهيار اليسار العربي لا يجعلنا نتوقَّف عن متابعة أفكاره وتحرُّكاته المدمِّرة، وأنْ نُظهر للناس الآثار المروِّعة التي نتجتْ عن هذه الأفكار، سواءٌ في البلاد الشيوعية التي طُبِّقت فيها علَنًا، أمْ في غيرها من البلاد التي تسرَّبت إليها هذه الأفكار تسلُّلاً.

وها هي وثيقة "وود" خير شاهد على ذلك.
لقد ذاق المسلمون الويلات على يد الشيوعيين في الماضي، وما زالوا يعانون الويلات على يد الرَّأْسماليِّين في الحاضر.

إنهم يختلفون فيما بينهم؛ لكنهم يتَّفقون على أمر واحد، وهو: تدمير الإسلام وإبادة أهله، والإسلام يأبى إلا أن تَكُون له شخصيته المميَّزة، وعقيدته الفريدة، التي لا تتلبَّس بأي من هذين النَّوْعين من الفكر.

المصادر:


1- إبراهيم علوش، الحرب الثقافية: مفهوم ماركسي الجذور، يُلام الإسلاميون والقوميون على تبَنِّيه، موقع الصوت العربي الحر.
2- أحمد إبراهيم خضر، وقفات مع اليسار الإسلامي، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 906 الصادر في 28/2/1989
3- راتب شعبو: اليسار العربي، الأزْمة والاقتراحات، موقع الآداب عدد (4 - 5) لعام 2010 .
4- سلام صادق، الذي تبقَّى من الاشتراكية، الطريق الواضح إليها، موقع الثقافة الجديدة.
5- محمود سليمان، اليسار العربي والإسلاميون، نوافذ 23 يوليو 2008.
6- أعلام الفكر "أنطونيو غرامشي" موقع الأمة العراقية.
7- Bill wood، " we shall destroy you from within، FC-8 Hearing on Waste، Fraud، and Abuse July 17، 2003
TESTIMONY FOR THE WAYS AND MEANS COMMITTEE standyourground.com/forums/index.php?topic=620.0


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يسار، اليسار، تغريب، علمانية، لائكية، الغرب الكافر، إلحاق فكري، تبعية، غزو ثقافي، غزو فكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، صفاء العربي، رافد العزاوي، محمد الياسين، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، نادية سعد، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، علي الكاش، حسن عثمان، عبد الله الفقير، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، عبد الله زيدان، تونسي، حسن الطرابلسي، كريم فارق، محمد يحي، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، د. أحمد بشير، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، مجدى داود، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، إيمى الأشقر، محمد العيادي، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العراقي، صالح النعامي ، سلام الشماع، طلال قسومي، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، فتحي الزغل، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، ياسين أحمد، فوزي مسعود ، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، فتحي العابد، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة