البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تدني المستوى الشعبي العربي في دعم المقاومة

كاتب المقال د -غالب الفريجات   
 المشاهدات: 6970 dr_fraijat@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نفهم ان الموقف العربي الرسمي من القضايا الوطنية والقومية مصاب بالخلل الفادح، والعجز عن اتخاذ اي موقف لنصرة القضايا الوطنية والقومية، حد التآمر من العديد من اطراف هذا النظام، وخاصة فيما يتعلق بقضية احتلال فلسطين واحتلال العراق، ولكن لا نفهم مستوى التدني في نصرة المقاومة في فلسطين والعراق من قبل الجماهير العربية، ومؤسسات المجتمع المدني، وكثرة التبريرات والحذلقات السياسية، لتغطية هذا العجز الذي يلاحق عمل هذه المؤسسات.

نفترض ان الاحتلال لا اجتهاد فيه، فالكيان الصهيوني اغتصب كامل ارض فلسطين، ولا يجوز تحت اي مبرر ان نتغاضى عن احتلال شبر واحد من فلسطين، ايا كانت الظروف والمبررات والفلسفات الايديولوجية التافهة، التي لا تفهم من المعاييرالوطنية والقومية حدها الادنى، والبعيدة كل البعد عن ثقافة المجتمع ودينه، التي لا تقبل اي مساومة على احتلال الارض واغتصاب الوطن، حتى لو كان هذا المغتصب اقرب الناس في الدين والعقيدة والمبدأ، وما ينطبق على فلسطين ينطبق على العراق، فالامبريالية الاميركية وبتحالف مع الصهيونية والطائفية المجوسية الفارسية، اقدمت على غزو العراق واحتلاله، والاميركان يعترفون باحتلالهم للعراق، كما ان الفرس قد تبجحوا بالتحالف معهم، والصهاينة يرتعون في في ظل الاحتلال.

المقاومة العربية في كل من فلسطين والعراق، لا تجد الحد الادنى من الدعم من الجماهير العربية، عدا التعاطف الشعبي، الذي لم يترجم الى مواقف عملية، تسند المقاومة بالاعلام والمال والسلاح والرجال، حيث ان المقاومين لا يدافعون عن تراب فلسطين والعراق فحسب، بل يدافعون عن الامة كلها، لان الامة كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له كافة الاعضاء ، فنحن على امتداد الوطن العربي مصابون بداء الاحتلال، ومع ذلك لا نتحرك للخلاص من هذا الداء.

ليس هناك من مبرر امامنا في عدم مساهمتنا في دعم المقاومة الا فقدان الثقة بالنفس، وتراجع في اخلاقنا وتخلف في تربيتنا، لان الامة التي كانت تربيتها على قيم الاسراع في تقديم الدعم ونصرة الملهوف، والدفاع عن حياض الوطن، ورفض الظلم والتغني بالاوطان والفروسية والشجاعة، والذود عن حياض الوطن مهما كانت التكاليف، قد فقدت هذه القيم، واستبدلتها بالفردية والانانية والمصالح الشخصية، والتخندق في الخنادق الحزبية الضيقة، ولحقت الجماهير الشعبية بمواقف نظمها السياسية، التي رهنت نفسها ومستقبل بلادها الى من يحمي كراسي هذه النظم، وحولها الى سلطات خدمات لسادتها، بدلا من أن تكون هذه السلطات في خدمة بلادها ومواطنيها، فاصبح الناس على دين ملوكهم، وتساوت الجماهير ومؤسسات المجتمع المدني مع النظم السياسية في استمراء العيش في الذل والمهانة، الذي ينخر عقول ونفوس الحكام والمحكومين.

نحن في امس الحاجة الى اعادة النظر في تربيتنا، لاننا فقدنا ما فيها من قيم اجتماعية واخلاقية وثقافية ودينيه، جعلتنا في المستوى المتدني الذي نعيش فيه، فاصبحنا اذلاء، حكاما ومحكومين، واخذت امم الارض تتسابق على نهب خيراتنا، واحتلال اراضينا، وانتهاك حرماتنا، والدوس على كرامتنا، وما من وسيلة نعود فيها الى جوهر الامة في قيمها الاجتماعية والثقافية والاخلاقية والدينية، الا من خلال النظام التربوي، الذي بفضله يمكن تربية ابنائنا على قيم الحق والعدل والدفاع عنهما، والعمل بكل ما نملك من اجل حماية انفسنا وابنائنا واوطاننا، ببذل الغالي والنفيس، لتكون امتنا امة الجهاد الذي يكاد ان يكون الركن السادس في عقيدتنا الدينية، وما المقاومة المسلحة الا بوابة رئيسية من ابوابه، على الرغم من تعدد بواباته.

نحن امة جديرة بالحياة، وهذه تحتاج الى تضحية، والذين يقدمون ارواحهم واموالهم في نصرة الحق في فلسطين والعراق، من ابناء المقاومة الاكثر جدارة منا جميعا، وهم بامس الحاجة ان نكون ظهيرهم، وان نقدم لهم كل الدعم وسبل الصمود والمقاومة، حتى يحققوا النصر، لان نصرهم في فلسطين والعراق هو نصر للامة، فاعداء الامة هم الاميركان والصهاينة وكل من يتحالف معهم، ايا كانت شعاراته الغوغائية، ولا يجوز ان يخدعنا احد من هؤلاء الغوغائيين، وخاصة في ايران، او ممن يدعون الاسلام في العراق، او ممن ينادون بالسلام مع العدو الصهيوني، فهؤلاء جميعا يصبون في مصلحة اعداء الامة، لانهم يخدعون الامة بمواقفهم، ويشتتون جهودها، حتى لاتجمع على مواجهة اعدائها.

نصرة المقاومة في فلسطين والعراق واجب وطني وقومي وديني وانساني، ولا حذلقة في غير ذلك، ولا اجتهاد سياسي، ولا نظريات متهافتة، تقف من هذا الطرف او ذاك موقف المتحالف، او السكوت عما يقوم به من ممارسات خيانية في حق الامة، كما هي مواقف البعض من بعض اطراف افرازات الاحتلال الاميركي في العراق، او مواقف المتهافتين على الاستسلام مع العدو الصهيوني في فلسطين، فكل ما يجري في فلسطين من مفاوضات وعلاقات مع الكيان الصهيوني غير شرعي، وكل افرازات الاحتلال الاميركي في العراق غير شرعي، ولا يجوز لاي كان ان يتفلسف في ذلك، لان هذه الفلسفة هي الخيانة بعينها.

يجب على الامة وبشكل خاص قواها الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني، ان توحد مواقفها من ادانة الاحتلال الصهيوني، والعمل على مقاومته، وتقديم كل سبل الدعم للمقاومة في فلسطين، كما يجب على الجميع دعم المقاومة العراقية الباسلة، واعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق، والعمل على التنديد بكل الذين يشاركون في حكم العراق الاميركي، لان الاميركان غزاة، والذين جاءوا مع دباباتهم عملاء وخونة في حق البلاد والعباد ودين الله، ومجرمون في العرف الانساني، الذي يأبى ان يتعامل مع هؤلاء الخونة تحت اي مبرر كان.

نحن امة كرمها الله بان جعلها خير امة اخرجت للناس، وما نحن فيه لايسمح لنا بان نكون كذلك، فالامة التي اراد الله لها ان تكون خير امة للناس، هي امة الحق والعدل، وأولى بها ان تسعى لتطبيقه على ارضها، وما يتطلبه كنس الاحتلال، لانه لاحق مع الاحتلال، ولا عدل في ظل الاستعمار واعوانه، ولا حق في غياب العلاقة الصحيحة بين الحاكم والمحكوم، ولا عدل في تغييب دور الجماهير الشعبية، ومن يمثلها من مؤسسات مجتمع مدني، تعمل لصالح البلاد والعباد ومستقبل الاوطان، ولا حقوق يمكن ان تقدم على طبق من ذهب، بل ان على الجماهير ان تسعى لنزع حقوقها، لتقف مواقف الشرف مع ابنائها من ابطال المقاومة الباسلة، في خندقي المواجهة في فلسطين والعراق، فمستقبل الامة مرهون بنصرتهما.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مقاومة، احتلال، دعم المقاومة، فلسطين، العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-10-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، تونسي، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، د- جابر قميحة، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الرزاق قيراط ، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، أبو سمية، علي الكاش، مجدى داود، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، مراد قميزة، سيد السباعي، د - محمد بنيعيش، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، طلال قسومي، رضا الدبّابي، سعود السبعاني، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافع القارصي، عبد الله الفقير، سلوى المغربي، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، صفاء العربي، سامح لطف الله، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، كريم فارق، كريم السليتي، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، محمد الياسين، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، سلام الشماع، رافد العزاوي، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، محمود سلطان، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة