البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العراق: ثمان سنوات على الاحتلال

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6011


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في مثل هذه الأيام تمر ثمان سنوات على احتلال العراق، ماذا نستذكر، وبماذا نعتبر ..؟ لا نريد أن نكرر على المسامع كم من الضحايا قدم شعب العراق، وكم من المهجرين، وما هي الآثار والخسائر المباشرة وغير المباشرة على الاحتلال، ففي ذلك ضرب من التكرار، والإحصائيات، وأكثرها موضوعية وحيادية، بل وحتى إحصاءات الاحتلال، تصيب من يطلع عليها بالهلع، ويحق بعدها التساؤل، ماذا تبقى من العراق ..؟

ولكن من بين أرقام وإحصائيات وجداول كثيرة، تدفع للحزن والأسى، حول ما فعلته وتفعله قوى الاحتلال الأمريكية والإيرانية والإسرائيلية في العراق، يتمثل في تقويض هيكل الجهاز التعليمي وهو الميدان الأكثر تقدماً في العراق، وقطاع الاتصالات (مواصلات برية وجوية، وخدمات هاتف، وقطاع الطاقة الكهربائية)، بالإضافة للتعطيل التام لبرامج التنمية، وهنا تكمن المعاني العميقة، لأهداف الاحتلال، واتفاق قواه الرئيسية الثلاث على تهديم كيان الدولة العراقية وأسس المجتمع العراقي، وهنا تكمن أيضاً إزالة متعمدة مدروسة لكل ما له علاقة بالثقافة الجمعية، والقواسم المشتركة، مقابل تنشيط بائس للطائفية والمناطقية، وكل ما يساهم في تحويل الوطن إلى كتل بشرية لا مصلحة في لقاء أبناؤه في كيان سياسي، وهنا يسهل على القوى السوداء تمرير مخططاتها.

اليوم كشفت أسرار، وفضحت مؤامرات كثيرة، كان أدوار البعض ممن ساهم فيها لاعباً أساسياً ومساهماً في المؤامرة في كل مراحلها، وآخرين كانوا ممثلين ثانويين وكومبارس، انخرطوا فيها إما انصياعاً لشهوة الطمع، أو تقديماً للطاعة لقوى الاستكبار، أو لاعتقادهم بأنهم يحمون كراسيهم، ولكن القوى الرئيسية في المؤامرة على العراق والمنطقة العربية وهم الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، توجهوا ولهم مصالح مشتركة لتدمير الأمة في مخطط بعيد المدى محكم الحلقات، دقيق التفاصيل، رصدوا فيها مكامن القوة والضعف، وتمكنوا للأسف من كسب كثير من الشخصيات السياسية والإعلامية، لبعضهم أسماء لامعة، وتاريخ كان مشرفاً، خسرناهم، وسوف نخسر المزيد في المنازلة التي سوف تستمر لمرحلة أخرى قادمة، هو بلاء غير مستحب، ولكننا سننهض بإذن الله وبعزم شعبنا ونتصدى للمؤامرة ونهزمها، وها هي تباشير هزيمة المؤامرة تلوح أمام الأعين قبل الوعي.

وفي معركتنا الكبيرة هذه تكتسب القوى المناضلة وجماهيرنا المزيد من التجارب وتكتسب الجماهير المزيد من الوعي، وتشخص أعدائها، والدليل الساطع على ذلك هو في الاتساع المطرد لتيار الجماهير الرافضة للاحتلال ونتائجه، وفضح معظم واجهات المؤامرة التي قامت أساساً على شعار الفوضى المنظمة والديمقراطية والطائفية، واليوم في العراق كما في أقطار عربية أخرى ترفض الجماهير تقسيمها وتجزئتها على أساس الطائفية وإثارة النعرات العرقية، والنزعات الانفصالية، وتشجيع كل توجه انفصالي، مقابل تصاعد الفحوى الاجتماعي، واشتداد تمسك الجماهير بالوحدة الوطنية.

كيف سنهزم المؤامرة ....؟
أولاً : يلاحظ بسهولة، برغم أن هناك فارقاً شاسعاً جداً في الإمكانات والقدرات بين الائتلاف المتآمر وقوى الشعب، ولكن قوى الائتلاف السوداء تتراجع بسبب التناقضات الثانوية التي تطغى على مبادئ التحالف، والأطماع تدفع لتحقيق مكاسب إضافية، وهي قوى لم يجمع بينها سوى المصلحة المشتركة في تحطيم العراق وسائر أقطار الأمة، وحصد مغانم ومكاسب.

ثانياً : إن قوى المؤامرة السوداء، تفترض أن انهياراً عاماً سيصيب العراق وسائر الأقطار العربية، بحيث يؤدي ذلك إلى تسليط قوى تنهي الهوية والمشتركات، وتؤسس حالة من الفوضى، تنجح في ختامها بتكرار النموذج العراقي وفق سيناريوهات تتلائم مع ظروف كل بلد، ولكنها بالإجمال تؤدي للتمزيق والتجزئة تحت شعارات شتى، ولكن بنتيجة متشابهة، بيد أن واحدة من الخصائص العربية عبر التاريخ وهي القدرة على الصمود والمطاولة وتصاعد المقاومة المسلحة والشعبية أفشلت وتفشل هذا الركن الأساسي من المؤامرة.

ثالثاً : تقود تبلورات جديدة على صعيد السياسة والاقتصاد الدولي، إلى تخلخل مواقع قوى الدول العظمى التقليدية وأدواتها، وتتمثل في تراجع قدراتها الاقتصادية وبالتالي العسكرية، في فرض الهيمنة باستخدام القوة المسلحة، ولكن من الضروري التأكيد أنها ما تزال تتمتع بالقوة، وتمتلك ناصية العمل الدولي والقدرة على استخدام الأمم المتحدة ومجلس الأمن كحكومة عالمية تحت سيطرتها، بيد أن تلك القدرات تتعرض للوهن، وبسبب ذلك تتراجع سطوته العسكرية الضاربة في مناطق استخدامها التقليدية المعروفة، وتتعرض خططها للفشل.

إننا ندعو الجماهير العربية في كل الساحات، إلى:
ـ تكثيف الوعي الذاتي والجمعي ورفض الثقافة التدخل الأجنبي في قضايانا الوطنية والقومية.
ـ إدانة أي دعوة لتكتلات طائفية تؤدي إلى تقسيم قوى شعبنا.
ـ تغليب العوامل الدائمية على الوقتية العارضة، وتفويت الفرص على قوى التآمر.
ـ تلاحم القوى الوطنية والقومية والتقدمية، وتعزيز وحدتها النضالية، وتأسيس برامج نضال بمستو عال من التشخيص الدقيق لمهمات المرحلة الحالية والمقبلة.
إن مهام النضال في هذه المرحلة ليست يسيرة، ولكن ذلك لا يعني التشاؤم، فالأجيال الشابة الصاعدة، تفرز قيادات تمتلك من الذكاء والعزم على تخطي الصعوبات، وبالاعتماد على التجارب النضالية، واستثمار كافة الفرص من أجل إلحاق الهزيمة بمخططات المؤامرة.

هي مؤامرة من أصعب ما مر على الأمة، ولكننا سوف نتجاوزها بقليل أو بكثير من التضحيات ...

-----------
* جزء من مداخلة ألقيت في ندوة أقيمت ببرلين / ألمانيا الاتحادية بتاريخ 11 / نيسان / 2011


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إحتلال، أمريكا، تحرير، ذكرى الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، رمضان حينوني، خالد الجاف ، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة، رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، فهمي شراب، محمد العيادي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، منجي باكير، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، وائل بنجدو، ياسين أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، فتحي العابد، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد محمد سليمان، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، الهيثم زعفان، كريم فارق، صلاح الحريري، جاسم الرصيف، محرر "بوابتي"، محمد شمام ، تونسي، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، محمد يحي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، مجدى داود، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، نادية سعد، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، صلاح المختار، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، عمر غازي، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، علي الكاش، محمد الياسين، د- محمد رحال، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة