البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الهيئة العليا لتحقيق الالتفاف على الثورة في تونس وبدعتي المناصفة والقوائم

كاتب المقال محمد العيادي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9047


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تكن في نيتي الكتابة هذه الأيام لاعتبارات عدة أهمها أني كتبت بما فيه الكفاية خلال أيام صعبة كان فيها لكل كلمة ثمن ثم أن وضعي الصحي الحالي لا يسمح لي بالكثير من الجهد والوقت والأعصاب ...

مع ذلك لم اعد قادرا على الصمت أمام فداحة ما يحاك ضد ثورة شعبنا من مؤامرات وارتدادات وتراجعات لعل بعضها تراجع السلطة المؤقتة عن تطبيق بعض الاتفاقات في خصوص عملة الحضائر والعملة الوقتيين والمتعاقدين ولعل بعضها أيضا هذه الهيئة العليا التي أصبحت تختار بدلا عن الشعب وكأنها صاحبة شرعية دستورية أو انتخابية.

يجدر التذكير بداية أن هذه الهيئة الموقرة صاحبة الاسم الطويل واللقب العريض التي تسمى اختصارا بالهيئة العليا ليست محل إجماع وطني وشعبي وهو ما يطعن في شرعية قراراتها واختياراتها فكيف لهذه الهيئة المنصبة أن تفكر وتختار وتقرر نيابة عن الشعب في أمور مصيرية ؟

آخر صولات الهيئة الموقرة كانت في القانون الانتخابي الخاص بانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي , حيث تضمن هذا القانون بدعا كثيرة سأقتصر على بدعتين هما بدعة القوائم وبدعة المناصفة

البدعة الأولى اختيار الانتخاب على القوائم وليس على الأفراد : اعتبر هذا الأمر بدعة لأننا في وضع انتقالي واغلب الأحزاب مازالت في مرحلة التأسيس وغير مهيئة في اغلبها لخوض غمار معارك انتخابية بعد بضع أشهر.

هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن هذا الخيار سيحرم طاقات كثيرة من المستقلين من الترشح ؟ خاصة وان نسبة الانخراط الحزبي في تونس مازلت ضئيلة للغاية رغم كثرة عدد الأحزاب وبلوغها أرقاما قياسية ربما عربيا وإفريقيا؟ هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن التصويت عبر نظام القوائم سيجبر الكثيرين على التصويت لقوائم حزبية قد لا تتوافق كليا مع رغباتهم وسيفقد انتخابات المجلس التأسيسي من نكهة التشطيب التي يتيحها نظام الانتخاب على الأفراد ؟

في وضع انتقالي وحسب تجارب مشابهة يحسن اختيار نظام الانتخاب على الأفراد لأنه يتيح للجميع أحزاب ومستقلين ومختلف الكفاءات الترشح لهذا الموعد الانتخابي الهام كما يتيح للناخب في مختلف الجهات اختيار مرشحين اقرب إلى التعبير عن رغباته وتطلعاته , إن اختيار نظام الانتخاب على القوائم يلغي كل توجه نحو تشريك حقيقي لكل الكفاءات خاصة المستقلة في رسم مستقبل البلاد وحصر ذلك في مناضلي بعض الأحزاب ذات القدرة الكبيرة على التعبئة خلال فترة وجيزة وهو ما يعني انه اختيار إقصائي.

البدعة الثانية ضرورة المناصفة في كل قائمة مرشحة بين الرجال والنساء : وهي بدعة قد تكون ماركة مسجلة للهيئة العليا أدام الله خيرها وبركتها على شعبنا الطيب.

أوضح بداية أن لا مشكلة عندي مع العنصر النسائي واني من أنصار المساواة بين الجنسين بل قد امنح صوتي لامرأة مترشحة إذا تأكدت من كفاءتها ولو حتى لمنصب رئيس الجمهورية لكن هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن العمل في الشأن العام والسياسي عموما يتطلب بعضا من المواهب والميول الخاصة وان الترشح للعمل في هذا الشأن يجب أن يرتبط برغبة فردية وليست تحت دافع آو ضغط من اي كان ؟ أكيد انه بفضل قانونكم ستجبر الكثير من النساء على الدخول إلى معترك الحياة السياسية دون رغبة ملحة منهم وربما حتى دون كفاءات او مهارات لذلك فقط حتى تكتسب القائمة المترشحة شرعية قانونية لكنها في نهاية الأمر ديكورية.

إن وجود المرأة في المجلس التأسيسي ضروري لكن ليس بقوانين فوقية بل عبر معارك انتخابية حقيقية نزيهة وشفافة تخوضها النساء والرجال جنبا إلى جنب وعبر الإرادة الحرة للناخب , إن هذا القانون البدعة قد يعطينا في نهاية الأمر مجلسا ديكوريا نصفه رجال ونصفه نساء لكنه سيكون مجلسا دون روح خلاقة ليس لان نصف أعضائه نساء بل لان نصف أعضائه فرضن فرضا على الناخب في نهاية الأمر.

إن هذه الهيئة العليا ذات الاسم الطويل واللقب العريض ولأنها هيئة تفتقد إلى الشرعية اللازمة تريد أن تقرر لنا أنظمة وقوانين ظاهرها الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وباطنها امتصاص ما حققته الثورة من مكتسبات جزئية عبر بدع وقوانين هدفها مزيد تفكيك قوى المجتمع وتأجيج الصراعات الجانبية والهامشية وتأصيل مبدأ الإقصاء ضد كفاءات وقوى وطنية كثيرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، الثورة، ثورات شعبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تونس : وزراء ومسؤولون سابقون ضحايا النظام البائد، فماذا عن الشعب المسكين؟
  الهيئة العليا لتحقيق الالتفاف على الثورة في تونس وبدعتي المناصفة والقوائم
  الانقلاب على المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين التونسيين جريمة لا تغتفر
  إلى الأستاذة ألفة يوسف والصحفي محمد الحمروني : رجاءا لا تفسدوا علينا هذه الفرحة
  تجديد الهياكل النقابية الجهوية : فرحة أخرى في سوسة
  إلى النقابيين الشيوخ، رجاءا تقاعدوا
  مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس : خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح
  قافلة شريان الحياة : ضيوف تحت حراسة مشددة
  مسرحية خمسون في قابس : عرس مسرحي حقيقي
  شكرا لكم جميعا : اصدقاء وبيروقراطية نقابية وسلطة
  تونس : الفايس بوك سند للنضال النقابي
  بوادر أزمة عميقة تشق الاتحاد العام التونسي للشغل
  إلى باراك اوباما أو الاسكندر المقدوني الجديد

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، كريم فارق، العادل السمعلي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، محمد يحي، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، وائل بنجدو، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، ياسين أحمد، محمود سلطان، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، رافد العزاوي، عواطف منصور، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، فهمي شراب، عبد الله الفقير، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، صلاح الحريري، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، د- محمد رحال، مصطفي زهران، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، سلام الشماع، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، أنس الشابي، فتحي العابد، أحمد بوادي، فتحي الزغل، علي عبد العال، سلوى المغربي، علي الكاش، مجدى داود، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، الهيثم زعفان، د. طارق عبد الحليم، نادية سعد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة